Small Angels

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Hey, Nice To Meet you and Good Luck


5 مشترك

    روايه "الحب الاعمي"

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:31 pm

    وهذا البارت علشانكم بس السموحة لأنه قصير فأنا حابة أشوف ردات فعلكم على نهايته وأبي أقرا توقعاتكم



    قرأتم فيما سبق...................


    سارت الأحداث بسرعة من دون أي أحداث تذكر سوا تحسن جاك ليمر يومان ويحين اليوم المنتظر والذي أقصد به اليوم الذي ستأتي فيه ديانا لسؤال إليزابيث



    استيقظت تلك الفتاة الجميلة من نومها على صوت المنبه فنظرت إلى تاريخ اليوم بهاتفها وقالت بصوت فرح " إنه اليوم الموعود " بعدها وقفت وذهبت على الحمام وبعد أن خرجت جففت شعرها الأسود ثم وضعت بعض مساحيق التجميل على وجهها وتوجهت إلى خزانتها الضخمة وأخرجت تنورة قصيرة باللون الأحمر القاتم الذي يناسب بشرتها المسمرة قليلاً وقميصاً بلا أكمام وله أزره من الوسط وبعد ذلك ارتدتهم واتجهت إلى درج مليء بالمجوهرات فارتدت عقداً بنفس لون التنورة وأساور كذلك وحقيبة وحذاء أيضاً ثم وضعت أحمر شفاه بنفس اللون...... بعدها اتجهن إلى المرآة وألقت نظرة على شكلها ثم قالت بتوتر " لا تقلقي...... أنت تبدين جميلة " بعدها ضحكت قليلاً وقالت " مع الأسف هو لن يراني " ثم خرجت من غرفتها وتوجهت إلى الخارج حيث تركن سيارتها فركبتها وانطلقت بها متوجهةً إلى المسكن.....................





    البارت السادس عشر


    " رفض "



    استيقظت إليزابيث من نومها ثم ضغطت على زر الساعة بنعاس فسمعت صوتها يقول " الساعة الآن الثامنة صباحاً وثلاثون دقيقة وخمس وثلاثون ثانية " فصرخت بتوتر قائلةً " يا إلهي " بعدها توجهت إلى دورة المياه واستحمت بعدها ارتدت ملابس عادية وبسيطة كعادتها ولم تستطع تسريح شعرها من التوتر فجعلته ينسدل على جسدها......... ثم خرجت من الغرفة مسرعةً فاصطدمت بشخص وسقطت على الأرض وهي تقول " آسفة "
    أتاها صوت يقول " آه إليزابيث لقد كنت قادمةً لاصطحبك "
    رفعت إليزابيث رأسها وقالت " أنيتا؟؟....... أين هو دانيال؟؟ "
    مدت أنيتا كفها لإليزابيث وهي تقول بتذمر " دانيال صحيح..... أول شخص تسألين عنه كما توقعت "
    أمسكت إليزابيث بكف أنيتا ونهضت وهي تقول " لا تبدئي أنيتا "
    أنيتا " حسناً حسنا..... أظنه لا يزال نائماً فقد قال البارحة بأنه يعاني من صداع شديد ولا يستطيع النوم لهذا أعطيته مهدئاً وأظنه لا يزال تحت تأثيره "
    شهقت إليزابيث بخفوت وهي تقول " حقاً..... إذن سأطمئن عليه " وكادت أن تتحرك لولا أن يد أنيتا أمسكت بها وهي تقول " دعيه ينام الآن ثم اطمئني عليه كما تشائين "
    إليزابيث " لكنـ.... "
    قاطعتها أنيتا بقول " لا لكن هيا معي " ثم سحبتها وأخذتها إلى قاعة الطعام
    جلست إليزابيث تأكل طعامها ببطء وبدون شهية وبعد دقائق سمعت صوتاً دافئاً يهمس بأذنيها " كيف حال حلوتي القلقة "
    انتفضت إليزابيث ثم قالت " آه دانيال..... لقد أخفتني "
    سحب دانيال الكرسي ثم جلس بجوار إليزابيث وهو يقول " آسف "
    إليزابيث " لا بأس..... لكن أخبرني لم قلت بأنني قلقة؟؟ "
    أخذ دانيال فنجان القهوة ثم ارتشف منه رشفة ووضعه على الطاولة وهو يقول باستغراب " ألست كذلك؟؟ "
    إليزابيث " بلا "
    ارتشف دانيال من قهوته مرة أخرى وهو يقول " وأظنك تعرفين السبب "
    أخذت إليزابيث نفساً عميقاً ثم قالت وهي تزفره " اليوم...... اليوم ستأتي ديانا...... ستأتي لتسألني عن ردك "
    رفع دانيال أحد حاجبيه وهو يقول " ولم أنت متوترة..... أخبريها بردي فقط.... أنت لا تكذبين فقط تقولين الحقيقة... أليس كذلك "
    أخذت إليزابيث نفساً عميقاً آخراً ثم قالت " معك حق..... لا داعي للقلق..... سأواجهها وأخبرها بالحقيقة "


    أتى صوت من خلف إليزابيث يقول " إليزابيث هناك زائرة لك "
    تشبثت إليزابيث بقميص دانيال وهي تقول " دانيال ساعدني ماذا أفعل "
    ضحك دانيال وهو يمسك بمعصمي إليزابيث ويبعد قبضتيها عن قميصه ثم قال " أين تلك الفتاة الشجاعة التي كانت هنا قبل قليل "
    إليزابيث " ذهبت "
    ضحك دانيال مرةً أخرى وهو يقول " هيا عزيزتي تشجعي وأخبريها حسناً؟ "
    طأطأت إليزابيث رأسها وهي تقول " حسناً " بعدها وقفت وقالت موجهةً كلامها للشخص الذي خلفها " أين هي أنيتا؟؟ "
    ابتسمت أنيتا وهي تقول " تنتظرك في غرفتك "
    ارتسمت ملامح الجمود على وجه إليزابيث لتخفي القلق والخوف وقالت " إذن خذيني إليها "
    أخذت أنيتا إليزابيث على غرفتها وفتحت الباب فأحست هذه الأخيرة بتثاقل جسدها وبصعوبة حركتها لكنها تقدمت وهي تصارع نفسها من الداخل وتقول ( لا بأس إليزابيث...... تحبين دانيال ها..... إذن عليك تقديم بعض التضحيات ) بعدها جلست على الكرسي بجوار الكرسي الذي كانت ديانا تجلس عليه
    كانت ملامح إليزابيث جادة وضربات قلبها تزداد شيئاً فشيئاً.... عندها سمعت صوت ديانا تقول " كيف حالك إليزابيث؟؟ "
    أجابتها إليزابيث ولازالت محافظةً على جمودها وجديتها " بخير ديانا "
    استغربت ديانا من نبرة إليزابيث فقررت أن تدخل في الموضوع فقالت بلهفة " والآن اخبريني برأي دانيال.... هل وافق؟؟ " كانت ديانا تتوقع كلمة إيجابية تخرج من بين شفتي إليزابيث فكانت ضربات قلبها تتسارع بلهفة ممزوجة مع قلق لكنها توقفت للحظة عندما رأت شفتي إليزابيث تتحركان...... ويخرج منهما حرفان..... نعم حرفان فقط...... لقد سمعت....... لا...........


    هل أنا في حلم؟؟..... أم أنها حقيقة؟؟...... هل حقاً قالت لا؟؟...... أم أنني أتخيل؟؟...... لا..... هذا كابوس..... كابوس بشع وسأصحو منه قريباً.......... كانت هذه العبارات تتردد بذهب ديانا مراراً وتكراراً وكانت مصدومة وعيناها متوجهتان إلى الأمام ثم....... ثم قالت وهي تشعر بغصة في حلقها " لا... إليزابيث ماذا تقصدين بلا؟؟...... هل حقاً قال دانيال هذا أم انك تمزحين ؟؟ "
    أجابتها إليزابيث بنفس نبرة الجمود قائلةً " لقد قلت لك مسبقاً وأضن أن نبرتي لا تدل على أنني أمزح "
    قالت ديانا وهي لا تزال على صدمتها " لكن لماذا؟؟...... لماذا يرفضني وهو حتى لا يعرفني جيداً؟؟ "
    شعرت إليزابيث بالشفقة على صديقتها لكنها ظلت على جمودها وقالت " لقد قال بأن هناك فتاة يحبها جداً وليس مستعداً للتخلي عنها "
    انهمرت دموع ديانا من دون شعور منها وقالت بنبرة بكاء ممزوجة بغضب " من..... من هذه الفتاة أخبريني إليزابيث..... أرجوك "
    شعرت إليزابيث ببعض الخوف وجمودها كله اختفى عندما قالت بارتباك " لا..... لا أدرى من هذه الفتاة.... فـ.... فهو لم يخبرني من هي "
    دست ديانا أصابع كفها الأيمن المتعرق بين خصلات شعرها وهي تقول بغضب وحقد " لا بد أنها حمقاء وغبية وقبيحة وساذجة أيضاًُ..... أنا لا أعرفها لكنني أكرهها.... وإن رأيتها فسوف أقتلها "
    نزلت دمعة من عيني إليزابيث من دون سابق إنذار فمسحتها بسرعة قبل أن تلحظها ديانا ثم قالت " نـ..... نعم... لا..... لا بد أنها كذلك " ثم أردفت قائلةً " لا بأس ديانا....... انسي دانيال.... يمكنك أن تحبي شاباً آخر فأنت جميلة وذكية "
    مسحت ديانا دموعها ثم قالت " أ..... أظن أن كلامك صحيحاً إليزابيث...... على العموم.... أشكرك على كل شيء....... اعذريني الآن فعلي الذهاب "
    وضعت إليزابيث ابتسامةً باهتة على شفتيها وقالت " لا بأس "
    وقفت ديانا بصعوبة وهي تقول " إلى اللقاء "
    إليزابيث " وداعاً "
    بعدها خرجت ديانا من غرفة إليزابيث ثم سمعت صفيراً منغوماً على بعد بضع أمتر منها فالتفتت تلقائياً لترى...... دانيال.... نعم دانيال بوجهه المثالي وعينيه المطيرتين وجسده الممشوق.....
    لم يرها دانيال بالطبع لكنه أحس بأن هنالك شخص واقف يحدق به فظنه أحد الممرضات لهذا لم يعره أي اهتمام وفتح باب غرفته ووقف....... لم يعرف بالضبط ما سبب وقوفه............ هل هو فضول لمعرفة هذا الشخص؟؟......... أم لمعرفة ما يريده؟؟......... كان دانيال ممسكاً بيده اليمنى مقبض الباب وكانت عيناه موجهتان نحو ديانا وكأنه يراها.......
    كانت ديانا تشعر بغضب وحقد يشعلان ناراً دفينة في صدرها ويذكرها بأحداث...... بأحداث قديمة...... يذكرها بشيء حدث سابقاً......... ماذا حدث؟؟..... ماذا جرى؟؟...... العلم عند الله............
    تحركت شفتا ديانا بدون سابق إنذار لتنطقان " أكرهك...... لم؟؟...... لم ترفضني هكذا؟؟....... لم تكرر أحداث الماضي؟؟ "
    بالطبع علم دانيال بهوية الشخص الذي أمامه لكنه لم يرد أن يجرح شعورها أكثر فقال بكل ما في العالم من برود " من أنت؟؟...... أنا لا أعرفك ولا أعرف عما تتكلمين " بعدها كاد أن يدخل غرفته لولا أن ديانا أسرعت ممسكة بيده اليمنى الممسكة بمقبض الباب وقالت بنبرة بكاء " دانيال...... لا تدعي الغباء...... أنا أعلم بأنك تعرفني "
    دس دانيال أصابع يده اليسرَ بين خصلات شعره الناعمة وقال ببرود " وكيف لي بأن أعرف وأنا لا أرى سوى السواد "
    ازدادت دمع ديانا فقالت بصوت حاد وباكي " دانيال..... أرجوك...... أنا أتوسل إليك...... أخبرني بالحقيقة..... لم رفضتني؟؟ "
    أخذ دانيال نفساً عميقاً ثم زفره بحدة وهو يقول " ألم تخبرك إليزابيث؟؟ "
    صمتت ديانا لثوانٍ ثم قالت " بلا أخبرتني...... لكن... لكنني لا أجد هذا مقنعاً....... لا أجده مقنعاً أبداً...... كيف؟؟..... كيف لك بأن تحب وأنت... أ.... أعمى و....... في...... في هذا المكان؟؟ "
    أنزل دانيال رأسه بحزن لتغطي خصلات شعره عيناه ثم قال بهدوء وألم بنفس الوقت " وهل حرم علي الحب لأنني أعمى فقط........ هل علي بأن أبقى وحيداً طوال حياتي "
    شعرت ديانا بثقل الكلام الذي قالته على قلب دانيال فأبعدت كفها عن كفه ووضعته على صدرها وهي تقول " أنا.... آسفة.... على ما قلته "
    أبعد دانيال كفه الأيمن عن مقبض الباب ثم رفع رأسه لتواجه عيناه عيناها وكأنه يراها وقال بصراخ وهو يكور قبضته ويضرب بها الجدار " وإن كنت مجرد أعمى تافه بنظرك فكيف تريدين مني بأن أحبك...... ولم تحبينني مادمت تعتبرين العمى عيباً كبيراً "
    نزلت دموع أكثر من عيني ديانا فعجز لسانها عن النطق فلما أحس دانيال بهذا فتح الباب أكثر وكان أن يدخل لولا أن أمسكت ديانا بذراعه اليسرَ وهي تقول بصوت خافت وبنبرة رجاء " على الأقل....... أخبرني من هي "
    عرف دانيال بأن كلماته سوف تجرحها لكنه فكر بأنها ستكرهه وتبتعد وعنه وبالتالي تنساه بكل سهولة لهذا قال بحزم وقوة " لن أقول لك اسمها..... لكنها لطيفة جداً..... ظريفة..... حساسة وطيبة القلب..... وكما سمعت أيضاً.... إنها في غاية الجمال..... وهذا يعني..... بأنك لن تصلي إلى مستواها " ثم أفلت ذراعه من قبضتها بسرعة ودخل الغرفة ولما سمع صوت ديانا تناديه قائلةً " انتظر " رد عليها بكل ما في العالم من برود وقسوة قائلاً " النقاش انتهى...... وداعاً..... وأعنى بذلك أن لا نلتقي مجدداً " بعدها أغلق الباب بقوة كبيرة حتى أحدث هزة في قلب ديانا فشعرت بارتجافه قلبها..... وبإهانة كرامتها...... وأحست بغصة في حلقها وهي تقول بصوت باكي " بلا قلب....... قاسي....... مغفل..... أكرهك " بعدها مشت متجهةً على الباب...... وكل خطة تخطوها تحدث ثغراً كبيراً في قلبها إلى أن..... خرجت من المسكن وهي تجمع شظايا قلبها المحطم.

    بعد أن أغلق دانيال باب غرفته وسمع كلماتها أسند مؤخرة رأسه وظهره على الباب بعدها أخذ نفساً عميقاً ثم قال في نفسه ( هل أنا حقاً قاسي؟؟...... هل أنا حقاً بلا قلب؟؟ )




    أما إليزابيث فقد كانت تقف خلف باب غرفتها تسترق السمع ودموعها تنهمل كما لم تنهمل من قبل...... وضعت كفها على فمها محاولةً منع شهقاتها الباكية وهي تقول بهمس ممزوج ببكاء " كل هذا...... كل هذا بسببي...... أنا آسفة ديانا..... آسفة " ثم انزلق جسدها لتجلس على الأرض بكل حزن ودموعها لا تفارق وجنتيها الناعمتين.

    كان دانيال يجلس في غرفته بهدوء يعيد ما حدث لكنه تذكر إليزابيث فنهض وخرج من غرفته متوجهاً إلى غرفة إليزابيث وعندما فتح باب غرفتها أحس بأن إليزابيث جالسةً قريباً من ساقه وكانت لا تزال على وضعيتها.... ضامةً ساقيها إلى صدرها وكأنها مشردة تبكي أسفاً على حالها.
    نزل دانيال على مستواها وكفه الأيمن موضوع بخفة على الجدار ومثني ركبتيه وعيناه كانتا متوجهتين لإليزابيث..... بعدها قال بنبرة تملؤها الحنية " ما الذي تفعله أميرتي؟؟ "
    ازداد بكاء إليزابيث وقالت بنبرة جريحة " دانيال.... أنا السبب في هذا...... أنا السبب بأن ديانا تبكي بمرارة الآن.... أنا السبب "
    مسح دانيال بكفه الأيسر على شعرها وقال بدفء " وهل لي بان أعرف لم تلومين نفسك؟ "
    أُفلتت شهقة من بين شفتي إليزابيث فقالت وهي تمسك بنفسها " لو لم تكن تحبني لما أطريت لرفض ديانا..... ولتمكنت من حبها..... أنا السبب "
    أخذ دانيال نفساً عميقاً ثم قال " ما الذي يجعلك تقولين هذا؟؟..... أنا السبب الرئيسي في بكاء ديانا..... أنا من رفضها...... أنا من جرحها بكلامه...... وأنا أعلم بأن هذا أفضل لها....... ثم من قال لك بأنني لو لم أكن أحبك لتمكنت من حبها...... فحتى لو لم تكوني موجودةً كنت سأرفضها.... وبالطبع وجودك ساعد كثيراً وجعلني أكون أكثر لباقة...... ولولاك لكنت جرحتها أكثر "
    رفعت إليزابيث رأسها وقالت" حقاً "
    أومأ دانيال رأسه وهو يقول " بالطبع "
    مسحت إليزابيث دموعها وهي تقول " لا يبدو بأنك تشعر بالاستياء "
    ابتسم دانيال وقال " وأنا كذلك.... فقد اعتدت على هذا "
    إليزابيث " اعتدت على ماذا؟؟ "
    اتسعت ابتسامة دانيال وقال وهي واضحة في صوته " هنالك الكثير من الفتيات اللاتي يتقربن مني دائماً لهذا أنا أبعدهن بنفس الطريقة وربما أكون أقسى..... أنا معتاد على هذا فقد فعلته عشرات المرات "
    ضمت إليزابيث دانيال وهي تقول " دانيال لا تحاول إغاضتي "
    ضحك دانيال بخفوت وقال " ربما أحاول فعل شيئاً أخراً "
    إليزابيث " مثل ماذا؟؟ "
    أجابها دانيال وابتسامة في صوته " أمممممم لا أدري ربما إثارة غيرتك "
    ضربت إليزابيث دانيال على صدره بخفه وهي تقول " دانيال كفى لا تجبرني على قول أنني أغار عليك "
    دانيال " ها قد قلتيها "
    واصلت إليزابيث ضرب دانيال وهي تقول " قلت كفى "
    ضم دانيال إليزابيث ثم حملها إلى السرير وأجلسها ثم جلس بجوارها وضم رأسها إليه بعدها قال بنبرةٍ عالية بعض الشيء " أحب أن أعرف بأنك تغارين علي....... والآن ارتاحي حبيبتي..... وأعلمي بأنك أول وآخر فتاة تلمس قلبي...... فأنت هي....... أميرتي "
    وبينما كان دانيال يقول هذا...... دخل شخص إلى الغرفة وهو يقول " إليزابيث أضنني نسيت....... محـ......فـ......ظـ........تـــي "




    *أحداث غير متوقعةٍ كما وعدتكم.... وأكثر قسوة على كل من أبطالنا
    *ماذا سيحدث الآن؟؟
    *ماذا ستفعل إليزابيث؟؟
    *كيف ستبرر موقفها؟؟
    *وأهم سؤال...... هو ما الذي سيحدث لديانا؟؟

    *لتعفرا الإجابة على هذه الأسئلة تابعوا معي أنا البارت القادم بعنوان " صدمة "
    *مع أرق قبلاتي

    guiltless girl
    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:38 pm

    ويله هذا البارت وبنات ترا الشخصيتين اليدد على وشك انهم يطلعون يعني بارتين بالكثير




    قرأتم فيما سبق.............


    اتسعت ابتسامة دانيال وقال وهي واضحة في صوته " هنالك الكثير من الفتيات اللاتي يتقربن مني دائماً لهذا أنا أبعدهن بنفس الطريقة وربما أكون أقسى..... أنا معتاد على هذا فقد فعلته عشرات المرات "
    ضمت إليزابيث دانيال وهي تقول " دانيال لا تحاول إغاضتي "
    ضحك دانيال بخفوت وقال " ربما أحاول فعل شيئاً أخراً "
    إليزابيث " مثل ماذا؟؟ "
    أجابها دانيال وابتسامة في صوته " أمممممم لا أدري ربما إثارة غيرتك "
    ضربت إليزابيث دانيال على صدره بخفه وهي تقول " دانيال كفى لا تجبرني على قول أنني أغار عليك "
    دانيال " ها قد قلتيها "
    واصلت إليزابيث ضرب دانيال وهي تقول " قلت كفى "
    ضم دانيال إليزابيث ثم حملها إلى السرير وأجلسها ثم جلس بجوارها وضم رأسها إليه بعدها قال بنبرةٍ عالية بعض الشيء " أحب أن أعرف بأنك تغارين علي....... والآن ارتاحي حبيبتي..... وأعلمي بأنك أول وآخر فتاة تلمس قلبي...... فأنت هي....... أميرتي "
    وبينما كان دانيال يقول هذا...... دخل شخص إلى الغرفة وهو يقول " إليزابيث أضنني نسيت....... محـ......فـ......ظـ........تـــي "





    البارت السابع عشر


    " صدمة "




    صدمة...... رعشة...... أنفاس غير منتظمة....... ضربات قلب قوية..... لهيب نيران هائجة....... آمال..... أحلام تتحطم...... كل هذا كان يحدث لديانا في آن واحد حينما رأت....... مشهد دانيال وهو يضم إليزابيث...... وحينما سمعت كلمات دانيال الجميلة لإليزابيث....... هل هذا صحيح؟؟....... هل هذا كابوس؟؟...... هل سأصحو منه يا ترى؟؟....... أم سأضل حبيسة له طوال حياتي؟؟........ وكل هذا كان يتردد كالصدى المزعج في داخل عقل ديانا مرةً..... مرتين..... ثلاث...... مئة..... لم تستطع تحمل هذا فكانت روحها تصرخ حزناً ألماً..... وكانت ذكرياتها الدفينة تحطم سلاسل النسيان التي قيدتها بها منذ زمن....... كانت عاصفة الحزن تعصف بقلبها..... تحاول ابتلاعها...... كانت تقاوم وتقاوم لتتمسك بحياتها...... بسعادتها..... بروحها..... قدميها لم تعدا قادرتين على تحمل ثقلها..... أحست بأنها توزن أطنانا وأطناناً....... عينيها لم تعودا قادرتين على تحمل حرقة دموعها..... قلبها...... يضرب...... ويضرب ويضرب...... يحاول الخروج من صدرها..... يحاول الإفلات من قبضة شرايينها ..... شرايينها التي تحولت إلى سلاسل من نار..... تقيد قلبها...... تحاول منعه من الفرار..... حتى..... لا يجعله جثةً هامدة..... إنساناً جماداً...... كل هذا حدث في لحظات معدودة.... فقد كانت في صراع داخلي مع نفسها... عندها.... تحركت شفتاها لتنطقان من غير أن تحس " مــا...... مــا الذي يجري؟؟...... أنا لا أفهم؟؟..... إليزابيث؟؟....... دانيال؟؟..... لماذا؟؟ "
    كانت إليزابيث متجمدةً في مكانها..... لا تدري ماذا تقول..... لا تدري ماذا تفعل....... أما دانيال.... فقد كان مقبضاً بشدةٍ على أصابه... وهادئاً لأقصى الحدود......
    تحركت شفتا إليزابيث لتنطقان " ديانا..... د.... دعيني أوضح لكـ "
    قاطعن ديانا إليزابيث بصراخها " توضحين لي ماذا؟؟...... إنك على علاقة بدانيال؟؟...... أن دانيال أكثر من صديق لك؟؟.... لماذا؟؟..... لماذا تفعلين هذا يا إليزابيث؟؟..... في البداية جوش..... والآن دانيال "
    استغربت إليزابيث كثيراً من ذكر سيرة جوش فقالت متسائلة " جوش؟؟ "
    أجابتها ديانا بنبرة بكاء قائلة " نعم جوش...... أنسيتِ؟؟...... أنسيتِ أنني في البداية كنت معجبةً به ؟؟.... وأنا عرفتك عليه؟؟..... ظننت أنك كنت خير صديقةٍ لي وستساعدينني على اكتساب محبته لكن آه...... جعلته يفتن بك ويحبك..... وفي كل يوم كنت تحكين لي ما جرى معك وكنت أحترق بسعير غيرتي...... كيف؟؟..... كيف يمكنك طعني مرتين إليزابيث؟؟.... كيف؟؟ "
    صمتت إليزابيث لفترةٍ طويلة لتستوعب ما يقال ثم قالت بصوت خافت " لم..... لم أكن..... أعرف "
    عاودت ديانا الصراخ بوجه إليزابيث بقولها " بلا كنت تعرفين...... كنت تعرفين ولكنك نسيتِ كل هذا "
    ردت عليها إليزابيث بصراخ باكي " من المفترض أن تشكريني...... نعم من المفترض أن تفعلي..... فلولاي لكان حادث السيارة أصابك أنت..... وكنت الآن عمياء غبية..... كما أنا الآن تماما " ولم تستطع إليزابيث الإكمال فقد قطعتها شهقةٌ باكية خرجت من بين شفتيها المرتجفتين فنزلت وجلست على الأرض وهي واضعةٌ يدها على فمها.
    أما ديانا فقد ضلت واقفة في صدمة ودموعها متجمدة على خديها...... ودانيال كان لا يزال على حالة الصمت التي كان فيها
    وقفت إليزابيث على قدميها بعد أن استجمعت قواها وقالت بصوت مرتجف " أ..... أرايتي ديانا؟؟...... لولاي لكنت الآن في مكاني..... مجرد عمياء تافهةٍ بلا أي هدف أو معنى في الحياة....... كما انه لولاي..... لكسر قلبك كما كسر قلبي وتحطم بسبب جوش...... أرأيت كم صديت عنك الكثير...... كما..... كما أنني أحببت دانيال قبل أن تعرفيه...... أحببته بقلبي وبعقلي.... وليس بعيناي كما فعلتِ أنت "
    تحركت دموع ديانا من وضع التجمد الذي كانت فيه وأخذت بالسيلان على وجنتيها عندها قالت بنبرة بكاء مكسورة " لكن هذا لا ينفي أنك جرحتني........ مرتين " ثم اقتربت من إليزابيث ورفعت كفها محاولةً صفعها لكن...... وفي آخر لحظة..... كف قوية أمسكت بذراعها اليمنى بعدها سمعت صرخة..... صوتاً هز كيانها بقوله " إياك "
    تجمدت ديانا بمكانها وهي تحس ببرودة ذلك الكف الممسك بها..... فأخذت تتطلع لصاحبه وظل الثلاثة في حالة صمت لوهلة لكن....... صوت صرخةٍ باكية قطعتها ومن بعدها قالت صاحبتها " دعها دانيال.... دعها تفعل ما تشاء..... إن كنت في نظرها حقيرة خائنة..... لتفعل ما تشاء بي...... لم يعد يهمني شيء "
    ظل دانيال مطبقاً على ذراع ديانا بكفه بشدة وهو يقول " لا إليزابيث...... لا..... لن أدع أحداً يؤذيكِ..... وحتى لو كنت تريدين ذلك...... فأنا لن أسمح له...... على الأقل..... ليس لأجلك.... بل لأجلي "
    كانت ديانا تصغي لكلمات دانيال باهتمام..... وكان كل حرف نطقه يطعن قلبها ويمزقه تمزيقا.......
    ترك دانيال ذراع ديانا ونزل لمستوى إليزابيث ليضمها لصدره فما من إليزابيث إلا أن استسلمت له وأمسكت بقميصه بشدة ودموعها في ازدياد كبير لهذا...... مسح دانيال على شعرها وقال بصوت دافئ " لا بأس.... لا بأس"
    أحست ديانا بدفء العلاقة بين هذين فأغمضت عينيها بمرارة وهي تحس بأن وجودها غير مرغوب فيه فتوجهت للطاولة وأخذت محفظتها ثم أسرعت للخارج وهي تحاول التخفيف من آثار البكاء على وجهها وما إن وصلت لسيارتها حتى دخلت لها بسرعة وحركتها وطوال الطريق كانت تبكي بمرارة وهي واضعة كفها الأيسر على فمها وكانت تقول " لماذا؟؟...... لماذا؟؟...... لماذا يحدث لي كل هذا؟؟...... لماذا؟؟ "





    ظل دانيال مطبقاً على إليزابيث بضلوعه لفترة وجيزة وبعدها أبعدها قليلاً وأمسك بوجهها بكلا كفيه ثم مسح دموعها بإبهاميه وهو يقول لها بصوت تملؤه الحنية " كفى...... كفى حبيبتي...... لا تعذبي نفسك و تعذبيني أكثر ببكائك "
    لم تنطق إليزابيث بأي حرف بل ارتمت بحضنه ووضعت رأسها على صدره أما هو فقد أسند مؤخرة رأسه وظهره على السرير وأخذ يمسح على شعرها وظهرها فسرعان ما غطت في نوم عميق...... فحملها ووضعها على سريرها ثم غطاها بالغطاء وخرج من الغرفة.
    أحس دانيال بعد خروجه بوجود شخص كان واقفاً لكنه لم يعره أي اهتمام ولم يشعر حتى بالفضول لمعرفته فمشى وعندها استوقفه صوت فتاة تقول " ما الذي جرى؟؟ "
    أكمل دانيال سيره وهو يقول ببرود " أنيتا ليس لدي رغبة بالحديث أبداً..... وبالمناسبة..... لا توقظي إليزابيث للغداء ولا توقظيني أيضاً فأنا متعب "
    أومأت أنيتا برأسها وقالت والاستغراب يكسو صوتها " حسناً "

    بعد ساعات استيقظت إليزابيث من نومها فقالت بنبرة خافتة " كم الساعة الآن؟؟ " بعدها مدت ذراعها وضغطت على جهاز صغير بجوارها فسمعت صوتاً يقول ( الساعة الآن..... السادسة وثلاثون دقيقة.... وخمس وأربعون ثانية.... مساءً ) فنهضت وقالت بذعر " لا أصدق؟؟...... هل نمت كل هذه المدة؟؟ ..... ولم لم يوقظني أحد؟؟ " بعدها وقفت ثم توجهت للحمام وغسلت وجهها الجميل بعدها رفعت رأسها لتتذكر أحداث اليوم كلها...... فوضعت كفها الأيمن على رأسها وأطلقت أنةً بسيطة من بين شفتيها وشعرت بصداع قوي فضغطت على رأسها بكفها ثم تمسكت بالمغسلة طالبةً المعونة وأخذت تمشي ببطء وبصعوبة وكادت أن تسقط عدة مرات إلى أن خرجت من الحمام فوضعت كفها الأيمن على الجدار وواصلت سيرها البطيء إلى أن وصلت لمقبض الباب فأنزلته بقوة ليفتح الباب ثم خرجت وهي واضعة يديها على رأسها وتضغط عليه بشدة بعدها قالت بصوت خافت ومتقطع وهي تتنفس بصعوبة " أ..... أضن بأنني أحتاج..... إلى بعض الهواء النقي " فوضعت كفها الأيسر على الجدار بخفة بينما كفها الأيمن لا يزال على رأسها ثم بدأت بالسير محاولةً الوصول للحديقة لكنها توقفت فجأة وهي تقول في نفسها ( لحظة..... أنا لا أعرف الطريق للحديقة..... كان دانيال دائماً يأخذني إليها....... لحظة...... دانيال..... ديانا.... آه رأسي ) بعدها سقطت على الأرض وأعادت كفها الأيسر لرأسها وأخذت تضغط عليه بشدة وهي تقول " آه رأسي..... لا أستطيع الاحتمال..... رأسي " ثم سقطت على الأرض مغمى عليها وجسدها يتعرق بشدة.
    سمعت أنيتا صراخ إليزابيث فتوجهت لها بسرعة وجلست على الأرض وهي تقول بقلق " إليزابيث.... إليزابيث هل تسمعيني؟؟...... هل أنت معي؟؟ " بعدها جلست على الأرض ووضعت رأس إليزابيث في حضنها وأخذت تضرب وجهها بخفة وتنفخ على وجهها وعندما لم تستجب نادت الممرضات بصوت عالٍ قائلةً " أيها الممرضات..... تعالين أرجوكن..... بسرعة "
    جاء عدد كبير من الممرضات وحاولن إيقاظ إليزابيث لكن لا فائدة وكن متوترات جداً فبعضهم يصرخ والبعض الآخر يقول لنحضر سريراً لها وقله منهن يردن استدعاء الطبيب فعمت الضجة الممر بأكمله.




    في غرفة من الممر نفسه كان هنالك شاب ينام على سريره بسلام...... وكانت خصلات شعره منثورة على الوسادة برقة وملابسه البيضاء الناصعة توحي بالارتياح....... شعر هذا الشاب بشيء يقبض بقوة على قلبه ثم يفلته فاستيقظ على شهقةٍ قوية وهو يرفع نصف جسده العلوي وكانت أنفاسه قوية وضربات قلبه سريعة..... وبعد أن هدأ لفت انتباهه الصراخ القادم من الممر.... كان من الصعب على شخص عادي بأن يميز ما يقال فقد كانت الكلمات مختلطةً على بعضها والصراخ مهيمناً على الوضع لكنه لم يكن فقد استطاع بسمعه القوي أن يحدد " إليزابيث...... إليزابيث...... إليزابيث " وقد كان هذا يتردد كالصدى المزعج في عقله فبسرعةٍ خيالية رفع الغطاء ووقف ثم خرج من غرفته واقترب من وضع الصراخ وهو يقول بخوف " ما الذي يجري؟؟ "
    فسمع صوت أنيتا تقول بنبرة صراخ خائفة " إنها إليزابيث يا دانيال...... لا أدري ما الذي حل بها لكنها سقطت في الممر "
    أبعد دانيال الممرضات بسرعة وبقوة وجلس على الأرض بجوار أنيتا ثم انتشل إليزابيث من حضنا وضمها لصدره وهو يقول " إليزابيث..... إليزابيث أنا دانيال..... هل تسمعيني؟؟..... أرجوك استيقظي " ثم وضع يده على جبينها وعلى رقبتها وهو يقول " جسدها بارد جداً.... ومع هذا فهي تتعرق..... ما الذي يجري؟؟ "
    ثم أبعدها عن صدره قليلاً وقرب وجهه من وجهها ليكون على بعد أنش فقط وقال بنبرة دافئة وخافتة وهو يبعد خصلات شعرها الذهبية عن وجهها " حبيبتي...... ما الذي يجري لك؟؟..... هل أنت بخير؟؟..... أخبريني ما الذي يؤلمك؟؟...... سأ..... سأجعل الألم يزول على الفور...... فقط كلميني "
    عم الصمت الممر بكامله فقد كانت الممرضات صامتات وهن ينظرن إلى دانيال وإليزابيث وكأنهم يشاهدن فيلماً سينمائيا.
    رفع دانيال رأسه وقال " استدعوا الطبيب وأنا سأنقلها إلى غرفتها " ثم حملها على ذراعيه ودخل لغرفتها ووضعها على السرير ثم غطاها بغطائه وقد دخلت الكثير من الممرضات خلفه لكنه أخرجهن بقوله " ما الداعي لوجودكن هنا..... إنها تحتاج لبعض الهواء النقي والراحة...... أرجوكن.... دعوها ترتاح " فخرجت الممرضات من الغرفة من دون أي تعليق وظلت أنيتا في الغرفة فأغلق دانيال الباب خلفهن ثم توجه للنافذة وفتحها ليجدد هواء الغرفة بعدها أقترب من سرير إليزابيث وجلس على الكرسي المجاور له فأمسك بكفها ورفعه ليقبله ثم مسح على شعرها بعدها........ سمع صوت أنيتا تقول وهي تضع ابتسامةً شاحبةً على وجهها " كيف عرفت بأنها تحتاج للهواء النقي "
    رفع دانيال كتفاه بلامبالاة وقال ببرود " لا أدري "
    وضعت أنيتا خصلة من شعرها خلف أذنها ثم قالت بصوت خافت " شخصيتك قوية يا دانيال "
    وجه دانيال وجهه لحيث تقف أنيتا وقد طغى الاستغراب عليه فقالت هذه الأخيرة " أقصد...... عندما كنت أنا في الممر...... لم أستطع حتى أن أقول لهن اتصلن بالطبيب فقد كانت الممرضات مرتبكات..... وكل واحدة تود فعل ما تريد....... لكن بعد أن أتيت أنت..... سيطرت على الموقف تماماً.... وهم الهدوء المكان.... استطعت بجملتين أن تصلح الموقف...... كما استطعت أن تخرجهن من الغرفة بسرعة...... لا أدري ما الذي أقوله لكن...... أنت تعرف حقاً كيف تتصرف...... وشخصيتك قوية جداً..... عكسي تماماً "
    ابتسم دانيال لأنيتا وقال " لا تحملي هذا الهم أنيتا " بعدها صمت لثوانٍ ووجه وجهه لإليزابيث وأخذ يداعب كفها وهو يقول " على الأقل..... أنت تعرفين كيف تعبرين عن مشاعرك...... أما أنا....... فأشعر بأنني لا أعطي إليزابيث ما تستحقه..... أعني.... أنا لا أشعر بأنها سعيدة معي كما...... كما كانت مع جوش..... فأنا..... فأنا قد سببت لها المزيد من الدموع....... أنا أحبها ولكنني لا أستطيع بأن أعبر لها عن حبي الكبير لها...... فأنا أشعر بأن كلمة أحبك ليست كافية "
    ضحكت أنيتا بخفوت ثم قالت " لا أصدق بأنك تقول هذا "
    دانيال " لماذا؟؟ "
    نظرت أنيتا لدانيال ثم ابتسمت وقالت " دانيال...... إن إليزابيث تحبك وأنت تعلم هذا...... كما إن كنت تظن بأن كلمة أحبك لا تكفي...... فنبرة صوتك تكفي وتزيد "
    صمت دانيال لثوانٍ محاولاً فهم مقصدها ثم قال باستغراب " ما بها نبرة صوتي؟؟ "
    أنيتا " ربما أنت لا تشعر بهذا...... لكنك تخصها بنبرة صوتك الدافئة والرومانسية التي تحمل حبك كله لها..... كما أنك عندما تضمها بقوة تجعلها تسمع نبضات قلبك التي تنبض باسمها...... وهذا الكلام ليس مني فلقد أخبرتني به إليزابيث نفسها "
    رفع دانيال حاجباه وقال " حقاً...... أحقاً إليزابيث أخبرتك هذا؟؟ "
    ابتسمت أنيتا وقالت " بالطبع..... ولقد حذرتني من قول هذا لكنني أردت رؤية ملامح وجهك عندما تسمعه "
    رفع دانيال أحد حاجبيه ثم قال " كم أكرهك "
    ضحكت أنيتا ثم قالت " أعلم بأنك لا تفعل....... على كل حالٍ..... سأذهب الآن لأرى إن كان الطبيب سيحضر "
    أومأ دانيال برأسه ثم قال " حسناً "
    تحركت انيتا لتتوجه للباب وأمسكت بمقبضه وفتحته ثم قالت بخفوت " وشيء آخر دانيال "
    رفع دانيال رأسه ليقول " ما هو؟؟ "
    أنيتا " كف عن الغيرة من جوش فإليزابيث نسته كلياً "
    وضع دانيال ابتسامةً شاحبةً على وجهه وأنزل رأسه وهو يقول بخفوت " حسناً "
    بعدها خرجت أنيتا واستعلمت عن أمر قدوم الطبيب فعادت للغرفة ووجدت دانيال على وضعيته فقالت له " دانيال.... سيأتي الطبيب بعد ساعتين "
    أومأ دانيال برأسه فانصرفت أنيتا بعدها وضع رأسه على السرير بجوار جسد إليزابيث وأغمض عينيه وهو يتمتم بتهويده هادئة وجميلة وغريبة من نوعها وكما هو واضح هو من ألفها....... لكنه بعد مرور الوقت نام وهو ممسك بكفها إليزابيث الناعم........ ومر بعض الوقت ولازال هذا الاثنان على وضعيتهما وبعدها........
    فتحت عينين زرقاوتين ببطء شديد...... وصحبتهما لا تعرف ما جرى لها....... ولا تعرف لما هي هنا أصلاً....... لكنها شعرت...... بكف دافئ ممسك بها فعرفت صاحبه على الفور لهذا..... أفلتت كفها من قبضته ببطء كي لا توقظه ووضعته على شعره الناعم وأخذت تمسح عليه برقه وتداعب خصلاته الناعمة وهي تتمتم بأغنية هادئة لكن.......
    أحس بهذا ففتح عينيه النعسانتين ببطء ثم رفع رأسه قليلاً ليقول " إليزابيث؟؟ "
    أغمضت إليزابيث عينيها الزرقاوتين لأنه صوته قد هز عالمها وقالت بنبرة نعسانة قليلاً ورقيقة " نعم دانيال "




    *على مايبدو بأن مشكلة ديانا لم تحل بطريقة سليمة
    *فهل سيتمكنون من حلها قريباً؟؟
    *هل ستتصالح إليزابيث مع ديانا؟؟
    *هل ستضل ديانا حاقدة على دانيال؟؟
    *أم أنها ستسامحه؟؟
    *وهنالك سؤال مهم جداً وهو....... هل سيكون لجوش عودة أو حتى مخططات؟؟
    *هل سينجح أصدقاؤنا في صدها؟؟
    *أم أنهم سيقعون فيها للأبد؟؟
    *تابعوا معي البارت القادم بعنوان " خطة تتبعها خطوة " لتعرفوا الإجابة على هذه التساؤلات

    مع تحيتي
    .
    .
    .
    guiltless girl

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 9:43 pm

    هااااااااااااااااي أحوالكم؟؟
    من زمان مادخلت

    المهم مابي أطول عليكم وهذا البارت وعلى فكرة الاسبوع الياي مافيه بارت >> التحبيط على أصوله << بس هذا علشان راح أكتب البارت الياي لرياح العشق وبعدين عندي وايد شعل ووايد امتحانات قصيرة
    بجملة ثانية تعب× تعب
    قرأتم فيما سبق............

    بعدها خرجت أنيتا واستعلمت عن أمر قدوم الطبيب فعادت للغرفة ووجدت دانيال على وضعيته فقالت له " دانيال.... سيأتي الطبيب بعد ساعتين "
    أومأ دانيال برأسه فانصرفت أنيتا بعدها وضع رأسه على السرير بجوار جسد إليزابيث وأغمض عينيه وهو يتمتم بتهويده هادئة وجميلة وغريبة من نوعها وكما هو واضح هو من ألفها....... لكنه بعد مرور الوقت نام وهو ممسك بكفها إليزابيث الناعم........ ومر بعض الوقت ولازال هذا الاثنان على وضعيتهما وبعدها........
    فتحت عينين زرقاوتين ببطء شديد...... وصحبتهما لا تعرف ما جرى لها....... ولا تعرف لما هي هنا أصلاً....... لكنها شعرت...... بكف دافئ ممسك بها فعرفت صاحبه على الفور لهذا..... أفلتت كفها من قبضته ببطء كي لا توقظه ووضعته على شعره الناعم وأخذت تمسح عليه برقه وتداعب خصلاته الناعمة وهي تتمتم بأغنية هادئة لكن.......
    أحس بهذا ففتح عينيه النعسانتين ببطء ثم رفع رأسه قليلاً ليقول " إليزابيث؟؟ "
    أغمضت إليزابيث عينيها الزرقاوتين لأنه صوته قد هز عالمها وقالت بنبرة نعسانة قليلاً ورقيقة " نعم دانيال "



    البارت الثامن عشر


    " خطة تتبعها خطوة "



    أمسك دانيال بكف إليزابيث الذي انزلق نتيجة لحركته المفاجئة ونعومة شعره وبات على رقبته قم قبله عدة قبلات وقال بصوت دافئ " حمداً لله على سلامتك....... أنا سعيد لأنك استيقظتِ....... هل أنت بخير الآن؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها إيجابياً ثم قالت وهي تغمض عينيها " أنا بخير " بعدها رفعت نصف جسدها العلوي فقال لها دانيال بقلق " ارتاحي عزيزتي...... لا تنهضي فالطبيب سيصل بعد قليل "
    إليزابيث " أنا لا أحب الاستلقاء على السرير مدة طويلة "
    ابتسم دانيال ثم قال " كما تريدين " بعدها عدل الوسادة ليجعلها خلف ظهرها
    وظلت إليزابيث رافعة نصف جسدها ومسندة ظهرها على الوسادة إلى أن هبت نسمات باردة قادمة من النافذة فانتفضت وضمت نفسها وهي تقول " الجو بارد "
    نهض دانيال من على الكرسي ليجلس بجوار إليزابيث ثم ضمها لصدره وهو يقول " إن كانت الرياح تزعجك..... فدعيني أكون درعك الذي يحميك منها "
    احمرت وجنتا إليزابيث كثيراً لكنها لم ترد إظهار خجلها فضمته بوضع ذراعيها حوله ليلامس كفيها ظهره ثم أمسكت بقميصه من الخلف وقالت بصوت خافت أقرب للهمس " يا له من درع دافئ " وظل هذان الإثنان على وضعيتهما لمدة لم أحصيها إلى أن سمع دانيال صوت " أحم أحم " وسمع بعدها صوت فتاة تهمس " آه دانيال..... الطبيب هنا " فانتفض وابتعد عن إليزابيث بسرعة ثم وقف واتجه إلى أنيتا ليقف بجوارها بعدها قال " أهلاً بك دوكتور "
    لم يجب الطبيب بل اقترب من إليزابيث وجلس على الكرسي الذي يجاور لسرير والذي هو نفسه الكرسي الذي كان دانيال جالساً عليه.... بعدها أخذ يتفحص حرارتها وإلى آخره......
    كتمت أنيتا ضحكتها بكل ما لديها من قوة بعدها ضربت ذراع دانيال بذراعها بخفة لكنها كانت كفيلةً بشد انتباهه فقال بهمس " ماذا؟؟ "
    أجابته أنيتا هامسة " ما الأمر؟؟...... ألم تحس بقدومنا؟؟ "
    صمت دانيال للحظات ثم أجابتها قائلاً بهمس " في الحقيقة....... لم أحس بأي شيء "
    أنيتا " أين عقلك؟؟ "
    رد عليها دانيال ببرود وهذا ما جعل الأمر مضحكاً " يسلم عليك "
    انفجرت أنيتا ضحكاً وأخذت تضحك بصوت عالٍ وهذا ما جعل ضحكة دانيال تفلت من بين شفتيه فأخذ هذان الاثنان يضحكان.
    انزعج الطبيب منهما فقال بنبرة صارمة " هدوءاً من فضلكما...... ولو تسمحان.... انتظراني خارجاً "
    توقفت أنيتا عن الضحك ثم قالت وهي تنحني " إننا آسفان "
    وضع دانيال يديه في جيبيه ثم استدار ليخرج وهو يهمس " لا تجمعي فأنا لست آسفاً "
    من دون أن يحس أحد مدت أنيتا ذراعها للخلف وقرصت دانيال على ذراعه اليسرَ بعدها ابتسمت للطبيب وكأن شيئاً لم يحدث وخرجت مع دانيال.
    وخارجاً وضع دانيال كفه الأيمن على ذراعه وهو يقول " كم أنت متوحشة "
    أكملت أنيتا ضحكها الهستيري وهي تقول " هل الحب أثر على عقلك هكذا؟ "
    ابتسم دانيال ابتسامةً جانبية ثم قال " بالطبع "
    أكملت أنيتا ضحكها وهي تقول " ولا بد أن للدرع دوراً كبيراً في التأثير كذلك"
    اختفت ابتسامة دانيال ثم قال بحنق " أسمعتي هذا أيضا؟؟ً "
    تابعت أنيتا ضحكها وهي تقول " بالتأكيد.... سمعته قبل أن أدخل "
    رفع دانيال حاجبه الأيسر ثم قال " اضحكي فأنا من سيكون الرابح في النهاية "
    توقفت أنيتا عن الضحك ثم قالت باستغراب مع تقارب حاجبيها الجميلين " ما الذي تقصده؟؟ "
    ابتسم دانيال بخبث ثم قالت " أقصد..... عندما تغرمين بشاب فسأكون أول من يضحك "
    غلب لون أحمر قاتم على وجنتي أنيتا فقالت موبخةً له " هذا لن يحدث " بعدها صمتت لثوانٍ وهو تفكر بالأمر لكنها طردت تلك الأفكار السخيفة عن رأسها وقالت ببعض الشرود " في الحقيقة يا دانيال...... لـ..... لقد تغيرت كثيراً "
    صمت دانيال لبرهةٍ ثم قال بتساؤل " ما الذي تقصدينه؟؟ "
    أجابته أنيتا بشرود أكبر "أقصد...... في السابق...... لم تكن هكذا...... لم تكن تضحك أو تكلم أحدا..... أنت فعلاً.... أصبحت أفضل "
    أخرج دانيال كفاه من جيباه ثم وضعهما خلف رأسه واستند على الجدار وهو يقول " أظن ذلك لكن...... لا اعرف السبب "
    أنيتا " أحقاً لا تعرف؟؟ "
    لم يفهم دانيال ما تعنيه أنيتا بقولها فقال " أ... أظن بأنني.... لا أعرف "
    وضعت أنيتا يدها اليمنى على خصرها ثم قالت " عبقري ومغفل.... كيف يمكن للعقل البشري أن يتحمل هذا؟ "
    رفع دانيال حاجباه ثم قال " وهل تعرفين يا عبقرية "
    غمزت أنيتا بعينها ثم قالت " بالطبع..... إن سبب تغيرك الملحوظ هذا هو إليزابيث "
    تقارب حاجبا دانيال باستغراب فقال " إليزابيث؟؟ "
    أومأت أنيتا برأسها ثم قالت " نعم إليزابيث..... فقد غيرتك كلياً...... وبظني أن السبب الرئيسي يرجع إلى أنك فتحت قلبك وسمحت للحب بأن يتغلغل في أعماقه..... صحيح أن الغموض والصمت لا يزال يلفك لكن على الأقل...... بدأت تنفتح على العالم "
    أغمض دانيال عينيه وهو لايزال مستنداً على الجار ثم قال بصوت خافت " من يدري "
    غلف الصمت المكان فكان..... أشبه بالقبر لكن.... قطعه صوت فتح باب غرفة إليزابيث بعدها خرج منه الطبيب بهدوء فقالت أنيتا بلهفة " ما الأخبار دوكتور؟؟ "
    أجابها الطبيب بهدوء قائلاً " إنها بخير..... لكنها تحت ضغط كبير " ثم وجه نظره نحو دانيال وقال " من أنت أيها الشاب؟؟ "
    أجاب دانيال بهدوء وهو لا يزال على وضعيته " أسمي دانيال إدموند "
    الطبيب " وما صلتك بإليزابيث؟؟ "
    أجابه دانيال بنفس البرود والهدوء قائلاً " تستطيع القول بأنني خطيبها "
    أخذ الطبيب نفساً عميقاً ثم قال " والآن يا سيد دانيال إدموند...... ألم ينتهي وقت الزيارة " وقد كان غاضباً من برود دانيال وكان هذا الأخير غاضباً أيضاً من الطيب وأسئلته.... فاشتدت سخونة الجو بينهما فقالت أنيتا محاولةً تهدئة الأمر " أنت مخطئ أيها الطيب.... فدانيال يقيم هنا "
    نظر الطبيب لأنيتا باستغراب ثم قال " أليس هذا مسكناً للمكفوفين فقط؟؟ "
    كادت أنيتا أن تجيب لكن دانيال سبقها وقال وهو يعتدل بوقفته ويقترب من الطبيب " نعم هو كذلك...... وأنا أقيم هنا فإن كنت لم تلحظ " ثم أشار إلى عينيه بسبابته وهو يقول " أنا أعمى " بعدها تنحى عن الطبيب ودلف لغرفة إليزابيث وهو يزفر لكن بصوت غير مسموع فأغلق الباب بقوة.
    زفر الطبيب بصوت غير مسموع أيضاً ثم رحل فظلت أنيتا وحدها واقفةً لفترة فقالت " علي الرحيل أنا أيضاً وتركهما وحدهما " بعدها انصرفت متوجهةً إلى غرفة الممرضات.
    بعد أن دخل دانيال لغرفة إليزابيث اقترب منها وجلس بجوارها على السرير ثم قال " كيف حالك الآن حلوتي " بعدها ضمها وقبلها على رأسها.
    وضعت إليزابيث كفيها على كتفي دانيال ثم قالت " بخير "
    ابتعد دانيال عن إليزابيث قليلاً ثم أخد يداعب خصلات شعرها وهو يقول " ليس لديك أدنى فكرة كم أقلقتني عليك"
    وضعت إليزابيث كفها على كف دانيال ثم قالت " آسفة...... لا أحب أن أجعل الناس يقلقون علي "
    قبل دانيال إليزابيث مرةً أخرى على رأسها ثم قال " المهم أنك بخير "
    عم الصمت لدقائق فحطمه دانيال بقوله " ما الذي قاله الطبيب لك بالضبط؟؟ "
    صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت " لقد قال بأنه علي الخروج من هذا المكان لأغير نفسيتي وأستنشق هواءً نقياً "
    صمت دانيال لبرهةٍ ثم قال " لن نخرج من هذا المكان قريباً...... هنالك حديقة.... إنها كبيرة وهواؤها نقي كما.... أنك لم تجولي المكان بكامله....يمكنك السير فيه وستتغير نفسيتك "
    استغربت إليزابيث من كلام دانيال فقالت " ولكن لماذا؟؟ "
    أجابها دانيال بنبرة جمود قائلاً " ليس هناك سبب....... أخبريني هل أعطاك دواءً؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول " نعم.... لقد أعطاني بعض الحبوب "
    دانيال " وهل أكلت شيئاً منها؟؟ "
    هزت إليزابيث رأسها نفياً ثم قالت " لم ألمسها وهاهي بكيسها موضوعة على الطاولة "
    وقف دانيال ثم التقط الحبوب وبسرعةٍ رماها في سلة المهملات ثم قال بنبرة جادة " إياكِ أن تأكلي شيئاً منها "
    ضربت إليزابيث بيدها على السرير وهي تقول " لكن لماذا؟؟...... لقد قال الطبيب بأن هذا لصحتي "
    التفت دانيال لإليزابيث ثم قال بحدة وبنبرة عالية بعض الشيء " أنت فقط كنتِ متعبة لأنك نمتِ مباشرةً وأنت متضايقة وكنتِ تبكين... هذا كل ما في الأمر.... صحتك بأفضل حال " بعدها خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه بقوة ثم أسند رأسه وظهره على الباب وهو منحنٍ بعض الشيء حتى أصبح شعره مغطياً لعينيه ثم قال بصوت خافت " آسف حبيبتي..... لكن هذا لمصلحتك...... إنك زهرة بيضاء لم تتلوث بالعالم ولا تعرف خفاياه جيداً.... أتمنى حقاً..... من كل قلبي..... بأن أكون قادراً على حمايتك " بعدها تحرك ليدلف لغرفته.



    توجه الطبيب إلى مكان مهجور وقديم وكان هنالك حارسين يحرسان الباب.... فعدما اقترب منهم سألوه بنبرة تعجرف قائلين " من أنت أيها المرموق؟؟ "
    أجابهما الطبيب قائلاً " أنا الطبيب فيكتور..... سيدكما طلب رؤيتي "
    فتح الحارسين البوابة من دون أن يضيفا حرفاً واحداً فدخل الطبيب إلى ذلك المصنع أو المستودع ربما لكنه كان قديماً جداً وقذراً لحد الاشمئزاز وقد كان مظلماً جداً........
    وجد الطبيب شخصاً أشقر الشعر ينتظره في الداخل وهو فلما رآه قال " هل أنهيت المهمة فيكتور؟؟ "
    أومأ فيكتور برأسه إيجابياً وهو يقول " نعم أنهيتها "
    الشاب " هل أعطيتها حبوب المخدرات التي أعطيتك إياها؟؟ "
    فيكتور " بالطبع "
    الشاب " وماذا عن خروجها من المسكن؟؟ "
    فيكتور " نعم..... أمرتها بالخروج مع أصدقائها والناس اللذين تحبهم..... والآن.... هل ستعطيني المبلغ الذي وعدتني به يا سيد جوش لوكاس "
    ابتسم جوش ابتسامةً جانبية ثم قال " بالطبع " ثم فتح حقيبةً سوداء خاصةً برجال الأعمال كانت موجودةً على الطاولة ودفعها نحو فيكتور وهو يقول " عدها إن كنت تريد..... واستمتع بالمال "
    نظر فيكتور للحقيبة بعينين متفحصتين ثم أغلقها وحملها وقال وهو يعدل ربطة عنقه " لا حاجة لعده..... أنا أثق بك " بعدها سار للخارج
    كان المكان معتماً ولا يضيئه سوى نور أحمر خفيف قادم من الجهة اليمنى للغرفة.......
    قال جوش بصوت خافت وخبيث حتى يكاد يكون جزءاً من الظلام " قريباً...... قريباً يا إليزابيث ودانيال........ سوف تكونان في قبضتي....... قريباً سأنتقم منك يا إليزابيث...... سأنتقم منك على إهانتي..... سأنتقم منك على كل كلمةٍ صرختيها بوجهي...... وسأنتقم منك يا إدموند...... على محاولتك لاستعادة الشركة..... أنا حذرتك..... وقد أعذر من أنذر...... سوف أدمرك عن...... طريق ابنك الوسيم...... سوف أحطمك يا دانيال.... وستندم على كل شيء...... ستندم أنت..... ووالدك " بعدها ضحك ضحكته الخبيثة ثم قال " قريباً جداً "
    ظهر صوت فتاة من خلف جوش تقول " وقريباً سوف تفرغ لي..... أليس كذلك حبي " بعدها لفت ذراعها حول رقبته
    نظر جوش للفتاة ثم وضع يديه على خصرها وقال " بالطبع حلوتي..... بالطبع يا ربيكا "





    " ربيكا........ اسمها ربيكا على ما أعتقد "
    كان ذلك الشاب الوسيم ذو الشعر الأسود المائل للأزرق والعينين المطريتين مستلقياً على سريره وواضعاً كفيه خلف رأسه وهو يقول في نفسه ( إن ربيكا هي من خنت إليزابيث بسببها يا جوش ها؟؟........ سوف تندم...... سوف تندم على هذا....... اليوم.... كانت خطوتك الأولى لتقترب من انتقامك..... ولتقترب من إليزابيث لكنك..... سترى..... سترى يا جوش...... سترى أنك كلما اقتربت منها خطوةً واحدة....... أبعدتك أنا عنها عشر خطوات..... سوف ترى...... وستعرف من هو دانيال إدموند ) بعدها توقف ليتذكر ما جرى معه وإليزابيث فقال في نفسه مرةً أخرى ( أتمنى بأن تفهمني إليزابيث إن فسرت لها....... لكن أرجو..... أن لا تكون غاضبةً مني كثيراً..... هذا حقاً الوقت الغير مناسب للشجار معها )
    قاطع أفكار دانيال صوت فتح باب غرفته فقال هو بصوته الهادئ " من؟؟ "
    جاءه صوت فتاة ناعم جداً ورقيق وهي تقول " دانيال...... لم تأتي لتصطحبني للعشاء "
    نهض دانيال من مكانه ليقف وهو يقول بصوته الدافئ " آسف حبي..... يبدو أنني نسيت..... هيا... سآخذك آلي "
    ابتسمت إليزابيث مع احمرار وجنتيها وصمتت
    تناول دانيال سترته ثم قال مع ابتسامةً هو يرتديها " ما الأمر؟؟ "
    احمرت وجنتا إليزابيث أكثر ثم قالت وهي تهز رأسها نفياً " لاشيء "
    اقترب دانيال من إليزابيث ثم أمسك الباب وهو يقول " بلا.... هنالك شيء فأنا أعرفك "
    ازداد احمرار وجنتا إليزابيث وشعرت بالحرارة الشديدة فقالت الحقيقة بصوت خافت جداً " إنها فقط....... أول مرة تناديني فيها بآلي "
    ابتسم دانيال ثم اقترب أكثر من إليزابيث بعدها أبعد خصلات شعرها عن أذنها اليسرَ وانحنى لتكون شفتاه ملامستان تقريباً لشحمة أذنها ثم همس قائلاً فيها " هل يعجبك وقعها... آلي "
    انتفضت إليزابيث من نبرة صوته الدافئة واحمرت وجنتيها أكثر فقالت بنبرة متقطعة " دا.... دانيال.... كف عن هذا "
    همس دانيال في أذن إليزابيث قائلاً " هل ضايقك كلامي؟؟ "
    انتفض قلب إليزابيث فانتفض جسدها معه ثم قالت بنبرة أكثر ارتباكاً " لا يضايقني شيء لكن..... "
    اعتدل دانيال في وقفته ثم وضع كفيه في جيبيه وهو يقول مقاطعاً لها " لكنك تخجلين أليس كذلك...... آه آلي لم أتوقع أن تخجلي من خطيبك "
    احمرت وجنتا إليزابيث أكثر لكنها أرادت محو هذا الخجل فقالت وهي تضع يدها اليمنى على خصرها " ماذا ماذا؟؟.... خطيبي؟؟ "
    أغلق دانيال عينيه وهو يقول بثقة " نعم نعم " ثم قرب وجهه من وجهها وقال " أم أنك لا تحبينني "
    ابتعدت إليزابيث عنه ثم قالت " نعم.... وأكرهك أيضاً... أكرهك "
    اعتدل دانيال في وقفته من جديد بعدها قال بثقة " أمممممممم "
    رفعت إليزابيث أحد حاجبيها وقالت " ما الذي تقصده بأمممم ألا تصدقني؟؟ "
    ابتسم دانيال ثم قال وهو يهز رأسه نفياً " أبداً "
    ردت عليه إليزابيث بحنق " وما الذي جعلك متأكداً؟؟ "
    استدار دانيال ثم قال " لدي حاسةٌ سادسة "
    إليزابيث " ربما خانتك هذه المرة "
    هز دانيال رأسه نفياً من جديد ثم قال " إنها لا تخونني أبداً " بعدها أمسك بكف إليزابيث وسحبها معه وهو يقول " كفانا ثرثرة ولنذهب للعشاء فأنا جائع " وقد قال كلمة ( جائع ) بصوت عالٍ بعض الشيء
    قالت إليزابيث وهي تمشي معه " ألا يهمك سوى معدتك؟؟ "
    بطأ دانيال بسيره ثم قال " هنالك أشياء كثيرة جداً تهمنى أكثر وأولها..... أنت "
    أفلتت إليزابيث كفها من قبضته ثم أمسكت بذراعه وقالت بصوت خافت " حقاً؟؟ "
    دانيال " وهل تشكين في كلامي؟؟ "
    هزت إليزابيث رأسها نفياً ثم قالت " أبداً " بعدها صمتت لمدة فقال دانيال بنبرة مشجعة " قولي ما تريدين "
    أنزلت إليزابيث رأسها ثم قالت بصوت خافت نسبياً " دانيال.... أخبرني.... لماذا رميت علبة الدواء في سلة المهلات "
    توقف دانيال عن السير ثم قال بنبرة خافتة " هل تريدين أن تعرفي السبب حقاً؟؟ "
    صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت ببعض التردد " نعم "
    أخذ دانيال نفساً عميقاً قم قال " حسناً " بعدها قرب وجهه من وجهها وقال وابتسامةٌ في صوته " حتى أكون أنا دواؤك "
    احمرت وجنتا إليزابيث فقالت وهي تضرب ذراع دانيال بخفة " كف عن هذا دانيال وإلا دست على قدمك "
    ضحك دانيال وهو يقول " وهل تستطيعين؟؟ "
    أجابته إليزابيث بنبرة تحدي " هل تتحداني؟؟ "
    ضحك دانيال من جديد ثم قال " لقد أخفتني "
    زفرت إليزابيث بحدة ثم قالت " توقف وإلا فقدت صوابي..... والآن أخبرني بالسبب الحقيقي فقد كنت جاداً "
    صمت دانيال لثوانٍ طويلة وهو يسير وإليزابيث متشبثةً بذراعه..... بعدها قال بنبرة تحمل بعض الشرود " في الحقيقة..... شككت بأمر ذلك الطبيب وفعلاً..... كان شكي في محله.... ففي هذه الحالات ينصح بالنوم والراحة والأكل جيداً..... وإن كان هنالك دواءً فسيكون حبوباً للصداع عند اللزوم وهذا شيء متوفر عندنا في المسكن.... ولا يحتاج الأمر إلى مضادات حيوية أو حبوباً مهدئة أو ما شابه..... و.... وأنا أضن بأن الحبوب الذي أعطاء الطبيب إياها هي.... حبوب مخدرات "
    صدمت إليزابيث من الكلمات التي سمعتها فقالت بنبرة مرتبكةٍ بعد صمت دام مدة دقيقة " مخـ.... درات... لكن....لكن كيف؟؟....... ومن يمكن أن يدبر لي مكيدةً كهذه؟؟ "
    صمت دانيال لبرهةٍ ثم قال " قد يكون ظني خاطئاً لكن..... أنا أعتقد بأنه جوش "
    توقفت إليزابيث فجأةً عن السير ثم قالت " مـ..... ماذا..... جوش...... لكن لماذا؟؟..... ألم ينتهي الأمر بيننا؟؟ "
    أخذ دانيال نفساً ملأ به رئته ثم قال وهو يزفره " وهل نسيتِ تهديده لنا بهذه السرعة؟؟ "
    كورت إليزابيث قبضتها ثم قالت " كم..... كم أكرهه..... أكرهه.... لم يفعل هذا مع أنه كان المخطئ منذ البداية..... لم؟؟ "
    لف دانيال ذراعه حول كتفي إليزابيث فضمها إليه وقبل رأسها محاولاً التخفيف عنها فقالت هي بعد أن أخذت نفسها " دانيال.... أنا أشكرك.... أشكرك لأنك ساعدتني.... وآسفةٌ إن كنت أغضبتك "
    ضم دانيال إليزابيث إليه أكثر ثم قال " أخبرتك بأنني سوف أكون درعك " بعدها قبل رأسها برقةٍ مرةً أخرى
    بعد لحظات من الصمت قطعته إليزابيث وهي تقول " لم لَم نصل بعد؟؟ "
    ضحك دانيال بخفوت ثم قال " إنك حقاً سيئة في الجهات..... لقد أخذتك عبر طريق مطول "
    رفعت إليزابيث رأسها ثم قالت " لكن لماذا؟؟ "
    فتح دانيال باب القاعة أمامه وهو يقول " حتى تتاح لنا الفرصة لنتكلم..... والآن هيا فقد وصلنا " ثم دخل وتوجه مع إليزابيث لمكانهما المعتاد فجلس دانيال بعد أن أجلس إليزابيث بجواره.
    بعد لحظات.... سمع الاثنان صوت شاب يقول " لقد تأخرتما..... كدنا ننتهي "
    بدأ دانيال بالأكل وهو يقول " اهتم بشؤونك الخاصة جاك "
    رفع دانيال احد حاجبيه ثم قال " يال وقاحتك " بعدها جلس وهو يقول " بالمناسبة كيف حالك إليزابيث... سمعت بأنك لست على ما يرام "
    صمتت إليزابيث وهي تفكر ( عجباً... إن الأمور تنتقل بسرعة البرق هنا ) ثم ابتسمت وقالت " أنا الآن بخير شكراً على اهتمامك "
    ابتسم جاك ثم قال " هذا جيد..... وكما تعلمين فالمسابقة بعد أيام.... كوني مستعدة "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " أنا على أتم الاستعداد "



    *هاقد استطاع بطلنا إيقاف خطة كادت تؤدي بحياة إليزابيث إلى الهلاك
    *هل سيكون هنالك خططاً أخرى؟؟
    *هل سيتمكن أبطالنا من التصدي لها؟؟
    *وماذا عن الحفلة؟؟
    *هل ستقام غداً؟؟
    *كيف ستكون أحداثها؟؟
    *هل ستترتب أحداث عليها؟؟
    *والأهم من هذا كله...... هل ستحضر صديقات إليزابيث بعد ماجرى؟؟
    *تابعوا معي البارت القادم بعنوان " حفلة " لتعرفوا الإجابة على هذه الأسئلة

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:00 pm

    بنات آآآآآسفة على التأخير وانشاء الله هذا البارت يعوض

    قرأتم فيما سبق.........

    فتح دانيال باب القاعة أمامه وهو يقول " حتى تتاح لنا الفرصة لنتكلم..... والآن هيا فقد وصلنا " ثم دخل وتوجه مع إليزابيث لمكانهما المعتاد فجلس دانيال بعد أن أجلس إليزابيث بجواره.
    بعد لحظات.... سمع الاثنان صوت شاب يقول " لقد تأخرتما..... كدنا ننتهي "
    بدأ دانيال بالأكل وهو يقول " اهتم بشؤونك الخاصة جاك "
    رفع دانيال احد حاجبيه ثم قال " يال وقاحتك " بعدها جلس وهو يقول " بالمناسبة كيف حالك إليزابيث... سمعت بأنك لست على ما يرام "
    صمتت إليزابيث وهي تفكر ( عجباً... إن الأمور تنتقل بسرعة البرق هنا ) ثم ابتسمت وقالت " أنا الآن بخير شكراً على اهتمامك "
    ابتسم جاك ثم قال " هذا جيد..... وكما تعلمين فالمسابقة بعد أيام.... كوني مستعدة "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " أنا على أتم الاستعداد "



    البارت التاسع عشر


    " حفلة "



    مرت الأيام وكأنها ثوانٍ وها هو اليوم المنتظر أتى..... والذي أقصد فيه يوم مسابقة العزف والغناء التي اشترك فيها كل من دانيال وإليزابيث وجاك.


    استيقظت إليزابيث على صوت ضربات قوية للباب ففتحت عينيها ببطء وهي تقول بصوت ناعس " من؟؟ "
    دخل شخص ما إلى الغرفة وهو يحمل علبةً كبيرة قليلاً فوضعها على الطاولة ثم جلس بجوار تلك الجميلة وقال " صباح الخير أيتها الكسولة "
    انتفضت إليزابيث بسرعة وحملت نصف جسدها العلوي لتستند على الوسادة ثم قالت بنبرة متوترة مع تملك اللون الأحمر القاتم لوجنتيها الناعمتين " د.... دانيال؟؟ "
    كادت ضحكة أن تفلت من بين شفتي دانيال بسبب توتر إليزابيث الملحوظ لكنه أبدلها بابتسامة بسيطة وقال " هيا استيقظي الآن فالمسابقة ستبدأ بعد ثلاث ساعات "
    لم يتلاشى الارتباك الواضح في نبرة إليزابيث وهي تقول " حـ.... حقاً؟؟ "
    أصدر دانيال صوتاً يدل على نعم ثم أمسك بكفها وسحبها بقوة لتقف ودفعها بسرعة لباب دورة المياه الذي أغلقه بعد أن أدخلها بعدها أسند ظهره عليه وهو منحنٍ بعض الشيء وقال بصوت يحمل شيئاً من العلو " هيا بسرعة.... استحمي وسأنتظرك هنا فهنالك مفاجأة لك "
    بدأت إليزابيث بخلع ملابسها وهي تقول بصوت عالٍ قليلاً " وما هي؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " إن أخبرتك... فلن تكون مفاجأة " بعدها مشى قليلاً إلى أن وصل لسريرها فأخذ بترتيبه ليجعل الوقت يسير بسرعة وبعد أن رتبه قام بوضع العلبة التي أحضرها معه على السرير...... كانت العلبة جميلة جداً وفاخرة.... لونها أسود وزينت بشرائط وورود باللون البنفسجي الغامق ليكون شكلها في غاية من الروعة والأناقة..... بعد ذلك توجه دانيال إلى كرسي موضوع بجوار النافذة وجلس عليه لكنه.... أحس بوجود فستان تحته فوقف وحمله وقد كان فستاناً باللون الأبيض ذا ورود وفراشات حمراء كانت مطرزة على أسفله.
    جلس دانيال من جديد ثم قرب الفستان من وجهه بيدين مترددتين واشتم رائحة ذلك الفستان المشبع بالرائحة التي يعشقها لحد الجنون فقال بنفسه ( كم أحب رائحتك إليزابيث؟؟ ).
    بعد ذلك بلحظات..... خرجت إليزابيث من باب دورة المياه وهي ترتدي منشفة بيضاء تغطيها من صدرها إلى ما فوق ركبتها بقليل وسارت قليلاً إلى أن وصلت إلى مكان وضع العطور وفرشاة الشعر وإلى آخره فجلست على الكرسي وأخذت تجفف شعرها بالمنشفة وهي تقول بنفسها ( هل دانيال هنا؟؟.... لا أحس بوجوده ) فقالت بنبرة خافتةٍ ومترددة " دانيال " ولا تدري لما شعرت بسخف ما قالته فهي كانت شبه متأكدة من أنه عاد لغرفته.
    أتاها صوت دانيال الخافت عندما قال بعد أن استيقظ من شروده " أنا هنا " بعدها وقف وتوجه لإليزابيث فوقف خلفها ووضع كفيه الباردتين على كتفيها العاريين فانتفضت وقالت بنبرة خافتة " يداك باردتين "
    ابتسم دانيال ثم قال بنبرة أشبه للهمس " آسف..... لطالما كان جسدي بارداً بالنسبة لك.... هيا... قفي معي "
    وقفت إليزابيث فسحبها دانيال معه إلى أن وصلا إلى أمام السرير أو بعبارة أخرى... أمام العلبة التي وضعها دانيال على السرير.... أثنى هذا الأخير ركبتيه ليصل لمستوى السرير مرغماً إليزابيث على فعل المثل وكان ذلك الأول ملاصقاً لظهرها تماماً
    بعد ذلك وضع دانيال كفيه على كفي إليزابيث وسحبهما ليضعهما على العلبة حيث بدأت تتحسسها هذه الأخير ثم قالت " مـ.... ما هذا؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " إنها مفاجأة.... عليك معرفتها بنفسك "
    وضعت إليزابيث كفيها على جانبي العلبة بينما كفي دانيال لا يزالان فوق كفيها يساعدانها على فتحها وعندما أزاحت الغطاء ترك دانيال كفيها لتبدأ بتحسس ذلك الشيء الحريري المطرز بأروع التطاريز فابتسمت وقالت " إنه فستان "
    ابتسم دانيال ثم قال " أصبت " بعدها وقف ووقفت إليزابيث بعده وأخذت تتحسس ذلك الفستان..... لقد كان باللون البنفسجي الغامق قليلاً ومطرزاً على طرفه بتطاريز ذات لونٍ أسود جميلةً جداً ومثلها على طرفي كمليه الضيقين من الأعلى والواسعين من الأسفل وأيضاً عند الصدر وتدخل ضمت التطاريز كريستالات سوداء أصلية صغيرة وجميلة جداً لتعطي الفستان شكلاً براقاً ولافتاً للأنظار.... فعلاً إن الشخص الذي صمم ذلك الفستان مبدع بحق وذا ذوق رفيع....... ضمت إليزابيث دانيال بقوة وهي تقول " إن الفستان في غاية الروعة..... لابد بأنه كلفك الكثير..... أشكرك "
    ضم دانيال إليزابيث بذراع واحدة حوطت جسدها الصغير ثم قال " يزهد كل شيء إن كان لأجل صغيرتي " بعدها أردف قائلاً " حسناً إذن.... سأتركك وحدك لتبدلي ملابسك.... سوف أكون بانتظارك في غرفتي " ثم خرج وأغلق الباب خلفه.
    ارتدت إليزابيث ذلك الفستان الرائع ثم سرحت شعرها الناعم لتجعله ينسدل بكل رقة على جسدها الجميل بعد أن زينته بتاج كريستالي كان باللوني البنفسجي والأسود وقد كان في العلبة وقد كان فيها أيضاً عقد كريستالي بنفس اللونين ومعه أقراطه الكريستالية الصغيرة وحذاء مستوي باللون الأسود.
    بعد ذلك خرجت إليزابيث من غرفتها وهي بأبهى حلتها وتوجهت مباشرة إلى غرفة وضع عليها رقم بارز وهو " 303 " فعندما تحسسته طرقته بصوت خافت ففتح الباب بعد أنصاف ثوانً وخرج دانيال وهو يرتدي بنطالاً باللون الأسود وقميصاً طويل الأكمام باللون الأزرق مع قلادة قصيرة جعلها تحت القميص فلا يظهر منها إلا سلسلتها وكان الجزء المخفي من القلادة عبارة عن ألماسات صغيرة مشكلة على أسم " ELIZABETH ".
    قال دانيال بعد أن أيقن من الواقف أمامه وهو يبتسم " أنا لا أراك لكنني أثق بذوق خبير الأزياء لهذا فسأقول..... تبدين جميلة جداً "
    ابتسمت إليزابيث مع احمرار ثم قالت " شكراً لك "
    أمسك دانيال بكف إليزابيث الناعم وقال لها " هيا الآن.... إلى قاعة الطعام " بعدها سار ساحباً معه إليزابيث وهو يقول " عليك أكل شيء حلو حتى يصبح صوتك أكثر جمالاً "
    أشاحت إليزابيث بوجهها بطريقة طفولية وقالت " صوتي جميل بلا شيء "
    ضحك دانيال على براءة إليزابيث وطفولتها التي لطالما عشقها ثم قال " حسناً حسنا..... كما تريدين..... صوتك جميل " بعدها أكمل بضحك خافت
    قاطعهما صوت شخص يقول " إنها أجمل مما توقعت "
    صمتت إليزابيث وقالت باستغراب وتساؤل " ماذا؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " ألم أقل لك؟ " ثم أردف قائلاً " إليزابيث....... هذا هو مصمم وخبير الأزياء كريستيان..... وهو الذي صمم هذا الفستان وقد أصر على القدوم ومشاهدتك ترتدينه "
    أمسكت إليزابيث بفستانها ثم انحنت بلباقة وهي تقول " تشرفت بمعرفتك "
    اقترب كريستيان من إليزابيث وأخذ يحوم حولها ويرمقها بنظراته الثاقبة كالصقر بعدها قال " إنك حقاً جميلة "
    ابتسمت إليزابيث ببعض الخجل وهذا ما زادها جمالاً ثم قالت " أشكرك "
    لف دانيال ذراعه اليمنى حول كتف إليزابيث ثم قال موجهاً كلامه لكريستيان " كف من مغازلة خطيبتي وارحل "
    ابتسم كريستيان ثم وضع كفيه في جيبيه وبدأ بالسير خارجاً من المسكن " كنت ذاهباً قبل أن تقول لي هذا أيها الفظ "
    رد عليه دانيال بلا مبالاة وهو يسير " نعم, نعم "
    بعد ذلك وصلا إلى قاعة الطعام وجلسا على طاولتهما المعتادة والتي هي في الزاوية الشرقية للقاعة بعدها جاءت إليزابيث لتشرب عصير البرتقال فقال لها دانيال " ألم تملي من عصير البرتقال؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " أنا أحبه "
    دانيال " لكنك لا تشربين الحليب أبداً "
    رفعت إليزابيث أحد حاجباها وقالت " وكيف أشرب شيئاً لا أحبه "
    أحب دانيال تلك المجادلة فلطالما كان ذوق إليزابيث الصعب في الطعام يزعجه فقال " لكنه مفيد لصحتك يا مجنونة "
    أشاحت إليزابيث بوجهها وقالت " لا أحبه.... ومهما قلت فلن أحبه "
    قاطع مجادلتهما صوت شاب يقول " كفى...... كفّا عن المجادلة "
    التفتت إليزابيث بارتياح فهي لا تحب أن تخوض في مجادلة تعلم بأنها الخاسرة فيها ثم قالت " أهلاً جاك "
    ابتسم جاك وقال " أهلاً بك " ثم جلس فوق الطاولة وقال " هل أنتما مستعدان؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " مادامت إليزابيث مستعدة "
    إليزابيث " أنا على أتم الاستعداد "
    جاك " إذن كلي بعض العسل "
    عقدت إليزابيث حاجباها باستغراب ثم قالت بتساؤل " لماذا؟؟ "
    جاك " إن العسل يجعل صوتك أفضل وأجمل..... كلي وسوف تشعرين بتحسن "
    وضعت إليزابيث يديها على خصريها بحنق وقالت " ما بكما متفقان اليوم على أن صوتي سيء..... كما أنني لا أحبه "
    ضحك جاك ثم قال " إننا لا نقول إن صوتك سيء..... إنما العسل سوف يحسنه "
    أطلقت إليزابيث زفرة من بين شفتيها تنم عن عدم اقتناع ثم قالت بحنق أكبر " ولكنني لا أحبه "
    فضحك دانيال وقال " وهل هنالك شيء تحبينه بالتحديد؟؟ "
    مطت إليزابيث شفتيها بحنق ثم قالت " ربما " عندها فوجئت بشيء يدخل فمها فعندما استوعبت الأمر عرفت بأن جاك قد أدخل ملعقة عسل في فمها ثم أخرجها فقالت بعد أن ابتلعته بصعوبة فهي لا تحب الطعم الحلو كثيراً " لماذا فعلت هذا؟؟ "
    ضحك جاك وقال " هذا لمصلحتك..... هيا افتحي فمك لتأكلي واحدةً أخرى "
    قالت إليزابيث بعناد وهي تشيح بوجهها " أبداً " عندها فوجئت بملعقة أخرى تدخل فمها ثم تخرج بعدها سمعت صوت جاك يقول وهو يصافح دانيال " أحسنت دانيال "
    أثار هذا حنق إليزابيث فقالت بنبرة معاتبة " دانيال..... أنت معي أم معه؟ "
    ابتسم جاك ودانيال ثم قالا مع بعضهما " اثنان على واحد يساوي " بعدها أدخلا ملعقة كانا يمسكانها مع بعضهما في فم إليزابيث وأخرجاها وهم يقولون " ملعقة ثالثة " بعدها ضحكا مع بعضهما.
    عندها قالت إليزابيث بانفعال بعد أن ابتلعت العسل " كفاكما ثرثرةً وتفاهة ولنذهب فالمسابقة ستبدأ بعد قليل " ثم شربت العصير دفعةً واحدة بعد أن وقفت
    بعدها سمعوا صوت المذياع يقول " الرجاء من جميع المشاركين في مسابقة العزف والغناء التوجه إلى الممر السادس عشر حيث الانتظار حتى تنادى أسماؤهم "
    صرخ جاك بإعجاب ثم قال " لديك تنبؤات قوية آلي "
    أمسك دانيال بكف إليزابيث وبدأ بالسير معها بينما جاك حمل الكمان خاصته واتجه به معهما للممر السادس عشر
    كان الممر مملوء بالناس والذين هم باقي المتسابقون وكان في نهاية الممر باب غرفة خشبي ومتوسط وقد كان الجميع في حالة توتر والصمت يغلف المكان.
    جلس أصدقاؤنا على الكرسي الطويل الذي في الجانب الأيمن للممر عندها قالت إليزابيث بهمس وهي ضاغطةً على كف دانيال بيدها المتعرقة " أشعر بالخوف..... لن أستطيع الغناء.... أشعر بأنني لو غنيت فلن يخرج سوى فحيح أفعى "
    ضغط دانيال على كف إليزابيث ثم قال وهو يبتسم ابتسامته الدافئة المريحة " بل تستطيعين..... هيا غني معي: play ground school bell rings….. again "
    تشجعت إليزابيث فغنت بصوت خافت مع دانيال " rain clouds come to play….. again "
    أكمل جاك معهما بقوله " has no one told you she's not breathing "
    بعدها أكملوا الأغنية إلى آخرها وعند انتهائهم ضحكت إليزابيث ثم قالت " صوتك جميل حقاً يا دانيال..... لم لا تغني بدلاً مني؟؟ "
    ابتسم دانيال ثم قال بعد أن قبل رأس إليزابيث " لكنه ليس بجمال صوتك "
    وضع جاك يده على خصره وقال بطريقة طفولية أضافت لشكله مرحاً " وأنا.... أليس صوتي جميل؟؟ "
    ضغط دانيال على شفتاه سوية ليمنع نفسه من الابتسام ثم قال " يذكرني بصوت شيء ما "
    رد عليه جاك بغضب " ما الذي تقصده دانيال؟؟ "
    ضحكت إليزابيث مرةً أخرى ثم قالت " بلا.... إنه جميل جداً ولكنه ينفع للأغنيات الصاخبة "
    تقارب حاجبا جاك وقال باستغراب " ماذا تعنين؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " أقصد بأنه ينفع لأغاني الروك مثلاُ أو الميتال أو غيرها من الأغنيات الصاخبة "
    وضع جاك ابتسامةً باهتةً على شفتيه ثم قال " في الواقع.... كنت أغني في السابق في منزل خالتي لغرض اللهو وكان أبناء خالتي يعزفون لي "
    رفعت إليزابيث حاجباها وقالت " حقاً "
    أومأ جاك برأسه ثم قال " نعم.... لقد كانوا يزورونني هناك كثيراً ويأخذونني إلى منزل خالتي... وقد كنا نغنِ ونعزف كثيراً فقد كان مارك والذي هو بنفس عمرك إليزابيث - 25 عاماً – يعزف على القيثارة الكهربائية أما أخوه الأكبر توم الذي يبلغ الثامنة والعشرين من عمره يعزف على الطبول "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " هذا رائع "
    بهتت ابتسامة جاك أكثر فقال وهو موجه لعينيه الخصراوتين للفراغ " لقد كنا نقضي وقتاً ممتعاً ولكن.... بعد أن سافروا.... لم يعد أحد يزورني "
    بهتت ابتسامة إليزابيث كابتسامة جاك فقالت بنبرة تحمل بعض الحزن " وهل سيأتون قريباً؟؟ "
    وضع جاك كفه تحت ذقته وهو يقول " قبل أسبوعين..... اتصل بي مارك.... فقال لي بأنهم سوف يأتون للإقامة هنا من جديد بعد شهرين.... وأنا نفسي لا أستطيع الانتظار إلى ذلك الحين "
    تحركت شفتا دانيال ليقول بهدوء " اصبر يا رجل.... ها أنا ذا... أعيش وحدي هنا ولا أحد يزورني.... وعندما يأتي والدي يحضر معه عشر صفقات كحد أدنى لأدرسها فيجلس عندي لخمس دقائق لا تكفي إلا لكلمة أهلاً... بعدها يذهب وهو يقول بأنه يعتمد علي " ثم توقف ليلتقط نفساً مقهوراً وأردف قائلاً وهو يخرج العبارات من بين أسنانه " وكأنني خادم ليده لا ابنه "
    قالت إليزابيث موجهةً كلامها لدانيال بنبرة مؤنبة " دانيال..... لا تتكلم عن والد هكذا "
    أشاح دانيال بوجهه ثم قال ببرود " أغلقي الموضوع من فضلك "
    لفت انتباههم صوت شخص خرج من الغرفة التي في آخر الممر وهو يقول " الرجاء من فريق ( boys and the girl ) التوجه للغرفة لتقديم أغنيتهم الآن "
    لم يهتم دانيال لهذا فوضع ساقاً فوق الأخرى وهو واضع كفه تحت ذقنه بتململ لكن جاك وقف وقال " ما بكما جالسين... هيا بنا "
    رفع دانيال حاجباه غير مبال بتفاهات جاك وهو يقول " ماذا؟؟ "
    ابتسم جاك ثم قال " انه اسم فريقنا "
    رفعت إليزابيث حاجباها ثم قال " ماذا؟؟ "
    ابتسم جاك وقال " نعم..... لقد أسميتنا بهذا الاسم "
    صمتت إليزابيث لبرهة ثم قالت " إنه يعجبني " بعدها وقفت ووقف دانيال بلامبالاة فاتجهوا إلى الغرفة وقبل أن يدخلوا ابتسم دانيال ثم قال بنبرة استهزاء مع ابتسامة سخرية جانبية وهو يميل للخلف جهة جاك وإليزابيث اللذان كانا أقصر منه قامة " boys and the girl ها؟؟ " بعدها ضحك بسخرية
    ظهرت علامات الغضب على وجه جاك فقال " كف عن السخرية دانيال وإلا قتلتك "
    دفعت إليزابيث ظهري جاك ودانيال وهي تقول " كفاكما شجاراً ولندخل "
    دخل هؤلاء الثلاثة الغرفة فوقفوا أما ثلاثة حكام أحداهم امرأة كانوا خلف طاولة طويلة ومستطيله فقدم كل منهم نفسه ثم جلس دانيال أما البيانو وجاك وقف وقفة متزنةً وهو يمسك بالكمان خاصته بينما وقفت إليزابيث بينهما ومتقدمة عنهما بخمس خطوات تقريباً فبدأ دانيال العزف وتلته إليزابيث بغنائها وهي تقول:



    Playground school bell rings again,


    Rain clouds come to play again,


    Has no one told you she's not breathing?


    Hello, I'm your mind giving you someone to talk to,


    Hello...



    If I smile and don't believe,


    Soon I know I'll wake from this dream,


    Don't try to fix me, I'm not broken,


    Hello, I'm the lie, living for you so you can hide,


    Don´t cry...



    Suddenly I know I'm not sleeping,


    Hello, I'm still here,


    All that's left of yesterday




    انتهت الأغنية فوقف الحكام الثلاثة ليصفقوا فاتجه كل من دانيال وإليزابيث وجاك ليقفوا أمام الحكام وينحنوا بلباقة فقال أحد الحكام " إنكم حقاً رائعون.... لكن هذا لا ينفي وجود بعض الثغرات..... فأغنيتكم حزينة جداً وصوت إليزابيث حزين لهذا فسوف يكون أفضل عندما يمتزج بأغنية فرحة قليلاً ولكنها لا تخولوا من الهدوء أتمنى أن تكونوا فهمتم مقصدي "
    ضرب دانيال ظهر إليزابيث بكفه بخفة لم يلحظها أحد ثم همس من بين أسنانه " ألم أقل لك؟؟ "
    ردت عليه إليزابيث بهمس مخرجةً الكلمات من بين أسنانها " لا تبدأ "
    ابتسم شخص آخر من الحكام وقد كانت امرأةً ذات شعر بني وبشرة متوسطة حيث تبدو في العقد الثالث من عمرها بعدها قالت " لكن هذا لا ينفي روعة الأغنية فقد كنتم ممتازون "
    ابتسم جاك بلباقة ثم قال " شكراً لكم " بعدها خرجوا من الغرفة فقال جاك بنبرته المرحة كعادته " هذا رائع..... لقد كنا جيدين فلم يوجهوا لنا الكثير من الانتقادات كعادة كل النقاد المغرورين "
    رد عليه دانيال بلا مبالاة " نعم. نعم.... فمن يسمع اسم فريقنا يظننا مجانين ولا يجب العبث معنا "
    ضحكت إليزابيث ثم قالت " كف عن هذا دانيال فالاسم يعجبني "
    رد دانيال بتذمر واضح " بالله عليك إليزابيث إنه شنيع "
    جاك " حسناً حسنا إنه كذلك والآن كفاكما ثرثرة ولنتجه للحديقة لننتظر إعلان النتائج "
    ابتسمت إليزابيث ببراءة وقالت " هيا "
    بعد أن ذهب هؤلاء الثلاثة وجلسوا في الحديقة التي كانت مملوءة بالكراسي المرصوفة بعناية كبيرة وذلك بسبب الاحتفال وقد كان يوجد أمام الكراسي مسرح متوسط الحجم يتطرفه بيانو كبير باللون الأسود.
    أخذ الثلاثة ينتظرون بكل لهفة النتائج ومر من الوقت الكثير وقد كانت الدقائق كالساعات وهي تمر على أحاديث أصدقائنا التافهة تتخللها الكثير من اللحظات الصامتة التي كانت كالنيران المشتعلة أي أن أحداً لا يستطيع الصبر عليها بينما كان المتسابقون يؤدون أغانيهم الواحد تلو الآخر على أن مرت ثلاث ساعات بعدها أتت صديقات إليزابيث كات وأليكس وبالطبع لا تملك ديانا الجرأة للمجيء بعد كل ما حدث و مع أن لا صلة لكات وأليكس بما حدث إلا أنهم جلست بعيدات عنها يتطلعون لها تضحك وتبتسم برفقة دانيال وجاك وربما هما لم تريدا معاتبة إليزابيث أو حتى مناقشة ما حدث... بل ربما أرادتا فقط الاطمئنان عليها ورؤيتها تبتسم فهذا طبع الصديقات وخاصةً أليكس فقد كانت من أكثر الصديقات حرصاً على صديقاتها المقربات وخاصةً إليزابيث فهي تعتبرا أختها الصغرى التي تخطئ دائماً فهي تعلمها وتخفف عنها آلامها.
    توجه الجميع إلى قاعة الطعام الخاصة بالحفلات والذي كان حجمها يساوي ضعف حجم قاعة الطعام العادية وقد كانت جميلة وفخمة تليق بالحفلات..... بدأ أصدقاؤنا بالأكل وقد كانت المأكولات كثيرة وشهية فقد عدت للمقيمين وللضيوف ولا ننسى طلاب المدارس وغيرهم فقد كان الكل مدعواً لتلك الحفلة الكبيرة.
    وبعد ساعات قليلة عانق الليل حفلتنا فغلفها بغلافه الهادئ والجميل وزينها بنجومه المبتسمة الساحرة والتي تذكر كل واحدة منها الإنسان بأقرب وأعز إنسان على قلبه.
    سمع دانيال صوت بكاء قريب بعض الشيء منهم فصمت للحظات حتى يحدد هوة الباكي وقال بعدها منادياً " جيمس.... جيمس تعال إلى هنا "
    صمت الطفل لثوانٍ معدودات ثم اتجه بكل لهفة إلى دانيال وهو يصرخ " دانيال "
    وقف دانيال ومشى ببطء تجاه الطفل الصغير الذي ارتمى بحضنه بسرعة وهو يجفف دموعه فقال دانيال بخوف " مابك جيمس؟؟.... قل لي "
    لقد كان جيمس صغيراً ربما في السادسة من عمره وقد كان شعره بني ذو ملمس ناعم وبشرة كلون الزبد الطري وقد كان يرتدي بنطالاً أحمر اللون وقميصاً باللون البرتقالي والذي امتزج بطريقة جميلة من الأحمر ليضفي على الطفل مزيداً من البراءة.
    لم يجب جيمس بس اكتفى بمسح دموعه فحمله دانيال وذهب به إلى حيث يجلس الجميع فجلس وأجلسه على رجله ثم كرر سؤاله الأول فقال جيمس بنبرة طفولية " كما تعلمون.... لقد سمحوا لنا بالقدوم إلى هنا الليلة فقط بسبب الحفلة.... وبينما كانت المسئولة تقودنا إلى هنا قررنا أنا وجسيكا وإيريك التسلل ونبحث عنك فنحن مشتاقين لك كثيراً..... ولكنني فقدتهما ونحن في ذلك الممر المزدحم فافترقنا وضعنا "
    ضحك دانيال بخفوت ثم قال " لِم لم تخبروا المسئولة بان تقودكم إلي فأنا أيضاً مشتاق إليكم "
    أجابه جيمس بحنق على المسئولة " لقد أخبرناها بذلك ولكنها قالت بأنك مشترك في المسابقة ولا تمتلك الوقت للهو معنا "
    لوح دانيال بكفه نفياً لتلك الأقوال ثم قال " بالطبع سوف يكون لي وقت كبير لأصدقائي الصغار " قالها وهو يداعب أنف جيمس.
    قال جاك وهو يمد ذراعيه لجيمس داعياً له لاحتضانه " وأنا.... ألم تشتق لي جيمس "
    ابتسم جيمس ثم رمى بنفسه على جاك يحتضنه بكل ما أوتي من قوة وهو يقول " بالطبع اشتقت إليك "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " لم تعرفانني بصديقكما الصغير "
    قال دانيال وكأنه تذكر شيئاً " آه... صحيح..... إليزابيث أعرفك بصديقي الذي يسكن في المدرسة الداخلية للمؤسسة جيمس..... جيمس هذه صديقتي الجميلة إليزابيث "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " تشرفت بمعرفتك "
    وقف جيمس ثم قال بخجل واضح " وأنا كذلك..... لكن..... هل أنت جميلة حقاً كما قال دانيال "
    أمسكت إليزابيث بكفي جيمس الصغيرتين ثم وضعتهما على وجهها وهي تقول " أنا لا أعرف هذا.... ما رأيك بأن تكتشف بنفسك "
    ازداد احمرار وجه جيمس حتى أصبح كحبة طماطم متمة النضوج ثم أخذ يتحسس وجه إليزابيث بكل تقاسيمه الجميلة بعدها أزاح كفيه وقبل وجنه إليزابيث اليمنى بسرعة وهو يرفع نفسه بالوقوف على أصابعه ثم قال وقد ازداد احمرار وجهه " أجمل من ما توقعت "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " شكراً لك "
    وقف دانيال من مكانه ثم قال " جيمس انتظرني هنا..... سوف أذهب وأبحث عن إيريك وجسيكا "
    قال جيمس بسرعة وبقلق " لكنني أخشى بأن تتأخر عن العرض "
    ابتسم دانيال بثقة ثم قال " لا تقلق " بعد هذا انطلق راكضاً بساقية الطويلتين الممشوقتين باحثاً عن جيسيكا وإيريك وقد كان في كل خطوة يخطوها ينادي اسمي الطفلين بصوت عالي لم يعتد عليه هو أصلاًَ.
    بعد دقائق ظهر شخص على المسرح لابساً ملابس حمراء تبدو مضحكة للعيان وقال مستخدماً مكبر الصوت " مسابقينا الكرام..... يؤسفني حقاً بان أقول لكن أن هنالك نتيجة تعادل بين فريق " moonlights " وفريق "boys and the girl"وسوف يمنحان فرصة أخرى ليقدما أفضل ما لديهما والفوز سيكون من نصيب الأفضل.... لذا أرجو الآن من فريق moonlights أن يتقدم بالصعود على المسرح لتقديم أغنية أخرى أمام الجمهور "
    أخذت إليزابيث نفساً عميقاً ثم قالت بقلق كبير " يا إلهي.... دانيال لم يعود...... ولم نتدرب نحن على أغنية أخرى"
    امسك جاك بكتفي إليزابيث ثم قال لها بنبرة مطمئنة " لا تقلقي...... صوتك جميل..... ويمكنك بأن تغني أي أغنية أنت تعرفينها وتحبينها وسوف تكونين رائعة "
    صمتت إليزابيث لثوانٍ محاولةً تنظيم ضربات قلبها ثم قالت بتردد " أتعتقد هذا؟؟ "
    أومأ جاك برأسه ثم قال " بالطبع.... ولو كان دانيال هنا لقال المثل "
    إليزابيث " إذن.... ماذا سوف نغنِ؟؟ "
    صمت جاك ليفكر بعدها قال " الحكام قالوا بأننا يجب أن نقدم أغاني مفرحة أكثر ولكنها لا تخلوا من الهدوء "
    أومأت إليزابيث برأسها ثم قالت " نعم "
    تقارب حاجبا جاك وهو يقول " إذن.... لو بحثنا عن أغنية هادئة ومفرحة بنفس الوقت..... وتناسب صوتك ويشترك فيها البيانو والكمان فقط لوجدنا أن غنية walking on the air تنطبق عليها كل المواصفات "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت بنبرة يملؤها الأمل " هذا صحيح.... كما أنني أحب هذه الأغنية وأكيد من أن دانيال يجيد عزفها فأسطوانة الفرقة موجودة عنده "
    رفع جاك حاجباه بفخر ثم قال " ما رأيك بعبقريتي؟؟ "
    ضمت إليزابيث جاك ثم قالت " إنها رائعة جاك لقد أنقذتنا " بعدها ابتعدت عنه وقالت " لكن دانيال قد تأخر..... وأغنية الفرقة شارفت على الانتهاء "
    تنهد جاك ثم قال " أنا أعلم هذا..... أتمنى فقط بأن يصل بالوقت المحدد "











    *ماذا سيحدث يا ترى؟؟


    *هل سيتمكن دانيال من الوصول في الوقت المحدد؟؟


    *هل سيفوز أبطالنا بالمسابقة؟؟


    *هل ستكون اغنيتهم جميلة؟؟


    *ماذا عن ديانا؟؟


    *هل سيطول خصامها مع إليزابيث؟؟


    *أن أنها ستأتي وتعتذر؟؟


    *تابعوا البارت القادم بعنوان " ليلة لا تنسى " لتعرفوا الإجابة على هذه التساؤلات

    مع تحيتي واعتذاراتي لكن
    guiltless girl

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:07 pm

    هااااي نزلت البارت بسرعة على شان يعوض الاسبوع الياي لأنه راح يكون عندي امتحانات وما راح أقدر أنزله
    مابي أطول وهذا البارت


    قرأتم فيما سبق........

    بعد دقائق ظهر شخص على المسرح لابساً ملابس حمراء تبدو مضحكة للعيان وقال مستخدماً مكبر الصوت " مسابقينا الكرام..... يؤسفني حقاً بان أقول لكن أن هنالك نتيجة تعادل بين فريق " moonlights " وفريق "boys and the girl" وسوف يمنحان فرصة أخرى ليقدما أفضل ما لديهما والفوز سيكون من نصيب الأفضل.... لذا أرجو الآن من فريق moonlights أن يتقدم بالصعود على المسرح لتقديم أغنية أخرى أمام الجمهور "
    أخذت إليزابيث نفساً عميقاً ثم قالت بقلق كبير " يا إلهي.... دانيال لم يعود...... ولم نتدرب نحن على أغنية أخرى"


    صمت جاك ليفكر بعدها قال " الحكام قالوا بأننا يجب أن نقدم أغاني مفرحة أكثر ولكنها لا تخلوا من الهدوء "
    أومأت إليزابيث برأسها ثم قالت " نعم "
    تقارب حاجبا جاك وهو يقول " إذن.... لو بحثنا عن أغنية هادئة ومفرحة بنفس الوقت..... وتناسب صوتك ويشترك فيها البيانو والكمان فقط لوجدنا أن غنية walking in the air تنطبق عليها كل المواصفات "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت بنبرة يملؤها الأمل " هذا صحيح.... كما أنني أحب هذه الأغنية وأكيد من أن دانيال يجيد عزفها فأسطوانة الفرقة موجودة عنده "
    رفع جاك حاجباه بفخر ثم قال " ما رأيك بعبقريتي؟؟ "
    ضمت إليزابيث جاك ثم قالت " إنها رائعة جاك لقد أنقذتنا " بعدها ابتعدت عنه وقالت " لكن دانيال قد تأخر..... وأغنية الفرقة شارفت على الانتهاء "
    تنهد جاك ثم قال " أنا أعلم هذا..... أتمنى فقط بأن يصل بالوقت المحدد "





    البارت العشرون


    " ليلة لا تنسى "



    سمع دانيال الخبر عبر السماعات المنتشرة في أرجاء المسكن فقال في نفسه ( علي بأن أسرع ) ثم تابع الصراخ " جيسيكا..... إيريك " وبعد ثوانٍ سمع صوت فتاة طفولي تقول بصوت عالٍ " دانيال "
    توقف دانيال في مكانه ثم قال " جسيكا؟؟ " ثم مشى تجاهها وإلا بها هي ترتمي في حضنه فنزل لمستواها وضمها وهو يقول " أين كنت؟؟.... لقد قلقت عليك "
    جيسيكا " لقد كنت تائهة "
    دانيال " وأين هو إيريك؟؟ "
    هزت جيسيكا رأسها نفياً ثم قالت " لا أدري فقد افترقنا "
    لقد كانت جيسيكا طفلة جميلة جدا تبدو في السابعةً ورشيقة شعرها أشقر مموج يصل إلى نصف ظهرها وبشرتها باللون البرونزي المشبع بحمرة جميلة أضافت عليها براءة وجمالاً لا يوصفان وقد كانت ترتدي فستاناً أبيضاً منقوشا بزهور وردية تناسب لون بشرتها الجميل.
    نهض دانيال ثم قال وهو يمسك بيد جيسيكا اليمنى " هيا.... علينا العثور عليه بسرعة " ثم ركض ساحباً جيسيكا معه.






    انتهت فرقة ( moonlights ) من أداء أغنيتها وقد كانت جميلة جداً فنادى مقدم الحفل عبر مكبر الصوت قائلاً " الرجاء من فرقة " boys and the girl " الصعود على المسرح الآن وتقديم أغنيتهم "
    غزا التوتر جسد إليزابيث فأمسك جاك بكتفيها ووقفا مع بعض بعد أن قال جاك لجيمس " ابق هنا " فأومأ جيمس برأسه مطيعاً... وتوجه كل من جاك وإليزابيث إلى مكان تواجد الحكام أمام المسرح بالتحديد وعند وصولهم تكلم جاك بصوت منخفض لم يسمعه سوى الحكام " في الحقيقة..... حدث أمر طارئ فقط تأخر أحد أعضاء فرقتنا عن الحضور..... هل يمكنكم الانتظار لبعض الوقت "
    ابتسم أحد الحكام بتعاطف ثم قال " لا بأس..... لكن لديكم خمس دقائق فقط.... وإذا لم يأت سوف تفوز فرقة (moonlights) "
    ابتسم جاك ثم قال " أشركم " ثم تراجع مع إليزابيث للخلف
    أمسك مقدم الحفل بمكبر الصوت ثم قال " حدث أمر طارئ..... وسوف ننتظر خمس دقائق إن لم يأت فيها العضو الآخر فسوف تفوز فرقة (moonlights) "
    سمع دانيال الخبر فقال بصوت خافت نسبياً " بسرعة..... علينا بأن نسرع بالعودة " وتابع بحثه مع جيسيكا..... وبعد مرور دقيقتان من البحث سمعوا صوت طفل صغير يبكي فتوجهوا له بسرعة وقالا معاً " إيريك؟؟ "
    صمت الطفل الصغير لثوانٍ ثم قال " جيسي..... دانيال " بعدها توجه لهما وضم دانيال وهو يقول " لقد تهت....وكنت خائفاً.... و.... ذراعي تؤلمني فقد سقطت "
    كان إيريك يبدو في السابعة من عمره ذا شعر برونزي منفوش ولكن ذو ملمس ناعم وبشرة بيضاء ناصعة مشبعة بحمرة جميلة وهذا ما أضاف عليه براءة وجمالاً وقد كان يرتدي سروالاً قصيراً مبكراً باللون الأخضر والأصفر وقميصاً بالأصفر مع حذاء بالأخضر.
    ابتسم دانيال له بحنان ثم قال وهو يمسح على ذراعه " أعلم هذا " ثم قال " بسرعة..... لدينا ثلاث دقائق للوصول للحديقة " بعدها حمل جيسيكا على ذراع وأمسك بكف إيريك وركض بسرعة وهو يسحبه معه.....




    كانت الدقائق تمر كالساعات ودانيال لم يحضر.... فانقضت الثلاث دقائق وقال مقدم الحفل بأسف " نأسف على ذلك ولكن.... " قاطع كلامه صوت دانيال وهو يقول " لقد جئت " وقد كان يتنفس بصعوبة ويلهث من التعب.
    التفت كل الحضور له فأخذ هو نفساً عميقاً ثم قاد الصغيرين إلى حيث يجلي جيمس وحيداً بعدها توجه إلى مكان إليزابيث وجاك وقال موجهاً كلامه للحكام " آسف على هذا.... لكن هنالك مشكلة حدثت وقد تدبرت أمرها..... آسف مرة أخرى " ثم انحنى واستقام وتوجه مع البقية على المسرح وبينما هو يمشي على الدرج همس بأذن إليزابيث والتي كانت تسير بجواره " ماذا ستغنون؟؟ "
    إليزابيث " walking in the air "
    أومأ دانيال برأسه ثم قال " حسناً " بعدها توجه للبيانو الذي يتطرف المسرح وتحسسه إلى أن جلس على ذلك الكرسي الطويل..... أما جاك فقد وقف في موقع مثالي وأمسك بالكمان خاصته وإليزابيث وقفت متقدمة عنهما ببضع خطوات عندها بدأ دانيال عزف الأغنية وبدأت إليزابيث بثوانٍ وقد كانت كلمات الأغنية...



    We're walking in the air
    We're floating in the moonlit sky
    The people far below are sleeping as we fly

    I'm holding very tight
    I'm riding in the midnight blue
    I'm finding I can fly so high above with you

    Far across the wold
    The villages go by like trees
    The rivers and the hills
    The forests and the streams

    Children gaze open mouth
    Taken by surprise
    Nobody down below believes their eyes

    We're surffing in the air
    We're swimming in the frozen sky
    We're drifting over icy
    Mountain floating by

    Suddenly swooping low on an ocean deep
    Arousing of a mighty monster from its sleep

    We're walking in the air
    We're floating in the midnight sky
    And everyone who sees us greets us as we fly




    لقد كانت الأغنية في غاية الروعة.... وكلماتها جميلة تبعث الفرحة والراحة..... وقد كانت إليزابيث تمثل كلماتها بطريقة رقيقة تنطبق على كلمات الأغنية.... وسعادتها وهي تغني أشبه بسعادة الذي يطير محلقاً في الهواء كما تقول الكلمات بالضبط...... وعندما انتهت وقف الحكام الثلاثة من شدة دهشتهم وصفقوا لهم بحرارة ...... فقال الحكم الأول " أنتم حقاً في غاية الروعة "
    والحكم الثاني " لقد كانت هذه الأغنية أفضل من سابقتها بكثير.... فرغم هدوئها تشعرننا بأننا نسير بالفعل على الهواء وتبعث السعادة لسامعها "
    ابتسم الحكم الثالث وقد كانت امرأة فقالت " كما تعلمون إن الشكل ضروري جداً في الأداء.... وقد كان شكلكم جميل ففستان إليزابيث في غاية من الروعة وطريقتك بالغناء مع احمرار وجنتيك أضافت إليك رونقاً فبت كالزهرة الجميلة..... ودانيال يكفي أن أقول بأن وسامتك وطريقتك بالعزف وأنت مغمضاً عينيك أضافت لمسة سحر على عرضكم..... وأخيراً جاك....... لقد كان شكلك متناغماً بطريقة جميلة مع الكمان ..... والهواء الذي يداعب شعركم كان له دور ساحر أيضاً..... لذا فكل ما أستطيع قوله أن شكلكم كان ممتازاً "
    ابتسم مقدم الحفل ثم قال " إذن..... هل نستطيع القول من الفائز؟؟ "
    ابتسم الحكم الثاني ثم قال " بالطبع "
    اتسعت ابتسامة مقدم الحفل ثم قال " الفائز في هذه المسابقة هو فريق boys and the girl "
    صرخ الجميع محيين وصرخت إليزابيث ثم ضمت دانيال وبعده جاك ثم نزلوا من المسرح وفور نزولهم توجه جميع الأطفال ليضموا دانيال ويهنئونه
    ابتسم جيمس ثم قال " مبارك لكم "
    إليزابيث " شكراً لك "
    احمرت وجنتا جيمس قليلاً وهو يقول موجهاً كلامه لإليزابيث " إليزابيث..... في الحقيقة..... عندما وصفتك تلك المرأة كانت مواصفاتك في غاية من الروعة..... تمنيت حقاً لو رأيتك "
    نزلت إليزابيث إلى مستوى جيمس ثم داعبت وجنتاه وهي تقول " لست بحاجة لرؤيتي..... المهم أنك سمعتني.... والآن قل لي... هل أعجبتك الأغنية؟؟ "
    ابتسم جيمس مع احمرار وجنتيه أكثر مما أضاق له براءة ثم قال " بالطبع.... إنها جميلة "
    إليزابيث " من الجيد أنها أعجبتك "
    جاءت جيسيكا إلى إليزابيث ثم قالت " لقد كانت رائعة يا إليزابيث...... أتمنى بأن أكون مثلك عندما أكبر "
    قبلت إليزابيث وجنه جيسيكا الأسيلة ثم قالت " بل سوف تكونين أفضل مني بكثير "
    ابتسمت جيسيكا ثم قالت " بالمناسبة.... اسمي جيسيكا ويسعدني بأن أكون صديقة لك...... لكن بالطبع لن أدعك تسرقين دانيال مني "
    ضحكت إليزابيث برقة ثم قالت " بالطبع سوف نكون صديقات..... وبالنسبة للنقطة الثانية فأعتقد بأنني سأفكر بالموضوع "
    قاطعهم صوت مقدم الحفل وهو يقول " ألن تستلموا الجائزة؟؟ "
    التفت كل من دانيال وجاك وإليزابيث إليه فتقدم دانيال وأخذ الجائزة ثم أعطاها إليزابيث وقال " احتفظي بها كذكرى لهذا اليوم الجميل "
    لقد كانت الجائزة عبارة عن تمثال ذهبي لبيانو صغير وفتاة ورجل يظهر شكلهم وكأنهم يغنون بجواره وقد كان شكله جميل جداً.
    أومأت إليزابيث برأسها إيجابياً ثم أمسكت بالجائزة وهي تقول " سوف تكون أفضل ذكرى "
    سمع الجميع صوت آلة تصوير فالتفت الكل للخلف أو بعبارة أخرى إلى مصدر الصوت فسمعوا صوت فتاتين تقولان " مبارك لكم جميعاً "
    ابتسمت إليزابيث ثم ركضت نحوهما وهي تقول " أليكس.... كات " بعدها ضمتهما وهي تقول " لقد حضرتما رغم كل شيء "
    ابتسمت أليكس بحنان وهي تقول " بالطبع حضرنا... كيف نفوت رؤية صديقتنا الخجولة تغني "
    ضحكت إليزابيث ثم قالت " شكراً لكما " بعدها صمتت قليلاً لتتذكر شيئاً فبهت وجهها بغتة وقالت " ماذا عن ديانا؟؟ "
    أجابتها كات ببعض الارتباك " تعلمين.... ديانا لم ترد الحضور بعد كل ما حدث..... لكن لا تقلقي... فنحن نعدك بأن الأحوال ستكون على ما يرام بعد فترة وجيزة "
    وضعت إليزابيث ابتسامة شاحبة على وجهها ثم قالت " شكراً لكما.... أنتما حقاً صديقتاي "
    نظرت كات إلى جاك مطولاً ثم توجهت إليه وقالت بخجل " مبارك لك جاك.... لقد كنت رائعاً فقد أحببت عزفك كثيراً " بالطبع سوف تقول كات هذا فإن أصاب تخميني فهي لم تبعد عينيها عنه منذ لحظة دخولها للمكان.
    ابتسم لها جاك ابتسامته الساحرة ثم قال " أشكرك كات..... لِم لم تأتي منذ مدة لزيارتنا هل نسيتني بهذه السرعة؟" قالها وهو يغمر لها بعينيه
    احمرت وجنتا كات فقالت " لم أنسك بالطبع.... لكن العمل كثير "
    اقترب جاك من كات حتى أصبح وجهه مقابلاً لوجهها ثم قال " أسامحك.... لكن بشرط واحد "
    لم تستطع كات إخفاء إعجابها بجاك وبعينيه الخضراوتين فقالت من دون أن تبالي لكلماتها " أي شيء "
    جاك " عديني بأنك ستأتين كل يوم "
    اتسع بؤبؤ عيني كات عند سماع هذا فقالت بدهشة " ماذا؟؟..... كل يوم؟؟ "
    أجابها جاك ببرود " نعم "
    ابتسمت كات ثم قالت " لا بأس... سوف أحضر كل يوم لأجلك "
    جاك " هذا رائع " ثم أمسك بكفها وسار وهو يقول " هيا تعالي... إنه وقت الرقص "
    كات " أي رقص؟؟ "
    جاك " ألا تسمعين الأغنيات الهادئة التي يضعونها... هذا يعني بأنه وقت الرقص "
    عندها وصلا لساحة دائرية مسقفة بمضلة بيضاء جميلة ترتفع على أربعة عواميد بيضاء ملفوفة بأغصان متشابكة من زهور حمراء وبيضاء وأوراق أشجار خضراء ويعلو كل عامود مصباح إنارة خافت.... فنظرة كات لما حولها وقالت " لكن لا أحد يرقص "
    رفع جاك كف كات ليبدأ بالرقص وهو يقول " إذن.... لنكن أولهم " بعدها بدأ بالرقص وبدأ الناس يكثرون شيئاً فشيئاً على تلك الساحة.
    وبينما كانت إليزابيث تحدث أليكس شعرت بكف بارد يمسك بكفها وبذراع تلتف حول خصرها فانتفضت بسرعة وسمعت بعدها صوت دانيال يهمس بأذنها " آسف " بعدها قال موجهاً كلامه لأليكس " آسف أليكس..... سوف أسرق إليزابيث منك للرقص "
    ضحكت أليكس بخفوت وقالت " لا بأس.... وإن أردت.... فلا ترجعها "
    رد عليها دانيال بابتسامة ثم سحب إليزابيث معه إلى أن وصلا لساحة الرقص فوضع دانيال كفه الأيمن على خصر إليزابيث والأيسر أمسك به كفها الناعم وقبل أن يرقص أحس بشيء يشد بنطاله فالتفت وأنزل رأسه وقال " ما الأمر؟؟"
    بعدها سمع صوت فتاة صغيرة تقول " أريدك بأن ترقص معي دانيال "
    ابتسم دانيال بحنان ثم نزل لمستوى الفتاة وقال " آسف جيسيكا.... لكنني سأراقص إليزابيث الليلة "
    عقدت جيسيكا ساعديها وقالت بنبرة غضب طفولية " ألم تقل لي بأنني أميرتك "
    ضحك دانيال بخفوت وقال " وسوف تضلين أميرتي للأبد..... لكن هنالك شخص غيري يتوق للرقص معك "
    جيسيكا " من؟؟ "
    دانيال " أتعرفي ذلك الصبي.... ماكس؟؟ "
    أجابت جيسيكا باستغراب " أتقصد ذلك الفتى الذي يتحدث نادراً؟؟ "
    دانيال " نعم "
    عقدت جيسيكا حاجبيها وقالت " ما به؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " إنه معجب بك.... لم لا تذهبين وتدعينه للرقص؟؟ "
    جيسيكا " أتعتقد هذا؟؟ "
    أومأ دانيال برأسه إيجابياً وقال " بالطبع "
    صمتت جيسيكا قليلاً لتفكر ثم قالت مع احمرار وجنتيها " في الحقيقة.... أنا معجبة به أيضاً.... لكن هذا لا ينفي بأنني لا زلت أحبك "
    ضحك دانيال ثم قال " هيا الآن... اذهبي إليه "
    قبلت جيسيكا خد دانيال بسرعة ثم قالت " أشكرك " بعدها ركضت تجاه ماكس الذي توقن وتعرف مكانه جيداً فهو لا يبرحه إلا عندما يغادرون..... وقد كان ماكس صبي في السابعة لكنه يبدوا أكبر من جيمس والبقية وشعره أسود يصل إلى شحمة أذنه وبشرته مسمرة قليلاً وهذا ما أضاف إليه سحراً طفولياً جميل وقد كان يرتدي بنطال (جينز ) وبلوزة سوداء تعلوها سترة جلدية صغيرة بنفس اللون وهذا ما أضاف إلى عمره سنة أو سنتين.
    على كل حال لنرجع إلى إليزابيث ودانيال الذي قال بعد أن استقام " أين كنا؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث ثم لفت ذراعيها حول رقبة دانيال وقالت " كنا على وشك الرقص.... لكن طريقتك الكلاسيكية لا تعجبني ولا أجيدها.... لذا فسأرقص كيفما أريد "
    ضحك دانيال ووضع كفاه على خصر إليزابيث النحيل ثم بدأ بالرقص وهو يقول " كما تشائين فأنا أجيد الكثير من أنواع الرقص " وقد كانا يرقصان بطريقة رومانسية وجميلة حيث يبدوان للعيان بأنهما في عالمٍ مختلف كلياً عن عالمنا..... أو ربما غارقان في مكان آخر وزمان آخر.. وكأن الزمن توقف فيهما ليعيشا أجمل لحظاتهما من دون أن يعكرها صفوها أو يفسدها أي شيء.




    وفي مكان آخر من الحديقة....... كانت هنالك فتاة ذات شعر بني وتبدو في العشرينات من عمرها تمسك بآلة تصوير فيديو صغيرة وتصور فيها دانيال وإليزابيث وهما يرقصان... وضلت تنظر إليهما إلى أن قاطعها صوت طفل يقول " المعذرة يا آنسة.... هل يمكنك الرقص معي؟؟ "
    أوقفت الفتاة آلة التصوير ثم وضعتها في حقيبتها وقالت " بالطبع.... لكن قل لي أولاً ما اسمك "
    الفتى " اسمي إيريك.... وأنت؟؟ "
    ابتسمت الفتاة وقالت " اسمي أليكس.... تشرفت بمعرفتك إيريك "
    ابتسم إيريك وقال " وأنا أيضاً "
    أمسكت أليكس بكف إيريك وسحبته للساحة المخصصة للرقص ورقصت بصحبته





    ابتسمت إليزابيث وقالت وهي ترقص " إذن.... ما قصة جيسيكا؟؟..... معجبتك من الأطفال؟؟ "
    ضحك دانيال وقال " هل تغارين؟؟ "
    ضحكت إليزابيث برقة وقالت " في أحلامك "
    أكمل دانيال ضحكه ثم قال " من عادتي في السابق طبعاً بأن أقضي أوقاتاً جميلة مع الأطفال وكانت جيسيكا تحبني فقلت لها بأنني أيضاً أحبها فهي أميرتي الصغيرة وغيره من هذا الكلام حتى لا تبكي ومن حينها وهي تقول بأنها تحبني وبأنها أميرتي " بعدها ضحك وقال " إنها بالفعل ظريفة "
    إليزابيث " أنا استلطفتها أيضاً..... على كل حال لماذا لم تعد تذهب للأطفال "
    أشاح دانيال بوجهه ببعض الضيق ثم قال وهو يخرج تنهيدة " والدي "
    عقدت إليزابيث حاجباها وقالت " ما به والدك؟؟ "
    دانيال " لقد.... قال لي بأن أخفف زياراتي للأطفال معللاً لذلك بأن أعداءه سيستطيعون الوصول إلي فمدرسة الأطفال خارج المسكن أي في مكان آخر من المؤسسة ونفوذه لا تصل إلى هناك "
    رفعت إليزابيث حاجباها وقالت بنبرة محللة " إذاً هو لم يمنعك كلياً.... فقط قال لك بأن تقلل ذهابك "
    أومأ دانيال برأسه وقال " نعم "
    قالت إليزابيث بنفس النبرة " لكنك قطعت ذهابك إليهم بالكامل "
    أشاح دانيال بوجهه وقال " لا أحب إثارة قلق أحد " بعدها قرب وجهه من وجهها وقال بمكر وابتسامة في صوته " لست مثلك " ثم ضحك
    ضحكت إليزابيث ثم قالت " أنت فقط عنيد "
    واستمرت المشاجرة وعلى ما يبدو أنها لم تتوقف إلا عند انتهاء الرقص والتوجه للعشاء...... واستمرت باقي أحداث الحفلة بشكل رائع إلى انتهائها فاتجه عاد كل ضيف لمكان سكنه وكل مقيم إلى غرفته..... وقد كانت هذه الليلة رائعة بكل ما في الكلمة من معنى..... فهي بالفعل..... ليلة لا تنسى.......




    في مكان آخر تماماً...............
    جلست فتاة ذات شعر أسود يصل إلى كتفيها وبشرة معتدلة على سريرها الذي في وسط غرفتها الزهرية.... لقد كان كل شيء زهري فقد كانت الجدران مطلية باللون الزهري الفاتح وتتوسط الغرفة سجادة دائرية منفوشة وباللون الزهري الغامق وعلى الطرف وسادة كبيرة بيضاوية تنفع للجلوس عليها والسرير أيضاً كان بالزهري المتوسط....... جلست بقرب الفتاة فتاتين أخرتين كلاهما تمتلكان لون شعر بني فاتح لكن أحدهما كان شعرها قصير والأخرى طويل.... وقد كانتا تريان ذات الشعر الأسود تصويراً في كاميرا فيديو صغيرة.
    أعتقد بأنكم خمنتم من هن... هذا صحيح إنهن كات وأليكس برفقة ديانا وقد كانتا في غرفتها.
    قالت أليكس " هل رأيتِ يا ديانا.... إن إليزابيث سعيدة مع دانيال.... صدقيني دائماً ما تبهت ابتسامتها وهي بعيدة عنه.... وما إن تشعر بوجوده أو تمسك به حتى تعود إشراقه وجهها وابتسامتها الجميلة...... وهو.... أنتي تعرفين قلما يبتسم..... وطالما هو يبتسم لها فإنني أرى ابتسامته ظاهرة كالشمس ونابعة من القلب على عكس المزيفة التي يخدع بها الناس دائماً.... لقد استطعت المقارنة اليوم...... ولم يزد يقيني إلا بمحبتهما لبعض..... وطالما إليزابيث تحبه...... فأنا أثق به ومستعدة لأقسم للجميع بأنه الأفضل لها "
    تساقطت دموع ديانا وهي ترى ذلك المقطع وتعيده عشرات المرات من دون حتى أن تضيف حرفاً واحداً.
    قالت كات بحزن " يؤسفني بان أقول لك هذا ديانا...... لكنني مع إليزابيث في حبها هذا.... وطالما هي مرتاحة وبخير.... فسأظل أساندها "




    *ما أروع هذه الصداقة.... حتى ولو تخاصمت إثنتان.... فإن البقية يبقون مع الحق
    *هاقد ضربت أليكس وكات أروع امثلة على الصداقة الحق
    *وهاقد عاشت إليزابيث ليلة لا تنسى كما يقول عنواننا من ليالي المسكن الصامتة
    *هل ستكون باقي الليالي هكذا؟؟
    *أم ستتعكر وتنقلب رأساً على عقب؟؟
    *وهل ستظل الصديقات على وفائهن ببعض؟؟
    *أم ستنقلب الأحداث ويصبح عدو اليوم صديق الغد؟؟
    *تابعوا معي الأحداث القادمة لأنها ستكون مشوقة وأعدكم بأنكم لن تجدوا لها مثيلاً
    *وإلى لقاء جديد مع بارت قادم بعنوان " أعتذار "

    مع تحيتي وباقة زهور مهدية لكل متابع لقصتي سواءً كانت فراشة من المنتدى فأدعوها لترد علي أو من خارج المنتدى فأدعوها لتشترك أو ترسل لي على بريدي الألكتروني فلاشيء سيسعدني أكثر من هذا

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:14 pm

    آآسفة على كل ذاك التأخير
    وهذا البارت بدون ما اطول



    قرأنا فيما سبق........

    جلست فتاة ذات شعر أسود يصل إلى كتفيها وبشرة معتدلة على سريرها الذي في وسط غرفتها الزهرية.... لقد كان كل شيء زهري فقد كانت الجدران مطلية باللون الزهري الفاتح وتتوسط الغرفة سجادة دائرية منفوشة وباللون الزهري الغامق وعلى الطرف وسادة كبيرة بيضاوية تنفع للجلوس عليها والسرير أيضاً كان بالزهري المتوسط....... جلست بقرب الفتاة فتاتين أخرتين كلاهما تمتلكان لون شعر بني فاتح لكن أحدهما كان شعرها قصير والأخرى طويل.... وقد كانتا تريان ذات الشعر الأسود تصويراً في كاميرا فيديو صغيرة.
    أعتقد بأنكم خمنتم من هن... هذا صحيح إنهن كات وأليكس برفقة ديانا وقد كانتا في غرفتها.
    قالت أليكس " هل رأيتِ يا ديانا.... إن إليزابيث سعيدة مع دانيال.... صدقيني دائماً ما تبهت ابتسامتها وهي بعيدة عنه.... وما إن تشعر بوجوده أو تمسك به حتى تعود إشراقه وجهها وابتسامتها الجميلة...... وهو.... أنتي تعرفين قلما يبتسم..... وطالما هو يبتسم لها فإنني أرى ابتسامته ظاهرة كالشمس ونابعة من القلب على عكس المزيفة التي يخدع بها الناس دائماً.... لقد استطعت المقارنة اليوم...... ولم يزد يقيني إلا بمحبتهما لبعض..... وطالما إليزابيث تحبه...... فأنا أثق به ومستعدة لأقسم للجميع بأنه الأفضل لها "
    تساقطت دموع ديانا وهي ترى ذلك المقطع وتعيده عشرات المرات من دون حتى أن تضيف حرفاً واحداً.
    قالت كات بحزن " يؤسفني بان أقول لك هذا ديانا...... لكنني مع إليزابيث في حبها هذا.... وطالما هي مرتاحة وبخير.... فسأظل أساندها "




    البارت الواحد والعشرون


    " اعتذار "


    في الصباح بعد تلك الليلة الجميلة والمتعبة بنفس الوقت استيقظت إليزابيث على إحساسها بأنامل تداعب وجهها ففتحت عينيها وصمتت قليلاً لتسمع خمس الذي بجوارها وهو يقول " صباح الخير " فانتفضت بسرعة وارتبكت ثم قالت بعد أن استوعبت الأمر " صـ.... صباح الخير دانيال "
    ابتسم دانيال ثم قال " كيف نمتِ؟؟ "
    إليزابيث " جيداً "
    أسك دانيال بكف إليزابيث ثم سحبها وهو يقول " هذا رائع..... والآن هيا بدلي ملابسك فهنالك مفاجأة تنتظرك في الخارج "
    تنهدت إليزابيث وهي تستيقظ ثم قالت " مفاجآتك كثيرة هذه الأيام " بعدها توجهت إلى دورة المياه فاستحمت وعندما خرجت كانت كعادتها ترتدي منشفة بيضاء قصيرة تصل إلى ما فوق ركبتيها بقليل......... قالت بعد أن أخذت نفساً ملأت به رئتيها " دانيال..... هل ما زلت هنا "
    دانيال " نعم " وقد كان جالساً على سريرها الذي رتبه.
    اتجهت إليزابيث إلى خزانة ملابسها فأخرجت فستاناً باللون الأزرق الغامق وقد كان قماشه ثقيل فكما ذكرت سابقاً البرد قد اشتد وقد كان الفستان منقوشاً بتطريزات جميلة تمثل وروداً وأغصاناً ملتفة وهذا ما أضاف إليه سحراً جميلاً....... بعد ذلك وضعت الملابس على السرير وقالت " سوف أبدل ملابسي "
    رد عليها دانيال ببرود " بدليهم..... هل من أحد يمسك بك؟؟ "
    وضعا إليزابيث يدها اليمنى على خصرها وقالت بحنق " لا..... ولكن هنالك أحد في غرفتي "
    رد دانيال ببرود أكبر " وهل هذا يمنعك؟؟ "
    أجابت إليزابيث بحنق أكبر " بالطبع "
    ابتسم دانيال ثم قال " لكنني لا أستطيع رؤيتك إليزابيث "
    ارتبكت إليزابيث وقالت " أعلم هذا ولكـ.... "
    قاطعها دانيال قائلاً " لا لكن..... هيا بدلي ملابسك فأنا أشعر بالخمول ولا أريد بأن أذهب وأعود مرة أخرى "
    زفرت إليزابيث بحدة ثم قالت بحنق " حسناً " بعدها بدأت بارتداء ملابسها بحذر نوعاً ما وببطء وهي تشعر بارتباك وخجل لا يوصفان وعندما انتهت أمسكت بمشط شعرها وسرحته ثم ربطته بطريقة ذيل الحصان بشريطة زرقاء بعدها قالت " انتهيت "
    ابتسم دانيال وقال " جيد " بعدها اقترب منها وأخذ يتحسس كم فستانها ثم قال " أظن بأنه عليك ارتداء شيء فوقه"
    إليزابيث "ماذا؟؟.... لكنه ثقيل "
    مسح دانيال على كتفيها وقال " ثقي بي "
    أخذت إليزابيث نفساً عميقاً ملأت به رئتيها ثم اتجهت إلى خزانتها الصغيرة من جديد وأخرجت كنزة بنفس لون الفستان وارتدتها بعدها أمسكت بكف دانيال البارد وسارت معه إلى أن وصلا للحديقة وما أن فتح الباب الالكتروني الذي يفتح ما إن يقف جسم أمامه أحست إليزابيث ببرد شديد وهواء بارد نفض خصلات شعرها فتقدمت بخطوات مترددة بعض الشيء للخارج وما أن خطت أول خطوة حتى أحست بشيء بارد وهش تحتها فتركت كف دانيال وثنت ركبتيها لتنزل وتلمس ما تحتها فوجدت بأن الأرض مغطاة بالثلوج..... نعم لقد غطت الثلوج أرض الحديقة بل أرض المدينة كلها..... فالتفتت إليزابيث إلى دانيال وابتسامة تعلو وجهها وهي تقول " إنه ثلج... هذا رائع دانيال " بعدها أمسكت بيدها كمية من الثلج ورمتها قاصدة دانيال لكنها كانت بعيدة عنه قليلاً لأنها لا تراه بالطبع ودانيال أيضاً تفاداها فكما تعلمون هو يحس بالأشياء التي حوله ويستطيع بان يتفادى كل شيء موجه نحوه.
    ابتسم دانيال ثم أمسك بكف إليزابيث وساعدها على النهوض ثم قبل وجنتها بسرعة وقال " أتحاولين ضرب حبيبك؟؟ "
    ضحكت إليزابيث وقالت " نعم "
    ضم دانيال إليزابيث بقوة ثم قال " أعلنت الحرب أيتها المشاكسة " بعدها دفعها على الثلج وهو فوقها فتدحرجا بسرعة ثم أخذ دانيال يرمي بعض الثلج على إليزابيث لكن ليس بقوة خشية من أن يؤلمها أو تصاب بالبرد وبعد أن لعبا بما فيه الكفاية وضعت إليزابيث رأسها على صدر دانيال بينما هو مستلقً على ظهره ثم قالت " كيف غطى الثلج الأرض بهذه السرعة؟؟.... بالأمس كان الجو بارداً فقط ولم يكن مثلجاً أو حتى ممطراً "
    وضع دانيال كفاه خلف رأسه ثم قال " تقول الأنباء بأن عاصفة قوية لم يكونوا متنبئين بها هبت على المدينة وأغرقتها بالثلوج "
    رفعت إليزابيث رأسها وهي تقول بصوت خافت " هكذا إذن " ثم أردفت قائلة ً " لنذهب إلى الداخل دانيال فأنا أشعر بالبرد "
    دانيال " لهذا قلت لك بأن ترتدي شيئاً ثقيلاً " بعدها خلع سترته قبل أن يردف قائلاً " خذي سترتي..... سنذهب أولاً لتناول الفطور ثم للقاء الأطفال "
    أخذت إليزابيث السترة وتقول " ألن تشعر بالبرد "
    لوح دانيال بكفه نفياً ثم قال " لا تقلقي.... فأنا أرتدي شيئاً ثقيلاً أسفلها "
    أخرجت إليزابيث لسانها لدانيال قبل أن تقول بسخرية " وربما برودة أعصابك تساعدك "
    ضحك دانيال ثم قال وهو يرفع كتفيه " من يدري "
    أدخلت إليزابيث ذراعيها في كمي السترة الطويلين ثم ارتدتها فشعرت بدفئها يغمر جوانح جسدها وعندما اشتمت رائحتها التي هي نفسها رائحة جسد دانيال قالت في نفسها ( جميلة كالعادة ) بعدها ابتسمت مع احمرار وجنتيها وهذا ما أضاف جمالاً وحياة إلى وجهها..... قالت " هيا بنا "
    أمسك دانيال بكفه البارد كف إليزابيث الدافئ..... نعم فقد كان جسدها دوماً دافئاً..... ربما بالنسبة لدانيال فقط حتى أنه دائماً ما يخاف بأن يزعجها ببرودة جسده.... لكن يبدو أنها تحب هذه البرودة ولا تنزعج منها..... وربما لأنها تحب أن تكون مصدر دفء له.....
    اتجه هذين الاثنين معاً للفطور ثم إلى مسكن الأطفال الداخلي والذي هو جزء من مدرستهم..... وقد كان ذلك اليوم إجازة للجميع فقد كانت الثلوج تغطي المكان وبدا على الأطفال كلهم بأنهم سعداء.


    دخلت فتاتين إلى المسكن..... واحدة كان شعرها أسود ناعم يصل إلى كتفيها تقريباً وأخرى كان باللون البني يصل إلى أسفل ظهرها....وما إن دخلتا حتى رأتهما أنيتا في طريقها فاستقبلتهما بقولها " أهلاً ديانا..... أهلاً كات "
    ابتسمت ديانا وكات وقالتا " أهلاً بك أنيتا " بعدها قالت ديانا " أنيتا.... أين هي إليزابيث؟؟ "
    صمتت أنيتا قليلاً لتتذكر ثم قالت " لقد ذهبت مع دانيال إلى مدرسة الأطفال الداخلية.... هل تريدان بأن آخذكما إليها؟؟ "
    أومأت ديانا برأسها ثم قالت " نعم أرجوك "
    ابتسمت أنيتا ثم قالت " لا بأس.... اتبعاني فالطريق طويلة "
    كات " أنيتا انتظري.... هل يمكنك إخباري بمكان جاك؟؟ "
    أومأت أنيتا برأسها ثم قالت " بالطبع.... إنه بغرفته وربما يكون نائماً.... هل تريدين مني بأن أوقظه؟؟ "
    ابتسمت كات بخجل ثم قالت " لا عليك... سوف أذهب له بنفسي... أنتي أوصلي ديانا "
    عقدت أنيتا حاجبيها باستغراب ثم قالت " وهل تعرفين مكان غرفته؟؟ "
    أنزلت كات رأسها بخجل ثم قالت " نعم..... فقد أخذني جاك إليها من قبل " بعدها رفعت رأسها وقالت بسرعة " على كل حال...... أراكما لاحقاً " ثم مشت متجهة إلى السلم ومنه إلى غرفة جاك



    دخل دانيال وإليزابيث إلى حديقة المدرسة وقد كانت مغطاةً بالثلوج البيضاء الناصعة وزينتها الأساسية هي الأطفال وقد كانت مليئة بالألعاب المتنوعة كالأراجيح وألعاب التسلق والبيوت الصغيرة والأنفاق الملونة والخيام الزرقاء الخاصة للتخييم فقد وضعتها المدرسة ليتدفأ الأطفال بداخلها........ صاح دانيال منادياً للأطفال بقوله " أيها الأولاد..... لقد جئت "
    ترك الأطفال كل ألعابهم وركضوا تجاه دانيال وإليزابيث فقام جيمس وإيريك بضم دانيال وجيسيكا بضم إليزابيث وغيرهم من الأطفال بينما ظل ماكس جالس في مكانه يستمع إليهم وإلى صراخهم الذي يعتبره أزعج وأسخف شيء...... ولا أنفي بأن شخصيته مقاربة لشخصية دانيال كثيراً فقد كان دانيال في صغره هادئاً كثيراً يعتبر كل ما يفعله الأطفال سخيفاً ومزعجاً إلى حد يسبب له صداع في رأسه لهذا كان يبتعد عنهم قدر المستطاع ليريح سمعه القوي...... لأكف عن سرد الذكريات وأعود بكم للواقع حين بدأ دانيال وإليزابيث بملاعبة الأطفال لوقت ليس بهين وعندما شعروا باشتداد البرد دخل دانيال بالأطفال إلى أحد الخيام الزرقاء وأخذ يحكي لهم القصص بأنواعها فقد حكا لهم المسلية والمضحكة والمشوقة والخيالية وعندما جاء الوقت للمرعبة...... احتشد الأطفال في زاوية الخيمة وهم يضمون بعضهم عندما قال دانيال بنبرة تبث الرعب في القلوب " بعدها...... جال مصاص الدماء بناظريه القويين وبسمعه الخارق أرجاء الغرفة..... وقد كان يشتم رائحة الخوف في كل مخلوق فيها..... حتى الذباب والحشرات التي كانت تملأ المكان....... بعدها قال بصوت بنفسه بمكر وخبث: أشعر بالجوع..... سأشرب داءهم دفعة واحدة..... وبعدها هجم بسرعة خارقة " وفي نفس الوقت تحرك دانيال من مكانه ممثلاً بالهجوم عليهم فهرع الكل خارجين من الخيمة حتى ارتجت بقوة عدا ماكس فقد كان جالس بطريقة القرفصاء بجوار دانيال الذي ضحك بخفوت وقال " كم يسهل إخافتهم "
    رمى ماكس نفسه على أرضية الخيمة وقال بهدوء " هذا سخيف "
    ضحك دانيال من جديد ثم قال " أعلم هذا..... لكنهم يحبونه..... هيا الآن.... لنخرج ونكمل معهم "
    لا أخفي بأن ماكس كان معجباً بدانيال كثيراً وبشخصيته المثيرة وعبقريته فالكل يعلم بالمؤسسة أن دانيال أذكى شخص مر عليهم..... لهذا وقف وقال " هيا " ثم خرج للخارج مع دانيال الذي قال " هيا.... سوف أعد للعشرة ثم أبدأ بالاصطياد " بعدها بدأ بالعد وبعد انتهائه كان يعرف بالطبع مكان فريسته وأين يجدها.... فقد كان يسمع أنفاسها الغير منتظمة ويميزها عن آلاف الأنفاس..... فاتجه إلى أحد كراسة الحديقة وتحرك بسرعة ليمسك من تحتها وهو يقول " وجدت فريستي الأولى " بعدها قرب وجهه البارد من رقبتها الدافئة وادعى بأنه يمتص دمها وبالتأكيد لا داعي بأن أذكر اسم الفريسة فلا بد أن كلكم عرفتموها..... نعم إنها إليزابيث التي نطقت بعد أن طال مكوثهما على تلك الوضعية " ألم ينتهي مصاص الدماء من فريسته؟؟ "
    ضحك دانيال بخفوت ثم قال " لو ظللت هكذا إلى الغد فلن أنتهي ولن أمل " بعدها تركها لتسقط على الأرض ممثلةً أنها ماتت وقال بعدها " من التالي؟؟ "
    ظهر جيمس بوجهه الطفولي من خلف إحدى الأراجيح حاملاً سيفاً خشبياً وواضعاً إحدى براميل الرمل على رأسه وإحدى ألواح الألعاب كدرع له وقال بطريقة بطولية بريئة " أنا سأقتلك " بعدها اتجه نحو دانيال وادعى غرس السيف بمعدته فقال هذا الأخير " لا أصدق بأنك قتلتني " ثم سقط على الأرض مدعياً الموت.
    خرج الأطفال بعدها يصرخون بمرح بينما دانيال وإليزابيث مستلقيان على ظهريهما حيث يتقابل وجهيهما ولما طال مكوثهما قال إيريك بصوت حزين " دانيال.... هيا استيقظ وكف عن التمثيل فاللعبة انتهت "
    أومأ جيمس برأسه ثم اقترب وهو يقول بنبرة رجاء " هذا صحيح.... أرجوك استيقظ فأنت تخيفني عندما تمثل دور الميت "
    جلست جيسيكا على الأرض ووضعت رأس دانيال في حضنها وهي تقول " إن هذا يشعرنا بأنك حقاً مت "
    فتح دانيال عينيه وابتسامة جميلة مرسومة على شفتيه ثم قبل رأس جيسيكا ووجنتي جيمس و إيريك وهو يقول " لا تقلقوا "
    فتحت إليزابيث عينيها ثم نهضت وهمست في أذن جيسيكا قائلة ً " كيف كان الرقص مع ماكس البارحة "
    احمرت وجنتا جيسيكا فهمست بأذن إليزابيث " اششششش سوف يسمعك "
    ابتسمت إليزابيث ثم ردت عليها هامسةً "جيد أم سيء؟؟ "
    جيسيكا " جيد .. جيد "
    بعد ذلك عاد الأطفال للعب بالثلج



    وصلت ديانا وأنيتا ووقفتا أمام باب زجاجي كهربائي وقد كان المدخل للحديقة..... أخذت تلك الأولى تتطلع إلى دانيال وإليزابيث بنظرات حزينة وعميقة ومع انعكاس صورتيهما على عينيها الكبيرتين صار الألم على مراتب ومراحل تبعد أميالاً وأميالاً داخل عينيها الزرقاوات الممزوجات بلون النهر العذب الساري.
    أيقظت أنيتا ديانا من سهوها بوضع كفها على كتفها وهي تقول " ما دمت تملكين نظراً..... انظري إليهما..... تطلعي إلى ابتساماتهما السعيدة..... اسمعي تلك الضحكات العالية..... أكاد أقسم لك بأن هذه هي المرة الأولى التي أراهما فيها بهذه السعادة " بعدها صمتت قليلاً لتتطلع إليهما وقالت بعدها " فكري جيداً..... ولا تفسدي هذا الأمر.... أنا أتوسل إليك " بعدها مشت مبتعدة عنها وهي تشعر بالمرارة.... فلطالما كان هذين الاثنين مصدر سعادة لها...... ولا تريد فقدانه.
    وفي جهة أخرى حزمت أمرها بعد أن ضلت ثابتة كالجماد وتقدمت بخطوات متثاقلة منهم.... وكلها قناعة بمصيرها وبما ستحصل عليه......



    توجهت كات للطابق الثاني ثم توجهت إلى غرفة جاك وطرقت باب غرفته بطرقات خفيفة لكنها سمعت صوته يأذن لها بالدخول بسرعة ففتحت الباب ببطء شديد وبتردد كبير وقبل أن تقول أي شيء سبقها جاك الجالس على الكرسي الذي بجوار النافذة باعتدال بقوله " لقد توقعت بأن تكوني أنتِ "
    احمرت وجنتا كات وقالت ببعض الارتباك " كـ... كيف عرفتني؟؟ "
    ابتسم جاك ابتسامة ثقة ثم قال " اجلسي أولاً "
    توجهت كات للكرسي الذي كان بجوار طاولة صغيرة تفصله عن كرسي جاك وجلست بكل لباقة وقبل أن تهم بقول شيء قال جاك " الأمر بكل بساطة وهو أنه لا يطرق باب غرفتي إلا أربعة إما من إليزابيث أو دانيال أو أنيتا أو إحدى الممرضات الأخريات.... وما يجعلني أميز بينهم هو أن دانيال سيفضل تحطيم الباب بدل طرقه أو يفتحه بلا أي استئذان " هنا استوقفه ضحك كات الرقيق ثم قولها " أكمل "
    ابتسم جاك ثم أكمل بقوله " ولو كانت إليزابيث..... لأنتجت أغنية من طرقاتها "
    ضحكت كات مرة أخرى ثم قالت " هذا صحيح "
    جاك " ولو كانت أنيتا لكانت طرقته بطرقات أكثر علواً أو فتحته من دون استئذان...... أما الممرضات الأخريات فإنهم يطرقنه ثلاث طرقات ثم يقولون : سيد جاك.... هل أنت هنا؟؟ " قالها وهو يقلد صوت الممرضات
    ضحكت كات ثم قالت " أنت حقاً دقيق الملاحظة "
    ابتسم جاك وقال " أشكرك " بعدها أردف قائلاً " والآن..... ما الذي تودين فعله؟؟ "
    فكرت كات لثوانٍ ثم قالت " أود معرفة المزيد عنك "
    وضع جاك ذراعيه خلف رأسه ثم قال " ما الذي تريدين معرفته؟؟ "
    كات " ما اسمك الكامل؟؟ "
    جاك " جاك جوناثان بلاك "
    كات " ما تاريخ ميلادك؟؟ "
    جاك " التاسع عشر من ديسمبر "
    صمتت كات لثوانٍ ثم قالت " ما هي هواياتك ؟؟ "
    أغمض جاك عينيه ليفكر ثم أجابها " كما تعرفين فأنا أحب عزف الكمان...... وأحب السباحة و..... ربما الغناء قليلاً "
    أومأت كات برأسها وهي تقول " هذا جيد.... لنر بعد..... ما هي أكلتك المفضلة؟؟ "
    وراحت تمطره بالمزيد من الأسئلة عن نفسه بينما هو اكتفى بالإجابة عليها بهدوء.




    بعدما دخلت ديانا الحديقة مشت قليلاً إلى أن وقفت أمام دانيال وإليزابيث الجالسان على الأرض وبالطبع دانيال شعر بوجودها لكنه لم ينطق بحرف واحد وظلت ديانا على تلك الوضعية لمدة دقيقتان فقط لتتذكر كيفيه الكلام بعدها قالت بتوتر ملحوظ " إ.... إليزابيث "
    تلاشت ابتسامة إليزابيث بلمح البصر فنهضت بارتباك ونفضت الثلج عن فستانها ثم قالت " د.... ديانا "
    فعل دانيال المثل ثم قال بنبرته الجامدة التي يستعملها تقريباً مع كل الناس عدا المقربين منه " أهلاً ديانا "
    صمتت ديانا قليلاً محاولةً إخفاء ارتباكها بعدها قالت " هل يمكنني محادثتكما قليلاً؟ "
    انعقد لسان إليزابيث فقال دانيال وهو يومئ برأسه بعد أن شعر بها " بالطبع..... لندخل " بعدها أحاط بكتفي إليزابيث بذراعه اليمنى ومشى متجهاً للداخل فتبعتهم ديانا إلى أن دخلوا فتوقفوا عند باب المخرج.
    وضعت إليزابيث ابتسامة باهتة على شفتيها ثم قالت " تفضلي "
    صمتت ديانا لبرهة ثم قالت بعدها " فـ..... في الحقيقية..... أنا.... أنا أدين لكما باعتذار..... فــ..... فلقد آذيتك كثيراً إليزابيث..... و.... ودانيال.... لقد أزعجتك كثيراً.... وملأت رأسك بتفاهاتي " بعدها انحنت بسرعة كبيرة حتى تسابقت خصلات شعرها في النزول على وجهها وهي مغمضة عينيها ثم قالت " آسفة جداً "
    حرر دانيال إليزابيث من ذراعه ودفعها دفعة بسيطة ومن ظهرها لهذا تشجعت واحتضنت وجه ديانا بكفيها بعد أن رفعته ثم قالت " لا تحملي هماً ديانا..... فأنا أيضاً أخطأت بعدم إخبارك بالحقيقة من البداية " بعدها غرقت زرقة عيناها بالدموع فحاولت جاهدة الإمساك بهم بينما امتلأت عينا ديانا بالدموع وهي تقول بصوت متقطع " إذن... هل تسامحينني؟؟ "
    غلبت ابتسامة حنية على وجه إليزابيث فأومأت برأسها إيجابياً ثم قالت " بالطبع أسامحك "
    التفتت ديانا إلى دانيال ثم قالت " وأنت دانيال "
    أشاح دانيال بوجهه بعيداً ثم قال " لا أرى سبباً للغضب " بعدها أكمل في نفسه ( هذا إن كنت أرى )
    شقت الابتسامة طريقها عبر دموع ديانا بعدها انحنت مرة أخرى وهي تقول " أشكركما " ثم استدارت وركضت بأقصى سرعتها مبتعدة عنهما ودموعها تتناثر من خلفها كاللآلئ وكانت تقول في نفسها ( لم أتوقع أن سحق المشاعر تحت الأقدام بهذه الصعوبة..... ولم أتوقع أن يسبب كل هذا الألم..... آه لم هذا الفراغ داخلي؟؟.... لم؟؟...... لم أشعر أنني أبحث عن لاشيء؟؟..... أعيش للاشيء........ هل سأتحمل هذا الفراغ؟؟.... وإلى متى سيدوم؟؟ )
    حاولت إليزابيث الركض خلف ديانا عبر ذلك الممر ذا اللون السماوي.... وذا الأرضيات اللامعة الزلقة.... وأشعه الشمس التي تنيره عبر تلك النوافذ الكبيرة على جانبيه..... لكن دانيال أمسك بكتفيها بقوة..... فحاولت جاهدة تحرير نفسها والإفلات من قبضته لكنه وللأسف.... كان أقوى منها بكثير فقالت بصوت مسلوب الإرادة " لكن ديانا "
    قاطعها دانيال بنبرته الدافئة وهو يقول " سوف تكون بخير..... أعدك.... إنها فقط تحتاج لقضاء بعد الوقت مع نفسها...... هيا الآن.... لنعد للأطفال فهم ينتظروننا " بعدها أدار جسها ناحيته ومسح دموعها بإبهاميه وهو يقول " لا تبكِ " ثم قبل جبهتها وأمسك بكفها ليسحبها معه للخارج بينما اكتفت هي بهز رأسها وهي تقول " حسناً "


    *ها قد اعتذرت ديانا لمن أخطأت بحقهم
    *فهل ستتغلب على أمر هذا الفراغ الذي تحس فيه؟؟

    *أم أنها ستبقى أسيرة له للأبد؟؟
    *ماذا عن كات وجاك..... هل سيعترفان لبعضهما بهذا الشعور الذي يغزو عواطفهما؟؟
    *أم سيظل حبهما صامتاً هادئاً؟؟
    *شخصيات جديدة.... مواقف مثيرة.... توتر..... قلق.... مفاجآة.... انقلاب مفاجئ في الأحداث..... رومنسيات رائعة سوف تجعلكم تسبحون بها في بحر من العشق
    *وكل هذا سينتظركم في البارتات القادمة من الحب الأعمى
    *ولي معكم لقاء جديد في بارت جديد ولكنني لم أضع له عواناً بعد
    *لذا انتظروني ولا تنسوا الرواية أو تملو فالأحداث الحقيقية تطرق الأبواو

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:18 pm

    سوووري على التأخير
    وهذا البارت راحة لأعصابكم قبل لا تبدا الإثارة
    يعني هذا البارت مضحك وهادي وراح يهدي أعصابكم
    ما أبيكم تتشوقون قبل الامتحانات>> أهم شي دراستكم>> بس خوفج لا اسمه يجننهم
    مابي أطول عليكم فتفضلوا


    قرأنا فيما سبق..........

    صمتت ديانا لبرهة ثم قالت بعدها " فـ..... في الحقيقية..... أنا.... أنا أدين لكما باعتذار..... فــ..... فلقد آذيتك كثيراً إليزابيث..... و.... ودانيال.... لقد أزعجتك كثيراً.... وملأت رأسك بتفاهاتي " بعدها انحنت بسرعة كبيرة حتى تسابقت خصلات شعرها في النزول على وجهها وهي مغمضة عينيها ثم قالت " آسفة جداً "
    حرر دانيال إليزابيث من ذراعه ودفعها دفعة بسيطة ومن ظهرها لهذا تشجعت واحتضنت وجه ديانا بكفيها بعد أن رفعته ثم قالت " لا تحملي هماً ديانا..... فأنا أيضاً أخطأت بعدم إخبارك بالحقيقة من البداية " بعدها غرقت زرقة عيناها بالدموع فحاولت جاهدة الإمساك بهم بينما امتلأت عينا ديانا بالدموع وهي تقول بصوت متقطع " إذن... هل تسامحينني؟؟ "
    غلبت ابتسامة حنية على وجه إليزابيث فأومأت برأسها إيجابياً ثم قالت " بالطبع أسامحك "
    التفتت ديانا إلى دانيال ثم قالت " وأنت دانيال "
    أشاح دانيال بوجهه بعيداً ثم قال " لا أرى سبباً للغضب " بعدها أكمل في نفسه ( هذا إن كنت أرى )
    شقت الابتسامة طريقها عبر دموع ديانا بعدها انحنت مرة أخرى وهي تقول " أشكركما " ثم استدارت وركضت بأقصى سرعتها مبتعدة عنهما ودموعها تتناثر من خلفها كاللآلئ وكانت تقول في نفسها ( لم أتوقع أن سحق المشاعر تحت الأقدام بهذه الصعوبة..... ولم أتوقع أن يسبب كل هذا الألم..... آه لم هذا الفراغ داخلي؟؟.... لم؟؟...... لم أشعر أنني أبحث عن لاشيء؟؟..... أعيش للاشيء........ هل سأتحمل هذا الفراغ؟؟.... وإلى متى سيدوم؟؟ )
    حاولت إليزابيث الركض خلف ديانا عبر ذلك الممر ذا اللون السماوي.... وذا الأرضيات اللامعة الزلقة.... وأشعه الشمس التي تنيره عبر تلك النوافذ الكبيرة على جانبيه..... لكن دانيال أمسك بكتفيها بقوة..... فحاولت جاهدة تحرير نفسها والإفلات من قبضته لكنه وللأسف.... كان أقوى منها بكثير فقالت بصوت مسلوب الإرادة " لكن ديانا "
    قاطعها دانيال بنبرته الدافئة وهو يقول " سوف تكون بخير..... أعدك.... إنها فقط تحتاج لقضاء بعد الوقت مع نفسها...... هيا الآن.... لنعد للأطفال فهم ينتظروننا " بعدها أدار جسها ناحيته ومسح دموعها بإبهاميه وهو يقول " لا تبكِ " ثم قبل جبهتها وأمسك بكفها ليسحبها معه للخارج بينما اكتفت هي بهز رأسها وهي تقول " حسناً "





    البارت الثاني والعشرون



    " هدوء ما قبل العاصفة "


    توجت كات برفقة جاك إلى الحديقة المغطاة بالثلوج وأخذا يستمتعان بوقتيهما ولا زالت كات تمطر جاك بأسئلتها....وبعد دقائق..... رأت كات ديانا تجول بالحديقة وحدها بأسى فاتجهت إليها وقالت " ديانا.... مآبك؟؟.... أخبريني هل قابلتهما؟؟ "
    ردت عليها ديانا بنبرة بكاء قائلة " نعم.... قابلتهما.... وقد كانا ألطف مما توقعت.... وقالا بأنهما قد سامحاني لكن.... لكنني لم أعتقد بأن تناسي المشاعر سوف يكون بهذه الصعوبة " بعدها ضمت كات بقوة وهي تبكي بحرقة....
    عندها جاء صوت جاك الذي قال " إذن.... أنت تحبين دانيال كما توقعت "
    ازداد بكاء ديانا وهي تقول " نعم... نعم وهذا أكثر ما يؤلمني جاك "
    صمت جاك لثوانٍ ثم قال " عليك نسيان هذا الحب ديانا..... فدانيال قد سبق وأهدى قلبه البارد لفتاة..... ولا يمكنه رده الآن.... بل هو لا يشعر برغبة في ذلك...... إنما يريد بأن يبقى قلبه أسيراً لها إلى الأبد "
    ازداد بكاء ديانا فتشبثت بملابس كات أكثر وهي تقول " عندما أرتني أليكس الشريط ليلة أمس.... ورأيت شكلهما وهما يتعانقان ويرقصان..... شعرت حقاً بالندم..... وظننت بأن الاعتذار منهما وتناسي المشاعر سوف يكون أمراًَ سهلاً..... لكنـ.... لكنه أصعب مما توقعت.... أصعب بكثير.... أنا حقاً أحس بالفراغ "
    قال جاك بصوت أكثر جدية " سوف تنسين هذا الأمر ديانا..... فقط حاولي "
    أومأت ديانا برأسها وقالت " سوف أحاول " بعدها أردفت قائلة بصوت خافت " هيا كات لنرحل "
    أبعدت كات جسد ديانا عنها قليلاً وأمسكتها من كتفيها وقالت " هيا " بعدها رسمت ابتسامة اصطناعية على وجهها وقالت موجهة كلامها لجاك " أراك لاحقاً جاك "
    ابتسم جاك ثم قال " هل ستأتين غداً؟؟ "
    كات " إن كنت تريدني "
    جاك " أنا أريدك دائماً "
    ابتسمت كات وقالت " حسناً إذن.... أراك غداً "
    لوح جاك بكفه الأيمن وقال " إلى اللقاء "
    استدارت كات مع ديانا وسارتا لمسافة ليست بطويلة إلى أن استوقفهما صوت جاك الذي قال " بالمناسبة كات.... غداً سوف يكون دوري "
    استغربت كات فقالت " دورك في ماذا؟؟ "
    جاك " في أن أعرف عنك أكثر "
    ابتسمت كات وقالت " بالطبع.... أنا موافقة " بعدها خرجت من الحديقة ومنها إلى خارج المسكن




    تابع دانيال وإليزابيث لعبهما مع الأطفال ومرت أحداث اليوم بلا أية أحداث تذكر وجاء اليوم التالي لتأتي كات لزيارة جاك فوجدته في الحديقة جالس وحده لهذا ابتسمت وقالت " صباح الخير جاك "
    شقت الابتسامة طريقها إلى وجه جاك الذي قال " أهلاً كات... كيف حالك؟؟ "
    ابتسمت كات وقالت " بأفضل حال..... وأنت؟؟ "
    جاك " أفضل مما تتوقعين " ثم أردف قائلاً وهو يزحزح جسده عن الكرسي ليفسح لها المجال للجلوس " تفضلي"
    جلست كات على الكرسي وهي تقول " ألن تبدأ بأسئلتك؟ "
    جاك " بالطبع.. أولا.... ما اسمك الكامل؟؟ "
    كات " كات ماكسيميليوم نيوتن "
    جاك " مولدك "
    كات " الخامس والعشرون من مارس "
    صمت جاك لثوانٍ ثم قال ببرود " هل أحببت شاباً بحياتك؟؟ "
    احمرت وجنتا كات فجأة فأنزلت رأسها للأسفل وقالت " ولماذا تريد أن تعرف؟؟ "
    وضع جاك يديه خلف رأسه ثم قال " فضول "
    أخذت كات نفساً عميقاً ثم قالت " في الواقع أجل.... عندما كنت مراهقة..... لكن الأمر انتهى بسرعة "
    واستمر جاك في أسئلته مضى وقت طويل بعدها رحلت كات واستمر الحل هكذا يوماً تلو الآخر إلى أن مر شهر تقريباً..... كان البرد يشتد يوماً بعد يوم.... والثلج يتساقط تقريباً يومياً .... وفي ليلة من الليالي الهادئة.........
    كان المسكن يقيم حفلة شواء صغيرة..... وقد كان هناك العديد من آلات الشواء منتشرة ي أرجاء المسكن... والجميع متجمعا حولهم.....
    كان دانيال يجلس على أحد كراسي الحديقة البيضاء وكانت إليزابيث تجلس في حضنه وتضمه بينما هو محتضناً لها ومحتويها تحت معطفه الثقيل ( هذا يعني أنهما كانا معاً داخل ذلك المعطف الشتوي الثقيل ).... وكان دانيال يأكل من قطعه لحم صغيرة بينما إليزابيث تنفخ على قطعة من الدجاج لتبردها.
    كات ديانا وأليكس كن كلهن متواجدين ولن أنسى بأن أذكر لكم اعتراف جاك بحبه لكات فقبل أسبوعين من تلك الليلة......

    كانت كات تجلس مع جاك في غرفته الدافئة عندما قال جاك بصوت خافت ومتردد " كات "
    ابتسمت كات وقالت " ما الأمر جاك؟؟ "
    صمت جاك لثوانٍ ثم قال " قد.... قد تقولين بأنني مجنون... أو معتوه.... أو قولي ما تشائين.... لكنـ... لكنني.... لكنني أحبك "
    احمرت وجنتا كات كثيراً فامتزج صمتها مع فجئتها ليكاد هدوءها يقتل جاك فقال "بإمكانك الرفض.... بإمكانك الصراخ في وجهي.... أعلم أنه لأمر غبي بالنسبة لمبصرة بأن لتقبل بحب أعمى..... لكنني بالفعل احبك.. ولا أنتظر منك جواباً.... وإن كنت ترفضين.... فأرجو بأن لا يؤثر كلامي هذا على علاقتنا.... لأنني بالفعل... " بعدها وضع كفه الدافئ على كفها وقال " ارتاح بقربك "
    تزايدت سرعة ضربات قلب كات حتى كاد جاك يسمعها فأخذت نفساً عميقاً قبل أن تقول بنبرة متوترة " إن... إن كلامك هذا غبي جداً جاك.... لا فرق لدي بين أعمى ومبصر..... إنني بالفعل أحبك كما أنت جاك..... ولا أحتاج للتفكير في جوابي فلطالما ارتحت لك..... وكما تعلمت من إليزابيث..... فالحب ليس في الشكل أو في الجمال.... الحب في الارتياح والاطمئنان والأمان مع الطرف الآخر..... وأظن بأنني أشعر بهذا معك " بعدها زفرت وهي غير مصدقة بأنها أصبحت شجاعة فجأة لتقول ذلك الكلام لجاك..... وقبل أن تخرج من صدمتها أتتها قبلة على وجنتها من جاك الذي همس بعدها " إذن.... هل أستطيع القول بأنني أحبك؟؟ " ولم يحتج لإجابة من كات الذي انعقد لسانها خجلاً ولم تستطع النطق حتى بنصف حرف.

    لنعد لأرض الواقع الآن ولأقول لكم بأن حب كات وجاك مختلف عن حب دانيال وإليزابيث كل الاختلاف فقد كان بعيداً عن الأحزان ولا يمت للدموع بصلة.... فتتخلله الكثير من الضحكات والابتسامات فقد كان كلا الطرفين يتمتعان بروح نقية تعكس الفرح والسرور طوال الوقت..... ورغم أن جاك كان عالقاً في ذلك المسكن إلا أن كات كانت تزوره بشكل يومي وعادة تجلب معها أعمالها لتؤديها عنده وقد كان أهم شيء لديها أن تراه وترى ابتسامته وتسمع نبرة صوته الحانية التي لا تخلو من المرح.... فقد كان يبث لها الأمل كلما شعرت باليأس ويدخل لها السعادة كلما شعرت بالكآبة أو غضبت فهو كالهدية المهداة لها لتخرجها من عالم الوحدة الذي كانت تعيشه.

    بعد أن أنهت إليزابيث طعامها وضعت رأسها بلطف على صدر دانيال بعدها أغمضت عيناها ببطء وضمها هذا الأخير ثم قبل رأسها قبل أن يقول بنبرة دافئة أشد خفوتاً من الهمس " احبك "
    لم تستطع إليزابيث منع قلبها من الخفقان بشدة لسماع تلك النبرة الدافئة فابتسمت وقالت بنبرة أشد خفوتاً " وأنا أيضاً.... أحبك "
    أما الأمر بالنسبة لديانا فقد تغلبت على حبها لدانيال وأصبح أمراً طبيعياً بالنسبة لها عندما تراهما مع بعضهما بل وهي سعيدة لأجلهما...... كانت تلك الليلة سعيدة وهادئة ككل ليالي المسكن التي قضتها إليزابيث من قبل شهر.... فقد قلت الدموع فيها وازدادت الابتسامات والضحكات....... لكن لا إليزابيث.... ولا دانيال.... ولا أي أحد آخر غير الله كان يعلم بأن ما بعد هذه السعادة إلا مصائب متراكمة...... وما بعد هذه الضحكات إلا صراخ ونحيب.... وما بعد هذا الهدوء إلا عواصف هائجة.... فهذا ما يسمونه.... هدوء ما قبل العاصفة......
    لذا فبعيداً عن الأحداث الغير مهمة.... دعونا نقفز قفزة أخرى بالزمن لنتخطى شهراً آخراً من الهدوء التام حيث تبدأ الأحداث الحقيقية ويكشف قناع الحقيقة المخفية......




    استيقظ ذلك الشاب الوسيم ذا الشعر البرتقالي الناعم على طرقات كادت تحطم باب غرفته ففتح عينيه ببطء مع أنه يعلم جيداً بأنه لا يوجد هنالك فرق أبداً..... بعدها قال بصوت ناعس " من؟؟ "
    لم يجبه أحد بل استمر الطرق بل وزاد علواً..... فأزاح ذلك الشاب غطاءه بقوة وهو يزفر بحدة ثم ضغط على زر الساعة التي بجواره ليظهر صوت يقول ( الساعة الآن... التاسعة ودقيقة واحدة... وخمس وأربعون ثانية )..... بعدها توجه ببطء إلى باب غرفته وفتح قفله وانتظر ليسمع صوت الطارق ليعرفه فسمع صوتين مألوفين لشابين يعرفهما جيداً وكانا يقولان " صباح الخير أيها الكسول "
    صدم جاك وصمت لوهلة ليتأكد من أنه لا يحلم...... وقد كان شكله مضحكاً بحق.... مع ملابس النوم خاصته وشعره المبعثر.... وعيناه الشبه مغلقتان.... وقد كان الصمت سيد الموقف حينها.... إلى أن..... بتره صوت جاك وهو يقول بنبرة يغزوها الأمل والفرح لكنها كانت خافتة ليدقق أي شخص في معانيها "مـ..... مارك..... تـ.... توم"
    ابتسم الشابان وقالا بصوت واحد " هل يأخذ منك الأمر كل ذلك الوقت لتكتشف "
    ابتسم جاك ثم رمى بنفسه عليهما ليضمهما بكل ما لديه من قوة وقد بادلاه بالمثل.
    إن مارك وتوم هما أبناء خالة جاك الذي ذكرهم لإليزابيث عندما كانوا ينتظرون دورهم ليقدموا أغنيتهم في المسابقة وقد ذكر بأنهم تركوا المدينة من زمن وسيرجعون لها بعد شهرين وها هما الشهران انقضا ليرجعا مع والدتهما للمدينة.
    كان مارك في سنته الرابعة والعشرين وذا بشرة بيضاء صافية وذا شعر أشقر مائل للبرونزي وكان يصففه بطريقة جميلة تبرز لونه الفريد فقد كان نصفه شائك والنصف الآخر منسدل بنعومة على وجهه الجميل..... وكانت عيناه خضراوات وقد كان أطول من جاك بقليل..... وسيماً إلى درجة لا توصف ومع جسده الممشوق يبدو كعارض أزياء أكثر من عازف للقيثارة الكهربائية.
    أما توم فقد كان في السابعة والعشرين وذا بشرة بيضاء كأخيه وعينان خضراوات وشعره أسود عادي كشعر أي رجل وقد كان أقصر من جاك بقليل لكن الفرق كان واضحاً.... وذلك لامتلاء جسده قليلاً وبروز عضلات صدره وذراعاه وأنا أكيدة من أن السبب وراء ذلك هو أنه عازف طبول فعزف الطبول كم تعلمون يتطلب مجوداً عضلياً كبيراً...... لم يكن توم بجمال مارك فقد كانت ملامحه تتصف بالجمود بعكس ملامح مارك التي توحي بالكثير من الحدة والفتنة..... لكني لا أخفي بأنه يتصف بالوسامة.
    ابعد جاك جسده عنهما ثم قال " لقد نسيت تماماً بأنكما اليوم ستأتيان "
    غمز مارك بعينيه ثم قال " هل أنستك التي اسمها كات إيانا "
    ضحك جاك ثم قال " أظن هذا "
    توم " الم تأتِ حبيبتك بعد.... هيا.... أريد بأن أرى ذوق ابن خالتي "
    ابتسم جاك وقال " إنها عادةً تأتي في عند الحادية عشر.... هذا يعني بعد ساعتان من الآن " بعدها فتح الباب أكثر وأردف قائلاً " ادخلا.... سوف أبدل ملابسي وثم نذهب للقاء إليزابيث ودانيال.... أكيد أنهما استيقظا الآن فدانيال يستيقظ قبل العصافير ولا يهدأ إلا إن أيقظ تلك المسكينة معه "
    ضحك مارك وتوم وهما يدخلان فجلسا على الكرسيان اللذان بجوار النافذة بعدها قال مارك " آه هذا صحيح.... أود بالفعل أن أرى تلك الفتاة.... أنا إلى الآن غير مصدق من أن ذلك الفتى البارد بدأ يحب "
    رد عليه جاك وهو يخرج ملابسه من الدولاب " وليس أي حب أيضاً " بعدها أكمل بضحكة استهزاء
    شاركهما توم بالضحك وقال " لابد أنها تمتلك نوعاً من السحر "
    جاك " سحر لا يقاوم..... لن تصدقا عندما تريانها.... أو حتى تسمعا صوتها... فلا أخفي عليكم بأنني أحببتها منذ أول مرة التقيت بها ولكن بعد أن عرفت بأن دانيال يحبها وقد ساعدها في أكثر مواقفها قسوة... قلت يحب بأن أتركه يهنأ قليلاً..... ولكن أين الهناء وكارثة حظ هذه الفتاة تلاحقهما "
    ضحك الثلاثة معاً ثم قال توم " لم يجب على كل فتاة جميلة أن يكون حظها هكذا "
    وضح جاك ابتسامة على وجهه ثم قال " لا أدري.... ولكن المصائب تلاحقها أينما ذهبت " بعدها صمت لدقائق ليقول بعدها " لقد انتهيت.... هيا بنا "
    خرج الثلاثة من الغرفة وتوجهوا إلى الحديقة وهناك وجدوا دانيال وإليزابيث جالسين وحدهما ويشربان بعض القهوة فقال مارك بصوت عالٍ " كيف حالك دانيال؟؟ "
    ابتسم دانيال ثم قال " أهلاً أهلا..... هل أتانا المزعجين..... أكاد لا أصدق "
    وضع مارك يديه على خصريه بحنق وقال " ألا تعرفون كلمة اللباقة هنا؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال والابتسامة واضحة في صوته " بلا.... لكن لدينا قانون ينص بأن لا نستعملها مع من يستحقها فالكمية محدودة " وأكمل ضحكة عالية.
    ضحكت إليزابيث وشاركهما جاك بالضحك أيضاً بعدها توقف هذا الأخير وقال بعد أن صفى حنجرته " إليزابيث..... أعرفك بأبناء خالتي..... توم ومارك....... توم... ومارك.... هذه هي إليزابيث "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " تشرفت بمعرفتكما "
    ابتسم توم وقال " وأنا أيضاً "
    ابتسم مارك ثم قال " بالطبع يشرفني أنا أيضاً بان أتعرف على فتاة جميلة مثلك " بعدها سار تجاه دانيال ومال نحوه ليهمس في أذنه اليمنى بصوت خافت لم يلتقطه إلى سمع دانيال القوي " أرى أن اختيارك ممتاز... فجمالها يجن العاقلين " ثم ابتعد وابتسامة مكر مرسومة على وجهه المثالي.
    وضع دانيال ابتسامة جانبية على وجهه الجميل واكتفى بالصمت.
    أتت أنيتا من بعيد وابتسامة ظاهرة على وجهها البريء وقالت " أهلا مارك... أهلاً توم.... حمداً لله على سلامتكما"
    نظر توم جهة أنيتا ثم قال " شكراً لك "
    رفع مارك حاجباه بتعجب وهو ينظر لأنيتا بعدها صرخ بإعجاب وقال " ما هذا أنيتا؟؟..... هل تزدادين جمالاً يوماً بعد يوم؟؟ "
    ضحكت أنيتا ثم قالت " كفى مجاملات مارك "
    ابتسم مارك وقال " لا حقاً.... أنا لا أجاملك فأنت تبدين أكثر جمالاً من ذي قبل "
    صفت أنيتا حنجرتها ثم قالت بغرور مصطنع " قلت لك بأن هذا المكان يزيد من جمالي.... لهذا أحبه "
    عقد دانيال حاجباه ثم قال بنبرة مصطنعة " أنا حقاً لم أتوقع هذه الخيانة منكِ أنيتا "
    التفتت أنيتا لدانيال ثم قالت " عن أي خيانة تتحدث؟؟ "
    لف دانيال ذراع حول إليزابيث ثم قال " ألم تقولي سابقاً بأنك تحبين هذا المكان لأننا متواجدون فيه "
    مطت إليزابيث شفتيها ببراءة مصطنعة بينما تومئ برأسها.
    نظرت أنيتا للأعلى ثم قالت " في الواقع.... هناك أشياء كثيرة تدفعني للبقاء هنا..... وأولها وآخرها بالطبع.... أنتم..... إليزابيث... دانيال وجاك "
    ابتسم جاك ثم توجه لأنيتا وضم رأسها إليه بعدها قال محاولاً إضافة بعض المرح " لقد ظننت بأنك سوف تستقيلين بسببي "
    دفعت أنيتا جاك ثم قرصت ذراعه وقالت " إنك تجعلني أعيد النظر في أمر استقالتي بعد أن وعدت بأنني لن أستقيل "
    نهضت إليزابيث ثم توجهت إلى أنيتا وأمسكت بكفها وقالت بنبرة بريئة " وتتركينني؟؟ "
    نظرت أنيتا إلى إليزابيث ثم ضحكت وهي تقول " لا تكوني سخيفة إليزابيث..... إن تركتك ورحلت فمن سيقوم بحضانتك؟؟.... من سيؤدي دور حاضنة الأطفال غيري؟؟ "
    ابتسم جاك وقال بسرعة " لا تقلقي فدانيال يقوم بعمل جيد "
    ضحك الجميع حتى دانيال لمدة طويلة إلى أن قطعهم صوت فتاة تقول " هل فاتنِ شيء؟؟ "



    *كما قلت لكم من قبل فهذا الجزء قصير وهو ليس سوى هدوء ما قبل العاصفة
    *كيف ستكون العاصفة ياترى؟؟
    *وهل سيكون لشخصياتنا الجديدة دور فيها؟؟
    *ويبقى أهم سؤال..... ما سبب هذه العاصفة؟؟
    *وهل سيصمد أصدقاؤنا في وجهها؟؟
    *لتعرفوا الإجابة على هذه التساؤلات.... تابعوا معي الجزء القادم من الحب الأعمى والذي بعنوان " العاصفة "..
    *ملاحظة بسيطة: هذا الجزء سوف يكون آخر جزء قبل الأمتحانات يعني ماراح أنزل الجزء القادم الا بعد ما تخلص امتحاناتي في تاريخ 26/1 وعلى ما أكتب البارت يلزمني على الأقل 4 أيام
    *لا تنسون روايتي
    *مع تمنياتي لكن بالتفوق والنجاح
    guiltless girl

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:21 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذا البارت اليديد وأهو مشوق وانشاء الله يعجبكم

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 20801756631864465129


    قرأتم فيما سبق..............

    نظرت أنيتا للأعلى ثم قالت " في الواقع.... هناك أشياء كثيرة تدفعني للبقاء هنا..... وأولها وآخرها بالطبع.... أنتم..... إليزابيث... دانيال وجاك "
    ابتسم جاك ثم توجه لأنيتا وضم رأسها إليه بعدها قال محاولاً إضافة بعض المرح " لقد ظننت بأنك سوف تستقيلين بسببي "
    دفعت أنيتا جاك ثم قرصت ذراعه وقالت " إنك تجعلني أعيد النظر في أمر استقالتي بعد أن وعدت بأنني لن أستقيل "
    نهضت إليزابيث ثم توجهت إلى أنيتا وأمسكت بكفها وقالت بنبرة بريئة " وتتركينني؟؟ "
    نظرت أنيتا إلى إليزابيث ثم ضحكت وهي تقول " لا تكوني سخيفة إليزابيث..... إن تركتك ورحلت فمن سيقوم بحضانتك؟؟.... من سيؤدي دور حاضنة الأطفال غيري؟؟ "
    ابتسم جاك وقال بسرعة " لا تقلقي فدانيال يقوم بعمل جيد "
    ضحك الجميع حتى دانيال لمدة طويلة إلى أن قطعهم صوت فتاة تقول " هل فاتنِ شيء؟؟ "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 20801756631864465129



    البارت الثالث والعشرين


    " العاصفة "




    [size=21]نظر كل من توم وجاك ومارك أنيتا إلى صاحبة ذلك الصوت الرقيق بينما ابتسم جاك وقال " أتيتِ مبكراً كات "
    قال دانيال بصوت عالٍ قليلاً " ليست وحدها أيها الغبي "
    تقارب حاجبا جاك باستغراب فقال " ماذا؟؟ "
    أتى صوت فتاتين أخيرتين تقولان " نحن معها أيضاً "
    ابتسم جاك وقال " أهلاً يا آنسات " بعدها توجه لكات وقبل رأسها ثم قال " كات..... أعرفك بأبناء خالتي توم ومارك....... توم.... مارك..... هذه هي كات التي حدثتكما عنها "
    وضع مارك كفيه في جيبيه ورفع حاجبه الأيسر ثم قال " أنت حقاً جميلة "
    ابتسمت كات ابتسامتها الخجولة ثم قالت " أشكرك...... تشرفت بمعرفتكما "
    ابتسم توم ثم قال " ونحن أيضاً آنسة كات "
    كات " يمكنك مناداتي بكات فقط "
    مارك " جاك.... ألا ترى بأنك فظ كفاية لأن لا تعرفنا بصديقات إليزابيث وكات؟؟ "
    رفع جاك حاجباه قال " هذا صحيح.... هذه هي ديانا... وهذه هي أليكس " قالها وهو يشير إليهما ولكنه أخطأ المكانين فقال دانيال مصححا وهو واضع كفاه خلف رأسه ومستند بارتياح على المقعد وعيناه مغلقتان " في الواقع... ديانا في الجهة اليسرَ وأليكس في اليمنى "
    رفع جاك حاجبه الأيسر ثم قال " وكيف عرفت بأنني أشير للجهات الخطأ؟؟ "
    رد عليه دانيال وهو بنفس وضعيته " أتعتقد بأنني لا أحس بحركة يدك...... كما أن أنفاسهما تغيرت لهذا تأكدت من أنك أخطأت "
    تطلع الكل لدانيال بدهشة واستغراب بينما أفواههم مفتوحة عدا أنيتا وإليزابيث وجاك فقد كانوا يعرفون قدرة دانيال الغير طبيعية على الإحساس بكل شيء من حوله فعم الصمت لدقيقتين طويلتين بترها صوت جاك وهو يقول " هيا يا جماعة..... أنتم تعرفون دانيال..... ولا يمكن لهذا التحليل البسيط بأن يدهشكم إلى هذه الدرجة.... أليس كذلك؟؟ " وقد كانت الجميلة الأخيرة تبدو كالسؤال فاستيقظ مارك من شروده وقال ببعض الدهشة " في الحقيقة..... لقد كنت أعلم بهذا.... لكن ما حدث أدهشني بحق "
    نطقت أليكس أخيراً بقولها " أظن أنه بعد أن سمعت هذا يمكنني أن أصدق كل القصص الخيالية "
    ضحك الجميع ثم قالت أنيتا " أنتم فقد غير معتادين على سماع هذا كل يوم "
    إليزابيث " لو أقمتم أسبوع فقط فستعتادون على سماع أشياء كهذه من دانيال "
    تمتم دانيال بصوت مسموع " لا تتحدثوا عني وكأنني غير موجود "
    غيرت أليكس دفة الحديث بقولها " في الواقع أتينا اليوم هنا لندعوكم للخروج جميعاً"ً
    أكملت عنها كات قائلة " هذا صحيح... فقد خططنا للذهاب للمركز التجاري غداً فهم يقيمون احتفالاً هناك.... ما رأيكم؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها ثم قالت " تبدو الفكرة رائعة... فأنا لم أخرج منذ مدة طويلة ومللت المسكن "
    وافق الجميع على هذه الفكرة حتى أنيتا فقد الغد يوم إجازتها التي كانت دائماً تتجاهلها لأجل البقاء بجوار إليزابيث والبقية..... عدا دانيال بالطبع..... فقد ظل صامتاً ساكناً لا ينبس ببنت شفه أو حتى يقوم بأي حركة تدل على الموافقة لهذا اتجهت إليزابيث له وجلست بجواره ثم قالت بصوت خافت جداً " دانيال.... هل أنت موافق على الذهاب؟؟.... هل أنت راضٍ بذهابي؟؟ "
    فتح دانيال عينيه الزرقاوات وكاد أن يجيبها باعتراضه لكنه أحس بتعاستها بسبب منعه لها من الخروج فمال نحوها وهمس مرغماً نفسه على الموافقة " سأوافق ولكن بشرط واحد "
    ردت إليزابيث بلهفة هامسة " وما هو؟؟ "
    أجابها دانيال بقوله " أن لا تفارقينني أبداً..... وتظلي بجواري وممسكة بيدي إلى أن أوصلك لباب غرفتك عند رجوعنا إلى هنا " بعدها أردف قائلاً بطريقة السؤال " موافقة؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " لا شيء يسعدني أكثر من أن أمسك بيدك طوال الوقت "
    رد عليها دانيال بابتسامة ثم قال موجهاً كلامه للجميع " أنا موافق كذلك.... سأذهب معكم "
    لقد ظن دانيال في تلك اللحظة بأنه يستطيع تحدي القدر.... ويتمكن من حماية إليزابيث بقربه منها ولكن هيهات يا دانيال.... فمن يستطيع تغيير القدر أو حتى المساس به...... فهو أقوى منا جميعاً...........






    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 20801756631864465129



    مع إشراقه شمس يوم جديد..... استيقظت إليزابيث على صوت طرقات أنيتا لباب غرفتها فأفاقت وفتحت الباب لأنيتا التي دخلت وبدأت بترتيب سرير إليزابيث بينما هي بدورة المياه وعندما خرجت قالت " أنيتا هلا تساعديني في ملابسي "
    ابتسمت أنيتا ثم قالت " لا بأس ولكنني لا أجيد اختيار الملابس "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " فقط عليك بأن تخبرينني بالألوان فقد نسيت ملابسي الخاصة بالخروج "
    اتجهت أنيتا للدولاب وقالت " ماذا تفكرين بالارتداء بالضبط فملابسك كثيرة "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " هنالك تنوره قصيرة وثقيلة باللون البني أليس كذلك؟؟ "
    نظرت أنيتا للدولاب ثم قالت " أجل.... هل أخرجها؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها فأخرجت أنيتا التنوره وهي تقول " إنها جميلة جداً.... ماذا تريدين بعد؟؟ "
    إليزابيث " هنالك حسب ذاكرتي معطف من فرو الذئاب باللون الأسود وبلوزة سوداء طويلة قليلاً "
    تطلعت أنيتا للدولاب ثم قالت وهي تخرجهم " نعم..... والمعطف رائع جداً لابد أنك أنفقت عليه مبلغاً هائلاً "
    ابتسمت إليزابيث وقالت " هذا صحيح فهو غالٍ "
    وضعت أنيتا الملابس على السرير ثم قالت " سأذهب الآن لأبدل ملابسي " بعدها خرجت وأغلقت الباب
    بدأت إليزابيث بارتداء ملابسها وقد كانت التنوره تصل لنصف الساق والبلوزة طويلة قليلاً حتى تظهر من تحت المعطف القصير بعدها ارتدت حذاءً مستوٍ من الأسفل وطويل حتى يصل لما فوق ركبتيها بقليل.... بعد ذلك ربطت شعرها بشريطه بنية وارتدت عقداً سلسلته من الذهب الخالص يتدلى من نهايتها قلب من الذهب الأبيض في داخله قلب صغير ذهبي مثبت على حديدتين من الأعلى والأسفل ليصبح حراً يدور ومرصعاً من وسطه بالماسات على حرف " E " وفي وجهه الآخر على حرف " D "...... وقد كان هذا العقد هدية من دانيال وليس هنالك داع بأن أذكر كم هو باهظ الثمن وقد رضي والد دانيال بأن يدفع ابنه ذلك الثمن الباهظ فقط لعلمه بأنه مهدي لفتاة يحبها..... فلا شيء يسعده أكثر من أن يرى ابنه يحب شخصاً يهديه كل ما يملك .


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 20801756631864465129


    أما دانيال فقد استيقظ من النوم وحده كالعادة وبعد أن استحم توجه لخزانته وأخذ يتحسس ملابسه إلى أن وجد سروال جينز غامق اللون وقميصاً باللون البنفسجي الغامق وقد بدا لونه مناسباً مع درجة الجينز الذي اختاره ولا تستغربوا من هذا فلدى دانيال مصمم خاص بالأزياء وهو يصفف له ملابسه بطريقة مناسبة حتى يسهل عليه إيجادها...... على كل حال ارتدا دانيال الملابس ثم وضع عقداً ماسي كانت سلسلتاه من فضة وقد كانتا قصيرتان تنتهيان باسم " ELIZABETH " مشكل بالماسات.... وقد كان شكل دانيال مرتباً جداً كالعادة ويليق بشاب غني ومحترم مثله.
    بعدها خرج من غرفته ليتجه إلى غرفة إليزابيث التي وجدها جاهزة وبعد أن تناولا فطوريهما اتجها إلى خارج المسكن حيث تنتظرهم سيارة دانيال السوداء الفخمة بقيادة سائقٍ محترم فتح الباب وانحنى ليدخلا ثم أغلق الباب...... ولم يرسل والد دانيال أي حراس شخصيين لاعتقاده أن دانيال سوف يكون بمأمن إذا بقي مع أناس كثر.

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 20801756631864465129


    أما عن جاك فقد توجه قبلهما بربع ساعة إلى المركز التجاري برفقة توم ومارك وأنيتا كذلك انطلقت خلفهم..... وهناك..............................

    دخل دانيال وإليزابيث المركز التجاري وقد كان الجميع بانتظارهما عند باب المدخل عندها دخلوا وأخذوا بالسير في أرجاء المركز ودخلوا بعض المحلات التجارية إلى أن حان وقت الغداء فاتجهوا ليأكلوا بعدها قاموا بطلب بعد الحلويات مع القهوة وطوال تلك المدة كان دانيال صامتاً لا يفكر إلا بما سيحدث بعد هذا الهدوء.
    قاطع أفكاره صوت إليزابيث القلق وهي تقول " دانيال..... ما الأمر؟؟..... لست على سجيتك..... إن كان الخروج يجعلك متضايقاً هكذا فلنعد ولا نخرج مرة أخرى.... فأنا أفضل البقاء حبيسة في المسكن على أن تكون أنت هكذا "
    وضع دانيال كفه على كف إليزابيث الدافئ بعد أن تركه طيلة فترة الغداء ثم قال وهو يتحسس أصابعها " لا تقلقي إليزابيث.... الأمر ليس هكذا..... إنه فقط... " بتر عبارته وهو يحاول إيجاد كذبة يقنعها بها ثم قال " لست معتاداً على الأماكن المزدحمة " وحدث ما أراد فقد صدقته إليزابيث ولم تفكر بالشك ولو للحظة واحدة عندما قالت محاولة بث القليل من الفرح لقلبه " لا بأس داني.... ابتهج قليلاً وسوف تشعر بالارتياح..... أخبرني.... هل تريد بأن نذهب لنتمشى وحدنا...... أو نجلس وحدنا في مكانٍ خالٍ "
    أجابها دانيال بلا أي تفكير قائلاً بصوت عالٍ نسبياً " لا " بعدها أحس بعلو نبرة صوته واتضاح الخوف فيها فوضح فعلته قائلاً بصوت خافت " فقط..... أخشى بان نضيع عن البقية "
    رفعت إليزابيث أحد حاجباها باستنكار وقالت " أقنعني بأنك طرت وسأصدقك بدلاً من تصديق هذا...... أخبرني حقاً..... لم أنت قلق؟؟ "
    أجابها دانيال بنبرة خافتة حاول قدر الإمكان إخفاء قلقه فيها " قلت لك..... أنا فقط غير معتاد على الأماكن المزدحمة "
    زفرت إليزابيث ثم قالت " لم أعد أصدقك " بعدها أشهرت سبابتها بوجهه وهي تقول بحدة " اسمعني دانيال إدموند كلون..... سوف تشرح لي كل هذا عندما نعود..... ولن أسمح لك بإغماض جفن قبل أن تخبرني بكل شيء..... مفهوم؟؟ "
    تمتم دانيال بصوت غير مسموع " هذا إذا.... عدنا " وضغط على حروف ( إذا )
    التفتت إليه إليزابيث ثم قالت بشيء من الحدة " هل قلت شيئاً "
    رد عليها دانيال بعد أن زفر بحدة " قلت مفهوم "
    أومأت إليزابيث برأسها ثم عادت لتتحدث مع البقية بعد أن كانت في عالم آخر بعيدةً عنهم وبعد عدة سويعات وفي تمام الساعة السادسة مساءاً اتجه الكل إلى السياج الذي في الطابق الثالث والمطل على ساحة المركز الكبيرة حيث يقام المهرجان وقد كان مكانهم استراتيجياً فقد كان خالٍ تقريباً من الناس ويمكنهم من رؤية عرض السيرك الذي كان يقام... وهناك............
    ابتسم جاك بمرح بينما هو يمطر مارك وتوم أسئلة عما يحدث في الأسفل وهم يقلدون له الحركات ويشرحون له بطريقة فكاهية وظل دانيال صامتاً لا يشعر بذرة فضول عما يحدث في الأسفل بينما ديانا وأليكس وكات يشاهدن بكل تشويق تاركين إليزابيث التي شعرت بضيق كبير وبأن العبرات تكاد تخنقها فهذه هي أول مرة تشعر فيها بالفرق الكبير بين أن تكون عمياء ومبصرة..... وهي التي كانت تعشق رؤية المهرجانات منذ نعومة أظفارها..... فحاولت قد الإمكان أن لا تبكي وغلب الأسى على وجهها الذي احتقن باللون الأحمر القاتم...... وعلمت في تلك اللحظة بأن الهروب سيكون أفضل وسيلة لتفادي هذا الجرح الذي لن يبرأ على مر السنين فوضعت كفها المرتجف على كتف أنيتا التي التفتت لها بسرعة وهي تقول " ما الأمر إليزابيث؟؟ "
    عضت إليزابيث على شفتها السفلية محاولة منع العبرات من الخروج ثم قالت بصوت متحشرج " أنيتا..... خذيني إلى دورة المياه من فضلك "
    شعرت أنيتا بالألم الكبير لرؤية صديقتها المفضلة إليزابيث تتألم إلى ذلك الحد فأمسكت بكفها وقالت " هيا "
    كانت كلماتهما داخل مجال سمع دانيال القوي فقال بصوت متزن " سأذهب معكما..... فبحسب علمي..... دورة مياه الرجال بقرب دورة النساء "
    أومأت أنيتا برأسها ثم قالت بصوت عالٍ نسبياً " أمن أحد آخر يود الذهاب لدورة المياه معنا؟؟ "
    أتاها صوت مارك من بعيدٍ وهو يقول " أنا آتٍ معكم " بعدها اتجه لهم ليسيروا باتجاه دورات المياه التي كانت خالية تماما من أي مخلوق فلا تنسوا أن الجميع كان يشاهد ذلك المهرجان المشوق.
    وبعد وصولهم دخت إليزابيث وأنيتا لدورة مياه النساء بينما مارك اتجه للباب الذي كان بجواره وهو يقول " ألن تدخل دانيال؟؟ "
    استند دانيال على الجدار المجاور للباب وهو يقول بهدوء " ادخل أنت فأنا لست بحاجة للدخول "
    رفع مارك كتفيه بلا مبالاة ثم قال " كما تريد " بعدها دخل

    غسلت إليزابيث وجهها بالماء البارد في الداخل لكنها لم تستطع الإمساك بدموعها فبكت وضمتها أنيتا بشدة وساعدتها على مسح دموعها..... وبعد دقائق خرجت.

    شعر دانيال بارتياح لا يوصف عندما سمع صوتها وتأكد من أنها بخير علماً بأنه سمع بكاءها وهي بالداخل وكاد قلبه يتقطع ولولها القوانين لكان دخل وضمها إليه بشدة...... لكنه بعد ثانية بالضبط اشتم رائحة غريبة جداً وقوية وسرعان ما سقط على الأرض مغشياً عليه إثرها.
    هنا فقط صرخت أنيتا منادية اسم دانيال وانطلقت نحوه وإليزابيث شعرت بأن قدميها لم تعودان قادرتان على حملها عندما سمعت ارتطام جسد دانيال بالأرض..... فسقطت هي بعده وحاولت الزحف لتصل إليه ولكن...... كانت الرائحة أقوى منها بكثير ففقدت وعيها وهي تهمس اسمه وفي ذلك الوقت كانت أنيتا قد سقطت بجوار جسد دانيال الممدد.
    وبعد ثانيتين بالتحديد خرج مارك من دورة المياه فرأى أولئك الثلاثة جثثاً هامدةً أمامه فاتجه كالملسوع لجسد دانيال وحاول إيقاظه لكن باغته منديل مشبع بمادة مخدرة يوضع على أنفه وفمه فسقط ولم يستطع حتى رؤية وجه الفاعل.......
    هنا.... اتضح كل شيء...... سبب خوف دانيال وقلقه...... وعدم رغبته بترك إليزابيث..... وشكه برجوعهم سالمين للمسكن..... لكن...... يبقى السؤال الأهم........ من وراء كل هذا؟؟...... ومن له المصلحة بالإيقاع بهم؟؟........

    بعد مضي ربع ساعة من الزمن بدا الأصدقاء بالقلق فانطلق توم وديانا للبحث عنهم لكن لا إشارة على وجودهم..... ولا حتى أثر لهم...... لهذا انطلق لجميع للبحث عنهم..... وحاولوا الاتصال بهاتفي أنيتا ومارك لكنهما مغلقان..... وحتى من شدة قلقهم أبلغوا أمن المركز لكن لا فائدة..........



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 20801756631864465129


    فتحت إليزابيث عيناها الزرقاوات لترى الظلام فقط وهي بطبيعة الحال لا تعلم أين هي...... فقط..... كانت يداها وقدماها مكبلتان بحبال قوية..... وقد كانت تحس بصداع لا يوصف وبأن رأسها يزن أطناناً وأطنانا وتحس بألم في كل خليه من خلايا جسدها... وقد أدركت أن هذا إثر رميها على الأرض بقوة...... وقد كان جسدها مسنداً على جدار رطب وبارد بينما المكان حار جداً..... وهذا ما استطاعت ملاحظته في الثواني القليلة...... فبدأت بعدها تحرك رأسها يميناً وشمالاً مصدرةً أنيناً خافتاً..... بعدها سمعت صوتاً.... صوتاً دافئاً..... صوتاً لطالما أحبته وعشقته وقد كان صاحبه جالساً على يسارها لهذا ثبتت رأسها ليكون وجهها مقابلاً لوجهه بحيث يفصلهما أنش واحد لتلامس أنفاسه الباردة وجهها الدافئ.... لكنها شعرت بدفء أكبر رغم برودة تلك الأنفاس..... لأن صوته كان كافياً ليبعث دفئاً يغمر جوانحها.... فقد سمعته يقول بقلق " إليزابيث.... حبيبتي.... هل استيقظت؟؟.... هل أنت بخير؟؟ "
    ردت عليه إليزابيث بصوت خافت ومتعب " أين نحن دانيال؟؟ "
    تنهد دانيال بقهر ثم قال " وما أدراني آلي...... وما أدرني " بعدها تمتم لنفسه بصوت غير مسموع " أخشى أن يكون ما أشك به صحيحاً..... إذا كان كذلك..... فنحن هالكون لا محالة "
    سمع هذين الاثنين بعدها صوت فتاة تقول بقرف وبعلو " إييييييييو..... ما هذا المكان المقرف؟؟ "
    قال كل من دانيال وإليزابيث بصوت واحد " أنيتا؟؟ "
    التفتت أنيتا ليسارها ثم قالت " آه.... دانيال.... إليزابيث...... ما الذي يجري هنا؟؟ "
    تمتم دانيال متذمراً وبصوت مسموع " وتسأليننا؟؟.... أنت المبصرة هنا "
    التفتت أنيتا ليمينها لترى ذلك الشاب الوسيم النائم على تلك الأرض القذرة الرطبة وقد كان وجهه المثالي يوحي بالهدوء التام وشعره تبعثر فانسدلت الكثير من خصلاته البرونزية على وجهه.... وجسده الممشوق الجميل كان ملقاً على الأرض ومكبل اليدين والقدمين مع ثني الأخيرتين....... بعدها انحنت أنيتا لتقرب وجهها من إذنه ثم تقول بصوت مسموع " مارك..... استيقظ هيا..... لا تنم في هذه القذارة "
    فتح مارك عيناه الخضراوات ونظر بهما لما حوله ثم قال بقرف وهو يبعد جسده بصعوبة عن الأرض المتسخة ويستند على الجدار" إييييو.... هذا أكثر الأماكن قذارة رأيتها في حياتي..... كيف نمت هنا؟؟ " بعدها أردف قائلاً " ما الذي نفعله هنا بالضبط؟؟ "
    رد عليه دانيال بشرود " كل ما أتذكره..... هو اشتمامي لتلك الرائحة القوية وسقوطي على الأرض بينما كنت أستمع لصوتي إليزابيث وأنيتا "
    قالت أنتا بشرود وكأنها تكمل أحداث القصة " عندما رأيت دانيال يسقط أمامي.... اتجهت إليه بخوف..... وعندها اشتممت تلك الرائحة القوية وفقدت وعيي "
    شاركتهما إليزابيث بالسرد فقالت " بعد سقوط دانيال.... تبخر كل شيء حولي فلم أعد أفكر إلا فيه..... ولم تقدر قدماي على حملي فسقطت واستنشقت تلك الرائحة القوية...... حاولت مقاومتها والاتجاه لدانيال لكنها هزمتني في النهاية "
    أكمل مارك بنفس شرودهم جميعاً " أما أنا...... فلم أشتم رائحة أو أي شيء..... فقد خرجت من باب دورة المياه ووجدتكم مرميين على الأرض فاقترب منكم محاولاً إيقاظكم لكن هاجمني شخص من الخلف بوضع منديل ذا رائحة قوية على أنفي وفمي..... وسقطت مغمى علي..... أظن "
    قالت إليزابيث بشرود اكبر وعيناها موجهتين للفراغ " لقد.... لقد حدث كل شيء بسرعة..... بثوانٍ معدودات على ما أظن "
    أنيتا " من وراء هذا يا ترى؟؟ "
    في هذه اللحظة.... سمع الكل صوت خطوات ثابتة تخطو بثقة على الأرض.... بعدها سمعوا صوت شاب يقول بكل غرور وابتسامة حقيرة في صوته " هل سببت لكم كل هذه التساؤلات؟؟ "
    نظرت أنيتا لذلك الشاب بصدمة وفم مفتوح..... ومارك قال بصوت عالٍ وبنبرة فظة " من هذا الغبي؟؟ "
    بهت وجه دانيال بغتة فزفر بحدة وقال وهو يشيح بوجهه بعيداً " توقعت هذا "
    أما إليزابيث فقد صرخت بصوت عالٍ ناطقة اسم ذلك الشخص بكل غضب وحقد.... وبكل ما في العالم من قهر...............


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 20801756631864465129


    *ها هي العاصفة الحقيقية قد بدأت
    *فكيف ستكون نهايتها ياترى؟؟
    *وما الذي ستخفيه من مفاجآت؟؟
    *ويبقى السؤال الأهم وهو......
    *من وراء كل هذا؟؟
    *شخصيات جديدة ستظهر..... وشخصية لطالما كانت خلف الكواليس والكل يتحدث عنها ستظهر شخصياً في البارت القادم
    *فكل ما عليكم هو متابعة الحب الاعمى لتتعرفوا على هذه الشخصية وتكتشفوا بنفسكم غن كان كلامهم عنها وتوفعاتكم صحيحة أم لا

    مع تحيتي
    guiltless girl
    [/size]

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:24 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذا البارت وأتمنى انه يكون مشوق ويعجبكم

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18241007701144045677

    قرأتم فيما سبق......................

    قالت إليزابيث بشرود اكبر وعيناها موجهتين للفراغ " لقد.... لقد حدث كل شيء بسرعة..... بثوانٍ معدودات على ما أظن "
    أنيتا " من وراء هذا يا ترى؟؟ "
    في هذه اللحظة.... سمع الكل صوت خطوات ثابتة تخطو بثقة على الأرض.... بعدها سمعوا صوت شاب يقول بكل غرور وابتسامة حقيرة في صوته " هل سببت لكم كل هذه التساؤلات؟؟ "
    نظرت أنيتا لذلك الشاب بصدمة وفم مفتوح..... ومارك قال بصوت عالٍ وبنبرة فظة " من هذا الغبي؟؟ "
    بهت وجه دانيال بغتة فزفر بحدة وقال وهو يشيح بوجهه بعيداً " توقعت هذا "
    أما إليزابيث فقد صرخت بصوت عالٍ ناطقة اسم ذلك الشخص بكل غضب وحقد.... وبكل ما في العالم من قهر...............


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18241007701144045677



    البارت الرابع والعشرين


    " اختطاف "



    [size=21]بحث كل من جاك, توم, ديانا, أليكس وكات عن أولئك الأربعة بكل مكان كالملسوعين لكن مع الأسف..... اتصلوا بالمسكن بل وذهب بعضهم إليه لكن لم يرهم أحد منذ الصباح..... وأخيراً اجتمعوا عند باب المركز التجاري والقلق والخوف يغلب على وجوههم....... ويمضي الوقت كالدهر إلى أن انقضت ساعتين من الخوف بعدها.........
    " تيت تيت "..... نعم.... هذا ما تتوقعونه بالضبط...... فها هو هاتف توم يعلن عن وصول رسالة إليه فالتقط هاتفه بكل خوف ليرى المرسل مارك فقال بكل ما في العالم من غضب وهو يزفر " لا أصدق.... إن كانت هذه خدعة من مارك فسوف أقتله "
    اتجه الكل نحو توم ليروا محتوى الرسالة بينما أخذ هذا الأخير يضغط على زر الفتح بكل لهفة ولما فتحت..... وجدوا القنبلة التي فجرت ينابيع علامات الاستفهام والقلق في قلوبهم فقد كان مكتوب فيها


    إن كنتهم تبحثون عن هؤلاء الأربعة...... فأنصحكم بالاستسلام..... فقد انتهت اللعبة........



    J.L



    شهق الكل بخوف رهيب...... كانت يدا توم ترتجفان..... خوفاً..... قلقاً..... رعباً..... جهلاً بالقادم..... فاسقط الهاتف من بين يديه وأخذ يركض في الشارع على غير هدىً وهو يصرخ منادياً اسم أخيه الصغير.... والدموع احتشدت في عينيه كما المطر في الغيوم الداكنة.
    توجه الكل نحوه وضمه جاك بكل قوته وهو يقول " لا تقلق توم...... سنجدهم "
    أمسك توم بجاك وهو يقول بصوت محطم " أريد أخي..... أريد أخي الصغير..... لماذا؟؟..... لماذا يفعلون هذا؟؟..... ماذا فعل لهم أخي؟؟...... ماذا؟؟ "
    ضغط جاك على كتفي توم وهو يقول بنبرة مهدئة " لم يفعل شيء..... لطالما كان مارك مسالماً.... وأنا لا أعتقد بأنهم سيؤذونه "
    توم " ألم تسمع الكلمات جاك..... لقد قالوا بأن اللعبة انتهت "
    وضعت ديانا كفها على كتف توم وقالت " لا تفقد الأمل توم..... كلنا قلقين عليهم..... إليزابيث..... دانيال... أنيتا ومارك كذلك "
    صفقت أليكس بكفيها لتجذب الانتباه ثم قالت بجدية " لا وقت للعواطف الآن..... لنفكر بعقلانية ولنذهب لمركز الشرطة "
    أومأ الجميع برؤوسهم وتوجهوا جميعاً للمركز مستقلين سيارة توم وهناك.......



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18241007701144045677

    صرخت إليزابيث بصوت عالٍ " جوش "
    ابتسم جوش وقال بمكر " لقد مضى وقت طويل..... إليزابيث.... دانيال.... أخبراني كيف حالكما "
    أجابه دانيال بسخرية مريرة قائلاً " أعتقد بأنك تستطيع التخمين "
    وجه جوش نظره لإليزابيث وقال بطريقة السؤال " إليزابيث؟؟ " دافعاً لها للإجابة عن سؤاله الأول فأجابت هذه الأخيرة بغضب " هل تظن بانني بخير في هذا المكان؟"
    جلس جوش على كرسيٍ مقابل لهما ومد ساقاه ليضعهما على الطاولة الصغيرة التي أمامه بينما وقف خلفه رجلان قويا البنية ثم قال بفخر " كما توقعت..... أنتما بأسوأ حال " بعدها أكمل بضحكة سخرية..... والتفت إلى أنتا وهو يقول " تسعدني رؤيتك ثانيةً أنيتا " ثم أردف قائلاً وهو ينظر لمارك " من هذا؟؟.... هل انظم شخص جديد للعصابة؟؟...... ما اسمك يا فتي؟؟ "
    نظر مارك لجوش بتعجرف قائلاً بعدها بسخرية " قد أعرفك بنفسي إذا قلت لي من أنت أيها القذر "
    حمل جوش مسدسه الذي كان على الطاولة ثم وقف بسرعة وبغضب ليتجه لمارك ويضربه قرب عينه اليسرَ بظهر المسدس فجرح وسالت بعض الدماء على وجهه.
    صرخت إليزابيث كلماتها قائلةً " اتركه جوش..... أنا من تريد وليس هو "
    لم يلتفت جوش لإليزابيث وهو يقول " اصمتي أنت أيتها الغبية الساذجة التافهة " بعدها التفت إليها وأشهر سبابته بوجهها وهو يقول " واعلمي بأنني لن أريك الرحمة في هذا المكان.... لا أنت.... ولا هذا المغرور الذي بجوارك.... ولا هذين الغبيين.... هل تفهمين؟ " وقال الكلمات الأخيرة وهو يصرخ فارتجف خافق إليزابيث إثر تلك الصرخة وراحت تسب وتلعن في سرها هذا الحقير الذي أمامها.
    استدار جوش لرجاله الذين انتشروا في أرجاء ذلك المكان القذر ثم صرخ بوجههم قائلاً " أغبياء.... الم أقل لكم أن تحضروا دانيال وإليزابيث فقط؟؟..... ألم أريكم صورهما؟؟ "
    أومأ الرجال برؤوسهم بخوف فقال جوش صارخاً مرةً أخرى " إذن لماذا أحضرتما لي هذين؟؟ " قالها وهو يشير لمارك وأنيتا.
    صمت الرجال لمدة طويلة خائفين من غضب جوش... إلى أن نطق أحدهم بارتباك " لم نستطع سيدي..... لقد كانا معهما.... وقد رأيا عملية الاختطاف "
    دس جوش يده اليمنى بين خصلات شعره الشقراء الناعمة وقد كانت تبدو عليه الرطوبة بسبب حرارة ذلك المكان... مع أن الجو بارد في الخارج..... بعدها استدار وأخذ يتمتم بصوت مسموع بقوله " لقد كانت خطتي محكمة..... لماذا عليكم بأن تفسدوها؟؟ " بعدها صرخ بسخط على الرجال " الآن.... رأى هذين الاثنين وجهي ووجهكم جميعاً..... لقد خططت بان لا أجلب إلى إليزابيث ودانيال..... إنهما لا يريان.... هذه هي الخطة.... لكن آه.... أغبياء " قال الكلمة الأخيرة بصراخ عالي.... فارتجف كل من في الغرفة عدا دانيال إثر صرخته المفاجأة.
    أخذ جوش نفساً عميقاً ثم زفره بحده بعدها خرج من الغرفة مسرعاً ليخرج خلفه الرجال بارتباك ويغلقون الباب خلفهم تاركين خلفهم أربعة أبرياء في حيرة تامة.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18241007701144045677


    عندما وصل الأصدقاء إلى مركز الشرطة ركنوا سيارتهم وخرجوا منها وكادوا أن يدخلوا لولا أن شخصاً عادي الملامح يرتدي بذلة سوداء رسميه أوقفهم بصوته الخافت المحترم عندما قال " المعذرة أيها السادة "
    الفت الكل له فقال بصوت خافت خجول بعض الشيء " هل تسمحون لي بسؤال؟؟ "
    قال توم بصوت خافت " تفضل "
    صمت الرجل لوهلة ثم قال " أنا السائق الخاص بالسيد دانيال..... هـ.... هلا تخبرونني أين هو .... وأين الآنسة إليزابيث..... ولن أنتم في مركز الشرطة "
    صمت الجميع لدقيقة طويلة قطعها صوت زفير جاك الحاد ثم قوله " اسمع.... نحن لا ندري ما الذي يجري بالضبط..... لكن عندما ذهب كل من دانيال وإليزابيث وصديقانا الآخران لدورة المياه..... لم يعد أي منهم..... وتلقين بعدها رسالة تقول بأنهم لن يرجعوا أبداً..... ونحن الآن سوف نبلغ الشرطة ليجدوا لنا حلاً "
    اتسعت عينا السائق وفمه كان مفتوحاً باندهاش.... بصدمة.... ليس هنالك شيء محدد فقط تعابير كثيرة دلت عليها وضعيته ومعانٍ كثيرة دل عليها صمته.... وأسئلة كثيرة تطرحها عيناه..... تحرك فمه أخيرا بضعة إنشات ليقول " أ..... أظن...... أظن بأنه علي الاتصال بالسيد كلون " بعدها حمل هاتفه المحمول ذا اللون الأسود واستدار ثم مشى بعيداً قليلاً ليتحدث مع رئيسه.
    تقارب حاجبا توم باستغراب فقال " من.... من هو السيد كلون؟؟ "
    صمت جاك لبرهة ثم وضع كفه أسفل ذقنه بطريقة تحليلية وقال " اسمه إدموند كلون..... إنه والد دانيال..... وهو كما تعلم..... رئيس شركة كبيرة.... وكما قيل لي من قبل... فإن سبب إدخال دانيال للمؤسسة هو كثرة أعداء السيد إدموند ورغبته في حماية ابنه.... وبما أن دانيال مختطف.... إذن فلابد أن المختطف هو أحد أعداء السيد إدموند.... ويريد النيل منه بطريقتين.... أولهما تحطيم حالته النفسية بسبب ابنه.... والثانية تحطيم سبب نجاح مشاريعه.... دانيال "
    صمت الكل لوهلة أخرى فقالت أليكس " ما الذي.... تقصده بسبب نجاحها؟؟.... هلا توضح لنا أكثر "
    جذب الكل في تلك اللحظة حديث السائق عبر الهاتف فقد كان يقول بطاعة تامة " حاضر سيدي... سوف أحاول قد الإمكان..... أمرك سيدي... وداعاً " بعدها أغلق الهاتف ودسه في جيب سرواله الأيمن فالتفت للبقية الذين كانوا يحدقون ببعض والحيرة تملأ وجوههم بكل تقاسيمها.

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18241007701144045677


    كان المكان أشبه بالقبر.... بصمته.... بقسوته..... ببشاعته..... ظل هؤلاء الأربعة صامتين........ السخط.. الخوف والحقد عناوين كتبت على وجوههم بأوضح الخطوط..... كانت عينا أنيتا تتفحص المكان بينما عينا مارك كانتا ساكنتان محتارتان ناظرتان للأسفل بأسى.... وإليزابيث المسكينة كانت دقات قلبها تحدث زلازل في جسدها الهش ولولا عدم انتباه دانيال لكان سمعها.... وفيضانات دموعها لم تتوقف ولو للحظةٍ واحدة..... ودانيال..... كان مطأطأً رأسه وعيناه الزرقاوات تحملان أسى وندم العالم كله.
    استمرت لحظات الصمت..... ثانية.... تتبعها ثانية..... دقيقة تتبعها دقيقة.... وصارت الساعات تمر وشياطين الصمت لازالت تحتل المكان..... كل شيء كان مجهولاً.... حتى أنهم لا يعرفون إن كان الوقت ليلاً أم نهاراً.... ولو رأى احدهم ساعةً تشير للسادسة فسيسأل إن كانت صباحاً أم مساءً.
    قطع حبل الصمت دانيال بقوله بصوت خافت " أنا.... أنا آسف.... آسف لأنني أدخلتكم في هذا..... آسف... كل هذا بسببي.... أنا من عليه أن يكون هنا وحده "
    أتاه صوت إليزابيث الرقيق لما قالت " لا تحمل الذنب داني... أرجوك..... أنت تعلم بان جوش يريدنا كلانا.... فلا تنس بأنني أثرت أعصابه في ذلك اليوم.... وأهنته "
    دانيال " لكن هذا لا ينفي أنني أقحمتك في هذا "
    سمع الجميع صوت ضحكة استهزاء عالية وخطوات ثقيلة تخطوا على الأرض بكل ثقة بعدها سمعوا صوت جوش يقول " أنا المذنب.... أنا المذنبة... ما شأنكما أنتما؟ "
    صمت الكل ليسمعاه يقول " أنا أردت دانيال في البداية.... ولكنني فكرت بما أنه أصبح العاشق الآن... فيجب بأن نحضر معه حبه... هواءه وماءه.... عله يوفر علينا تكاليف الاعتناء به " بعدها ضحك باستهزاء.
    تطلع مارك لجوش باستحقار ثم قال " هل علينا بأن نضحك؟؟ "
    تجاهل جوش كلام مارك وقال " ففكرت بعدها بما أن لدي اثنان.... أن أعاملكما كوجبة "
    رد عليه مارك بفظاظةٍ قائلاً " ماذا؟؟..... أرجوك... عن كنت تشعر بالجوع فاذهب إلى " MACDONALD" فهو منتشر بكثرة في المدينة..... وليتك تتسمم "
    كان جوش في تلك اللحظة جالساً على كرسيه بطريقة تدل على انه مستعد لعمل أي شيء وبعد أن سمع كلمات مارك قال بحدة " أنت أيها الوسيم.... إن كنت تريد تشويه وجهك الجميل أطلق إهانة أخرى "
    تمتم مارك لنفسه بصوت غير مسموع " مريض نفسي "
    نظرت أنيتا لوجه مارك المثالي فخافت عليه من أن يتشوه لهذا أخذت نفساً عميقاً ثم همست " أرجوك مارك.... لا تثر أعصابه أكثر "
    التفت مارك لأنيتا وقد كان وجهه يبعد إنشا واحداً من وجهها البريء ونظرت هذه الأخيرة إلى اخضرار عيناه وجمالهما..... شعرت بأنها تستطيع التطلع إلى أميال وأميالاً في داخلهما.... بدأت نظراته تخدر عقلها وجسدها فظلت محدقة به لثوانٍ طويلة قالت في نفسها بعدها ( علي بأن أبعد أنظاري عنه بسرعة قبل أن يحس ) هنا... تحرك لسانها فقالت بهمس وبرجاك " أرجوك " وفعلاً.. هذا كل ما استطاعت الحصول عليه تحت تأثير مخدر نظراته التي لا تفهم معناها... وتحت تأثير ملامحه المثالية التي حتى دانيال لم يصل لجمالها ومثاليتها.
    أومأ مارك برأسه ثم أشاح بوجهه عنها ووجه نظراته إلى الأسفل.
    بعد أن استطاعت أنيتا التحرر من حالة التخدير التي هي فيها بسبب مارك وجهت نظراتها لجوش ثم قالت " أخبرني.... ما الذي قصدته بـ.... وجبة؟؟ "
    وضع جوش رجله اليمنى فوق اليسرَ ثم قال " من الجيد أنك سألتِ...... ما أقصده هو أن إليزابيث سوف تكون مقبلاتي.... أتسلى بها تارة... وألعب بأعصابها تارةً أخرى...... أما وجبتي الرئيسية..... فسوف تكون دانيال بالطبع "
    نطق دانيال في تلك اللحظة ليقول بكل ما لديه من حدة وغضب وقوة لكن كل هذا كان واضحاً من نبرته الخافتة " إياك..... ثم إياك..... ثم إياك أن تلمس إليزابيث "
    ضحك دانيال باستهزاء وبصوت عالٍ ثم قال " لا تقلق عزيزي دانيال..... لن ألمس حبيبتك صدقني... لكنني ربما أدوس على وترها الحساس قليلاً " بعدها أكمل ضحكته الحقيرة.
    نطقت إليزابيث قائلةً بنبرة حادة...... محطمة..... ومقهورة بنفس الوقت " ما الذي تريده من دانيال؟؟..... أخبرني ما الذي فعله لك "
    رفع جوش حاجباه وأجابها بكل ما في العالم من برود " لم يفعل "
    إليزابيث " إذن ما الهدف؟؟ "
    التفت جوش لدانيال وقال ببرود وبجنون " دانيال..... لم أتوقع منك أبداً بأن تخفي هذا الكم الهائل من الأسرار عن حبيبتك "
    تقارب حاجبا إليزابيث باستغراب وقالت بهمس لا تخفى فيه الحدة موجهةًُ كلامها لدانيال " أي أسرار؟؟ "
    جوش " أظن بأنه من الأفضل أن يحكي دانيال لنا جميعاً القصة الأصلية فأنا في مزاج يسمح لي بسماع القصص الطويلة "
    أشاح دانيال بوجهه وهو يقول " ليس هنالك داعٍ لذلك "
    همست إليزابيث قائلةً " أرجوك دانيال..... أريد أن أعرف "
    أومأ دانيال برأسه بتفهم ثم رد عليها هامساً " كما تريدين "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18241007701144045677


    قال السائق الخاص بدانيال موجهاً كلامه للجميع " أرجوكم أيها السادة اسمعوني جيداً...... لقد قال السيد كلون بأن لا تبلغوا الشرطة..... وأنا اعتقد بأنه يعرف الخاطف أو لديه بعض المعلومات..... أرجوكم نفذوا ما يطلبه فهو يعرف ماذا يفعل دائماً "
    رد عليه توم بحدة قائلاً " ماذا؟؟....... هل تطلب منا بأن نسكت عن الأمر ولا نبلغ الشرطة؟؟...... إن أخي الصغير محجوز لدا أولئك الأنذال.... هل جننت لتطلب هذا الطلب؟؟ "
    تلعثم السائق في حديثه فهو خائف من إبلاغهم الشرطة فعند إذن سيغضب منه سيده بعد أن وضعه محل ثقة كبيرة ليوصل ابنه... ليقول بعدها بارتباك " صـ..... صدقوني هذا لمصلحتكم.... إن أبلغتم الشرطة فسوف يمشطون المناطق كلها..... وإذا عثروا عليهم فسوف يهاجمون وربما يتأذى احد فانتم لا تعلمون مدى خطورة المختطفين..... أنا أرجوكم أيها السادة اسمعوا كلامي فكل ما يهم السيد إدموند هو سلامه ابنه والآنسة إليزابيث وبالتالي الباقين..... أطيعوني أنا أتوسل إليكم "
    أخذ جاك نفساً عميقاً ثم قال " يا جماعة.... أظن بأنه علينا الاستماع إلى كلامه "
    ردت عليه أليكس معاتبة " ما الذي تقوله جاك..... إن أصدقاءنا في خطر وأنت تقول لنا بأن نبقى مكتوفي الأيدي نهز أرجلنا بينما هم يواجهون الخطر "
    جاك " أنا لم أقل هذا ألكيس.... افهموني.... قد يطلب المختطفون فدية أو شيء من هذا القبيل وربما يكون المبلغ خيالياً.... على الأقل.... لو كان والد دانيال معنا فسوف يستطيع تلبية مطالبهم...... وربما ستمكنه مصادره الخاصة من إمدادنا بالمعلومات اللازمة عن المختطفين " بعدها صمت وأخذ نفساً عميقاً ثم أردف قائلاً " ما أحاول قوله هو أن السيد إدموند رجل أعمال كبير ولديه نفوذ ربما تغطي المدينة بأكملها..... وهذا يعني أن باستطاعته إخراجهم من هذا الموقف..... وربما سوف يطلب المساعدة في بعض الأمور "
    أخذ توم نفساً عميقاً ثم قال " أنا غير مرتاح للأمر جاك "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18241007701144045677


    *ياترى ما الحكاية من وراء هذا الاختطاف؟؟
    *وما هذه الضغينة التي يحملها جوش؟؟
    *أي أحداث ستكشف عنها الأجزاء القادمة؟؟
    *وأي مصائب سيراها اصدقاؤنا؟؟
    *شخصية جديدة سوف تظهر في الجزء القادم فاستعدوا للقائها
    *أيضاً استعدوا للقاء الحقيقة المرة التي سيكشف عنها في الجزء القادم
    *والقنبلة الكبرى ستكون.....
    *حقيقة لطالما اعتبرتموها حق ولم تشكوا يوماً في صحتها سوف تظهر لتقلب موازين حكايتنا
    *فانتظروها في البارت القادم والذي هو بعنوان " ما وراء الستار "

    *مع تحيتي لكن
    guiltless girl
    [/size]

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:30 pm

    أوكي يا بنات راح انزل البارت على شانكم


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1725696312944031000

    قرأتم فيما سبق.......

    ردت عليه أليكس معاتبة " ما الذي تقوله جاك..... إن أصدقاءنا في خطر وأنت تقول لنا بأن نبقى مكتوفي الأيدي نهز أرجلنا بينما هم يواجهون الخطر "
    جاك " أنا لم أقل هذا ألكيس.... افهموني.... قد يطلب المختطفون فدية أو شيء من هذا القبيل وربما يكون المبلغ خيالياً.... على الأقل.... لو كان والد دانيال معنا فسوف يستطيع تلبية مطالبهم...... وربما ستمكنه مصادره الخاصة من إمدادنا بالمعلومات اللازمة عن المختطفين " بعدها صمت وأخذ نفساً عميقاً ثم أردف قائلاً " ما أحاول قوله هو أن السيد إدموند رجل أعمال كبير ولديه نفوذ ربما تغطي المدينة بأكملها..... وهذا يعني أن باستطاعته إخراجهم من هذا الموقف..... وربما سوف يطلب المساعدة في بعض الأمور "
    أخذ توم نفساً عميقاً ثم قال " أنا غير مرتاح للأمر جاك "

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1725696312944031000





    البارت الخامس والعشرين


    " ما وراء الستار "




    [size=21]اخذ جاك نفاساً عميقاً بصبر ثم قال " بالله عليكم يا جماعة.... السيد إدموند هو والد دانيال.... وما من أبٍ في العالم يستطيع أن يرى ابنه يتعرض للخطر ويبقى مكفوف اليدين.... أعني.... مهما وصف دانيال والده بالقسوة فإنه لا يزال أباً "
    صمت الكل لوهلة محاولين أن يقنعوا أنفسهم بما يقوله جاك بعدها نطقت ديانا باقتناع " يا جماعة... أظن بان جاك معه حق.... لنجرب أن نسمع للسيد إدموند لهذه المرة.... وإن أحسسنا بان الأمور بدأت تسوء سوف نعود لهنا ونبلغ الشرطة.... وحينها لن يقف شيء في طريقنا "
    أومأت كات برأسها ثم قالت " معك حق ديانا "
    زفرت أليكس بقلق ثم قالت " ليس لدينا خيار آخر لكن..... إن حديث أي مكروه لصديقتي فلن يلوم والد دانيال إلا نفسه "
    أومأ توم برأسه ثم التفت للسائق وقال " لا بأس... سوف نتكتم على الأمر ولن نبلغ الشرطة "
    تنهد السائق بارتياح ثم ابتسم بسعادة وقال " هلا تركبون السيارة الآن.... سوف أوصلكم للشركة لتتكلموا مع السيد إدموند "
    توم " اركبوا أنتم معه وسأتبعكم بسيارتي "
    أومأ الجميع برؤوسهم إيجابياً بعدها ركبوا السيارات فساروا متجهين لشركة السيد إدموند



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1725696312944031000


    أنزل دانيال رأسه ثم قال بنبرة خافتة أعلى درجة من الهمس " إن شركة والدي كبيرةً جداً..... أكبر مما تتخيلون.... لكنها تضاءلت بسبب والد جوش.... فلقد استطاع شراء ربما ربع أو نصف أسهم الشركة وبطريقة لا أحد يعلمها وهكذا تكونت شركة لوكاس.... وكلما حاول والدي استردادها يفشل.... وقد أستطيع استردادها أنا إن حصلت على معلومات كافيه ولكن والدي خائف علي..... فنفوذ والد هذا الحقير وصلت لأطراف المؤسسة.... وهو يهدد والدي بأذيتي دائماً "
    قالت إليزابيث بعدم فهم " لكنك لم تفعل شيء..... ولم تحاول استرداد الشركة "
    أومأ دانيال برأسه وقال بصوت خافت " هذا صحيح "
    تقارب حاجبا إليزابيث باستغراب ثم قالت " إذن لم أنت هنا؟؟ "
    دانيال " لقد توقف والدي عن محاولة استرداد شركته منذ سنين طويلة.... وقد كنت طولها بمأمن.... لكنه قبل شهور التمعت فكرة استردادها مرة أخرى في ذهنه بسبب تطور التكنولوجيا وقد اقترب منها فعلاً لكن..... ها أنا ذا أدفع الثمن "
    قالت أنيتا بانفعال " لكن هذا ليس عدلاً "
    ابتسم جوش ورد عليها وهي واضحةً في صوته " ألم تسمعي بعبارة....( الحياة ليست عادلة )..... كما أنني أريد بأن أنتقم منه بسبب آخر وهو سرقة حبيبتي "
    ردت عليه إليزابيث بحدة " لم أعد "
    نظر جوش لإليزابيث بعطف مصطنع ثم قال " وهل نسيتِ كل ذلك الوقت الذي قضيناه معاً تحت.... ضوت القمر.... ألا تذكرين تناولنا عشاءً رومانسياً في بيتك على ضوء الشموع..... أو ربما تتذكرين... " بعدها وقف من مكانه واتجه نحوها ووضع شيئاً في كفها المكبل خلف ظهرها.....
    تحسست إليزابيث ذلك الشيء فوجدت بأنها قلادة على شكل نصف قلب حفر عليه حرفها وقد كانت هديةً اشترتها لجوش أما النصف الآخر فقد رمته لما اكتشفت خيانته.
    صمتت إليزابيث في تلك اللحظة ثم قالت بصوت متردد خافت " نصف القلب...... أحقاً مازلت تحتفظ به "
    ابتسم جوش ابتسامةً حانية ثم وضع كفه على شعرها ومسح عليه وهو يقول بحنان " لا تكوني سخيفةً آلي.... وكيف لا أحتفظ به وهو هديةٌ منك حبيبتي؟؟ "
    في تلك اللحظة.... سمعة إليزابيث صوت نفس دانيال المتقطع.... والذي يعبر عن نار قهر وغيره تشتعل بداخل قلبه...... فقد كان يشعر باحتراق كامل جسده فأحس برغبةٍ في حمل سكين حادة وشق صدره بها حتى تخرج تلك النيران القرمزية التي باتت تنهشه من الداخل..... وقد كان في تلك اللحظة يعض شفته السفلى بقوة وبمرارة لا مثيل لها... حتى أدمت وهو لا يزال مخفضاً رأسه وخصلات شعره السوداء المزرقة مغطيةً لعينيه المقهورتين.
    ضحك جوش بصوتٍ عالٍ ثم وقف وهو يقول " كم يسهل إغاظتك دانـ.. "
    قاطعه دانيال قائلاً بحدة " ألم أحذرك من المساس بها "
    رفع جوش كتفيه بلا مبالاة وهو يقول " وأنا لم أستمع.... أفي هذا عيب؟؟ " ثم أخذ بالسير في أرجاك الغرفة.
    تمتم دانيال بصوت مسموع " حقير "
    تجاهل جوش شتم دانيال وقال " بالمناسبة آلي..... أخبريني... لماذا لا تدعين حبيبك الجديد الثري يدفع لك تكاليف عملية استرجاع نظرك؟؟ "
    أشاحت إليزابيث بوجهها وهو مقهورةٌ لسماحها له بالتسلل لقلبها من جديد بعدا قالت بجمود " لا فائدة "
    أخرج جوش سيجارة من جيبه ثم أشعلها بقداحة ذات لون فضي مرصعةٌ بالماسات على هيئة تمساح فوضعها في فمه بعدها أخرجها ونفخ الدخان للأعلى بطريقة تدل على الغرور وقال " ولماذا؟؟ "
    سعلت إليزابيث بشدةٍ بسبب تلك الرائحةِ النتنة وقالت وسط سعالها " منذ متى وأنت تدخن؟؟ "
    ضحك جوش ببعض الاستهزاء وقال " منذ زمن طويل.... أجيد إخفاء الأمر أليس كذلك؟؟ "
    سعلت إليزابيث مرةً أخرى وقالت بحقد " كاذب "
    ضحك جوش مرةً أخرى وقال " على كل حال.... أجيبيني على سؤالي الأول "
    سعلت إليزابيث أكثر وقالت وسط سعالها " لقد قال الطبيب... بأن نسبة نجاح العملية هو 10%.... هذا يعني بأن نسبة فشلها 90%.... وهي خطرةٌ جداً "
    ضحك جوش باستهزاء كبير بعدها نظر لإليزابيث وهو يقول " كم يسهل خداعك أيتها البلهاء "
    تقارب حاجبا إليزابيث وقالت " ماذا؟؟ "
    ابتسم جوش بمكر ثم قال " اخبريني أنتِ أولاً..... هل تعتقدين حقاً بأنك فقدت نظرك إثر حادث للسيارة؟؟ "
    قربت إليزابيث حاجباها باستغراب ثم قالت " هذا ما قيل لي "
    جوش " ألم أقل لك بأنه يسهل خداعك "
    هزت إليزابيث رأسها بعدم استيعاب ثم قالت " لم أفهم قصدك "
    وقف جوش للحظات ثم عاود التجوال وهو يقول " اسمعيني حبيبتي "
    قاطعه دانيال وإليزابيث قائلين بنفس اللحظة بغضب " ليست / لست كذلك "
    ضحك جوش وهو يقول " حسناً حسنا لكن لا تفزعوني هكذا.... كما تريدان....... اسمعيني جيداً آلي لأنني لن أقول هذا الكلام إلا مرةً واحدةً لا غير "
    أنصت الجميع باهتمام ليسمعوه يقول....................


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1725696312944031000


    وصل كلٌ من جاك.... ديانا... كات وأليكس ليصل بعدهما بثوانٍ توم بسيارته الخاصة إلى شركة السيد إدموند.... وما إن دخلوا حتى استقبلهم الحراس المنتشرين في كل مكان واصطحبوهم بعدها إلى أحد المكاتب الفخمة في الطابق الأرضي من الشركة فطلبوا منهم أن يجلسوا وينتظروا السيد إدموند لأنه في طريقه للوصول.
    جلس أصدقاؤنا على الكراسي السوداء المريحة أمام ذلك المكتب الفارغ بصمت قطعه صوت كات لما قالت " بالمناسبة جاك... أخبرنا ما قصدته سابقاً بتحطيم سبب نجاح مشاريع السيد إدموند "
    ملأ جاك رئتيه بالأكسجين ثم قال " هذا صحيح..... الآن اسمعوني.... لست متأكداً من هذا لكنني أعلم جيداً بأن والد دانيال يقوم بزيارته بين الحين والآخر وبيده أوراق تحوي تفاصيل صفقات..... فيجعل دانيال يدرس كل حرف فيها ويحدد فرص النجاح ويقيمها من حيث القبول أم الرفض..... وكما أعلم.... إن كل الصفقات التي درسها دانيال لاقت نجاحاً هائلاً لا يوصف.... وأوصلت والده للقمة...... وأنا اعتقد بأن المختطفين يودون تحطيم مشاريع السيد إدموند عن طريق تحطيم ابنه والذي هو سبب نجاحها الأول "
    أليكس " هذا منطقي.... لكن لم اختطفوا الباقين وهم ليس لهم أدنى علاقة بما يجري بهذه الشركة "
    جاك " على الأرجح لأنهم رأوا وجوه الخاطفين أو عملية الاختطاف "
    فتح باب المكتب ودخل منه رجل مرموق يبدوا عليه أنه بالعقد الخامس من العمر.... يرتدي بذلة سوداء رسمية وذا شعر أشيب امتزج بأسوده بطريقة جذابة... وقد كان ممتلئ الجسد ذا طول متوسط وملامحه كانت جميلةً وجامدةً بعض الشيء بينما تشابه لحد كبير ملامح دانيال المثالية.... وقد كان خلفه عدة رجال أكثرهم حراس شخصيين.
    وقف الأصدقاء جميعاً لهيبة ذالك الرجل وانحنوا بمعدل بسيط محيين له..... ولما وصل الرجل للمكتب انحنى بمقدار بسيط ليرد لهم التحية وجلس خلف المكتب.
    جلس الأصدقاء بعدها سمعوه يقول موجهاً كلامه للرجال " يمكنكم الانصراف الآن " فانصرفوا من دون أن يضيفوا حتى كلمةً واحدة وكاد أن يقول شيئاً لكم توم سبقه بقوله بقلق " سيد كلون... هل يمكنك شرح ما يجري لنا أرجوك"


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1725696312944031000


    " كما تعلمين إليزابيث.... فأنا أقود منذ مدةٍ طويلة..... ولم أتعرض لحادث من قبل.... كما أنه... لا يمكن لحادث لم يسبب لي إلا كسراً بسيطاً لذراعي... بأن يسبب لك العمى " قال جوش بثقة
    قاطعه دانيال باستهزاء " غبي كعادتك.... قد يدخل أي شيء بالعين ويضرها حتى لو كان الحادث بسيطاً.... فكما تعلمون العين من أكثر أجزاء الجسد حساسية.... وتتأثر بأي شيء "
    نظر جوش لدانيال مطولاً ثم قال " دعني أكمل كلامي أولا..... لقد كان الحادث جهتك.... وكما أخبروك كذلك.... انه كان قوياً جداً..... ألا ترين التناقض في هذا؟؟ "
    ركز معه الجميع بإنصاتهم الشديد بينما هو أكمل ليقول " لم يسبب لي سوى كسر.... ولم يسبب لك سوى العمى.... ولا كسور فيك أو خدوش أو حتى جروح..... وها أنا ذا أراك واضحةً كوضوح الشمس أمامي.... لا علاماتٍ ولا ندوب... ولا حتى آثار خياط للجروح.... ألا ترين هذه الثغرات الكبيرة؟؟ "
    قالت إليزابيث بنبرةٍ أقرب على الهمس " لم أفهم "
    أنيتا ومارك " ولا أنا "
    صمت دانيال لبرهةٍ محاولاً أن يحافظ على هدوئه وثباته بعدها قال بصوت مصدومٍ أقرب للهمس " هل.... هل تعني بأن فقدان نظر إليزابيث..... لم.... لم يكن بسبب الحادث.... أو ربما... " شهق دانيال بقوة كبيرةٍ من هول ما استنتجه وقال بعدها محاولاً شتم جوش بكل ما يعرفه من كلمات " أيها الـ... " لكن الكلمات علقت في فمه بينما هو يسمع ضحكة جوش الحقيرة ثم قوله " كما هو متوقع من عبقري مثلك "
    لم تستطع إليزابيث إخفاء إرتجافة صوتها لما قالت " هلـ.... هلا توضح أكثر "
    ابتسم جوش وقال " بالطبع.... لكن أولا.... أريد بأن أسألك سؤالاً إليزابيث "
    صمتت إليزابيث لتسمعه يقول " أخبريني.... ما الذي تذكرينه من ذلك الحادث بالضبط؟؟ "
    أنصت دانيال لصوت أنفاسٍ مألوفة بعض الشيء وقد كانت صاحبتها تقف خلف الباب بالضبط لكنه أحس بأن كشف الأمر سيكون تافهاً لهذا حول تركيزه لصوت إليزابيث لما قالت وقد تقارب حاجباها الجميلات فبدا شكلها وكأنها تركز على شيء لم يحدث بالأصل " لقد دعوتني للخروج في ذلك اليوم.... فركبت معك السيارة ولم أنتبه للطريق الذي كنت تسلكه لكن أتذكر بان الطريق كان خالياً تقريباً... وبعض عواميد النور كانت محطمة.... لكن هذا لم يشد انتباهي فقد كنت مستمتعةً بوقتي... ولم أتعب نفسي بالسؤال عن وجهتنا فقد كنت على ثقةٍ بأنك لن تفعل إلا ما يرضيني.... وبينما أنا أبدل اسطوانات لأضع الأغنية التي أريدها.... شعرت باختناق... شعرت بحرقة..... أحسست بأن جسدي أصبح قطعةً بالية..... لم يكن هنالك شيء ليساعدني... نظرت إليك وقد كنت تنظر إلي بعينين فارغتين.... وبعدها.... خانتني كل خلية من جسدي.... و.... استيقظت في المستشفى وأنا لا أرى شيئاً..... ظننت بأن كل هذا كان حلماً... لكن... في الوقت الحالي.... لم أعد أعرف الفرق بين الحلم والواقع "
    ضحك جوش عند انتهائها مطولاً ثم قال " لم أكن أعرف بأنك أحسست بكل هذا.... على كل حال... أخبريني أيضاً... هل رأيت الحادث؟؟.... هل رأيت أي سيارةٍ تصطدم بنا؟؟.. أو حتى تقترب منا؟؟ "
    هزت إليزابيث رأسها نفياً فقال جوش " معك حق.... لم يكن هنالك حادث بالأصل "
    قال الجميع بصدمةٍ واستغراب " ماذا؟؟!! " بينما أشاح دانيال بوجهه بقوةٍ لتتناثر خصلات شعره الحريرية وقال بصوت خافت وبحدة " توقعت هذا "
    ضحك جوش من الصميم ثم قال وهو لا يزال يتجول في أرجاء الغرفة " لا داعي بأن تنظفوا آذانكم فما سمعتوه صحيح.... لقد كان هنالك رجلٌ من أتباعي يجلس على المقعد الخلفي لإليزابيث وقد كان شخصاً مميزاً بحق.... فقد كان بارعاً في التخفي وعدم إصدار الأصوات ولهذا لم تحسي به إليزابيث..... وما إن وصلنا إلى مكان خالٍ تماماً من الناس.... أعطيته إشارتي... فهاجم إليزابيث وخدرها بمخدر قويٍ جداً.... بعد ذلك أحضرتها إلى مكان آخر مشابهٍ للذي أنتم فيه الآن... وهناك كان يوجد طبيبٌ هارب مختصٌ بإجراء هذه العمليات ومعه الفريق الطبي الخاص بشركتنا.... فأجروا لها العميلةَ بسرعةٍ كبيرة وأخذناها بعدها للمستشفى الذي قمنا برشوة أطبائه كلهم لكي يتكتموا على الأمر ويكذبوا عليك... وأما الكسر فقد كان شيئاً وهمياً حتى أجعل الجريمة كاملة.... وبالطبع حرصت على دخولك للمسكن ومنع أي مخلوقٍ من إخراجك وخاصةً صديقاتك فقد رشوت مديرة عملهن لتهلكهن من العمل فلا يجدوا الوقت حتى ليتنفسوا أو بالأصح ليعتذروا عن قدرتهم على الاعتناء بضريرةٍ مثلك " وأكمل بضحكة سخرية.
    هزت أنيتا رأسها نفياً وهي تقول " لا... لا يعقل... أنت كاذب "
    ارتجف جسد إليزابيث الهش من هول الصدمة وراحت عيونها تنزف ألماً وحزناً وقهراً على ما يحل بها.... وأخذت تقول بصوت باكي مرتجف بينما شفتها السفلة ترتجف " إذن... أنت السبب..... أنت السبب في كل ما حدث لي... أنت السبب.... سافل... تافه.... منحط وحقير... بلا قلب " وكانت تقول هذه الكلمات الأخيرة بنبرة صراخ حادة ومرتجفة.
    ضحك جوش ثم قال " أشكرك على هذا الإطراء "
    أجهشت إليزابيث البكاء وقالت بصوت باكي وسط شهقاتها " لا...لا...لا لا لا هذا مستحيل "
    وجه دانيال عينيه لجوش وكأنه يراه ثم قال بنبرةٍ حادة " اعلم يا جوش.... بأنني لن أجعلك تهنأ بهذه الحياة.... لن أجعلك تهنأ لها ما حييت.... طالما أنا حي.... فسأضل أعذبك وأعذبك حتى تموت ألماً... هل تفهم؟؟ "
    ضحك جوش ثم قال " لا تقلق عزيزي دانيال... فلطالما أنا في هذه الحياة.... أنت لن تكون فيها " بعدها التفت إلى إليزابيث المنهارة وقال لها " هل عرفتِ الآن ماذا اقصد بالمقبلات... على استوعبت ما قصدته باللعب بأعصابك وبمشاعرك "
    تطلع مارك لجوش وقال بحقد دفين " لم أتوقع منك بأن تكون بهذا الخبث " بعدها التفت إلى إليزابيث التي صرخت بصوتها المحطم قائلةً " لماذا؟؟.... لماذا فعلت هذا فيني أخبرني... ما الذي فعلته لك؟؟.... ما هدفك من كل هذا؟؟ "
    ابتسم جوش قم قال بخبث " ليس الآن آلي... فلم أعد أشعر برغبةٍ في التسلية... ربما غداً عندما أرغب في الضحك " بعدها مشى متجهاً للخارج فتبعه رجاله وأغلقوا الباب بقوة خلفهم ليحدثوا هزةً في قلوب من أمامهم.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1725696312944031000

    ابتسم السيد إدموند ابتسامةً بسيطةً ثم قال متجاهلاً سؤال توم " في البداية أحب أن أشكركم على تلبيتكم لطلبي وإخفاءكم الأمر.... ثانياً... أظن بأنني أدين لكم بتفسير " صمت لبرهةٍ ليأخذ نفسه ثم أردف قائلاً " كما تعلمون أنتم.... إنني مدير هذه الشركة الكبيرة.... لذا فلدي عدد لا بأس به من الأعداء.... وعلى هذا المقياس سوف تكون دائرة الاتهام كبيرة.... وأعداد المتهمين لا يحصى "
    قاطعته أليكس قائلةً بقلق " هل هذا يعني بأنك لا تعرف هوية المختطف؟ "
    أخذ السيد إدموند نفساً آخراً ثم قال " دعيني أكمل يا ابنتي.... لا أحد من أعدائي يعرف بأنه لي ابن... بل لا أحد يعلم بأنني متزوج... أو... كنت بكلمةٍ أدق " بتر عبارته وهو يتذكر يوماً عصيباً عليه... يوم بكائه على موت زوجته... ويوم ضحكته لولادة ابنه.... ويوم بكائه مرةً أخرى لمعرفته بعيب ابنه الخلقي..... لكنه تجاوز ذلك بسرعةٍ وهو يقول " لا أحد يعرف إلا واحد.... لوكاس جياني "
    وضعت ديانا كفها تحت ذقنها وقالت وهي تفكر " لم يبدُ هذا الاسم مألوف لدي؟؟ "
    شهقت كات بصوت غير مسموع ثم قالت " أليس هذا اسم والد جوش؟؟ "
    أليكس " جوش لوكاس جياني... نعم هذا صحيح " بعدها تطلعت للسيد إدموند بتساؤل كما فعل الكل.
    أومأ السيد إدموند برأسه ثم قال " هذا صحيح.... وبما أنه يعلم فلا بد لأبنه جوش بأن يعلم كذلك.... وبهذا تتقلص دائرة الشك.... لنعرف هوية المختطف.... إنه جوش.... ابن عدوي.... والخطيب السابق للفتاة التي يحبها ابني.... والتي على ما أعتقد تدعى إليزابيث سوان.... أليس كذلك؟؟ "
    أومأ الجميع برؤوسهم وقالت أليكس " لكن هذا غير منطقي أبداً.... لماذا يختطف جوش دانيال بعد كل هذه المدة.... أنا أعني.... طوال تلك السنين كان دانيال موجوداً.... لماذا يختطفه الآن فقط.... لاسيما أنهما قبل شهور التقيا في المركز التجاري وسلما على بعضيهما وكأنهما صديقين بل وتكلما بينما لم يفكر جوش حتى بالتعرض لدانيال "
    أخذ السيد إدموند نفساً عميقاً ملأ به رئتيه ثم أجابها قائلاً " الخطأ خطأي في هذا "
    صعق الجميع ثم قالوا " كيف؟؟ "
    السيد إدموند " إن شركة لوكاس أساساً مقتطعةٌ من شركتي..... ففي يوم من الأيام... وقبل أن تكون هنالك شركة للوكاس.... سرق ذلك الفاشل الكثير من أسهم شركتي حتى كادت تبلغ النصف وبطريقة أنا نفسي أجهلها.... فكون له شركته الخاصة.... وكلما حاولت استردادها نجح لوكاس بتهديدي.... لقد كان يهددني بابني الوحيد دانيال.... بل يحذرني بقوله أنني كلما اقتربت خطوةً واحدةً من شركتي... اقترب هو عشر خطوات من ابني... فاستسلمت وسلم ابني لكن الشيطان لعب بعقلي لتلمع فكرة استعادة الشركة من جديد.... وهاهو ابني دانيال وأصدقاؤكم يقعون بقبضتهم "
    نهضت أليكس بانفعال ثم قالت بعصبية وهي تشهر سبابتها بوجه السيد إدموند " الخطأ خطأك..... بسبب طمعك أصبحت صديقتي إليزابيث والباقين بخطر.... اسمع.... عليك بأن تجد حلاً بسرعةٍ وإلا "




    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1725696312944031000

    *ها هي أبواب الحقيقة فتحت على مصرعيها
    *وا هي الحقائق ظهرت واضحةً كوضوح الشمس في الضهيرة
    *لكن يبقى السؤال
    *لماذا فعل جوش هذا؟؟
    *وما هدفه بالتحديد؟؟
    *وغلى متى ستستمر هذه المعاناة؟؟
    *لتعرفوا الإجابة على هذه التساؤلات.... تابعوا معي الأحداق القادمة من رواية الحب الأعمى
    [/size]

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:34 pm

    أنا آآسة جداً لأني خليتكم تنتظروني وايد بس كنت مشغوولة شوي وما عندي وقت

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18867339472061759764

    قرأتم فيما سبق.......

    أومأ السيد إدموند برأسه ثم قال " هذا صحيح.... وبما أنه يعلم فلا بد لأبنه جوش بأن يعلم كذلك.... وبهذا تتقلص دائرة الشك.... لنعرف هوية المختطف.... إنه جوش.... ابن عدوي.... والخطيب السابق للفتاة التي يحبها ابني.... والتي على ما أعتقد تدعى إليزابيث سوان.... أليس كذلك؟؟ "
    أومأ الجميع برؤوسهم وقالت أليكس " لكن هذا غير منطقي أبداً.... لماذا يختطف جوش دانيال بعد كل هذه المدة.... أنا أعني.... طوال تلك السنين كان دانيال موجوداً.... لماذا يختطفه الآن فقط.... لاسيما أنهما قبل شهور التقيا في المركز التجاري وسلما على بعضيهما وكأنهما صديقين بل وتكلما بينما لم يفكر جوش حتى بالتعرض لدانيال "
    أخذ السيد إدموند نفساً عميقاً ملأ به رئتيه ثم أجابها قائلاً " الخطأ خطأي في هذا "
    صعق الجميع ثم قالوا " كيف؟؟ "
    السيد إدموند " إن شركة لوكاس أساساً مقتطعةٌ من شركتي..... ففي يوم من الأيام... وقبل أن تكون هنالك شركة للوكاس.... سرق ذلك الفاشل الكثير من أسهم شركتي حتى كادت تبلغ النصف وبطريقة أنا نفسي أجهلها.... فكون له شركته الخاصة.... وكلما حاولت استردادها نجح لوكاس بتهديدي.... لقد كان يهددني بابني الوحيد دانيال.... بل يحذرني بقوله أنني كلما اقتربت خطوةً واحدةً من شركتي... اقترب هو عشر خطوات من ابني... فاستسلمت وسلم ابني لكن الشيطان لعب بعقلي لتلمع فكرة استعادة الشركة من جديد.... وهاهو ابني دانيال وأصدقاؤكم يقعون بقبضتهم "
    نهضت أليكس بانفعال ثم قالت بعصبية وهي تشهر سبابتها بوجه السيد إدموند " الخطأ خطأك..... بسبب طمعك أصبحت صديقتي إليزابيث والباقين بخطر.... اسمع.... عليك بأن تجد حلاً بسرعةٍ وإلا "

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18867339472061759764



    البارت السادس والعشرين


    " بداية التخطيط "


    أمسك توم بأليكس وأجلسها بجواره ليهدئها بينما قال السيد إدموند " لا تقلقوا.... لن يصيبهم مكروه لأنني سأبذل قصار جهدي لتدبر الأمر... والآن... أنا أرجوكم.... عودوا لبيوتكم فلا فائدة من بقائكم في هذا المكان "
    رد عليه توم قائلاً " لا فائدة؟؟..... ما الذي تعنيه بالله عليك.... هل تتوقع أن والدتي ستسعد عندما أعود للمنزل من غير أخي الصغير... وما العذر... خطف؟؟ " قالها وكأنها شيء مقزز
    أخذ السيد إدموند نفسه ثم مد ذراعه ليفتح أحد أدراج المكتب ويخرج منه مفتاحاً يحمل ميداليةً ذهبية ممتزجةً بالفضي ويرميها على توم وهو يقول " هذا مفتاح شقة عنوانها مدون على الميدالية... يمكنك قضاء لياليك فيها حتى ينتهي هذا الأمر ولا أظن بأنك عاجز عن إيجاد أي عذر لوالدتك "
    التقط توم المفتاح بيده اليمنى ثم قال " أشكرك "
    خرج الجميع من المكتب ومنه لخارج الشركة ليعودوا لمساكنهم ويندسوا تحت أغطيتهم راجين النوم أن يأتيهم.




    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18867339472061759764


    قرب دانيال جسده من جسد إليزابيث ثم همس " إليزابيث... تعالي "
    ومن دون أي تفكير رمت إليزابيث جسدها الصغير على صدر دانيال الكبير وأخذت تكمل بكاءها المرير بصراخ وهي تنادي اسم دانيال بتألم وكأنها ترجوه أن يبعد عنها هذا الألم الحارق في وسط صدرها..
    قال دانيال ببعض التألم " أرجوك إليزابيث... اهدئي أنا أتوسل إليك "
    رفعت إليزابيث رأسها ليكون وجهها مقابلاً لرقبته التي تلامسها أنفاسها الملتهبة وهي لا تزال تبكي وتشهق وتنادي اسمه بصراخ بينما دموعها تسقط على قميصه.... أما هو فقد نفذت منه كل الكلمات المهدئة فلم يبقى إلى صمته القاسي وسماع صوت بكائها المرير.
    نام كل من مارك وأنيتا على ذلك الصوت المعذب بينما ظل دانيال مستيقظاً مقاوماً رغبته العارمة في النوم حتى نامت إليزابيث على صدره الدافئ... وعلى قميصه المبلل بدموعها الحارقة.


    فتحت إليزابيث عينيها الدامعتين بصعوبة... وأحست بصداع عنيف... بعدها لاحظت أنفاس دانيال الذي كانت نائمةً عليه فقالت بصوت خافت ومبحوح " دانـ.. " بعدها لاحظت نبرة صوتها المبحوحة المرهقة وعلى الأرجح أنها بسبب كل ذلك البكاء فصفت حنجرتها بينما سمعت صوت دانيال الذي همس " هل استيقظتِ حبي؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها ثم قالت " نعم " بعدها شدت جسدها للخلف بصعوبة لتستند على ذلك الجدار القذر خلفها.
    قال دانيال بقلق غير واضح " كيف حالك الآن؟؟ "
    همست إليزابيث بقولها " أفضل بقليل " ولما قالت هذا تذكرت ما حدث بالأمس فحطمت دمعة ساخنة أسوار عينيها لتندفع باقي الدموع وتبدأ بكاءها من جديد وهي تقول محاولةً إخفاض نبرة صوتها قدر الإمكان " لم... لم أتوقع أن يكون بذلك الخبث.... أنا مازلت تحت تأثير صدمةٍ لا توصف "
    تنهد دانيال تنهيدةً طويلةً محاولاً إخراج قهره فيها ثم قال " اعلم هذا حبي... ولن ألومك إن بكيت الآن... لكني أرجوك فقط.... لا تكوني ضعيفةً أمامه... حسناً؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول " لن أعدك بشيء ولكنني.... سوف أحاول "
    وضع دانيال ابتسامةً باهتةً على وجهه بصعوبة ثم قال " أنا أثق بك آلي.... وإن احتجتني في شيء... فسوف أكون بجوارك.... أساندك دائماً.... لا تنسي هذا "
    ابتسمت إليزابيث بصعوبةٍ ثم قالت " وكيف أنسى ما حفر على قلبي وعقلي "
    سمع الجميع صوت مارك وهو يقول بصوت عالٍ وبنبرة متذمرة " أما زلنا هنا..... ظننت بأن كل ذلك كان كابوساً "
    ردت عليه أنيتا وبنبرة سخرية من ما يحدث لهم " لا ألومك إن لم تفرق بين الكابوس وذلك الجوش "
    ضحك مارك ثم قال " كم ملامحه خبيثة.... آلي لا أصدق بأنك أحببته يوماً "
    ابتسمت أنيتا وقالت بمكر " وليس أي حب أيضاً "
    قاطعهم صوت دانيال لما قال بنبرة صارمة " كفى "
    صمت الكل مطيعين لكلامه فقد كانت نبرته أقرب للأمر من الطلب.
    لفت انتباه الكل في تلك اللحظة صوت خطوات كعب عالي تدب على الأرض بثقة وكما كان واضحاً فهو ليس جوش وبالفعل فقد كانت فتاة جذابة ذات شعر أحمر قرمزي وعينان ذهبيتان أشبه بعيني الأفاعي.... طويلة وذات قوام ممشوق أشبه بقوام عارضات الأزياء.
    سارت تلك الفتاة باتجاه إليزابيث ثم وقفت أمامها وقالت بصوت خافت حذر " هل أنت إليزابيث؟؟ "
    أجابت إليزابيث بتوتر قائلةً " نـ.. نعم... من أنت؟؟ "
    سمع الجميع صوت دانيال يقول " أنت ريبيكا.... أليس كذلك؟؟ "
    صمتت تلك الفتاة مطولاً ثم قالت " نعم.... وكيف عرفت؟؟ "
    لوح طيف ابتسامة جميلة على وجه دانيال الذي قال بثقة " صوت أنفاسك أولاً... لا تنسي بأننا التقينا سابقاً..... ثانياً... بحسب ظني فجوش لا يسمح لأي فتاة بالدخول لهذا المكان... وها بالطبع عداك.... لأنك... صديقته الحميمة "
    أومأت ريبيكا برأسها وهي تقول " استنتاجات ذكية... وهذا دليل أكيد على أنك دانيال " بعدها تقدمت خطوتين جهته لكنها كانت كافيه لتجعلها تمسك بذقنه وترفعه ثم تقرب وجهها من وجهه وتقول بصوت خافت بينما تتفحص ملامحه المثالية.... عينيه النهريتان الحادتان.... بشرته المعتدلة الصافية والنقية.... حاجباه المثاليان وأخيراً... شفتيه المنمنمتين " لولا أن هذا ليس ضرورياً.... فوسامتك حفرت في عقلي منذ تلك اللحظات التي شاهدتك فيها ".
    كان دانيال موجهاً عينيه النهريتين تجاهها وملامحه لا تحمل أي معنى لتدل بالنهاية على أنه مستسلم كلياً لها.... فظلا على هذه الوضعية لثوانٍ طويلةٍ إلى أن نطقت إليزابيث بصوت خافت وبحدة وغضب قائلة " ألا يكفيك جوش أيتها الأفعى؟؟.... ألا يكفيك؟؟... أخبريني "
    تركت ريبيكا وجه دانيال الذي كانت ترفعه لينزل للأسفل بلا أي مقاومة بينما تتناثر خصلات شعره الناعمة على وجهه لتغطي عينيه النهريتين وقد كان شكله فاقداً للحياة أقرب للجثة..... بعدها توجهت لإليزابيث ورفعت ذقنها بسبابتها الرشيقة الطويلة وراحت تفترس ملامحها الرقيقة بنظراتها الثاقبة إلى أن قالت ببعض الشرود " أنتِ حقاً جميلة... ملامحك تتصف بالجاذبية والبراءة في آن واحد.... لا اخفي بأنها أجمل من ملامحي... لا عجب من أنك انتقلت من شاب وسيم إلى شاب أوسم منه بكثير "
    حررت إليزابيث وجهها لتشيح به بعيداً دون أن تنطق بأي حرف.
    توجهت ريبيكا لمارك ورفعت رأسه بسبابتها فراحت تتفحص وجهه المثالي بما فيه من اخضرار عينيه وحدة ملامحه ثم قالت ببعض الاستهزاء " ومن أنت أيضاً..... معجب آخر بإليزابيث "
    رفع مارك أحد حاجباه الرشيقان بغرور وقال محاولاً إغاظتها " وما شأنك أنت؟؟..... أم أنك وقعت في فخ جمالي"
    أجابته ريبيكا بصوت خافت لكنه كان كافياً لتلتقطه مسامع الجميع " لا أخفي عليك بأنك أجمل من أي نجم سينمائي رأيته يوماً "
    وضع مارك ابتسامة مكر جانبية على وجهه والتي زادت من جماله بطبيعة الحال ثم قال " لا أصدق بأن ذلك المريض النفسي فضلك على تلك الملاك الجالسة هناك "
    ابتعدت ريبيكا عن مارك ثم بدأت تسير في الأرجاء وقد بلغ الغيظ مقصده منها ثم قالت وهي تضع كفها على خصرها بطريقة استعراضية " بت أشك بأنك أعمى.... ألا ترى قوامي الممشوقة.... إنها أفضل بمائة مرة من قوام تلك القصيرة "
    ابتسم مارك أكثر ثم قال بغرور وهو يستند على الجدار " وما شأنك أنت... أنا أحب الفتاة القصيرة "
    ابتسم دانيال وقال بلهجة ارتياح متعمدة " وأنا كذلك " بعدها ضحك بخفوت بعد أن أثار غيظها.
    همست إليزابيث لكليهما بقولها " كفى... لا تثيرا غضبها "
    مال دانيال تجاه أذن إليزابيث القريبة منه قاصداً أغاضة ريبيكا وقد أصبح قريباً منها لدرجة أن شفتيه لامستا شحمة أذنها ثم قال هامساً " فات الأوان "
    زفرت ريبيكا وهي تضرب بكعبها العالي على الأرض ثم خرجت وهي تغلق الباب بقوة كبيرة.
    ضحك مارك باستهزاء وقال " غيورة "
    ردت أنيتا وابتسامة في صوتها " أتمنى أن لا يأتي ذلك الجوش الآن ويحطم رؤوسنا "
    قرب مارك وجهه من وجه أنيتا وهمس قائلاً بنبرة استفزازية وهو يرفع حاجباه " سوف أحميك "
    أشاحت أنيتا بوجهها بعد أن مطت شفتيها بحنق وقالت باستهزاء " أشكرك... لكنني لا أظن بأن علاقتك في منتهى الودية مع جوش حتى تتكفل أمر حياتك "
    رفع مارك كتفيه وهو يقول " أنت الخاسرة... لقد عرضت عليك خدماتي لكنك رفضت "

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18867339472061759764

    بطبيعة الحال لم ينم أي من توم أو أليكس أو ديانا أو كات أو حتى جاك في تلك الليلة المشئومة ومع بزوغ الفجر قفزوا على عجل من على أسرتهم واتجهوا إلى شركة السيد كلون ليسألوه عن أية أخبار وبالطبع لم يستطع جاك الذهاب برفقتهم فقد انتهى يوم الخروج المخصص له لهذا ذهب الجميع من دونه على وعد بأن يبلغوه بكل جديد.... وفي مكتب السيد إدموند......
    جلس أصدقاؤنا في مكتب السكرتيرة الذي يقع خارج مكتب السيد إدموند الفخم ينتظرونه ريثما ينهي مكالمته المهمة على الهاتف وبينما كانوا خارجه سمعوه يقول....
    " مرحباً لوكاس.... كيف حالك؟؟ وأتمنى بأن تكون بأسوأ حالاتك لأني وابني كذلك.... بالطبع بسبب ابنك المخبول ذاك.... ماذا؟؟... هل تقصد بأنك لا تعلم بأمر اختطاف ابني وأصدقائه.... أرجوك لوكاس... وضح لي أكثر... ما الذي تقصده بأن ابنك... ساعدك الأيمن بدأ يخالف أوامرك ويعمل لصالحه الشخصي... أحقاً لا تعلم عنه شيئاً.... لا أصدق... ابنك فقد صوابه.... أفعلاً يحاول التسلية فقط.... لا... أنا لا أصدقك.. أنت تكذب علي لوكاس.... أتعني بأنك لم تعد تريد الشركة حقاً؟؟... ماذا؟؟.... لوكاس هذا أسخف سبب سمعته بحياتي كلها " بعدها انتظر لمدة وهو يسمعه لتكلم وأردف بعدها قائلاً " حسناً حسنا.... سوف أحاول تدبر الأمر مع ابنك المجنون... لا تقلق... سوف أمنعه... أنا أعلم بأنك خائف عليه من السجن لكن أرجوك خذه لمستشفى الأمراض النفسية لطالما هو يتصرف بهذه الغرابة " قال تلك الجملة وفي صوته سخرية كبيرة بعدها أبعد سماعة الهاتف ليتفادى صراخ لوكاس العالي ولما انتهى قربها من أذنه وقال " أوليس المستشفى أفضل من السجن؟؟... على كل حال سوف أحاول تدبر الأمر وحصر المشكلة... لا عليك... وداعاً " بعدها أغلق السماعة وضغط على أحد أزرار الهاتف ليخرج صوته من الهاتف الذي بجوار السكرتيرة وقال " أدخليهم داليا ".
    ابتسمت داليا وهي سكرتيرة جميلة جداً ذات شعر أشقر امتزج بالثلجي والأسود كثير وطويل يصل لما تحت ظهرها بقليل وقد كان مجعداً ومموجاً بطريقة زادت جاذبيتها بينما امتزجت هذه الألوان بعينيها اللازورديتين اللامعتين وأحمر شفاهها الأحمر اللامع ولباسها القصير الأسود.... بعدها قادت الجميع لمكتب السيد إدموند الفخم والذي كان ذا ديكورات سوداء مرتكزة على العلية وجدران بلون الذهب الخالص وأرضيات بالرخام البني الفاتح الجميل وكلها امتزجت مع ذلك المكتب الضخم الخشبي الذي يرتكز وسط ذلك العرش الفاخر ولن أنسى ذكر الكنبات الجلدية السوداء الكبيرة والمريحة في أماكن كثيرة من الغرفة.
    أغلق الباب فنظر السيد إدموند لوجوه الأصدقاء القلقة فأخذ نفساً عميقاً والذي صار ضرورياً بسبب الأحداث المحيطة ثم قال موجهاً كلامه لصديقات إليزابيث " أنتن صديقات إليزابيث من قبل أن تفقد بصرها أليس كذلك؟؟"
    أومأت الفتيات برؤوسهن فأكمل " إذاً أنا أكيد من أنكن تعرفتن على جوش خطيبها السابق جيداًَ؟ " قالها بطريقة السؤال فأومأت الفتيات مرةً أخرى لهذا أكمل " لقد تأكدت من أنه هو المختطف الآن.... وقد فعل هذا من دون علم والده ومن دون أمره... وفي هذه الحالة فلا يمكنني المساومة على شيء معين "
    عضت أليكس على شفتيها وقالت " لكن لماذا؟؟.... وكيف لا يعلم والده؟؟ "
    هز السيد إدموند رأسه وقال " لتوي كلمت السيد إدموند وقد أكد لي بأنه ليس له أدنى علاقة بما يحصل... كما انه أحس في الآونة الأخيرة بأن تصرفات ابنه أصبحت غريبة جداً... فخاف من أن يسرقه أو يقتله... لهذا قرر بأنه متى حاولت استرداد شركتي فهو لن يمانع... ولن يهددني بابني... كن ابنه جوش لديه كلام آخر فما أن علم بالأمر حتى جن جنونه واختطف ابني والفتاة التي يحبها..... إليزابيث.... كان يريدهما كلاهما وليس دانيال فقط... وعندما سألت لوكاس عن السبب قال بأنه يريد أن يطلعها على الحقيقة ويصدمها... ولما سألته عنها قال بأنه لا يعرف بما يجول في خاطر ابنه.... كل ما أستطيع تأكيده الآن هو أن جوش الآن طليق خارج عن إرادة والده... وعلى ما يبدوا بأن لوكاس بدأ يظن بأن ولده يشكو من مرض نفسي أو شيء من هذا القبيل فهو يغضب ويضحك في نفس الوقت.... كما أنه يريد أن ينتقم من حتى الذي مس كفه بالخطأ "
    صدم الجميع من الحقائق المكشوفة أمامهم فقال توم بصوت خافت " وما العمل الآن؟؟ "
    أخذ السيد إدموند نفسه ثم قال " أعلم بأنني سأطلب منكم المستحيل لكن أرجوكم... أنا أعددت خطة محكمة وأرجو بأن تستمعوا لي جيداً.... عليكم بأن لا تظهروا قلقكم واهتمامكم بالأمر بينما أكلف أنا خيرة الخبراء للبحث عنهم... وعندما نجد مكانهم سوف يذهب عدد قليل جداً منا حتى لا نلفت الانتباه ونحاول تحريرهم... هل كلامي مفهوم؟؟"
    أومأ الجميع برؤوسهم بخضوع تام بينما قالوا " مفهوم "
    قرب السيد إدموند جسده من المكتب ومد رأسه ليقول بنبرة محذرة " لا أريد أي اتصالات بجوش حتى من هواتف أصدقائكم.... اعتبروا كل من تطلبون المساعدة منهم بحكم الميتين.... لنجعلهم يظنون بأننا صدقنا قصة موتهم حسناً؟ "
    أومأ الجميع برؤوسهم ثانيةً فقال السيد إدموند " أعطوني أرقام هواتفكم حتى أبلغكم بكل ما هو جديد وخذوا هذا " قالها وهو يفتح درج مكتبه الأول الواقع جهة اليمين ويخرج أربع كروت مسجلة عليها رقم السيد إدموند فالتقطها الجميع وخرجوا بعد أن أعطوه أرقام هواتفهم.

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18867339472061759764


    مرت ربع ساعة من الزمن والجميع يتحدث بأمور تافهةٍ ليس لها أي معنىً إلى أن قال مارك بتململ كبير " أشعر بالملل لماذا لا نحاول الهروب على الأقل حتى لا أقتلكم لأطرد الملل "
    رد عليه دانيال بسخرية " وكأن هذا ممكن "
    أنيتا " أظن بأن مارك على حق يا جماعة... على الأقل فلنحاول "
    أخذ دانيال نفساً عميقاً ثم زفره وقال " كونوا عيناي وسأحاول أن أجد وسيلة لإخراجنا "
    مارك " فكرةً سديدة "
    ابتسمت أنيتا وقالت " إذن... سأخبرك بما أرى... أرى أقرف مكان يمكن للإنسان بأن يتخيله.... بت أحسدكما لأنكما لا تريانه... هناك قذارة في كل مكان و... آآآآآآآآآآآآآآآآه هنالك جرذ في الزاوية "
    قاطعها دانيال منبهاً بقوله " أنيتا.... أريد شيئاً مفيداً "
    مارك " دعك منها دان... هنالك باباً ضخماً على يسارك "
    رد عليه دانيال بصوت عالٍ وبتذمر فقد سئم منهما " أنا اعرف هذا جيداً مارك... هل تعتقد بأنني لم أسمعهم يفتحونه ويصمون أذني بغلقه عشرات المرات... أرجوك... شيئاً مفيداً " قال الكلمات الأخيرة مذكراً لقوله الأول.
    ضحكت إليزابيث بخفوت وقالت " هدئ من روعك "
    أشاح دانيال بوجهه وهو يقول " لو كنتِ مكاني لما لمتني فأنا أسمع حتى طيران الذباب في هذه القذارة "
    دقق مارك في الغرفة جيداً ثم قال " هنالك نافذة مفتوحة في الأعلى "
    سأل دانيال مقاطعاً " ما مدى ارتفاعها؟؟ "
    مارك " لا أدري بالتحديد لكن ربما بطولي وطولك معاً "
    تقارب حاجبا دانيال الرشيقان بينما هو يركز وقال " ليست مرتفعةً كثيراً... ماذا هناك أيضاً؟؟ "
    لمح مارك الباب الواقع على يسارهم ثم قال " هنالك مفاتيح معلقة على بعد 6 أمتار وأظن بأنها خاصةٌ بالباب "
    تمتم دانيال لنفسه بصوت مسموع " لماذا يضعون مفاتيح في الغرفة وهم يقفلونها من الخارج؟؟.. بل ولماذا يضعونها على هذا الارتفاع العالي؟؟ "
    أنيتا " اعتقد بأن هذه المفاتيح تحتاج لعصا طويلة لجلبها.. لكن العصا معهم ولهذا فهم يستبعدون وصولنا إليها "
    رد عليها دانيال بشرود قائلاً " يمكننا الوصول إليها إذا ما صعدنا على بعضنا البعض مكونين سلماً بشرياً يكون على قمته أخف شخص فينا... إن جوش يعلم بأنني أستطيع التفكير بأكثر من طريقة للهرب لكنني فقط أحتاج للوقت والذي هو غير متوفر على ما أعتقد "
    قال مارك بتذمر " ما الذي يجري هنا؟.. هل نحن في فيلم ( saw ) "
    ضحكت أنيتا وقالت " يبدو هذا مشابهاً جداً للفيلم... أحسنت الوصف مارك "
    قالت إليزابيث بصوت خافت " إن هذا مشابه بعض الشيء... لكن حمداً لله بأنها لا تتطلب التضحيات كما.... أنا أعتقد بان جوش ليس على سجيته فأنا لم أره يوماً يتصرف بهذا الشكل.... يتكلم بهذه الطريقة.... لقد بدا لي كالمجنون تماماً... أو ربما.... معقد نفسياً "
    التفتت أنيتا لدانيال وهي تقول " ما رأيك دانيال... أنت تعرف الكثير عن علم النفس.... هل تعتقد بأنه مجنون أو شيء من هذا القبيل "
    أجابها دانيال بقوله بعد أن هز رأسه " لطالما اعتبرت جوش مريضاً نفسياً... لكن هذا زاد في الآونة الأخيرة... أعني... أنا لم أعرفه بهذا الجنون من قبل.... ولم أحسه مستعد لعمل أي شيء قذر لتحقيق أهدافه "
    أومأت إليزابيث برأسها وقالت " هذا ما كنت أريد الوصول إليه "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 18867339472061759764

    *ما الذي سيحدث بعد هذا التخطيط؟؟
    *هل سينجح الأصدقاء؟؟
    *أم سيفشلون؟؟
    *وإن كنتم من الأشخاص المهتمين بمعرفة ما سيفعله جوش بدانيال وما الذي قصده بالوجبة الرئيسية فتابعوا معي الأجزاء القادمة من الحب الأعمى

    تحيتي لكم
    guiltless girl

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:39 pm

    طبعاً آسفة على التأخير وهذا البارت أتمنى لكم قراءة ممتعة


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 15586886811003641403


    قرأتم فيما سبق.............


    هز السيد إدموند رأسه وقال " لتوي كلمت السيد إدموند وقد أكد لي بأنه ليس له أدنى علاقة بما يحصل... كما انه أحس في الآونة الأخيرة بأن تصرفات ابنه أصبحت غريبة جداً... فخاف من أن يسرقه أو يقتله... لهذا قرر بأنه متى حاولت استرداد شركتي فهو لن يمانع... ولن يهددني بابني... كن ابنه جوش لديه كلام آخر فما أن علم بالأمر حتى جن جنونه واختطف ابني والفتاة التي يحبها..... إليزابيث.... كان يريدهما كلاهما وليس دانيال فقط... وعندما سألت لوكاس عن السبب قال بأنه يريد أن يطلعها على الحقيقة ويصدمها... ولما سألته عنها قال بأنه لا يعرف بما يجول في خاطر ابنه.... كل ما أستطيع تأكيده الآن هو أن جوش الآن طليق خارج عن إرادة والده... وعلى ما يبدوا بأن لوكاس بدأ يظن بأن ولده يشكو من مرض نفسي أو شيء من هذا القبيل فهو يغضب ويضحك في نفس الوقت.... كما أنه يريد أن ينتقم من حتى الذي مس كفه بالخطأ "
    صدم الجميع من الحقائق المكشوفة أمامهم فقال توم بصوت خافت " وما العمل الآن؟؟ "
    أخذ السيد إدموند نفسه ثم قال " أعلم بأنني سأطلب منكم المستحيل لكن أرجوكم... أنا أعددت خطة محكمة وأرجو بأن تستمعوا لي جيداً.... عليكم بأن لا تظهروا قلقكم واهتمامكم بالأمر بينما أكلف أنا خيرة الخبراء للبحث عنهم... وعندما نجد مكانهم سوف يذهب عدد قليل جداً منا حتى لا نلفت الانتباه ونحاول تحريرهم... هل كلامي مفهوم؟؟"
    أومأ الجميع برؤوسهم بخضوع تام بينما قالوا " مفهوم "
    قرب السيد إدموند جسده من المكتب ومد رأسه ليقول بنبرة محذرة " لا أريد أي اتصالات بجوش حتى من هواتف أصدقائكم.... اعتبروا كل من تطلبون المساعدة منهم بحكم الميتين.... لنجعلهم يظنون بأننا صدقنا قصة موتهم حسناً؟ "
    أومأ الجميع برؤوسهم ثانيةً فقال السيد إدموند " أعطوني أرقام هواتفكم حتى أبلغكم بكل ما هو جديد وخذوا هذا " قالها وهو يفتح درج مكتبه الأول الواقع جهة اليمين ويخرج أربع كروت مسجلة عليها رقم السيد إدموند فالتقطها الجميع وخرجوا بعد أن أعطوه أرقام هواتفهم.


    قال مارك بتذمر " ما الذي يجري هنا؟.. هل نحن في فيلم ( saw ) "
    ضحكت أنيتا وقالت " يبدو هذا مشابهاً جداً للفيلم... أحسنت الوصف مارك "
    قالت إليزابيث بصوت خافت " إن هذا مشابه بعض الشيء... لكن حمداً لله بأنها لا تتطلب التضحيات كما.... أنا أعتقد بان جوش ليس على سجيته فأنا لم أره يوماً يتصرف بهذا الشكل.... يتكلم بهذه الطريقة.... لقد بدا لي كالمجنون تماماً... أو ربما.... معقد نفسياً "
    التفتت أنيتا لدانيال وهي تقول " ما رأيك دانيال... أنت تعرف الكثير عن علم النفس.... هل تعتقد بأنه مجنون أو شيء من هذا القبيل "
    أجابها دانيال بقوله بعد أن هز رأسه " لطالما اعتبرت جوش مريضاً نفسياً... لكن هذا زاد في الآونة الأخيرة... أعني... أنا لم أعرفه بهذا الجنون من قبل.... ولم أحسه مستعد لعمل أي شيء قذر لتحقيق أهدافه "
    أومأت إليزابيث برأسها وقالت " هذا ما كنت أريد الوصول إليه "



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 15586886811003641403



    البارت السابع عشر


    " المبتغى الحقيقي هو محور القصة "




    في تلك اللحظة دخل أحد للغرفة بخطوات متثاقلة ثم جلس على الكرسي المقابل لهم وبجواره طاولة متوسطة الحجم.
    قال مارك بسخرية " ها قد أتانا رئيس العصابة "
    ابتسم جوش ثم قال بسخرية " نعم ومن الأفضل أن تهابني "
    اهتزت كل خلية من خلايا جسد إليزابيث لكن هذا لم يكن لسماع صوت شخص أحبته منذ زمن.... بل لسماع نبرة صوت أمقت شخص بالنسبة لها... أرادت للحظة بأن تحمل سكيناً كبيراً وتغرسه في صدره لكن يديها المقيدتين منعتاها.
    نظر جوش لوجه إليزابيث الجميل ثم قال " أنا الآن في مزاج للمتعة والتسلية فهلا أعدتي طرح سؤال الليلة الماضية "
    أشاحت إليزابيث بوجهها بعيداً وهي صامتة والضيق بادٍ على وجهها فقال دانيال بعد أن أحس بها " أخبرنا جوش.... لماذا فعلت ذلك لإليزابيث؟؟ "
    رفع جوش أحد حاجباه باستغراب وقال " أحقاً لا تعرف دان...... ظننت بأنك أخبرت إليزابيث بالأمر وأفسدت علي متعتي "
    نطقت إليزابيث باستغراب وبصوت خافت موجهةً كلامها لدانيال " أحقاً تعلم دانيال؟؟ "
    صمت دانيال لبرهة ثم قال " لو كنت أعلم بهذا لما أخفيته عنك آلي "
    أشاحت إليزابيث بوجهها عنه ثم قالت بنبرة خافتة " من يدري؟؟ فأنت تخفي عني الكثير.... ما الذي أخفيته عني بعد ها؟؟.... أنني مت؟؟..... أنني أصبحت جسداً بلا روح؟؟.... لم يبقى فيني شيء حتى يدمر.... أشعر بأن صدري بات مملوءاً بالثقوب.... بات مملوءاً بثقوب حولها وداخلها نيران تشتعل.... كل ساعة...كل دقيقة أصدم بشيء جديد... أخبروني ما الذي تبقى مني؟؟ " قالت تلك الجملة الأخيرة بصوت مرتجف خنقته العبرات.
    خرجت دمعة واحدة سريعة وساخنة من عين دانيال اليمنى بينما ترقرقت الأخرى بدموع تود الفرار.... هل إليزابيث تلومه على ما يحصل لها؟؟..... أحقاً تعتبره مذنباً؟؟.... إن كان كذلك بالنسبة لها فهذه الحقيقة في قلبه... نعم هو المذنب..... كانت هذه الأفكار تتضارب في جدران عقل دانيال فأخذ نفساً ملأ به رئتيه وقال " إليزابيث... صدقيني... أنا لم أخفِ عنك هذه الأمور إلا لتفاهتها فأنا لا أريدك بأن تشغلي نفسك بأمور لا تهم.... كل ما يهم هو أنت.... وحبي لك... إليزابيث أنا أحبك ولن أسامح نفسي إن سببت لك ذرة ألم.... أخبريني الآن.... هل أنا السبب في كل ما يحدث لك؟؟... إن كان جوابك هو نعم فسألقي نفسي في أقرب حفرة بلا نهاية... فأنا لا يهمنِ أي شيء آخر سواك... وسوى رضاك "
    وضع جوش ابتسامةً جانبية على وجهه الجميل وهو يرى هذا الخلاف الذي يمتعه.
    ازداد بكاء إليزابيث وهي تقول " دانيال... إن فعلت هذا فستكون أكبر مذنب عرفه التاريخ.... أنا لا ألومك على ما يحدث لي أبداً... ولن ألوم إلى هذا الواقف أمامك.... دانيال... أنا أحبك " قالت آخر كلمتين بهمس لكن كل من بالغرفة استطاع سماعها بسبب هدوءهم الشديد.
    عض جوش على شفته السفلى وشد قبضته ثم زفر بصوت غير مسموع وهو يقول بخفوت لا يكاد يكون مسموعاً " مختلين... مثيرين للاشمئزاز " بعدها أخرج علبة السجائر من جيبه وأخذ واحدة ليشعلها بعد أو وضعها في فمه.
    مال دانيال جهة إليزابيث حتى وصلت شفتيه لأذنها اليسرَ التي غطتها خصلات شعرها الناعمة لما انقطعت الشريطة الممسكة بها لتتساقط على جسدها وتمس أطرافها تلك الأرض القذرة.... بعدها همس كلمات لم يسمعها احد لكنها كانت كفيلة لإعادة ابتسامة إليزابيث لوجهها فمسحت دموعها بقميصه ثم قبلت رقبته والتي كانت اقرب جزء منه لشفتيها الزهريتين بعدها التفتت لجوش الذي قال بثقة " هل تريدين معرفة الحقيقة الآن؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها إيجابياً بكل جرأة وانتظرت لتسمعه يقول......


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 15586886811003641403

    اجتمع كل من كات أليكس ديانا وتوم في حديقة المسكن عند جاك وأخذوا يطلعونه على المعلومات إلي حصلوا عليها.
    قال جاك والصدمة بادية على وجهه " أنا لا أصدق هذا.... هل تعنون بأن جوش يعاني من مرض نفسي بالفعل؟؟"
    هز توم رأسه دالاً على " ربما " وقال " ليس تماماً جاك.... فقط لدينا بعض الشك بأنه يحمل نوعاً من الأمراض النفسية "
    جاك " هذا أغرب شيء سمعته قط.... أنا فعلاً أشفق على تلك المسكينة إليزابيث فقد تورطت معه وهي لا تدري"
    هزت أليكس رأسها نفياً وهي تقول " بل إننا كلنا تورطنا معه... منذ أول لحظة رأى فيها وجوهنا "
    وضعت ديانا كفيها على رأسها وأنزلته للأسفل ليقابل رجليها وقالت وهي تهزه نفياً بعدم تصديق " لقد كانت إليزابيث محقة.... لقد تحملت عني الكثير... لو في البداية أحبني جوش لكنت الآن مكانها..... بين مخالبه... بين الحياة والموت... تحت رحمته... ذلك المتوحش "
    أخذ جاك نفسه وهو يستمع لكلمات ديانا التي بدت بلا معنىً له فقال بتساؤل " ما الذي تقصدينه ديانا؟؟ "
    أشاحت ديانا بوجهها وهي تقول " لا شيء... كنت أخاطب نفسي "
    وضع جاك رجليه على كرسيه ليجلس القرفصاء وقال ببعض الشرود " لا تعلمون كم أشعر بالوحدة.... كلهم رحلوا.... كلهم.... دانيال... إليزابيث... أنيتا وحتى مارك.... أشعر بالفراغ " قال آخر كلمتين بتألم.
    وضع توم كفه على ظهره ومسح عليه وهو يقول " أنا أعلم بأنهم كل أصدقائك.... وأعلم كم مكانهم كبير في قلبك.... لكننا سوف نستردهم.... سوف نفعل "

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 15586886811003641403


    " إن والد دانيال لا يسمح لأي أحد خارج المسكن ولا داخله أن يستعلم عن أمره ويعلم أخباره... ووكل هذه الممرضة الجميلة فقط لتعتني بشؤونه ولتكون مسئولة عن كل ما يخصه ناهيك عن منعه من طلب المساعدة من أي ممرضة أخرى أو أي عاملة أخرى.... هذا يعني أنني مهما دفعت مبالغ طائلة فلن أستطيع حتى الحصول على معلومة بسيطة عنه.... لهذا خططت بأن أدخل شخصاً أعرفه جيداً وأجعله يكون مع دانيال.... وقررت بأن يكون هذا الشخص ليس له علاقة بالأمر نهائياً... ولا يعلم بأي شيء عن مهمته.... وأن يكون ذلك الشخص ذا براءة لا متناهية بحيث يكون قادراً على الإيقاع بدانيال فأنا اعلم بأن هذا هو النوع المحدد الذي يحبه " قال الجملة الأخيرة وهو يغمز لدانيال مع علمه بأنه لا يراه بعدها أكمل كلامه قائلاً " بالطبع لم تكن الخيارات كثيرة أمامي ولم أجد إلا إليزابيث.... خطيبتي وحبيبتي الجميلة البريئة المدللة وأكثر فتاة أعرفها تمتلك الصفات الطفولية.... كما أنا أعرف جيداً بأن دانيال لم يعرف فتياتً في حياته وظل يتجنبهم لمعرفته بطمعهن بجماله وماله.... وبما أنه في التاسعة والعشرين من عمره ولم يعثر على الحب فإنه ما إن يجد فتاتاً تمتلك صفاء القلب ونقاءه وبراءة لا محدودة سوف يقع في حبها من دون تردد..... وما جعل الأمر أكثر ضماناً هو معرفته بأن إليزابيث جديدة ولا تعرف أي شيء عن ماله أو جماله.... وكما تعلمون.... إن حدث هذا....فسوف يتواجد في المكان الذي تتواجد فيه..... وإن عرفت أخبارها.... فسأعرف أخباره "
    صمت الكل بصدمة من تلك الخطة التي لا تخطر على بال أحد... ولما طال صمتهم قال جوش وابتسامة في صوته " إذن... ما رأيكم بتفكيري العبقري؟؟ "
    نطق مارك في تلك اللحظة قائلاً " بل قل مريض....فهي أكثر فكرة حقيرة سمعتها بحياتي "
    قال دانيال بصوت خالٍ من المشاعر " أنا في الحقيقة مستغرب وحائر "
    رفع جوش حاجبه الأيسر ثم قال " ولم؟؟ "
    أجابه دانيال وسخرية في صوته " لم أتوقع بأن تأتي هذه الفكرة من عقلك الصغير التافه "
    كور جوش قبضته وأكاد أقسم بأنه كان على وشك الإمساك بمسدسه وإفراغ ما فيه من رصاصات على رأس دانيال لكنه أمسك بأعصابه بعدها قال وهو يضغط على حروفه " وما رأيك أنت إليزابيث؟؟ "
    كان دانيال يقرب إليزابيث كثيراً لهذا همس لها من دون أن يلحظ أحد " كما قلت لك... لا تريه ضعفك "
    أنزلت إليزابيث رأسها للأسفل كثيراً حتى غطت خصلات شعرها وجهها ثم قالت بنبرة حاولت قدر المستطاع المحافظة على جمودها فيها " لا يعد يهمنِ أي شيء... ولا حتى أسبابك التافهة " لكنها لم تستطع منع صوتها من الانكسار مرتين بينما كانت تقول تلك الجملة.
    كانت أنيتا مصدومة كثيراً لكنها تمالكت نفسها وسألت " لكن هذا غير منطقي.... إن كنت تريد لإليزابيث بأن تكون مع دانيال فلماذا زرتها وأنت تعلم بأن دانيال سيبتعد عنها إذا ما عرف أنك تعرفها؟؟.... ولماذا طلبت منها الابتعاد عن دانيال؟؟ "
    حرك جوش قدميه ليعاود التجوال في الغرفة وهو يقول " كانت زيارتي غلطة فلم أكن أتوقع بأن تتعرف إليزابيث على دانيال من يومها الأول.... لقد كانت بالفعل سريعة " قال الجملة الأخيرة بإعجاب بعدها أكمل قائلاً " وقلت لها بأن تبتعد عنه لأجل التمويه أنيتا ولإبعاد الشكوك.... كما أنني أعرف عزيزتي آلي وأعرف عنادها..... وأعرف كل المعرفة بأنها لن تبتعد عن الشخص الذي ارتاحت له وأعجبها مهما قلت "
    صمت الكل لفترة طويلة بعدها قال جوش وهو يعزم على الرحيل " على كل حال لم يكن هذا بقدر المتعة التي تخيلتها... لكن غداً.... أو ربما هذه الليلة.... سوف تكون المتعة الحقيقية "
    قالت أنيتا بتساؤل " ما الذي تقصده؟؟ "
    ابتسم جوش وقال " لأنه سوف يكون دور الطبق الرئيسي... دانيال.... استعد أيها الوسيم "
    ابتسم دانيال بسخرية وقال " لن أستطيع الانتظار "
    خرج جوش وخرج رجاله بعده ثم أغلقوا الباب بقوة خلفهم كالعادة.
    في تلك اللحظة.... سيطر الخوف والفزع على كل ركن من أركان تلك الغرفة الموجودة في ذلك المستودع القديم المتربع في ربوع الصحراء المثلجة..... لا يعلم أحدٌ ما سبب هذا الخوف لكنه..... لكنه كان خوفاً.... خوفاً من القادم.... حتى دانيال كان خائفاً..... ربما كان يخفيه بابتسامة مصطنعة لكنه في الواقع كان خائفاً.... لاسيما أنه كان المعني بكلام جوش..... وكم بدت وعوده صادقة تلك المرة.... كان دانيال خائفاً على إليزابيث كثيراً.... خائف أن يحل به شيء ويتركها من دون حماية.... كذلك على البقية..... لم يرد أن يحمل ما يجري على عاتقه للأبد..... ولم يرد أن يتحمل ذنبهم.... لكن هذا القدر.... وكلنا لعب صغيرة يقلبها بكفه كما يشاء.
    كانت أنيتا من أشد الموجودين حيرة.... ليس من ما قاله جوش للتو بل بسبب معرفة هذين الشخصين لبعضهما أكثر حتى مما يعرفان نفسيهما.... فجوش عرف بأن دانيال لن يقاوم سحر براءة إليزابيث... ودانيال عرف وخمن كل شيء حتى قبل أن يبدأ الأمر.... خمن بأن إليزابيث كانت جزءاً من مخطط جوش.... والكثير........ وإن كنتم لا تذكرون فدعونا نعود بالزمن لدقائق ونتذكر معاً فعلى ما يبدوا بأن الذاكرة خانتني كما فعلت معكم.......


    توجهت أنيتا إلى دانيال وقالت " دانيال..... هل تسمح لي بالجلوس؟؟ "
    قال دانيال من غير أن يلتفت إليها بنبرة هدوء وبرود " تفضلي "
    جلست أنيتا بجواره وقالت " أخبرني...... لم تتحاشى إليزابيث بهذه الطريقة؟؟ "
    أجابها دانيال ببرود " أمر شخصي "
    صمتت أنيتا لبرهة ثم قالت " أخبرني ألهذا علاقة بخطيبها؟؟ "
    دانيال " قلت لك إنه أمر شخصي فأرجوك لا تتدخلي "
    أنيتا" وأنا لن أنصرف حتى أعرف السبب على الأقل "
    صمت دانيال لوهلة ثم تنهد وقال " حسناً كما تريدين....... إن جوش هو ابن لوكاس عدو والدي فهو ينافسه على الشركة ويحاول أخذها منه أو تحطيمها...... لست واثقاً.......... حاول أبي منذ زمن إبعادهم عني لكنهم الآن يتقربون مني شيئاً فشيئاً عن طريق تلك المدعوة إليزابيث وقد طلب منها ذلك الجوش أن تبتعد عني خوفاً من أن أكشف لها الحقيقة......... وربما هي متعاونة معهم أصلاً...... أنا لا أدري لكن كل ما علي الآن أن أتحاشى كل شيء يخصهم حتى لا أسبب المشاكل لي أو لوالدي "
    أنيتا " أنت مغفل....... كيف تظن السوء بذلك الملاك الجالس هناك...... إنها أطيب م أن تفعل شيئاً مثل هذا "
    غير دانيال من نبرة صوته وقال " وما أدراني....... فهم أذكياء جداً ففي المرة السابقة أرسلوا لي رجلاً مرموقاً يدعوني لأن أعمل معه في وظيفة خيالية ولولا تدخل والدي لكنت الآن واقعاً في شباكهم "
    أنيتا" لكن قلي لما هم يريدونك؟؟ "
    أخذ دانيال نفساً عميقاً وقال " حتى يهددوا والدي ويجعلونه يترك الشركة لهم........ هه أغبياء لا يعلمون أن والدي لا يهتم بأمري بتاتاً....... فمن يريد ابناً أعمى ليس له أية فائدة "
    ضربت أنيتا بكفيها على الطاولة وقالت بانفعال " لا تقل هذا عن نفسك....... فأنت تتمتع بذكاء حاد وحتى الآن لم تعطى إليك أي مسألة إلا وحللتها..... وكنت دائماً متفوقاً في دروسك وثقافتك عالية وأنت تقريباً تعرف أكثر من عشر لغات..... قلي أكل هذا لا يكفي "
    دانيال " لا يكفي...... لا يكفي أبداً...... هذا كله لا يقارن بنعمة البصر "
    أنيتا " ما الفائدة من نعمة البصر إن كان وجودها مثل عدمها كما ترى في بعض الأشخاص...... على الأقل الذكاء والتفوق يغنيان عن الكثير من الأشياء "
    ضرب دانيال كفه بالطاولة ثم وقف وقال بانفعال أكبر " هذا من ناحيتك أنت.... فأنت شبعت من رؤية العالم.... أما..... أما أنا فأرغب برؤيته حتى ولو لمرة واحدة ألا تعرفين شعور شخص لم ير العالم حتى مرة واحدة في حياته..... أنا أريد التمتع بجماله كما يصفونه..... و... وأرغب برؤية.... " ثم صمت ووضع كفه على جبينه وقال في نفسه ( لم علي أن أقول هذا؟؟...... لم علي أن أعترف؟؟....... لقد كدت أفضح نفسي بقولي.... ) قاطع حبل أفكاره صوت أنيتا وهي تقول " إليزابيث......... أليس كذلك؟؟ "
    جلس دانيال وقال " نعم إليزابيث...... لا أدري أنيتا.... منذ أول مرة سمعت فيها صوتها شعرت بأن شيئاً ما يجذبني بشدة نحوها...... وعندما أمسكت بكفها الناعم..... أتتني رغبة في ضم جسدها الصغير بين ضلوعي "
    أنيتا " إذن لماذا تتحاشاها الآن ؟؟ "
    دانيال " أخشى أن أتعرض للخطر..... لا أدري متى ضربة جوش التالية "
    أنيتا " لا تضن السوء بها....... فهذه الفتاة مسكينة....... أخبرني أيمكن لفتاة بأن تتخلى عن نظرها لأجل إرضاء خطيبها...... أو حتى من أجل المال "


    عادت أنيتا للواقع وقالت في نفسها ( كيف؟؟.... كيف خمن بأن إليزابيث جزء من مخطط جوش؟؟.... هذا لا يمكن..... لا يمكن أن يمتلك دانيال عقلاً محللاً إلى هذا الحد.... وفكراً متوقعاً لدرجة أنه خمن كل شيء حتى قبل أن تبدأ الأمور..... وكيف لجوش بأن يعرف بأن دانيال سوف يحب إليزابيث وينسى عقله كلياً؟؟....إذاً... بعد كل هذه الجلبة يظهر بأن دانيال هو المبتغى الأساسي من وراء كل هذا.... وهو محور كل هذا )
    شعر دانيال بأن إليزابيث ستنفجر بكاءً فاعتدل وانتظرها لتبدأ لكنها لم تفعل وهذا ما أقلقه أكثر فقال " إليزابيث؟؟ "
    هزت إليزابيث رأسها نفياَ ثم قالت " لا تخف.... لن تسمعني أبكي مرةً أخرى.... لا أريد بان أبدأ من جديد فانا أعلم بأن ما يحدث هنا يكفيكم "
    صمت دانيال للحظات ثم قال بحنان " لا تقولي هذا إليزابيث.... يمكنك البكاء كما تشائين.... لن يلومك احد فنحن نعلم بما تمرين به ونعرف كيف تشعرين لذا لا تخجلي "
    قال مارك وأنيتا بصوت واحد " هذا صحيح "
    هوت إليزابيث برأسها على صدر دانيال وهزته نفياً وهي تقول " لا لن ابكي.... يكفيني ضعفاً ويكفيني مهانة... لا تقلقوا علي فانا بخير "
    اسند دانيال ذقنه على رأس إليزابيث ثم قال بصوت خافت " كما تشائين "
    ظهر في تلك اللحظة صوت مناديٍ للطعام من معدة مارك فقال هذا الأخير بأسى " أشعر بالجوع "
    ظهر نفس الصوت في معدة أنيتا فقالت " وأنا أيضاً "
    قال دانيال وإليزابيث بصوت واحد " وأنا كذلك "
    زفر مارك وقال بصوت عالٍ نسبياً " ألا يعرفون كلمة الرحمة في هذا المكان.... على الأقل أعطونا طعاماً "
    أسندت أنيتا رأسها على الجدار خلفها ثم قالت " لا أظن بأنها واردة في قاموسهم "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 15586886811003641403


    توجه السيد إدموند إلى غرفة مليئة بالحواسيب الضخمة والشاشات الوهمية وقد كانت مليئة بأصوات الحواسيب وأصوات لوحات المفاتيح وقد كانت الغرفة مظلمةٌ جداً لا تنيرها سوى أضواء خضراء وصفراء وزهرية منبعثة من جميع الحواسيب.... كان جميع العاملون يرتدون بدلات بيضاء شبه لامعة ونظارات شفافة غريبة الشكل.
    جلس السيد إدموند على كرسي متربع على مستوىً عالٍ من الغرفة بحيث يكون الجميع على مستوىً أقل منه بعدها قال بنبرة آمرة " ابحثوا عن كل خطوط الهواتف المسجلة باسم جوش لوكاس جياني..... أكرر... جوش لوكاس جياني "
    تعالا صوت لوحات المفاتيح بينما هم يبحثون ولم يطل الأمر إلا ثوانٍ حتى قال أحدهم " هنالك مئات خطوط الهواتف سيدي "
    قال السيد إدموند بسرعة " ابحثوا عن موقع كل واحد منهم "
    بحث الكل لثوانٍ لتقول فتاة شابة " كلها مقطوعة عن الخدمة سيدي "
    زفر السيد إدموند بحدة وتمتم " اللعنة " بعدها أخرج هاتفه وفتحه ليبحث من بين الأسماء الكثيرة عن اسم " لوكاس جياني " فضغط زر الاتصال وانتظر لأنصاف ثوانٍ قبل ان يسمع صوت لوكاس القلق يقول بسرعة " هل عثرت على شيء إدموند "
    هز السيد إدموند رأسه نفياً وهو يقول " لا... لكنني أحتاج لتعاونك معي "
    صمت لوكاس للحظات ثم قال " في شأن ماذا؟؟ "
    أجاب السيد إدموند قائلاً " هل هنالك اسم مستعار يحبه أو يستخدمه ابنك عادةً؟؟ "
    صوت لوكاس لبرهة ثم عاد يقول " ليس من عادة ابني أن يستخدم أسماءً مستعارة... لكنني أظن بأنه يحب اسم (ماركوس أنتوني) "
    وضع السيد إدموند ابتسامةً جانبية على وجهه ثم قال " هذا ما احتاج إليه " ثم أغلق السماعة من دون أن يضيف حرفاً واحداً وقال للعاملين " جربوا اسم (ماركوس أنتوني) "
    بحثوا لثوانٍ بعدها قال شاب متوسط في العمر " هنالك العشرات سيدي "
    السيد إدموند " افعلوا المثل "
    بحث الرجال بسرعة عن مواقعها بعدها ظهرت لهم على الشاشة الوهمية الكبيرة علامة حمراء كبيرة وسط خريطة العالم تظهر وتختفي معلنةً الرفض التام عن الإدلال بأية معلومات فقال أحد الرجال " يمنع البحث سيدي لكننا نستطيع اقتحام النظام وسيتطلب بعض الوقت "
    السيد إدموند " كم بالتحديد؟؟ "
    أجاب أحدهم " ربما ننتهي في الصباح سيدي "
    وقف السيد إدموند من مكانه ثم قال وهو يسير للخارج " حسناً إذن... اتصلوا بي ما إن تنتهوا حتى آتي إلى هنا "
    ردوا عليه كلهم بصوت واحد " حاضر سيدي "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 15586886811003641403


    حل المساء وأصدقاؤنا جالسين لا يعرفون حتى الوقت والصمت مطبق عليهم كما تطبق قضبان اليأس على القلوب... كسر حاجز الصمت ذاك خطوات شخص يدخل ويجلس على الكرسي المقابل لهم ويضع حقيبة سوداء خاصةً برجال الأعمال على الطاولة المجاورة له..... ولما أخرج بعض الأوراق منها نطق " دانيال.... إليزابيث..... هل تريان ما في يدي؟؟ " بتر عبارته ليضحك بسخرية ثم يقول " دعوني أخمن... أنتما لا تريان " وأكمل بضحكته الاستهزائية
    أشاحت أنيتا بوجهها وهي تقول " ظريف جداً " وقد ضايقها كلامه فهي ممرضة خاصة بالمكفوفين ومن أكثر الناس حساسية لحالتهم.
    ضحك جوش وقال " يبدو بأن الممرضة الرقيقة لا تتحمل المزاح "
    صرخت أنيتا بوجهه بسخط قائلةًً " وهل تسمي هذا مزاحاً أيها المجنون.... قد يأتي يوماً وتصبح ضريراً مثلهما وعندها لن ينفعك قول يا ليت "
    قال دانيال بصوت خافت " أنيتا كفى.... أنا لا يهمنِ كلامه "
    زفرت أنيتا بحنق ثم صمتت ونظرت لجوش بينما أخذ بالتجوال كعادته وهو يقول " هذه أوراق باللون الزهري والأصفر... جعلتهما بهذين اللونين لك آلي فهما المفضلان عندك.... على كل حال... هذه الأوراق كفيلة بإدخالي أنا ووالدي في السجن أو ربما أكثر.... وبالطبع... أنتم لن تحلموا حتى بالحصول عليها "
    قالت إليزابيث بحيرة " لم أفهم "
    رد عليها جوش وابتسامة في صوته " دعيني أوضح لك أكثر.... الأوراق الصفراء... هي الدليل الوحيد والقاطع على أن شركة والدي مسروقة أساساً من شركة إدموند كلون.... أما الزهرية فهي إثبات موقع مني على أنني المسئول عن العملية التي أجرت لعينيك.... هذا يعني بأنها لو سلمت للشرطة فسيزجون والدي في السجن أكثر من عشر سنين... أما أنا.... فبهذه الورقة مع اعترافكم جميعاً باختطافي لكم فسجن مؤبد بالتأكيد "
    أشاح دانيال بوجهه وهو يقول " لماذا تخبرنا عنها مادمت لا تريد إعطاءها لنا؟؟ "
    ضحك جوش ثم قال " حتى أريكم بأنه رغم قربكم منها... إلا أنها بعيدة كل البعد عنكم " وأكمل بضحكته ثم وقف وقال ببعض الجدية " يا رجال... أحضروا السكاكين "
    تملك الخوف إليزابيث... دانيال... أنيتا ومارك... لكن هذا الأخير أحب أن يطرده فقال " آه صديقي جوش... لم أتوقع هذا الكرم المفاجأ منك.... ستطبخ لنا؟.... لا داعي لكن إن أصررت فلا بأس بطبق من الدجاج "
    ضحك جوش بصوتٍ عالٍ بعدها قال " للأسف لا نملك دجاجاً لكنني في الواقع أفكر بلحم البشر "
    رد عليه مارك وابتسامة في صوته قائلاً " في الواقع أنا أتبع حمية... لكن شكراً لك "
    ضحك جوش مرةً أخرى ولم يرد لكنه توجه لطاولة صغيرة أحضرها الرجال قبل ثوانٍ تصل لأسفل خصره مفروشة بمفرش أزرق مخضر كالذي عند الطبيب وعليها أنواع وأحجام كثيرة من السكاكين..... أخذ جوش سكينة صغيرة ثم توجه لدانيال ووقف أمامه مباشرة.
    قالت أنيتا بخوف " ما الذي تخطط لفعله جوش؟؟ "
    نظر جوش لوجه دانيال بخبث ثم قال " الآن ستعرفون ماذا قصدت بطبقي الرئيسي "



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 15586886811003641403

    * ها قد كشفت حقيقة أخرى من حقائق هذه الرواية المخفية في كل ركن
    *وها قد اتضح بأن كل ظنونكم أخطأت
    *فإليزابيث ليست محور القصة بل دانيال
    *وهو أساس كل ما حدث والمبتغى الاول والأخير من كل هذا
    *لكن يبقى السؤال
    *هل سيتخطى الجميع ما حدث بعد كل هذا؟؟
    *وهل سينجحون بالهرب؟؟
    *وهنالك سؤال أرغب بالفعل أن يجيب عليه الكل
    *هل تتوقعون أن ينجح أصدقاؤنا بالفرار وحدهم؟؟ أم سينجح السيد إدموند والباقين في إخراجهم من دون تدخل منهم؟؟ أم سيكون هنالك عناصر أخرى تتفاعل مع هذا الموضوع وتساهم في الأمر؟؟

    مع قبلاتي التي أمزجها برحيق الزهور لتخرج من قلبي وتصل لقلوبكن
    guiltless girl

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:42 pm

    السلام عليكم

    بدون أي مقدمات هذا البارت اهو مو طويل وايد بس فيه وايد أحداث يديدة





    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 19150341741468240431




    قرأتم فيما سبق........





    ضحك جوش ثم قال " حتى أريكم بأنه رغم قربكم منها... إلا أنها بعيدة كل البعد عنكم " وأكمل بضحكته ثم وقف وقال ببعض الجدية " يا رجال... أحضروا السكاكين "

    تملك الخوف إليزابيث... دانيال... أنيتا ومارك... لكن هذا الأخير أحب أن يطرده فقال " آه صديقي جوش... لم أتوقع هذا الكرم المفاجأ منك.... ستطبخ لنا؟.... لا داعي لكن إن أصررت فلا بأس بطبق من الدجاج "

    ضحك جوش بصوتٍ عالٍ بعدها قال " للأسف لا نملك دجاجاً لكنني في الواقع أفكر بلحم البشر "

    رد عليه مارك وابتسامة في صوته قائلاً " في الواقع أنا أتبع حمية... لكن شكراً لك "

    ضحك جوش مرةً أخرى ولم يرد لكنه توجه لطاولة صغيرة أحضرها الرجال قبل ثوانٍ تصل لأسفل خصره مفروشة بمفرش أزرق مخضر كالذي عند الطبيب وعليها أنواع وأحجام كثيرة من السكاكين..... أخذ جوش سكينة صغيرة ثم توجه لدانيال ووقف أمامه مباشرة.

    قالت أنيتا بخوف " ما الذي تخطط لفعله جوش؟؟ "

    نظر جوش لوجه دانيال بخبث ثم قال " الآن ستعرفون ماذا قصدت بطبقي الرئيسي "



    [center]روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 19150341741468240431






    [center]البارت الثامن والعشرين

    " الطبق الرئيسي "





    رفع جوش بكفه الأيسر ذقن دانيال بعدها أخذ يتفحصه ويتفحص كل تقسيماته وملامحه المثالية.... ثم قال بكل حقد " هذا الوجه الجميل.... لطالما كنت أحتقره..... أمقته.... ليست لديك أدنى فكرة عن مدى كرهي لك.... لطالما أردت تمزيقك وتشتيت بقاياك في الأرجاء " بعدها وضع السكين على خده وراح يقلبه ويحركه من دون أن يجرحه لكن إليزابيث المسكينة ظنت بأنه كذلك لهذا صرخت بقوة قائلةً " توقفـــ.. "

    انتفض جوش إثر صرخة إليزابيث المفاجأة وكرد تلقائي ضربها بالسكين فسقطت ليرتطم رأسها برجل أنيتا.

    نظرت أنيتا لوجه إليزابيث من بين شعيراتها التي تغطيه فوجدت جرحاً طويلاً يمتد من أول خدها الأيسر على نصفه تقريباً بشكل عرضي.... وقد كانت المسكينة تصرخ صراخاً مفزوعاً مرعوباً مبحوحاً وفيه كل معاني الألم والقهر والخوف في آن واحد.

    استطاع دانيال أن يفلت من قبضة جوش الممسكة بذقنه بعدها صرخ بقلق قائلاً بكل ما في العالم من خوف " إليزابيث.. هل حدث لك شيء؟... هل تأذيتِ؟؟ "

    قال جوش بغضب " دعك من هذه الحمقاء ولننه حديثنا " بعدها أمسك بفكه مرة أخرى وبخشونة وشدة هذه المرة حتى بات الهرب مستحيلاً وقال بحقد " لطالما كنت في أحلام كل فتاة دانيال.... ومستولٍ على تفكير كل من رأوك.... ما رأيك الآن.... بأن أجعلك في كوابيسهن.... إلى درجة تجعلهن كلما أغمضت أعينهن.... لوح كابوس وجهك في أفق خيالهن؟؟ "

    وضع دانيال ملامح الحقد والتحدي على وجهه وقال وهو يضغط على حروفه " لا يهمنِ.... افعل ما شئت واذهب للجحيم "

    رفع جوش خصلات شعر دانيال الناعمة عن جبهته ووضع السكين على الجزء الأيمن منها فوق حاجبه الأيمن بالضبط بعدها ضغط عليها وبدأ بجرح وجهه وقد بدا دانيال متألماً جداً وأصدر صوت أنين عميق وهو مغمض عينيه بشدة ولما أبعد جوش السكين فتح عينيه وسمع هذا الأخير يقول بمكر " هذا سوف يخلف ندباً..... كما سوف يخلف واحداً على وجه فتاتك الجميلة "

    عاود دانيال الإفلات من قبضة جوش كالذئب المسعور الذي يحاول الهروب من أي سلاسل تقيده ولا يهمه أي ألم يشعر به بعدها قال بقلق موجهاً كلامه لإليزابيث " إليزابيث... أخبريني... هل الجرح خطير؟؟.... هل يؤلمك؟؟ "

    كانت إليزابيث في تلك اللحظة مجهشة بالبكاء ولا تستطيع الرد لهذا أجابت أنيتا عنها قائلةً " لا أظن بأن الجرح خطير.... لكنه سيخلف ندباً "

    التفت دانيال لجوش وقال بنبرة حاقدة وحادة " لن أسامحك جوش.... لن أسامحك "

    التقط جوش وجه دانيال بكفه بخشونة ثم قال بنبرة تحذير " يبدو بأنك لم تفهم وضعك الآن أيها الوسيم..... أنا المهدد وأنا المسيطر وأنا الآمر هنا.... وما أنت إلا رهينة تافهة باستطاعتي تمزيقها بثوانٍ "

    وجه دانيال عينيه الحادتين لجوش بعدها قال بتحدٍ وقوة أخرجهم في نبرة حادة وهو يضغط على حروفه " إذن لم لا تفعل هذا الآن ها؟؟... لأنك جبان وتافه..... تستقوي على من هم أضعف منك ولا تحتمل نسمة ريح "

    اشتد سعير غضب جوش سخونة حتى بات يفور كالبركان فصرخ قائلاً " لا تقل هذا أيها الـ .. " وقد كان مبرزاً سكينه ليغرسها في أول مكان تقع فيه لكن..... وفي آخر لحظة صرخ أحد الرجال بقوله " سيد جوش... هنالك من يقتحم النظام الذي يحمي هويتك السرية "

    أسقط جوش السكين من يده لترتطم بالأرض محدثةً صوتاً لا تسر الآذان لسماعه بعدها سار متجهاً للخارج وهو يصرخ بكل قوته " اللعنة عليهم "

    انتفض كل من في الغرفة فقد كانت صرخته مخيفة بكل ما في الكلمة من معنى فخرج الرجال من الغرفة بعد أن أخذوا طاولة السكاكين مغلقين الباب بقوة خلفهم.

    مال دانيال لإليزابيث حتى صار وجهه فوق وجها تماماً تفصل بينهما مسافة بسيطة ثم همس بصوت حاول قدر المستطاع مزج الحنان فيه وإخفاء القلق " آلي.... أخبريني أرجوك... بم تشعرين؟؟..... لم تبكين؟؟.... هل هنالك شيء يؤلمك؟؟.... أخبريني "

    شعرت إليزابيث بشيء رطب يتساقط على وجهها فتوقفت عن البكاء وقالت بصوتها الخائف " دانيال... أنت تنزف "

    ابتعد دانيال قليلاً حتى لا تتساقط عليها القطرات ثم قال " لا عليك فالجرح لا يؤلمني "

    حاولت إليزابيث النهوض لكن جسدها المقيد منعها لهذا ساعدتها أنيتا برفع رجلها فاستطاعت بصعوبة الجلوس بشكل مستقيم..... لكن بعدها وبسرعة رمت بجسدها الصغير على صدر دانيال وراحت تبكي.

    قال دانيال بخوف " ما بك تعاودين البكاء حبي؟؟.... أخبريني هل من شيء يؤلمك؟؟ "

    هزت إليزابيث رأسها نفياً ثم قالت " ليس هنالك شيء يؤلمني دانيال.... لكنـ.... لكنني كنت خائفةً عليك ولازلت... لم أحتمل فكرة ما كان جوش يقوله.... لم أحتمل فكرة أن تتألم "

    ابتسم دانيال واستند على الجدار ثم أسند ذقنه على رأس إليزابيث وقال بحنان جميل " لقد أقلقتني عليك أيتها السخيفة.... أنا بألف خير.... لكنني خلت بأنه حل بك شيء.... أخبريني الآن.... هل يؤلمك الجرح "

    أغمضت إليزابيث عينيها وقالت " أشعر بحرقة مكانه "

    دانيال " هذا بسبب جراثيم هذا المكان القذر.... أنيتا هل لديك منديل؟؟ "

    أنيتا " نعم... إنه في حقيبتي.... هل تستطيع أخراجه مارك؟؟ "

    مال مارك جهة حقيبة أنيتا السوداء الصغيرة المعلقة على كتفها بشكل مائل يمنعها من السقوط ثم فتح سحابها الأمامي بأسنانه وأخرج كيساً صغيراً يحوي عدداً لا بأس به من المناديل المطوية بعناية داخله... بعدها وضع الكيس على رجل أنيتا وقال " ساعديني في فتحه "

    مالت أنيتا للأسفل وفتحت الكيس بأسنانها وقد كانت تنظر لاخضرار عيني مارك فأحست بأنها إن لم تتحرك فستضيع فيهما لهذا أخذت منديلاً بفمها بسرعة وناولته دانيال الذي التقطه بأسنانه وأخذ يمسح الدماء السائلة على وجه إليزابيث.

    صمتت إليزابيث إلى أن مسح كل الدماء على وجهها ثم قالت " ناولني المنديل " فناولها دانيال المنديل لتلتقطه بين أسنانها وتقول " انزل قليلاً لمستواي "

    ابتسم دانيال ونزل لمستواها قليلاً فأخذت تمسح الدماء ولما انتهت قالت " إياك أن تفعل هذا بي مرةً أخرى "

    رفع دانيال أحد حاجبيه وقال " أفعل ماذا؟؟ "

    تقارب حاجبا إليزابيث بغضب وصرخت بسخط قائلةً " وتقول ماذا؟؟.... لقد كاد قلبي يتوقف بسببك.... تهدد جوش وهو الممسك بزمام الأمور.... تتحداه وفي يده سكين حادة..... وتغيظه وتنعته بالجبان وأنت تعلم بمدى تهوره.... كان سيشطرك لنصفين لولا تدخل الرجال "

    قال دانيال بهدوء " ولكنه لم يفعل "

    انهمرت دموع إليزابيث وقالت بخوف " أنت متهور مجنون.... كيف تفعل هذا بي.... لقد كنت خائفةً عليك كثيراً... كدت تضيع من بين يدي اليوم وماذا نعلم ما سيحدث غداً.... إياك أن تفعل هذا من جديد "

    أومأ دانيال برأسه ثم قبل مكان جرحها وقال " كما تريدين.... لن افعل هذا مرةً أخرى "

    في تلك اللحظة قال مارك " اسمعوا أصدقائي أنا أكره مقاطعة جدالكم الحاد ولكن هنالك شيء جميل فعلاً على الأرض "

    نظرت أنيتا إلى حيث يتطلع مارك فشقت الابتسامة طريقها لوجهها وقالت بصوت خافت نسبياً " هذا صحيح.... هنالك سكين على الأرض... لابد بأن ذلك المخبول نسيها "

    ابتسم مارك وقال " دانيال... هيا التقطها فهي بجوارك "

    مال دانيال للأسفل وهو يقول " أين بالضبط؟؟ "

    ردت عليه أنيتا وهي تنظر له " يميناً قليلاً... لا يساراً.... هل هي تحت فمك بالضبط التقطها "

    التقط دانيال السكين بأسنانه ثم ناولها أنيتا التي أسرعت بفتح قيود يد مارك وسرعان أصبحت يداه حرتان فأخذ على عجل يحرر رجلاه ثم أنيتا من بعده وسرعان ما أصبح الجميع محررين فانطلق مارك ودانيال جهة النافذة حيث وقف ذلك الأخير ليركب ذلك الأول على كتفه وبسرعة حملوا إليزابيث فقد كانت هي الأخف وزناً وكادوا أن ينزلوها لولا أن فتح الباب بقوة كبيرة ليطل منه أحد الرجال ويصرخ " أمسكوهم... إنهم يحاولون الهرب "

    سقط الأصدقاء بسبب المفاجأة فأسرع الرجال بالقبض على مارك وأنيتا أولاً ثم على دانيال وإليزابيث اللذان قاوما كثيراً فقد عضت إليزابيث كف الرجل الممسك بها ودانيال أصاب رجلين بضربات من رجله لكن مع الأسف امسكوا بهم في النهاية وقيدوهم بسرعة ليعيدوهم إلي نفس مكانهم السابق ثم أخرجوا السكين بالطبع وأغلقوا النافذة وخرجوا.

    جلس الجميع مطأطئين رؤوسهم للأسفل بأسى لا يجرؤ أحدهم على الكلام على أن وضع مارك ابتسامةً باهتةً على وجهه وقال بصوت خافت " على الأقل.... حاولنا "

    تساقطت الدموع من عيني أنيتا وقالت " لقد تعبت.... ومللت من البقاء هنا.... أريد العودة للمسكن... على الأقل... سأشعر بالأمان هناك "

    نطق دانيال وهو مخفض رأسه قائلاً " لقد كنت دائماً أكره المسكن... أكره البقاء فيه.... لكنه على الأقل.... المكان الوحيد الآمن الذي احتواني " بعدها صمت لبرهة وأردف قائلاً بحزن " بينما نفاني الكل.... لو لم أخالف أوامر والدي وأخرج..... وأخالف الشعور الذي كان يغلبني.... لما حدث كل هذا "

    أسندت إليزابيث رأسها على كتف دانيال وقالت بصوت خافت " هل كان والدك رافضاً؟؟ "

    أومأ دانيال برأسه وقال بخفوت " لقد كان رافضاً الأمر تماماً.... لكنني أقنعته.... أخبرته بأن ما سأفعله لأجلك..... وسأفعل المستحيل لإسعادك "

    دمعة عينا إليزابيث وقالت بنبرة بكاء " ما كان عليك فعل ذلك.... أنا آسفــــة "

    قاطعها دانيال ناطقاً " شششششششششــــ..... لا داعي لتعتذري لماضي مضى وانتهى..... على الأقل عرفنا الحقيقة هنا "

    أومأت إليزابيث برأسها وقالت بصوت خافت " معك حق "

    وضعت أنيتا رأسها على كتف مارك وقالت بنبرة بكاء " أريد بأن أعود "

    قبل مارك رأسه أنيتا وقال " سنعود.... لا تقلقي "

    وهكذا أمضى الجميع تلك الليلة السوداء يضم بعضهم بعضاً آملين أن تشرق عليهم شمس الحرية من جديد.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 19150341741468240431




    أشرقت الشمس على نصف ذلك الكوكب الأزرق الجميل وعينيها مليئتان بالحزن على أفعاله المشينة... لكنها كانت تخفي حزنها وراء إشراقه نيرانها الملتهبة لتتطلع للناس يفعلون ويفعلون... وها هي نظرت للسيد إدموند لما اتجه لغرفة الحواسيب المظلمة وهو يقول على عجل " أية معلومات جديدة " بعدها جلس على الكرسي.

    قالت فتاة متوسطة في السن جالسة أمام إحدى الشاشات " في الأمس حاولنا اقتحام النظام لكنهم كشفوا أمرنا ومنعونا "

    قال السيد إدموند بسخط " هل تقصدون بأنكم فشلتم؟؟ "

    هز أحد الشبان رأسه بالنفي ثم قال " لقد استطعنا تحديد موقع أحد الهواتف "

    السيد إدموند " جيد.... أطلعني عليه "

    ضغط ذلك الرجل بعض الأزرار من لوحة المفاتح فظهرت خريطة كبيرة على شاشة وهمية وضع عليها دائرة حمراء تشير للمكان وقال " إنها في مستودع قديم للسيارات..... وتبين أنه ملك لجوش جياني وهو في الجزء الشمالي من الصحراء حيث تغطيها الثلوج في هذه الفترة "

    السيد إدموند " هل علموا بأننا حصلنا على هذه المعلومات؟؟ "

    أجابته فتاة " لا سيدي "

    أومأ السيد إدموند برأسه إيجابياً ثم خرج من الغرفة على عجل وقال موجهاً كلامه لبعض الرجال "جهزوا لي سيارةً واحدة في المساء..... سآخذ معي حارساً شخصياً واحداً.... خذوا من غرفة الحواسيب خريطة الموقع الرقمية وأضيفوها إلى مذكرة حاسوب السيارة " ثم سار من غير أن يضيف حرفاً آخراً بينما راح الرجال بتدوين أوامره.

    قاطع سير السيد إدموند صوت شاب يقول " هلا توقفت لدقائق سيد إدموند "

    التفت السيد إدموند ثم قال وهو يرفع حاجباه بمقدار بسيط " آه توم.... أليكس... ديانا.. كات.... أهلاً بكم " وقد استطاع بجهد جبار تذكر أسمائهم كلهم لهذا توقف بعد ذكر كل اسم.

    قالت أليكس " ما الأخبار سيد إدموند؟؟ "

    تطلع السيد إدموند لهم للحظات محتار هل يخبرهم أم لا لكنه في النهاية حسم أمره وقال بنبرة جمود باردة " اتبعوني "

    تبعه الكل من دون أي مناقشات بينما همس توم في أذن أليكس قائلاً " وكنت أتساءل من أين جاء دانيال بنبرة بروده الجامدة تلك "

    ضحكت أليكس بصوت خافت حتى لا تلفت الأنظار وتابعت طريقها مع الجميع متجهين للطابق الثاني وبالتحديد لمكتب السيد إدموند.

    دخل السيد إدموند لمكتبه ثم جلس على كنبة جلدية سوداء فاخرة أمامها طاولة صغيرة وكنبة أكبر منها جلس عليها الأصدقاء بعدها قال " لقد قمنا ببعض التحريات وعرفنا مكانهم "

    قال توم بلهفة " أين؟؟ "

    صمت السيد إدموند لبرهة ثم قال " إنها في مستودع قديم للسيارات في الجزء الشمالي من صحراء المدينة "

    أليكس " إذن لما لا نتحرك؟؟ "

    أغمض السيد إدموند عينيه وأخذ نفساً عميقاً ليفتحهما من جديد ويقول " سوف أذهب الليلة.... وحدي "

    وقف توم بانفعال وقال " لا.... سوف نذهب معك جميعاً... إنهم أصدقاؤنا وعائلتنا "

    وقف السيد إدموند ثم وضع كفيه على كتفي توم وقال مهدئاً له " اجلس ولنناقش الأمر "

    جلس توم فجلس السيد إدموند وقال بهدوء " إن المكان مراقب هناك بالتأكيد.... ومليء بالحراس..... ولا يمكننا على الأقل بأن نعرض هؤلاء الآنسات للخطر "

    أخذ توم نفساً عميقاً ثم قال " إذن سأذهب أنا معك فقد تتعرض للخطر أنت أيضاً "

    رد عليه السيد إدموند بسرعة " سآخذ حارساً شخصياً "

    توم " إذن دعني أكون حارسك " بعدها غير نبرة صوته إلى الرجاء وقال " أرجوك... إنه أخي الصغير "

    أغمض السيد إدموند عينيه وصمت لثوانٍ طويلة ثم فتحهما بعد أن أخذ نفساً عميقاً وقال " لا بأس إذاً.... ستأتي معي "

    ظهر الارتياح واضحاً على وجه الجميع فقال توم " شكراً لك سيد كلون "

    وقف السيد إدموند ثم قال " إذن... أستأذنكم الآن.... يمكنكم الجلوس هنا والارتياح ريثما نعرف المزيد من المعلومات "

    أومأ الجميع برؤوسهم بينما خرج السيد إدموند من المكتب.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 478822990600042702






    استيقظ الجميع في ذلك المكان القذر من جديد.... لقد مرت ثلاثة أيام على بقائهم فيه... لا أكل... لا شرب.... جفت أحلاقهم وخارق قواهم.... لم تعد لهم المقدرة على المتابعة أكثر من ذلك......

    دخل شخص للغرفة بخطوات سريعة ومتزنة بعدها دخل أكثر من رجل خلفه ليضعوا طاولةً على مقربة من دانيال بعدها سمع الجميع صوت جوش يقول وهو يتفحص السكاكين على الطاولة " أين وقفنا ليلة أمس عندما قاطعنا عملاء والدك المزعجين؟؟ "

    همس دانيال بتعجب وتساؤل في آن واحد " والدي؟؟ "

    ضحك جوش باستهزاء وهو يقول " نعم والدك.... لقد ظن بأنه يستطيع معرفة مكانكم لكن هيهات "

    صمت دانيال وهو يفكر في نفسه ( إذن والدي يبحث عني.... لم يتجاهل أمري أو ينساني كما توقعت.... هل حقاً يهتم لأمري؟؟... أم إنه فقط؟؟... ) نفض دانيال تلك الأفكار من رأسه لما قاطعه ذلك الشيء البارد الذي وضع على وجهه فانتفض وقال ببرود " توقفنا عندما صنعت لي هذا الندب الجميل على جبهتي "

    ضحك جوش وقال " والآن... أين تريد الندب الثاني؟؟ "

    ابتسم دانيال ابتسامةً جانبية وقال بسخرية " يبدو لي ذوقك أفضل من ذوقي "

    جوش " هذا صحيح " بعدها أنزل السكين قليلاً إلى رقبته وهو يبعد قميصه بها ومنها إلى عظمة الترقوة اليمنى وبقوة جرحه بالسكين على شكل خط مائل فأغلق دانيال عينيه بقوة من دون أن ينبس ببنت شفه ولما انتهى قال جوش " هل يؤلم؟؟ "

    نطقت إليزابيث بصعوبة قائلةً " كفى جوش... أرجوك "

    وضع دانيال ابتسامةً جانبية على وجهه وقال " وهل يهمك أن تعرف؟؟ "

    همس مارك في أذن أنيتا بصوت خافت جداً لم يلتقطه إلا سمع دانيال القوي " ما به دانيال؟؟ "

    ردت عليه أنيتا بنفس طبقة الصوت " لا أدري... إما أن يكون قد جن أو أنه يجاري جوش لسبب ما "

    قال جوش " أنت محق.... إنه لا يهمنِ "

    دخلت فتاة جميلة من الباب ثم وضعت ذراعيها حول رقبة جوش وقالت بصوتها الناعم " عزيزي... تذكر... لديك الكثير من الأعمال التي أعطاك إياها أبوك اليوم.... يجب أن توم بإنجازها فوراً "

    ابتسم جوش بعدها قبل الفتاة على وجنتيها وقال " معك حق حبيبتي ريبيكا " بعدها ابتعد عنها ليمشى للخارج وهو يقول موجهاً كلامه للرجال " احرصوا على إخراج هذه السكاكين... لا نريدهم بأن يحاولوا الهرب كالليلة الماضية " قالها وابتسامة سخرية في صوته بعدها التفت لدانيال والآخرين وقال " في الحقيقة... لم أتوقع بأن تكونوا ملولين إلى هذا الحد... لقد خيبتم أملي بالفعل " بعدها ضحك وخرج من الغرفة فأخرج الرجال طاولة السكاكين بعدها أغلقوا الباب خلفهم لتبقى ريبيكا معهم وحدها.






    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 478822990600042702




    *أحداث كثيرة حدثت في هذا الجزء الشيق
    *جرح وجه دانيال
    *ووجه إليزابيث كذلك
    *عرف السيد إدموند بمكان ابنه والباقين
    *حاول الاصدقاء الهرب لكنهم فشلوا وما المانع من تكرار المحاولة
    *إذن لم يبق إلى وضع النقاط على الحروف
    *وملء الثغرات
    *وهذا يعني بأن الهرب قادم والحرية تركض على عجل لهم
    *هل سيكون هنالك أحداث غير متوقعةٍ يا ترى؟؟
    *تابعوا معي البارت القادم من الحب الأعمى لتعرفوا الإجابة على هذه التساؤلات

    مع أجمل التحيات
    guiltless girl


    [/center]
    [/center]

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:46 pm

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ماراح أطو عليكم وهذا البارت



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 4274362961038115115




    قرأتم فيما سبق.......



    جوش " هذا صحيح " بعدها أنزل السكين قليلاً إلى رقبته وهو يبعد قميصه بها ومنها إلى عظمة الترقوة اليمنى وبقوة جرحه بالسكين على شكل خط مائل فأغلق دانيال عينيه بقوة من دون أن ينبس ببنت شفه ولما انتهى قال جوش " هل يؤلم؟؟ "

    نطقت إليزابيث بصعوبة قائلةً " كفى جوش... أرجوك "

    وضع دانيال ابتسامةً جانبية على وجهه وقال " وهل يهمك أن تعرف؟؟ "

    همس مارك في أذن أنيتا بصوت خافت جداً لم يلتقطه إلا سمع دانيال القوي " ما به دانيال؟؟ "

    ردت عليه أنيتا بنفس طبقة الصوت " لا أدري... إما أن يكون قد جن أو أنه يجاري جوش لسبب ما "

    قال جوش " أنت محق.... إنه لا يهمنِ "

    دخلت فتاة جميلة من الباب ثم وضعت ذراعيها حول رقبة جوش وقالت بصوتها الناعم " عزيزي... تذكر... لديك الكثير من الأعمال التي أعطاك إياها أبوك اليوم.... يجب أن توم بإنجازها فوراً "

    ابتسم جوش بعدها قبل الفتاة على وجنتيها وقال " معك حق حبيبتي ريبيكا " بعدها ابتعد عنها ليمشى للخارج وهو يقول موجهاً كلامه للرجال " احرصوا على إخراج هذه السكاكين... لا نريدهم بأن يحاولوا الهرب كالليلة الماضية " قالها وابتسامة سخرية في صوته بعدها التفت لدانيال والآخرين وقال " في الحقيقة... لم أتوقع بأن تكونوا ملولين إلى هذا الحد... لقد خيبتم أملي بالفعل " بعدها ضحك وخرج من الغرفة فأخرج الرجال طاولة السكاكين بعدها أغلقوا الباب خلفهم لتبقى ريبيكا معهم وحدها.




    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 4274362961038115115






    البارت التاسع عشر

    " الهروب "


    سحبت ريبيكا كرسياً ووضعته مقابل إليزابيث تماماً وقريباً منها وظلت لفترة طويلة تتطلع لها بشفقة وعطف كبيرين بعدها قالت بصوت خافت " هل حقاً سبب لك جوش هذا الجرح؟؟ "

    سالت دمعة حارقة من عين إليزابيث فآلمت جرحها وهي تومئ برأسها الصغير.... فقالت ريبيكا بحزن " فقدت نظرك بسببه.... وكسر قلبك بسببه.... والآن... يشوه وجهك الجميل بكل بساطة وكأنك لا تساوين أي شيء..... أنا حقاً لم أتوقع منه بأن يكون بهذه القسوة..... بت أخاف " قالت آخر كلمتين بصوت مرتجف خائف.

    نطقت إليزابيث لتقول بصوت خافت " مما تخافين؟؟ "

    أجابتها ريبيكا بصوت خافت يرتعد خوفاً " أخاف بأن يفعل بي المثل.... أن يرميني كما رماك.... كطفل يرمي لعبته القديمة.... ومن دون أن يحس بذرة ذنب "

    قال دانيال بضيق " إن فعل فلن أستغرب "

    فتحت ريبيكا حقيبتها الكبيرة لتخرج منها قارورتي مياه ودواء صغير بحجم السبابة وبعض القطن بعدها وضعت فتحة القارورة في فم إليزابيث فالتقفته هذه الأخيرة بين شفتيها الصغيرتين بكل لهفة وراحت تشرب وتشرب بسرعة كبيرة بينما قطرات الماء تتساقط كالشلالات على ملابسها ولم تبال أبداً فقد كان همها الوحيد هو الشرب فقط وما إن انتهت وضعت ريبيكا القارورة بين شفتي دانيال فراح يشربها بسرعة كبيرة ومن ولما رطب حلقه فتحت ريبيكا القارورة الأخرى وأشربت أنيتا ومارك منها ثم أخذت المطهر وراحت تطهر جرح إليزابيث بينما هذه الأخيرة صامتة صمت الليالي..... بعدها بدأت ريبيكا تطهر جرح دانيال فأبعدت خصلات شعره عن جبهته ووضعت قطن المطهر على الجرح فأبعد وجهه بسرعة مع إصدار صوت ألم بسيط فابتسمت ريبيكا وقالت " آسفة... والآن لا تتحرك " بعدها طهرت جرحيه

    عم الصمت المكان فأخذت نظرات المبصرين تتحاكى إلى أن.... نطقت أنيتا قائلةً " ما الذي غيرك ريبيكا؟؟... أعني.. في المرة الأولى.. "

    قاطعتها ريبيكا بقولها بتفهم " أنا أعلم هذا... في المرة الأولى تصرفت بحماقة لا توصف.. وبغرور.... أنا آسفة... لم أكن اعلم بحقيقة ما فعله جوش لإليزابيث... كنت فقط أظنه تركها لأنها كانت طفولية ولا تناسبه لكن.... بعدها استرقت السمع من خلف الباب عرفت الحكاية كاملة.... وسمعت بكاء إليزابيث وأنينها المتواصل طوال الليل.... أنا لم أعرف أن كل هذا حصل لكِ... آسفة "

    وضع مارك ابتسامةً جانبية على وجهه وقال " لقد استغربت حقاً من تغيرك "

    التفت دانيال لجهة الباب وهو يقول " لم أستغرب أنا من تغيرك فقد سمعت أنفاس شخص من خلف الباب.... ولما دققت فيها كانت أنفاسك.... أنفاسك المتوترة الخائفة "

    صمتت ريبيكا لبرهة ثم قالت " إن قدرتك رائعة دانيال.... لم أتوقع أنها بهذه القوة.... في الواقع كنت مارة بينما سمعت صوت ضحكات جوش لهذا اقتربت واسترقت السمع وفهمت كل الحكاية... لم يقل لي جوش الحقيقة يوماً.. كل ما قاله أنها تافهة ولا تستحق السمع "

    قالت إليزابيث بصوت خافت " يسعدني بأنك عرفت حقيقته قبل أن تقعي بالفخ مثلي "

    ابتسمت ريبيكا ابتسامة سخرية ولم تكن تعرف إن كان سبب هذه الابتسامة هي سخريتها على كلام إليزابيث أم على نفسها.... بعدها قالت " وهل تعتقدين بأنني لم أقع في الفخ بعد؟؟.... هل تعتقدين أنه سيكون باستطاعتي تركه؟؟ "

    تقارب حاجبا إليزابيث وقالت باستغراب " ما الذي تقصدينه؟؟ "

    أجابها دانيال قائلاً " لقد رأت ريبيكا الكثير إليزابيث.... لن يجعلها جوش تخرج من هذا المكان حية.... حتى أنها الآن ممنوعة من الخروج... أليس كذلك؟؟ "

    أومأت ريبيكا برأسها وهي تقول " هذا صحيح.... قال جوش بأن ذلك لسلامتي لكنني اكتشفت بأنه سيتخلص مني ما إن ينتهي من أمركم "

    قال دانيال موجهاً كلامه للجميع " إن وسيلتها الوحيدة للخروج هي الهروب معنا.... وهي معدومةٌ تقريباً "

    هزت ريبيكا رأسها نفياً ثم قالت " ربما وربما لا.... إن كان ظني صحيحاً فقد استطاع عملاء والد دانيال الحصول على بعض المعلومات عن مكاننا فهم لم يحاولوا اقتحام النظام من جديد.... أتمنى أن يأتوا "

    أنيتا " أتمنى ذلك أيضاً "

    أخذت ريبيكا نفساً عميقاً ملأت به رئتيها ثم قالت " على كل حال لا يجب بأن نبقى مكتوفي الأيدي فالوقت ضيق.... يفكر جوش في التخلص منكم ومني غداً.... سيكون هروبنا الليلة إن استطعنا.... إن كان السيد كلون في الخارج فسوف نركب معه وهذا سوف يسهل الأمر كثيراً علينا .... أما إن كان غير موجود فسنضطر للركض لمسافة كبيرة جداً إلى أن نصل للطريق الرئيسي.... سوف أجلب هواتفكم ولن أجلب هاتفي لأنهم سيتتبعون الإشارة.... ستكون الأرض مثلجةً بغزارة فالأرصاد تنبئ بهبوب عاصفة ثلجية شديدة لهذا سأجلب لكم بعض المعاطف " بعدها وقفت وهمت بالخروج فقالت أنيتا " حظاً موفقاً "

    أومأت ريبيكا برأسها وقالت " لنا جميعاً " بعدها خرجت من الغرفة وعلى وجهها علامات أمل كبير.



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 4274362961038115115



    وقفت كات ثم مشت قليلاً إلى أن وصلت إلى رف معلق على الجدار ذا لون أسود وضع عليه عدد من براويز الصور الفاخرة.... نظرت لأول صورة فرأت السيد إدموند وهو أصغر سناً يقف بجوار امرأة شابة جميلة عسلية العينين وذات شعر أسود مزرق قصير وناعم وقد كان بطنها بارز وهذا يوضح بالتأكيد بأنها حامل في أشهرها الأخيرة..... حملت كات الصورة ثم قالت " تعالوا وانظروا هنا يا جماعة.... لا بد أن هذه والدة دانيال "

    توجه الكل ليقفوا خلف كات وينظرون للصورة بتمعن فقال توم " إنها لا تشبه دانيال كثيراً "

    أليكس " أظن بأنه أخذ منها نعومة الشعر ولونه الفريد "

    ديانا " وملامح الوجه الحادة والجميلة أخذها من السيد إدموند فهو يشبهه كثيراً "

    وضعت كات الصورة وقالت " وماذا عن لون العينين.... فلون عيني السيد إدموند بندقية.... وأمه عسلية... إنهما مختلفان تماماً عن لون عيني دانيال اللازوردي "

    توجه توم نحو صورة أخرى فوجد السيد إدموند وهو يبدو بعمر دانيال تقريباً يقف بين امرأة في العقد الرابع من عمرها ورجل في العقد الخامس فقال " انظروا إلى هذه أيضاً "

    توجه الكل إلى حيث يقف توم وتطلعوا للصورة لعدة ثوانٍ ثم قالت ديانا " لا بد أن هذان والدا السيد إدموند وجدا دانيال "

    قربت أليكس حاجباها من بعضهما وقالت " لابد وأن والدته ليست بريطانية فهي تمتلك سمرة الفتيات المكسيكيات وشعرهن المموج الطويل "

    توم " صحيح.... كما أن لون عيناها مطابق تماماً للون عينا دانيال..... إنهما حقاً جميلتان "

    أمسكت كات بصورة أخرى ثم قالت " انظروا كم هذا جميل "

    نظر الكل لصورة التي بين كفي كات ليروا صورة طفل صغير ربما في الأشهر الأولى من عمره... ذا عينان لازورديتين وبشرة معتدلة اللون وملامح منمنمة وقد كان مغطى بغطاء أبيض جميل لكن كفيه الصغيرين كانا خارجين وقد كانت أصابعه طويلة نحيلة وابتسامته بريئة جميلة مرسومة بعناية على وجهه المشع بالإبداع الإلهي ومع وجنتيه المحمرتين كان كقطعةً من البراءة.

    صمت الكل لدقائق وهم يتطلعون لذلك الجمال الإلهي إلى أن قالت كات " لابد وأن هذا دانيال وهو صغير "

    ابتسمت ديانا وقالت " جميل جداً... وبريء إلى أبعد الحدود..... ليته حقيقة أمامي "

    سقط البرواز من بين كفي كات وخرجت الصورة منه فانحنت هذه الأخيرة لتلتقطهما لكن لفت انتباهها شيئاً مكتوباً على خلفية الصورة ولما قرأته ابتسمت وقالت " انظروا لهذا.... لم أشك لحظة في حب السيد إدموند لدانيال "

    تحولت أنظار الجميع إلى الكلمات المكتوبة فقرءوا " أهم شخص بالنسبة لي.... وملاكي الوحيد.... دانيال "

    صمت الكل لدقائق ثم قال توم " لو يقرأ دانيال هذا لما قال ما قاله عن والده "

    أومأت أليكس برأسها إيجابياً ثم قالت " هذا صحيح.... ذكروني بأن أخبره عندما يعود "



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 4274362961038115115


    حل المساء فجهز رجال السيد إدموند سيارة جيب مرتفعة جديدة باللون الأبيض الثلجي وكانت تحتوي على مقعد السائق بجواره مقعد وبخلفه ثلاث ونفس العدد خلفهم.

    انطلق السيد إدموند يقود متبعاً الخريطة الالكترونية الظاهرة على شاشة حاسوب السيارة وبجواره توم وقد كان هذا الأخير متوتراً جداً ويداه ترتجفان وتتعرقان بشدة.

    أفلت السيد إدموند يده اليمنى من المقود ووضعها فوق كف توم المرتجف ثم قال " هدئ من روعك بني... سيكون كل شيء بخير "

    رن هاتف توم فانتفض هذا الأخير وأخرج الهاتف من جيبه ليظهر على شاشته " my mother " فقال بقلة حيلة " أمي بدأت تقلق.... تسألني عن مارك كل عشر دقائق.... إلى متى سأستمر بالكذب عليها " بعدها ضغط زر الكتم ليستمر الهاتف بالرنين لكن من دون أن يسمعوا صوته المزعج.

    أخذ السيد إدموند نفساً ثم قال " بالمناسبة.... ما الذي قلته لوالدتك؟؟ "

    أخذ توم نفساً عميقاً ملأ به رئتيه وقال " أخبرتها بأن أحد أصدقاءنا يمر بوقت عصيب بسبب موت زوجته لهذا ذهبنا لنقيم عنده لعدة أيام.... وهاتف مارك سقط بالماء وتعطل وسيشتري واحداً آخراً قريباً وكل مرةً تتصل بي أختلق لها عذراً كـ.....هو بدورة المياه أو خارج مع صديقنا أو عند جاك في المؤسسة "

    هز السيد إدموند رأسه بتفهم وقال " أتمنى أن ينتهي الأمر بسرعة "

    عم الصمت السيارة إلى أن وصلوا للمكان المطلوب فأوقف السيد إدموند السيارة على بعد خمسة كيلومترات خلف تل ثلجي صغير ولون السيارة ساهم في إخفاء مكانها.... كانت هنالك عاصفة ثلجية شديدة والثلوج تغطي الأرض لأكثر من ثلاثة أقدام والرياح شديدة جداً...... قال السيد إدموند " هيا توم.... لنخرج ونحاول إيجاد المدخل لكن من دون أن يلحظونا "

    أومأ توم برأسه ثم غطى رأسه بقبعة معطفه الفرو وخرج من السيارة.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 4274362961038115115




    في تمام الساعة السابعة والنصف مساءاً اتجهت ريبيكا إلى مخزن المستودع ثم ملأت حقيبتها الكبيرة بثلاث قوارير مياه وأخذت بعض المعاطف بعده اتجهت لغرفة جوش الخالية فقد كان هذا الأخير ملتهٍ بعمل وكله له والده خارج المستودع..... رفعت الجزء العلوي من السرير فرأت ميدالية معلق عليها عدد كبير جداً من المفاتيح فالتقطتها وأعادت السرير لمكانه ثم توجهت على صندوق موضوع على طاولة بجوار السرير وقد كان من الحديد الصدئ ليبدو عليه القدم.... راحت تدخل المفاتيح واحداً تلو الآخر في الفتحة المخصصة لهم على عجل وهي خائفة وتتصبب عرقاً وكل ثانية تبعد خصلات شعرها الرطبة عن وجهها.... كانت يداها ترتجفان بشدة لهذا سقطت المفاتيح على الأرض محدثةً صوتاً عالياً لا تسر الآذان لسماعه وبعد ثوانٍ فتح الباب ليطل منه أحد الحراس ففتحت ريبيكا غطاء السرير على عجل واندست بداخله فخبأت المعاطف التي معها وملابسها فقد كانت ترتدي ملابس ثقيلة لا تناسب الجو الرطب المحيط وكل ذلك حدث في أنصاف ثوانٍ قبل أن يدخل الرجل ويجول بنظره في الغرفة فقالت ريبيكا بصوت عالٍ يظهر عليه التسلط " ألا يمكن لأحد بأن ينام بغرفته.... ما الذي جعلك تفتح الباب أيها المغفل؟؟.... لا تدعني أخبر جوش حتى يفجر رأسك "

    ارتبك الرجل ما إن سمع اسم جوش يتردد على مسامعه فأغلق الباب بسرعة وهو يقول " آسف سيدتي... لن أكررها ثانيةً "

    أزاحت ريبيكا الغطاء على عجل ونهضت لتكمل تجريب المفاتيح وقد كانت خائفة ومتوترة لدرجة الموت... وبصعوبة بالغة.... فتحت العلبة فتنفست الصعداء ونظرت للداخل فكادت عينيها أن تخرجان من محجريهما... لقد كانت العلبة مليئة بصرات النقود التي قد تحوي على مئات أو ربما آلاف الدولارات وهذا غير الأوراق المرمية بكثرة في العلبة فأخذت كل ما استطاعت أن تدسه في جيب سروالها الخلفي وراحت تبحث بين الأوراق لتجد هاتفاً محمولاً باللون الأسود مع الفضي وواحداً آخراً بالزهري والذهبي فأخذتهما بسرعة ووضعتهما داخل حقيبتها الكبيرة ثم عاودت البحث لتعثر على قداحة فضية مرضعة بالماسات الخضراوات على شكل تمساح في الوسط فالتقطتها ثم جربتها لتدسها في جيب معطفها الأيمن بعدها وجدت سكيناً تفتح وتغلق مغلفة بالجلد البني ومرصعة بالماسات من الوسط على شكل حرف J.L.J بشكل طولي جذاب فالتقطتها ووضعتها في جيب سروالها الأيمن بعدها أقفلت العلبة وأعادت المفاتيح إلى مكانهم وخرجت من الغرفة تحت وطأة نظرات أحد الرجال الذي على ما يبدو أنه لم يلحظ ملابسها الثقيلة.... توجهت للغرفة التي تحتجز فيها إليزابيث والباقين وعندما وصلت وجدت رجلين يقفان كالأصنام المتحجرة فنظرت إليهما بنظرات أكثر جموداً وتحجراً وقالت " افتحا الباب بسرعة "

    سارع احد الرجلين فتح الباب بينما ظل الآخر يثقبها بنظرات شك فقالت له بحدة " ما الذي يجعلك تنظر هكذا؟.... هيا استدر وإلا أخرجت عينيك من محجريهما "

    خاف الرجل فاستدار بسرعة وبدون أن ينطق بأي حرف فقالت " هيا اذهبا من هنا.... لا أريد بأن أرى أحدكما عند باب هذه الغرفة عندما أخرج " ثم أمسكت بالمفاتيح وقالت " يمكنني تدبر الأمر وحدي " بعدها استدارت ودخلت وأغلقت الباب مع إقفاله من الداخل فمشت بسرعة إلى أن صارت أمامهم تقريباً فرمت المعاطف وأسرعت تفك قيود دانيال لكن هذا الأخير أوقفها بهمسه بسرعة " توقفي.... لا يزالان بالخارج "

    صرخت ريبيكا بنبرة حدة وعصبية قائلةً " ألم أقل لا أريدكما عند الباب " بعدها انتظرت لثوانٍ قبل أن يقول دانيال وهو يومئ برأسه " لقد رحلاً " فعاودت تقطيع القيود بالسكين ولما انتهت منهم جميعاً ارتدى الجميع معاطف الفرو الثقيلة ثم اتجهوا بصمت وارتباك إلى النافذة فوقف مارك على كتفي دانيال وحمل ريبيكا فوقه وأخرجها من النافذة بسرعة تبعتها إليزابيث وأنيتا ثم خرج هو لكنه لم يخرج كل جسده بل نصفه ليمد ذراعيه الطويلتين ويسحب دانيال معه.

    بدأت قلوب أصدقائنا بالنبض بعد أن استنشقوا الهواء النقي... وبعد أن أحسوا بحريتهم فقال مارك وهو يملأ رئتيه بالهواء " أخيراً.... نحن أحرار "

    قاطعته ريبيكا قائلةً بحدة " لسنا كذلك بعد.... لا تضيعوا الوقت ولنركض "

    بدأ أصدقاؤنا رحلتهم بالركض بسرعة فريبيكا كانت بالمقدمة يتبعها مارك وأنيتا ثم دانيال وهو ممسك بكف إليزابيث... وقد كانوا حريصين جداً على أن يركضوا خلف التلال المنخفضة حتى لا يتمكن احد من رؤيتهم وبعد ربع ساعة من الركض سقطت إليزابيث وهي تقول " لا أستطيع "

    قال لها دانيال بسرعة " هل أحملك؟؟ " بعدها جلس بجوارها على الأرض.

    وضعت إليزابيث كفها على كتف دانيال وقالت وهي تلهث " لا دانيال... أنت الآن متعب وضعيف وبالكاد تحمل نفسك ".

    ضم دانيال رأس إليزابيث إليه بيدٍ كبيرة واحدة وقال " لا تقلقي... أنا قوي كفاية... والآن هيا " بعدها وقف ومال ليحملها لكن قاطعه صوت ريبيكا لما قالت " لا...لنرتح لدقائق فأنا لم عد أرى المستودع " قالتها وهي تتطلع للبعيد.

    قال مارك بمنطقية " هذا لأن العاصفة تغطيه "

    جلست أنيتا وهي تقول بصوت لاهث " لنرتح فأنا لم أعد قادرةً على المتابعة " بعدها استندت على صخرة كبيرة.

    توجه الكل للصخرة واستندوا عليها ثم سحب دانيال إليزابيث لتجلس في حضنه وغطا رأسها بقبعة معطفها وراح يمسح على ظهرها محاولاً تدفئتها.

    أخرجت ريبيكا القداحة من جيبها ثم أشعلتها وراحت تدفئ كفيها المتجمدتين بلهيبها ولما رآها مارك قال وهو يرفع أحد حاجبيه " ألا تفكرين حتى في مشاركتنا؟؟.... يا لك من أنانية "

    ابتسمت ريبيكا ثم ناولت مارك القداحة فقال هذا الأخير بدهشة وهو يتفحصها " أترون هذا؟.... إن ذلك المغفل غبي بالفعل... لا أصدق.... قد أدفع راتب سنة كاملة لشراء شيء كهذا "

    ضحكت أنيتا وقالت " بل قل سنتين "

    اشتدت العاصفة فبدأت تحجب السمع والأبصار لتبقى الأفئدة تنبض بالدفء والأمل... لهذا حشرت إليزابيث جسدها الصغير بين ضلوع دانيال ووضعت رأسها على صدره لتسمع ضربات خافقه المنتظمة التي فجأة..... تجمدت وتغيرت......

    التقط سمع دانيال القوي صوت شخص مألوف يقول من على بعد مسافة ليست بهينة " سيد إدموند.... العاصفة تشتد... ما رأيك بأن تعود أنت للسيارة بينما أكمل أنا وحدي "

    بعدها سمع صوتاً أكثر ألفةً يقول " لا توم....... لن أرتاح وولدي في قبضتهم "

    رفعت إليزابيث رأسها ووضعت أحد كفيها على وجه دانيال بينما الآخر على رقبته بينما هو كان متجمداً بمكانه وقالت بنبرة قلقة " دانيال.... دانيال أخبرني مآبك.... دانيال؟؟ "

    التفت الكل لإليزابيث ودانيال ليروا هذا الأخير متجمداً في مكانه.... لكنه حرك شفتاه ليقول بصعوبة " أ...أ..... أبي "

    نهض مارك بسرعة وتوجه لدانيال ليهز كتفه بقوة وهو يقول بلهفة " ما الأمر دان؟؟... أخبرني هل والدك هنا؟؟... ما الذي سمعته؟؟ "

    قال دانيال بصوت لا تخفى فيه الصدمة وهو يشير للخلف " أبي...... وتوم.... إنهما هناك على بعد بضع كيلومترات "

    ترك مارك كتفي دانيال وركض بأقصى سرعته في الاتجاه الذي أشار له دانيال وهو يصرخ " توم... توم... توم نحن هنا "

    نهض دانيال بنفس السرعة وحمل إليزابيث على ذراعيه ليركض فيها بينما ضربات قلبه تتسارع... وأفكار كثيرة تتصادم وتتخبط وتتداخل في ذهنه... وإليزابيث مصدومة لم تستطع حتى أن تنبس ببنت شفه.

    تبعتهما أنتا وريبيكا وهما تقولان " انتظرا لحظة "

    التفت توم تلقائياً لسماعه صوتاً مألوفاً جداً ينادي اسمه فنبض خافقه بأمل كبير وهمس وهو يهم بالركض " ما... مارك " بعدها صرخ بصوت عالٍ وهو يركض تجاه الصوت قائلاً " مارك... مارك نحن هنا "

    بعد دقائق يعلمها الله من الركض التقى مارك توم ببعضيهما فاعتصرا جسديهما بضمة شديدة حتى كادا يختنقان ثم قال توم بقلق وهو يتفحص وجه أخيه " مارك... مارك هل أنت بخير؟؟... اخبرني.... وجهك يبدو شاحباً "

    أومأ مارك برأسه وقال " أنا بأفضل حال.... صدقني... أنا فقط جائع " بعدها وضع كفه خلف رأسه وضحك بخجل وهو يسمع معدته تزقزق.

    ضحك توم وقال " كم اشتقت إليك يا أخي " بعدها ضمه ثانية بينما خرجت دمعة أخفاها بسرعة حتى لا يبدأ مارك بالسخرية.

    وصل السيد إدموند بعد توم وقف ينظر إليهما وبعد ثوانٍ وصل دانيال حاملاً إليزابيث بين ذراعيه فتوقف لما سمع أنفاس والده اللاهثة وأنزل إليزابيث على قدميها ليقف متجمداً غير قادر على التقدم خطوة واحدة أو يتحرك قيد أنملة.

    تحركت قدما السيد إدموند بتثاقل لتتجها نحو ابنه... وبعد أن وقف أمامه مباشةً مد ذراعه ليتحسس وجهه بكفيه وملامحه الجميلة.... لقد كان السيد إدموند أقصر من دانيال بعض الشيء إذ يصل رأسه لرقبته بالضبط..... قال السيد إدموند " دا... دانيال... أهذا أنت بني؟؟.... لا أصدق... كدت أفقد الأمل "

    لم ينطق دانيال بل ظل صامتاً يستمع لأنفاس والده ويحاول معرفة حالته النفسية وتفسير هذا التصرف بينما دس السيد إدموند أصابع كفه الأيسر بين خصلات شعر دانيال الناعمة وبيده الأخرى دفع مؤخرة رقبته لصدره وهو يقول " دانيال.... بني أنا.... أنا لا أستطيع وصف شعوري بعد رؤيتك... لم عليك أن تفعل هذا بي؟؟.... لم؟.... كدت أصاب بذبحة قلبية " قالها والدموع تتساقط من عينيه كما تتساقط قطرات المطر من بين ثنايا الغيوم الداكنة.

    تحركت ذراعا دانيال بشكل تلقائي لتضما السيد إدموند بينما جسده لا يزال متجمداً ووجهه مدفن بين ضلوع والده ودفئه يحرقه.

    مسح السيد إدموند دموعه وقال " مآبك بني لا تنطق؟؟ "

    أجابه دانيال بصوت متردد " أ.... أبي... لم؟؟... لم أنت هنا؟؟ "

    أبعد السيد إدموند رأس دانيال ثم أمسكه بشد بكفيه وقال " ما الذي تعنيه بقولك هذا بني؟؟..... أهم شيء بالنسبة لي هنا ولا تريدني بأن آتي؟؟ "

    رد عليه دانيال قائلاً بسرعة " لكنك يا أبي... "

    أغلق السيد إدموند فم ولده بكفه الأيمن ثم قال " هذا ليس وقت العتاب بني... اعلم فقط بأنك أهم شيء بالنسبة لي وليس غيرك.... لا شركتي ولا مالي.... أنت أهم حتى من حياتي... أحبك... أحبك بني "

    جاء صوت توم يقول " هيا سيد إدموند.... لا يمكننا البقاء هنا طويلاً فسيكاشفون أمر هروبهم بسرعة "

    أومأ السيد إدموند برأسه وهو يقول " هيا بنا.... السيارة تركن هناك " ثم سار وترك دانيال الذي لحقه بعد أن حوط خصر إليزابيث بكفه بينما الصدمة لم تفارق ثنايا وجهه الجميل.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 4274362961038115115




    *وأخيراً تحقق أمل أصدقائنا بالهروب الكبير من ذلك المكان
    *فماذا بعد الهروب؟؟
    *هل يعقل أن الرواية انتهت عند هذا الحد؟؟
    *أم أن هنالك المزيد من الأحداث المفاجأة؟؟
    *تابعوا البارت القادم معي لتعرفوا الإجابات الواضحة على هذه التساؤلات

    *مع أعطر تحياتي التي امزجها لكم بأرق القبلات
    guiltless girl

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 10:53 pm

    وهذا البارت لكم أتمنى انه يعجبكم






    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17022960301748460550


    قرأتم فيما سبق.......



    أغلق السيد إدموند فم ولده بكفه الأيمن ثم قال " هذا ليس وقت العتاب بني... اعلم فقط بأنك أهم شيء بالنسبة لي وليس غيرك.... لا شركتي ولا مالي.... أنت أهم حتى من حياتي... أحبك... أحبك بني "

    جاء صوت توم يقول " هيا سيد إدموند.... لا يمكننا البقاء هنا طويلاً فسيكاشفون أمر هروبهم بسرعة "

    أومأ السيد إدموند برأسه وهو يقول " هيا بنا.... السيارة تركن هناك " ثم سار وترك دانيال الذي لحقه بعد أن حوط خصر إليزابيث بكفه بينما الصدمة لم تفارق ثنايا وجهه الجميل.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17022960301748460550


    البارت الثلاثون

    " ما بعد الهروب "





    بعد السير لفترة وجيزة وصلوا لسيارة لكنهم قبل أن يركبوا سمع دانيال أصوات كثير من الرجال يستقلون سياراتهم على بعد بضع كيلومترات فقال بصوت عالٍ " هيا اركبوا بسرعة... إنهم قادمون خلفنا " بعدها جلس هو في المقعد الأمامي بجواره والده الذي يقود بينما ركب الخمسة بصعوبة بالخلف وسارت السيارة بسرعة كبيرة جداً.

    قال مارك بعد عدة دقائق بصوت مقطوع النفس " الهواء يا جماعة "

    ضحك الجميع خاصةً السيد إدموند ثم قال " يبدو بأنك مرح كثيراً مارك... هذا يفسر تعلق أخيك الشديد فيك وقلق أمك "

    التفت مارك لتوم وقال بسخط " لا تقل لي بأنك أبلغت أمي "

    هز توم رأسه نفياً وهو يقول " أبداً.... لكنها بدأت تقلق "

    تنهد مارك بارتياح وقال " جيد "

    قالت إليزابيث بصوت مقطوع النفس متألم " يا جماعة.... اعذروني لكنكم تكسرون عظامي "

    ضحك الجميع فقال دانيال وفي صوته ابتسامة واضحة " أتسخرون من حبيبتي؟؟... سوف أريكم " بعدها مد ذراعيه للخلف وقال " تعالي آلي... هنالك مساحة أكبر في الأمام "

    قال توم بثقة " لكنه لن يكفيكما "

    قفزت إليزابيث لتصبح بين ذراعي دانيال بعدها مرت من بين الكرسيين الأماميين وقبل أن تجلس التفتت لهم ومدت لسانها وقالت " لست سمينةً "

    تنفس مارك بارتياح وقال " آه... هذا أفضل... الآن من التالي " ثم نظر لأنيتا الجالسة بجواره بخبث وقبل أن تسأله عن السبب حملها ورماها على المقاعد الخلفية فسقطت وقالت بتألم " آآآآه... هذا مؤلم.... سوف ترى مارك" بعدها ضربت رأسه بكفها بقوة.

    ابتسم السيد إدموند وقال وهو يتطلع لهما من المرآة الأمامية " كفاكما لهواً لستما طفلين " بعدها نظر لإليزابيث وابتسم بحنان وهو يقول " بالمناسبة إليزابيث.... أنت جميلة جداً.... وبريئة... أفضل مما كنت أتمناه لابني بعشرات المرات "

    ابتسمت إليزابيث مع احمرار وجنتيها وقالت " شكراً لك سيدي "

    هز السيد إدموند رأسه وقال " لا داعي للرسميات يا ابنتي... نادني بعمي فقط "

    ابتسمت إليزابيث وأومأت رأسها إيجابياً وهي تقول في نفسها ( ما ألطفه.... سيسعدني بأن أكون بقرب هذا الشخص فهو كوالدي.... ابنتي... لم يناديني أحد بها من قبل.... ما أروعها )

    تغيرت نبرة صوت السيد إدموند للقلق عندما قال " دانيال... شكلك متعب جداً!!.... ووجهك مصفر!!... هنالك هالات سوداء تحت عينيك!!.... لم تكن لك يوماً هالات "

    وضع دانيال كفه الأيمن تحت ذقنه وأسند ذراعه على السيارة بينما وجهه مقابل للنافذة وهو يقول " ما الذي ظننته أبي؟؟... نحن هنا منذ ثلاثة أيام.... لم نأكل شيئاً... لم نشرب شيئاً.... ولم ننم جيداً.... وكل هذا وقد كنا تحت وطأة ضغوط وصدمات كبيرة... خاصةً أنا وآلي.... نحتاج فقط لنأكل ونستريح "

    تابع السيد إدموند النظر للطريق بشكل مستقيم وهو يقول " أنا حقاً آسف على ما حدث لكم "

    عم الصمت للدقائق قصيرة قبل أن يقول دانيال " أبي.... هل ترى أي سيارات خلفنا؟؟ "

    نظر السيد إدموند للمرآة الأمامية والجانبية ثم قال " لا شيء بني.... لم؟؟ "

    ضغط دانيال زر فتح النافذة ليخرج رأسه في ذلك الهواء البارد ويتطاير شعره الحريري بعدها أغمض عينيه وراح يركز على شيء وبعد برهة أدخل رأسه بسرعة وقال " أبي أسرع أرجوك.. هنالك ثلاث سيارات على بعد كيلومتر من هنا.... إنها تسير مختبئة خلف التلال "

    أسرع السيد إدموند ليصل عداد السير إلى 180 ميلاً في الساعة وبعد فترة وجيزة قال " أخبرني بني هل أسرعة السيارات؟؟ "

    أخرج دانيال رأسه من جديد ثم قال وهو يهز رأسه نفياً " لا.... إنها تبطئ.... هي لا تعرف مكاننا.... فقط أسرع لنتمكن من الخروج للشارع "

    أسرع السيد إدموند أكثر وساروا لربع ساعةٍ تقريباً وهم قلقين ومتوترين... وما إن خرجوا على الشارع سار السيد أفضل والسرعة زادت فتنهد دانيال وقال " لقد أضعناهم.... لا تقلقوا "

    زفر الكل بارتياح بعدها قال دانيال " أبي... إلى أين ستأخذنا؟؟ "

    أجابه السيد إدموند قائلاً بمنطقية " إلى المنزل بالتأكيد بني فلن كونوا في أمان إلا إن دخل هذا المجنون جوش إلى السجن.... وسيكون بيتنا بطبيعة الحال أأمن مكان فهو محاط بالحرس من جميع الجهات "

    صمت الكل لبرهة من دون أن يعلقوا إلى أن ضرب مارك جبهته بكفه بقوة وقال " لا أصدق.... لقد نسينا الأوراق مع أنها كانت أمامنا "

    نظر السيد إدموند إلى مارك من مرآة السيارة الأمامية وقال باستغراب " أي أوراق؟؟ "

    أنيتا " هذا صحيح.... الأوراق التي نستطيع من خلالها إدخال جوش ووالده إلى السجن... لقد تركها جوش لنا في الغرفة "

    ضرب دانيال السيارة بكفه وهو يقول بقهر " لا أصدق... لم علينا نسيان شيء بتلك الأهمية؟؟ "

    دست ريبيكا كفها في حقيبتها وبحثت إلى أن وجدت مجموعة أوراق مطوية فأخرجتها ونادت قائلةً " دانيال "

    التفت دانيال وقال " هل من شيء ريبيكا؟؟ "

    مدت ريبيكا ذراعها لتمسك بكف دانيال وتضع الأوراق فيه بحذر ثم قالت " هذه الأوراق الأصلية... تلك كانت نسخ مزيفة خدعكم بها جوش.... دعها معك "

    أمسك دانيال الأوراق ثم وضعهم في جيب معطفه وهو يقول " أين وجدتيها؟؟ "

    ريبيكا " لجوش خزنة صغيرة يضع فيها أشياءه المهمة والغالية.... وأنا الوحيدة التي تعرف مكان المفتاح.... ففتحتها وأخذت منها بعض النقود وتلك القداحة وسكين وهذه الأوراق "

    رفع مارك أحد حاجبيه ونظر إليها بطرف عينيه بخبث وهو يقول " بعض النقود؟؟ "

    أشاحت ريبيكا بوجهها بحنق ثم قالت " يمكنك أن تقول معظمها.... لم أبقِ له سوى ألف دولار "

    ضحك السيد إدموند وهو يقول " ليتكم وضعتم كاميرا لنرى وجهه عندما يكتشف بأن كل أغراضه الثمينة قد سرقت " ثم صمت لثوانٍ ليردف بعدها قائلاً " لم تخبروني كيف هربتم؟؟ "

    صمت دانيال لثوانٍ ثم بدأ يحكي له الحكاية كاملةً من الألف إلى الياء فقال السيد إدموند بعدما انتهى " أنا حقاً آسف لأجلكم "

    مارك " أهم شيء أننا سالمون "

    وصل الجميع للمنزل الذي كان قطعةً من الخيال... فقد كان متشحاً بلون ذهبي امتزج بلازوردي جميل أضفى عليه رونقاً جميلاً.... وقد كان كبيراً جداً أشبه بالقصور الفخمة محلاً من الوسط بشعار الشركة الذي كان على شكل دائرة نقش عليها D.E.K" " بطريقة فنية جميلة وقد كان تحت الشعار شرفة ضخمة تتدلى منها ستائر حريرية بيضاء توحي بالترف والثراء وهيكل المنزل الخارجي كان ممتلئاً بالثناياً بالكبيرة التي تحمل كل واحدة منها شرفة كبيرة تتدلى منها ستائر جميلة........

    ركن السيد إدموند السيارة فهمس دانيال لإليزابيث بقوله " إليزابيث... لقد وصلنا " بعدها ابتسم لأن إليزابيث كانت تغط في نوم عميق أشبه بنوم الأطفال في حضنه فحملها إلى الداخل حيث دخل الجميع وعلى وجههم علامات التعجب من ضخامة ذلك المنزل وجماله.

    كانت صالة الاستقبال قطعةً أخرى من الخيال فقد كانت مكسوةً بلون برونزي يميل بدرجةٍ كبيرة إلى الذهبي وفي طلائها ثنيات جميلة بشكل مبتكر وتجمعات قطع طابوق مرصوصة بشكل مرتب على الزوايا.... أما بالنسبة للطول فقد كانت طويلةً جداً تتدلى من سقفها أغلى أنواع الثريات المعمولة من الذهب والمرصعة بالكريستال والماس وفي آخر الصالة درج ذهبي اللون يدور بشكل جذاب مزيناً الصالة ومصعد أنيق بجواره .

    قال السيد إدموند موجهاً كلامه للخادمات " خذوهم إلى غرف مناسبة لهم ليستحموا ويرتاحوا وجهزن لهم ملابس تناسبهم " بعدها وجه كلامه للجميع قائلاً " سوف تكون وجبة العشاء جاهزة بعد ربع ساعة في تلك الغرفة " قالها وهو يشير لباب غرفة نصفه زجاجي ونصفه خشبي عريض يجر عند فتحه.

    أخذت الخادمة كل من مارك وتوم إلى غرفة لهم ولما دخلا كانت فخمةً مكونة من سريرين كبيرين فرمى مارك بنفسه على احد الأسرة وقال بفرح " واو هذا أشبه بحياة الملوك "

    ابتسم توم وقال " لا تعتد على هذا "

    أخذت الخادمة الأخرى أنيتا لغرفة وريبيكا لغرفة أخرى بينما صعد دانيال لغرفته التي اعتاد عليها منذ طفولته وعلى وجهه ابتسامة ساخرة وهو يقول بنفسه ( وكأنه ليس منزلي... من الغريب فعلاً أنني لازلت أدل الطريق ) بعدها فتح باب الغرفة وهو يشتم رائحتها التي تغيرت كثيراً عليه لكنه تجاهل هذا وأخذ إليزابيث لسريره ليضعها عليه ويغطيها بغطائه الناعم...... لم تكن غرفة دانيال فخمة ككل غرف المنزل بل كانت عادية جداً ذات طلاء أبيض وشرفة كبيرة تحتل وسط الجدار بينما يتربع سريره الكبير في الوسط يجاوره بمسافة ليست ببعيدة بيانو أسود جميل وفخم ولم تكن تلك الغرفة إلا تعبيراً عما يحمله دانيال من كره للمظاهر والترف المبالغ فيه.

    توجه دانيال للدولاب ليخرج منه منشفةً بيضاء ويتوجه لدورة المياه بكل هدوء ويغلق الباب خلفه.... بعد ذلك خلع ملابسه وتوجه ليقف تحت مضخ الماء ففتح الماء الساخن ووقف تحته..... كان البخار الخارج كثيراً ومع ذلك جسد دانيال كان لا يزال يرتجف فأيقن بأنها ارتجافه توتر وتعب وخوف فجلس على الأرضية تحت الماء ثم دس أصابع كفيه بين خصلات شعره الرطبة وأنزل رأسه ليفكر بعمق إلى أن هدأت أعصابه بعد فترة ليست بهينة فأكمل استحمامه وخرج وهو يرتدي منشفةً بيضاء قصيرة تصل لما فوق ركبتيه بقليل.... فاتجه نحو إليزابيث ليجلس بجوارها ويضع كفه الدافئ من حرارة الماء على وجهها البارد وهمس قائلاً " إليزابيث..... هيا استيقظي "

    فتحت إليزابيث عينيها الزرقاوات ببطء بعدها همست قائلةً " أين نحن؟؟ "

    ابتسم دانيال وقال بحنان " نحن في منزلي... وفي غرفتي بالتحديد.... لقد نمت بالطريق لهذا حملتك إلى هنا "

    حملت إليزابيث نصف جسدها العلوي بعدها رمت بجسدها على صدره العاري ثم قالت " لا أصدق بأن كل ذلك انتهى.... كان أشبه بالكابوس "

    ضم دانيال جسد إليزابيث الضعيف بيده اليسرَ وبيده اليمنى دفع رأسها لصدره أكثر ثم قال " أنت متعبة جداً إليزابيث..... هيا.... اذهبي لتستحمي فهذا سيساعدك "

    أبعدت إليزابيث جسدها عنه بصعوبة بعدها نهضت وقالت " أين هو؟؟ "

    ابتسم دانيال ثم نهض ليمسك بخصرها ويدفعها لدورة المياه بعدها ذهب هو ليستبدل ملابسه فارتدى بطالاً رياضياً ذا لون أسود وبلوزة رياضية واسعة ذات قماش ثقيل ذات لون رمادي منقوش عليها بعض الأرقام الكبيرة.

    انتهت إليزابيث من استحمامها فخرجت لتجد الخادمة أحضرت لها فستاناً طويلاً ذا لون أبيض ناصع وقماش ثقيل بعض الشيء فارتدته ونزلت بصحبة دانيال للطابق الأرضي.

    وعلى طاولة الطعام.......

    أكل مارك قضمة من طبقه ثم قال " أنتم تسرفون كثيراً بالطعام... وإلا كيف لسبعة أشخاص بأن يأكلوا طعاماً معداً لمائة؟؟ "

    ضحك السيد إدموند وقال " لقد ظننا بأنك سوف تلتهم حصتنا من الطعام لهذا أعددنا طعاماً كافياً لمعدتك "

    رفع مارك أحد حاجبيه بغرور وقال " ألا ترى رشاقتي؟؟.... إنني أحافظ عليها فلا آكل كثيراً "

    رد عليه توم وابتسامة في صوته " ليتني أستطيع تصديقك "

    ضحك الجميع عدا دانيال الذي ظل صامتاً مشغول البال... وبعد دقائق قالت أنيتا بقلق " إن إدارة المسكن سوف يقتلونني فأنا تغيبت عن العمل كثيراً بعدما كنت لا أفوت يوماً واحداً حتى أيام إجازتي "

    رفع دانيال رأسه وقال بصوت خافت نسبياً " هذا صحيح.... لقد نسينا أمر المسكن تماماً.... أكيد بأنهم أبلغوا الشرطة ليبحثوا عنا "

    ارتشف السيد إدموند من عصيره ثم قال " لا تقلق.... لقد اتصلت بهم وأخبرتهم بأنني سافرت معك أنت وإليزابيث وسوف نعود بعد عشرة أيام من ذلك اليوم.... أما أنيتا فقد بعثت لهم فاكس باسمها وفيه تقرير طبي يعفيها من العمل عشرة أيام.... ومارك أيضاً قدمت للبنك الذي يعمل فيه بطلب إجازة لنفس المدة وقد وافقوا "

    دانيال " هذا جيد "

    تنهدت أنيتا وقالت بارتياح " لقد أنقذتني سيد إدموند.... أشكرك بالفعل "

    ابتسم مارد وقال " لقد توليت كل شيء سيدي وغطيت الموضوع كلياً... شكراً لك "

    ابتسم السيد إدموند ببهتان وقال " وكيف لا أفعل وكل ما مررتم بع بسببي "

    ابتسم مارك ابتسامته المرحة المشهورة التي اعتاد الكل على محبتها ثم قال " ليس لك أدنى ذنب فيما حدث سيد إدموند.... الذنب كله ذنب ذلك المريض النفسي "

    أومأت أنيتا برأسها إيجابياً وقالت " هذا صحيح "

    مسح دانيال فمه بمنديل ثم وقف وهو يقول " عن إذنكم " وكاد أن يمشي لولا أن ذلك الصوت الناعم استوقفه لما قالت صاحبته " دانيال.... لقد انتهيت أيضاً.... خذني معك "

    وضع دانيال ابتسامةً باهتةً على وجهه ثم قال " هيا " فمد لها كفه الذي التقطته هي وسارت معه لتصعد السلالم وتتجه منها لغرفته.

    فتح دانيال الباب وسحب إليزابيث للداخل فقالت هذه الأخيرة " ألن أحصل على غرفة خاصة؟؟ "

    أمسك دانيال برأس إليزابيث ثم قبله وقال " ألا تريدين بأن تبقي معي؟؟ "

    ابتسمت إليزابيث وقالت " أريد هذا أكثر مما تتصور.... لكن لا يمكنني النوم معك في نفس الغرفة "

    قال دانيال ببساطة " يمكنني النوم على الكنبة "

    وضعت إليزابيث خصلات شعرها خلف أذنها برقة وقال " لا داعي بأن أضايقك "

    هز دانيال رأسه نفياً وهو يقول " أنت لا تضايقينني أبداً "

    ابتسمت إليزابيث برقة وهي تقول " ألهذه الدرجة تريدني بقربك؟؟ "

    ابتسم دانيال وقال " نعم "

    اقتربت إليزابيث من دانيال فضمته وهي تقول " إذن.... لا بأس "

    ضم دانيال إليزابيث أكثر إليه ليدفئها ويزيل الرعشة من جسدها الصغير ثم قال بنبرته الدافئة " أحبك... وسأظل بجوارك ما حيت "

    ارتعش قلب إليزابيث لسماع تلك النبرة وقالت بهمس " وأنا أيضاً " ثم لفت ذراعيها حول رقبته وأمسك هو بخصرها ليحملها ويضعها على السرير ثم رفع الغطاء وغطاها به وهو يهمس " نامي جيداً... سوف أكون على الكنبة التي بجوارك "

    أومأت إليزابيث برأسها وقالت " ليلة سعيدة "

    ابتسم دانيال وقال بنبرته الدافئة " لك أيضاً "

    ارتجف قلب إليزابيث في مكانه بقوة إثر سماعها لتلك النبرة الدافئة فوضعت كفها على قلبها وقالت في نفسا ( ما بي؟؟.... لقد اعتدت على وجود دانيال معي لكنه... يهز عالمي كلما كلمني بتلك النبرة.... كم أكره هذا )

    اتجه دانيال لدولابه وأخذ يخرج وسادته وغطاءه لكنه لاحظ أنفاس إليزابيث فابتسم وقال " ما بك؟؟ "

    استدارت إليزابيث ليقابل ظهرها دانيال وغطت رأسها وهي تقول بتذمر " أمر عجيب فهذا بالضبط نفس السؤال الذي كان يجول في ذهني "

    اتسعت ابتسامة دانيال وقالت وهو يجهز الكنبة لنومه " الجواب بسيط... أنتِ تحبينني "

    ردت عليه إليزابيث بعدم مبالاة " نعم نعم "

    جلس دانيال على الكنبة وهو يقول " لم لا تعترفين بالأمر؟؟ "

    زفرت إليزابيث وقالت بعصبية " هذا لأنني أكرهك والآن دعني أنام "

    استلقى دانيال على الكنبة وضحك بصوت عالٍ قبل أن يغمض عينيه ويخلد للنوم.






    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17022960301748460550







    " أغبياء.... أغبياءٌ أغبياء " قال تلك العبارة جوش بعصبية كبيرة وهو يركل أحد الكراسي الخشبية في ذلك المستودع فحطمها.

    ارتجف الرجال الواقفين أمامه إثر تلك الصرخة ففتح أحدهم فاه محاولاًً تفسير ما حدث لكن أوقفته صرخة جوش القوية لما فقال " إياك أن تنطق بحرف واحد.... إنكم أغبياء.... كيف تركتم مجرد عميان بأن يهربوا منكن أيها المبصرين.... والأسوأ... أن تلك الخائنة ريبيكا هربت معهم.... لقد فات الأوان الآن... انتهيت... أتعلمون ما معنى انتهيت.... معهم كل شيء ضدي.... شهادة الشهود وأوراق إدانتي.... كم أنتم أغبياء..... اغربوا عن وجهي الآن" ثم دس كفه الأيمن بين خصلات شعره الشقراء الرطبة بقهر بينما انصرف الرجال بكل خوف.






    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17022960301748460550












    برودة.... بل رعشة تجري في جسدها.... دموع غطت وجهها.... تركض ولا تدري أين تقودها قدماها.... المهم أن تهرب.... المهم أن تفر.... الظلام يعتم المكان كالعادة.... تسمع ضحكةً خبيثة وعاليةً تعرفها وتمقتها.... لا تحس بشيء حولها سوى الرياح التي تدفعها للخلف.... تدفعها للتراجع.... ما الذي يجري؟؟.... ما القصة؟؟

    فتحت عيناها الزرقاوات ورفعت جسدها على شهقة قوية.... أخذت تفكر فيما جرى فقالت بصوت مقطوع النفس " دا.... دانيال.... دانيال أين أنت؟؟ " لكن... لا مجيب سوى الصمت.... وقفت من مكانها لتتوجه للكنبة التي كان ينام عليها وأخذت تتحسسها لكن لا أحد.... بدأت أضلاعها ترتجف خوفاً فتراجعت لتجلس على السرير وتستند على التاج الخشبي الذي خلفه ثم ضمت ساقيها المرتجفتين إلى صدرها محاولةً منع نفسها من الانكسار ومنع عينيها م إخراج الدموع التي امتلأت بها وهي تقول في نفسها ( أين ذهب يا ترى؟؟.... لم عليه أن يختفي عندما أحتاج إليه؟؟.... ولماذا أنا خائفةً هكذا؟؟.... لقد اعتدت على رؤية الكوابيس.... لم أحس بأن هذا مختلف؟؟..... ألان جوش فيه؟؟.... آه كم أحتاج لأن أضم شخصاً وأن ألتجئ إليه )

    فتح باب الغرفة بصوت خافت جداً لدرجة أنها لم تسمعه ولم تنتبه له لكن الداخل لاحظ أنفاسها المضطربة فاقترب بسرعة ليجلس بجوارها ويقول بنبرة دافئة قلقة " إليزابيث.... إليزابيث هل أنت بخير؟؟ "

    رفعت إليزابيث رأسها وقالت بصوت مرتجف مقطوع النفس " دا.... دانيال " بعدها رمت بجسدها عليه دون سابق إنذار فاحتواها هو بين ضلوعه وهو يقول " ما بك حبيبتي؟؟.... لم أنت خائفة ومرتبكة هكذا؟؟ "

    حوطت إليزابيث رقبة دانيال بذراعيها وقالت بخوف " لقد رأيت كابوساً.... وعندما صحوت منه لم أجدك لهذا خفت كثيراً "

    ربت دانيال على ظهر إليزابيث بحنان وهو يقول بصوته الدافئ " أنا آسف.... لقد ذهبت لشرب الماء ولم يخطر ببالي أنك ستستيقظين.... أنا حقاً آسف "

    هزت إليزابيث رأسها نفياً وهي تقول " لا.... أنا فقط جبانة... أرجوك دانيال.... لا تبتعد عني.... ابق بجواري هذه الليلة "

    وضع دانيال ابتسامةً شاحبةً على وجهه وقال " كما تريدين " ثم استلقى بجوارها وهو لا يزال يضمها وغطى نفسه وغطاها بالغطاء وأخذ يتمتم بتهويده إليزابيث المفضلة حتى تنام... وقبل أن ترسل هذه الأخيرة إلى عالم الأحلام همست له بقولها " عدني بأنني سأجدك بجواري في الصباح "

    همس لها دانيال " أعدك " وتابع تمتمته إلى أن نامت فأغمض هو عينيه ليسافر بعيداً جداً.... إلى مكان منعزل عن المآسي والهموم.... مكان منعزل عن الكوابيس.... مكان لا يسكنه إلا هو... وتوأم روحه.....




    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17022960301748460550

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الأربعاء ديسمبر 08, 2010 11:01 pm

    على شان التأخير الي صار هذا البارت طويييل على شانكم ووايد أحداث فيه

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17811244051518737346

    قرأتم فيما سبق.........

    رفعت إليزابيث رأسها وقالت بصوت مرتجف مقطوع النفس " دا.... دانيال " بعدها رمت بجسدها عليه دون سابق إنذار فاحتواها هو بين ضلوعه وهو يقول " ما بك حبيبتي؟؟.... لم أنت خائفة ومرتبكة هكذا؟؟ "
    حوطت إليزابيث رقبة دانيال بذراعيها وقالت بخوف " لقد رأيت كابوساً.... وعندما صحوت منه لم أجدك لهذا خفت كثيراً "
    ربت دانيال على ظهر إليزابيث بحنان وهو يقول بصوته الدافئ " أنا آسف.... لقد ذهبت لشرب الماء ولم يخطر ببالي أنك ستستيقظين.... أنا حقاً آسف "
    هزت إليزابيث رأسها نفياً وهي تقول " لا.... أنا فقط جبانة... أرجوك دانيال.... لا تبتعد عني.... ابق بجواري هذه الليلة "
    وضع دانيال ابتسامةً شاحبةً على وجهه وقال " كما تريدين " ثم استلقى بجوارها وهو لا يزال يضمها وغطى نفسه وغطاها بالغطاء وأخذ يتمتم بتهويده إليزابيث المفضلة حتى تنام... وقبل أن ترسل هذه الأخيرة إلى عالم الأحلام همست له بقولها " عدني بأنني سأجدك بجواري في الصباح "
    همس لها دانيال " أعدك " وتابع تمتمته إلى أن نامت فأغمض هو عينيه ليسافر بعيداً جداً.... إلى مكان منعزل عن المآسي والهموم.... مكان منعزل عن الكوابيس.... مكان لا يسكنه إلا هو... وتوأم روحه.....

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17811244051518737346


    البارت الواحد والثلاثون


    " عودة الكابوس والمواجهة الأخيرة "



    فتحت إليزابيث عينيها ببطء ولاشيء غير الظلام كالعادة لكنها أحست بوجود شخص بجوارها فعرفت بأنه دانيال على الفور لهذا همست " دانيال "
    وضع دانيال كفه على ذراعها ومسح عليه ذهاباً وإياباً وهو يقول " هل استيقظتِ؟؟ "
    أصدرت إليزابيث صوتاً خافتاً يدل على ( نعم ) ثم قالت " هل ضايقتك؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " أبداً.... لقد ارتحت كثيراً "
    لا تدري إليزابيث لم احمرت وجنتاها فغيرت دفة الحديث بقولها " كم الساعة الآن؟؟ "
    أدار دانيال جسده ثم مد ذراعه ليضغط على زر الساعة فظهر صوت يقو ل" الساعة الآن... التاسعة صباحاً... وخمس دقائق.. وثلاث وثلاثون ثانية "
    وضعت إليزابيث كفيها على فمها وقالت " لا أصدق... هل هذا يعني بأنك كنت مستيقظاً منذ ثلاثة ساعات؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " تقريباً "
    احمرت وجنتا إليزابيث أكثر وقالت " يا لي من مغفلة وأنانية... لِم لم توقظني؟؟ "
    ابتسم دانيال من جديد وقال بنبرته الدافئة " لا تقلقي فأنا لم أمل لحظة من سماع نبضات قلبك وأنفاسك.... كما أن هنالك شيئاً آخر "
    رفعت إليزابيث حاجباها وقالت " وما هو؟؟ "
    استدار دانيال جهة إليزابيث ثم أسند رأسه على كفه بينما ذراعه مسندة على الوسادة بعدها ابتسم ابتسامةً عريضة أظهرت أسنانه المرصوصة البراقة ثم قال " هل كنت تعلمين بأمر تكلمك أثناء نومك؟؟ "
    ضربت إليزابيث رأسها بكلا كفيها وهي تقول " لا أصدق... لقد نسيت هذا الأمر تماماً " بعدها اعتدلت لتجلس بينما كفيها لا يزالان على رأسها الذي أنزلته وقالت بصوت مستاء " ما الذي قلته هذه المرة؟؟ "
    اتسعت ابتسامة دانيال أكثر فقال وهي واضحة في صوته " لقد نطقت اسمي عدة مرات.... وقلت أنك تحبينني "
    رفعت إليزابيث أحد حاجباها وهي تقول في نفسها ( إذاً هذا سبب مزاجك الرائق اليوم ) بعدها قالت " أيها اللئيم "
    ضحك دانيال بخفوت وقال " أشكرك "
    زفرت إليزابيث ثم قالت وهي تنهض " سأدخل لدورة المياه "
    استدار دانيال ليستلقِ على ظهره بينما كفيه خلف رأسه ثم قال وابتسامة عريضة مرسومة على وجهه " سوف أنتظرك "
    بعد أن انتهت إليزابيثدخل دانيال واستحم ثم ارتديا ملابسهما وخرجا من الغرفة ومنها نزولاً للطابق السفلي وبالتحديد لغرفة الجلوس وهناك كان الجميع جالساً حتى صديقات إليزابيث اللاتي قدمن من الصباح الباكر لرؤيتها فما إن رأينها حتى صرخن وركضن نحوها ليضمنها ويبكين بصمت.
    قالت أليكس وهي تجفف دموعها " لقد اشتقنا إليك "
    مسحت إليزابيث دموعها وهي تقول " وأنا أيضاً.... اشتقت إليكن... اشتقت لحياتي السابقة.... اشتقت للأمان " وبعد أن قالت تلك الكلمات تسابقت أنهار الدموع للخروج من عينيا الزرقاوات فضمتها أليكس واصطحبتها لتجلس على الكنبة بينما جلسن هن بجوارها.
    لاحظت ديانا ذلك الندب الطويل الذي يحتل وجه إليزابيث الجميل فقالت " من فعل هذا بوجهك الجميل آلي؟؟ "
    لمست إليزابيث الندب وقالت بنبرة غاضبة باكية " من غيره.... ذلك اللئيم جوش.... فعل بي هذا كما فعل المثل مع دانيال "
    لم يكن دانيال يستمع لحديثهن بل كان باله مشغول في أمر ما وقد بدا الأمر معقداً فقد كان يسند رأسه على كفه المسند ذراعيهما على ساقيه وقد كانت يداه ترفعان شعره لهذا كان الندب واضحاً فاختلست ديانا النظر إلى ذلك الندب وتحسرت على تشوه ذلك الوجه الجميل... لكنها سرعان ما طردت تلك الفكرة من ذهنها قبل أن يلحظها أحد فهي لا تريد أن تجلب سيرة تلك الحادثة القديمة من جديد فأشاحت بوجهها وهي تتمتم " ذلك السافل "
    وضعت أليكس كفها الأيمن على كفي إليزابيث اللذان كانا ممسكان بفستانها بينما دموعها تتساقط عليهما بعدها قالت " أخبرينا بكل شيء "
    بدأت إليزابيث تحكي لهم قصة خطفها من الألف إلى الياء وكانت ترغب في البكاء كثيراً لكنها أمسكت بنفسها وأكملت.
    وبينما كانت تتحدث قاطع الحديث صوت السيد إدموند وهو يقول " دانيال.... تعال لمكتبي "
    نهض دانيال وتبع والده للمكتب وهناك.........
    رفع السيد إدموند سماعه الهاتف ومدها لدانيال وهو يقول " هنالك شخص يود محادثتك "
    تقدم دانيال بخطوات مترددة نحو الهاتف ثم أمسك به وقال بصوت جامد " نعم " بعدها فتح عينيها على مصراعيهما وهو يسمع تلك النبرة التي لطالما كرهها بينما صاحبها بقول " اسمعني دانيال.... لا سلامات بيننا أو أي شيء... لديك شيء أريده... ولديك شيء غالٍ تود المحافظة عليه مهما كلفك الأمر.... أليس كذلك؟؟ "
    أومأ دانيال برأسه وهو يقول " هذا صحيح "
    رد عليه الشخص قائلاً " إذاً.... سلمني ما أريده... وأبقي لك ما تود المحافظة عليه "
    اشتدت ملامح دانيال وقال " لابد بأنك تمزح جوش "
    رد عليه جوش بصوت جدي أكثر " أبداً.... إن لم تعطيني ما أريده.... فأعدك.... حتى لو باعدت عني بعد الشرق عن الغرب.... فسوف أدمرها "
    صرخ دانيال بصوت حاد قائلاً " عش في أحلامك جوش.... وتوعد كما تريد فلن ينفعك شيء.... النقاش انتهى " بعدها صفق السماعة بقوة بالهاتف وأدار جسده بغيض ثم قال " أبي.... استدعِ رجال الشرطة للآن أرجوك.... واستدعِ المحقق أيضاً " بعدها خرج من المكتب بهدوء وكأن شيئاً لم يحدث فسارت أحداث كثيرة في ذلك اليوم لكن مع الأسف لم يعرف أحد منها شيئاً إلا الله….. وها هي الدنيا اتشحت بعباءة ليلها السوداء ومضى الوقت إلا أن دقت ساعة منتصف الليل فنزل دانيال بهدوء كبيرة متجهاً إلى مكتب والده الذي كان غاطاً في نوم على ذلك المكتب المتوسط المظلم بحيث لا ينيره سوى ضوء البدر الداخل من تلك النافذة الكبيرة.
    فتح دانيال الباب واتجه نحو والده ليهز كتفه ويقول بصوت خافت " أبي.... أبي استيقظ "
    فتح السيد إدموند عينيه ببطء ولما رأى ابنه قال بصوت خافت متسائل " بني؟؟ "
    رد عليه دانيال هامساً " أبي.... هل يمكنك الاتصال برقم جوش الذي اتصل منه في الصباح؟؟ "
    فتح السيد إدموند مصباح النور الذي بجواره بعدها ضغط على أزرار الهاتف ذا اللون الأسود ثم قال " لقد وجدته " بعدها ضغط زر الاتصال ليظهر صوت الأرقام وبعد انتظار دام لنصف دقيقة أجاب جوش فرفع دانيال السماعة بسرعة وهو يقول " إن كنت تريد ما لدي.... فغداً... قبيل بزوغ الفجر بساعة... عند نافورة الحديقة العامة "
    قال جوش بلهجة آمرة " وحدك "
    رد عليه دانيال بنفس الجمود قائلاََ " سوف أكون مع والدي وإلا كيف سأقود السيارة يا غبي "
    وضع جوش ابتسامةً جابية على شفتيه وقال " حسناً إذاً.... لا تتأخر " بعدها أغلق السماعة.
    وضع دانيال السماعة في مكانها ثم قال لوالده " الموعد غداً أبي... كن مستعداً "
    تطلع السيد إدموند إلى ابنه وقال " يجب أن يكون لديك خطة محكمة بني فجوش ذكي "
    وضع دانيال ابتسامةً جانبية استهزائية على شفتيه ثم قال " مهما كبر فسيظل طفلاً غبياً عديم الخبرة.... لا تقلق أبي.... فقط كن مستعداً "
    تحولت ملامح السيد إدموند إلى الخوف والقلق وهو يقول " وأنت بني.... هل أنت مستعد لتقوم بهذه المخاطرة الكبيرة "
    أشاح دانيال بوجهه وقال " كل هذا من أجل إليزابيث..... أنا مستعد لأن أبيع نفسي لأجلها " بعدها مشى خارجاً من الغرفة وتوجه للطابق الثاني باستخدام المصعد ومنه إلى أحد الغرف في نهاية الممر ولما وصل إليها طرق بابها بخفوت....
    فتح توم الباب وهو يفرك عينيه بنعاس ثم قال بصوت ناعس مستغرب " دانيال "
    لم تتغير ملامح وجه دانيال لما قال وهو يخفي كفيه بجيبيه " هل يمكنني أن أكلمكما لدقائق؟ "
    فتح توم الباب أكثر سامحاً له بالدخول وهو يقول " بالطبع " فدخل دانيال وجلس على سرير مارك ليوقظه بقوله " مارك.... استيقظ.... أريد تكليمك بأمر مهم "
    فتح مارك عينيه ثم حمل نصف جسده العلوي ليسنده على مقدمة السرير وهو يقول " ما الأمر دانيال؟؟ "
    أمال دانيال الجزء العلوي من جسده وجلس بصمت يفكر وهو خائف من إقحام هذين البريئين فيما يخطط له فقد أقحمهما بما يكفي سابقاً... لكن ما الحل فليس لديه أحد يثق به مثلهما فحسم أمره في النهاية وقال بتردد " أحتاج منكما خدمة... قد تكون خطيرةً لكنها ستضمن لكم السلام من جوش.... هل أنتما موافقين؟؟ "
    قال مارك بسرعة " بالتأكيد... سأفعل أي شيء لأتخلص من ذلك الخبيث " وأومأ توم برأسه إيجابياً.
    صمت دانيال مرةً أخرى ثم قال " إذاً.........................

    [size=21]روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17811244051518737346


    جاء اليوم التالي ومر على خير وإليزابيث لا تدري ما الذي يجري ولا تعرف عن الصراع الذي يدور في ذهن دانيال.... لا أحد بالضبط كان يعرف الخطة كاملة لأن هذا الأخير اكتفى فقط بتعريف الكل بأدوارهم ولم يذكر تفاصيل خطته لأي أحد.
    وفي الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل استلقى دانيال بجوار إليزابيث وضمها إليه بقوة كأنه..... كأنه يريد فقط أن يشبع جسده الضمئان من دفئها.... ويشبع حاسة شمه من رائحتها التي لم يشتم أجمل منها في حياته.... ويسد حاجة سمعه القوي إلى سماع ضربات قلبها وأنفاسها.... وصوتها تنادي اسمه وهي نائمة.... جزء منه كان يود النهوض وإكمال ما يخطط له.... وجزء آخر يود البقاء على تلك الوضعية للأبد.... وكل ذلك التناقض كان يربكه ويشل تفكيره.
    كان صراعه الداخلي قوي فدام إلى أن حلت الساعة الثانية بعد منتصف الليل فنزع جسده عن جسدها بصعوبة كبيرة بسبب نصفه الذي يريدها.... لكنه قاوم وارتدى ملابسه ثم خرج من الغرفة متوجهاً بعدها إلى مارك وتوم فطرق الباب عليهما ليجدهما مرتديين ملابس رياضيةً مريحة ومستعدين تماماً لما ينتظرهما.
    نزلوا للطابق السفلي فوجدوا السيد إدموند ينتظرهم.... فخرجوا بعدها من المنزل ليركبوا سيارة السيد إدموند السوداء المرتفعة وينطلقوا.
    كان السيد إدموند يقود ودانيال بجواره بينما توم ومارك بالخلف.
    قال السيد إدموند بقلق " أخبرني بما تفكر بني... لم توم ومارك هنا؟؟ "
    كان القلق واضحاً على وجه دانيال فقد كانت سبابة يده اليمنى تفرك شفته السفلى بينما يهز رجله اليمنى في مكانها... ولما انتبه لسؤال والده قال " ستعلم فيما بعد أبي.... لا أريد بأن أخبرك لأن قراءة وجهك سهلة جداً... وأنا أريد لكل شيء بأن يكون طبيعياً "
    لم يرد السيد إدموند بل أكمل تطلعه للطريق ولما وصلا لحديقة المدينة الواسعة دخلوا عبر طرقها بالسيارة إلى أن وصلوا لنافورة على شكل تمثال برج العذراء تصب الماء في بركة دائرية الشكل فوقفوا بجوارها والتفت دانيال لمارك وتوم وهو يقول " كما أخبرتكم يا شباب حسناً؟؟ "
    أومأ توم ومارك برأسيهما إيجابياً وهما يقولان " حسناً "
    خرج الجميع من السيارة ليقف السيد إدموند أمامها ودانيال بجواره بينما توم ومارك اختبئوا خلفها وما هي إلا دقائق حتى وصلت سيارة جوش المرتفعة ووقفت أمامهم بشكل مائل فخرج من السيارة ووقف أمامها وبجواره رجلين ضخمين كأنهما جدارين متينين لا ينكسران.
    قال جوش في نبرة آمرة " الأوراق لو سمحت "
    وضع دانيال ابتسامةً جانبية على وجهه وقال " لم أنت مستعجل؟؟.... ألا يوجد سلام أو كلام بعد كل ما حدث بيننا"
    رفع جوش أحد حاجبيه باستغراب وقال " هذا صحيح.... أخبرني كيف حال حبيبتي إليزابيث بعد فراقي... أو بالأحرى.... بعد الهرب مني؟؟ "
    اهتز الغضب في شرايين دانيال لكنه أبقى على هدوءه وقال " بخير.... بل بأفضل حال "


    [size=21]روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17811244051518737346[/size]

    شهقت تلك الشقراء الجميلة وهي تستيقظ من نومها مفزوعةً تبحث عن ضالتها....
    أين؟؟.... أين هو؟؟.... هل هو في الخارج؟؟.... لقد.... لقد رأيته في المنام.... رأيته بعينين مبصرتين يتأذى.... رأيته يخاطر بنفسه.... إنه ليس هنا.... لا مجال بخداع نفسي إنه ليس هنا.... لا أحس بوجوده في المنزل.... لا أحس بقربه.....
    خرجت إليزابيث من الغرفة ركضاً وهي تصطدم بالجدران وتصرخ بصوت مبحوح باكي مفزوع وفيه كل معاني الخوف " دانيال..... دانيال " لقد كانت حالتها هستيرية وصراخها يتعالى شيئاً فشيئاً فأيقظت به أنيتا وريبيكا النائمتين في سلام بغرفتيهما وكانت أنيتا أول المتوجهين إليها فضمتها وهي تقول بقلق واضح " ما بك إليزابيث؟؟.... أخبريني "
    هزت إليزابيث رأسها ودموعها كالسيول الجارية تحرق وجنتيها بلهيبها الحارق...بعدها صرخت بصوت مبحوح " دانيال... دانيال رحل يا أنيتا.... لقد رحل.... ولم يبق معي هذه الليلة كما وعدني.... لقد أخلف بوعده ورحل "
    ركضت ريبيكا نحو إليزابيث وهي تقول " ربما كان في دورة المياه أو ما شابه " بعدها ضمت رأسها إليها.
    هزت إليزابيث رأسها نفياً وهي تسند رأسها على كتف ريبيكا ثم قالت " لا هو ليس هنا.... لقد حلمت به.... رأيته يتأذى "
    ابتعدت ريبيكا عن إليزابيث وهي تقول على عجل " سوف أذهب للبحث عنه.... أنيتا أرجوك خذيها لغرفتها "
    صرخت إليزابيث بطريقة هستيرية قائلةً " لا " ثم قالت بصوت خافت نسبياً " أريد أن أنتظره في مكان آخر "
    أمسكت أنيتا بكتفي إليزابيث ثم أخذتها عبر السلالم للطابق السفلي حيث توجد صالة المنزل وأجلستها على إحدى الكنبات بينما إليزابيث تضم ساقيها إلى صدرها وشعرها يغطي وجهها وكانت تبكي بحرقة... وبعد دقائق من الصمت عادت ريبيكا وهي تقول بقلق متضح في صوتها الخافت نسبياً " إنها محقة.... إنه ليس هنا.... ولا مارك وتوم كذلك "
    ازداد بكاء إليزابيث بعد سماعها لكلام ريبيكا وقالت " لقد توقعت هذا.... لا دانيال... أين أنت؟؟ "
    نظرت أنيتا إلى ريبيكا بنظرة معاتبة بعدها التفتت إلى إليزابيث وأخذت تربت على ظهرها بحنان
    جلست ريبيكا على جانب إليزابيث الأيمن وأخذت تمسح على شعرها وهي تقول " اهدئي.... سوف يكون بخير " بعدها أمسكت بجهاز التحكم بالتلفاز وشغلته لتنار الصالة قليلاً ويظهر صوت بشري يهدي النفوس.



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17811244051518737346

    ابتسم دانيال ابتسامةً جانبية وقال " بالمناسبة... آسف على تهريب حبيبتك "
    هز جوش رأسه نفياً وهو يقول " لا تقلق.... كنت سأغيرها بكل الأحوال.... إن أرادها أحد منكما أو حتى ذلك الوسيم الذي كان معكم فلا تترددوا في أخذها "
    عض دانيال على شفته اليسرةَ بغيض وهو يقول في نفسه ( لا أصدق.... كيف؟؟.... كيف يتكلم عن فتاة.... عن إنسانة وكأنها دمية إن أصبحت قديمة أعطاها لمن أصغر منه؟؟.... إي قلب يمتلكه هذا الإنسان؟؟ )
    حاول السيد إدموند كسب الوقت فقد أيقن بأن هذا ما يسعى إليه دانيال فقال " بالمناسبة.... كيف حال والدك؟؟... سمعت بأنه غير راضٍ عن أعمالك المشينة "
    ابتسم جوش وقال " من يدري فأنا أيضاً غير راضٍ عن أعماله "
    رفع السيد إدموند حاجباه العريضان وقال باستغراب " ما الذي تقصده؟؟ "
    أخذ جوش نفساً عميقاً ثم قال " كما تعلم.... ليلة هروب الحمقى.... وكل لي والدي أعمالاً كثيرة إلى درجة أنني لم أجد الوقت للتنفس.... وجعلني مشغولاً حتى عن الاتصال والاطمئنان.... لقد ساعدهم على الهروب وهذا حقاً أثار غضبي "
    رد السيد إدموند بنبرة اتضحت فيها العصبية والغيظ " وماذا فعلت له؟؟.... اختطفته؟؟.... ملأت جسده بالندوب؟؟... أو ربما فعلتها وقتلته؟؟ " لم يخطط السيد إدموند لهذا لكنه كان غاضباً والكلمات خرجت بانفعال أكبر من اللازم.
    وضع جوش ابتسامةً جانبية على وجهه وقال " من يدري "
    التقط سمع دانيال القوي أصوات أسعدته وجعلته يبتسم..... بعدها أسند جسده على السيارة بارتياح وهو يقول والابتسامة لم تفارق وجهه " ما هذان الصنمان بجوارك؟؟ .... مجرمان؟؟.... هاربان؟؟ "
    ابتسم جوش ابتسامةً جانبية ثم وضع كفيه على كتفيهما وللعلم فقط كانا عريضان جداً وأطول من جوش بكثير... بعدها قال " تستطيع قول هذا.... لقد خيل لي بأنك ستستعمل ألاعيبك التافهة لهذا جلبتهم معي ليحطموا رأسك "
    ضحك دانيال باستخفاف وقال " أحقاً تخاف من أعمى لا يراك؟؟ "
    رفع جوش أحد حاجبيه وقال " قد يكون هذا الأعمى أذكى مما توقعت فقد تلقيت منه أكثر من طعنة.... وعلى كل حال لا يجب على المرء أن يستهين بأعدائه فحسبما أعتقد السلحفاة هزمت الأرنب لما استهان بها "
    رفع دانيال جسده بيديه ليجلس على الجزء الأمامي من السيارة وهو يقول " من الجيد بأنك تعرف كيف تقدر أعداءك.... لكن الناس يقولون أنه لا يمكنك أن تكون حذراً أكثر من اللازم "
    تلاشت الابتسامة من على وجه جوش ووضع ملامح الجدية على وجهه وهو يقول " ألن تعطيني الأوراق؟؟ "
    ابتسم دانيال ابتسامةً مبهمة لا يعرف أحداً مغزاها ثم مد كفه في جيب سترته الأيمن وأخرج ورقتان مطويتان على بعضهما ففتحهما ورفعهما لتكونا واضحتين لعيني جوش بعدها قال " هاهما.... هل تريدني بأن القيهما في النافورة "
    هز جوش رأسه نفياً وهو يقول " لا... أفضل الاحتفاظ بهما كذكرى للقائنا الودي هذا " بعدها تقدم نحو دانيال وهو يغني وهذا ما منعه من سماع أصوات كانت بعيدة بعض الشيء وما إن وصل إلى دانيال حتى اختطف الأوراق وراح يتحقق منها وهو لا يزال يغني وبعد أن تأكد منها التفت ليعود وهو لا يزال يغني والمفاجأة..... لم يجد أحداً ينتظره.....
    ضحك دانيال بصوت عالٍ وبسخرية ثم قال " حقاً جوش... ما الذي كنت تتوقعه من مجرمين؟؟ "
    أتاح سكوت جوش له السماع لتلك الأصوات فبسرعة التفت للتل الأخضر الكبير ليجد مئات الأضواء الزرقاء والحمراء المنبعثة من سيارات الشرطة التي تنزل منه بسرعة كبيرة فالتفت لدانيال وشرر الغضب يتطاير من عينيه وقال " منافق "
    اتسعت ابتسامة دانيال الجانبية فرفع رأسه بتفاخر وقال " أحزر ممن تعلمت هذا "
    بالطبع ركض جوش ليركب سيارته لكنه أحس بها تنخفض فجأة عن مستواها بعدما كانت مرتفعة فنظر بارتباك للعدادات وغيرها إلى أن قطعه صوت طرقات لزجاج نافذته فالتفت بسرعة ليجد مارك يبتسم ويلوح له بسكين صغيرة....
    هذا صحيح... لقد قام مارك وتوم بتمزيق إطارات السيارة بأسرع وقت بينما الجميع يتحادثون.
    ضرب جوش رأسه بكفيه وهو يقول " اللعنة " بعدها قال في نفسه ( أي عقل تمتلكه يا دانيال؟؟... أي دهاء هذا؟؟... حتى أنني لم أشعر بشيء )
    فتح مارك باب السيارة ثم تنحى ليمسك توم جوش من الخلف بعضلاته القوية ويوقفه أمام مارك بالتحديد فقال هذا الأخير وابتسامة في صوته " هل تريد الضربة الأولى دانيال أم آخذها منك؟؟ "
    رد عليه دانيال بقوله " أعطه ضربتين عني وعن إليزابيث "
    ضرب مارك وجه جوش بقوة مرتين وهو يقول " الأولى لدانيال... والثانية لإليزابيث " بعدا أعطاه ثالثة أقوى ثم قال " وهذه لي "
    أحس جوش في تلك اللحظة بالخزي... وبالضعف... أحس بأنه أضعف حتى من النملة.... أحقاً هذا شعور كل شخص أذيته.... أكان هذا شعورهم وهم مختطفين.....
    وصلت سيارات فحوط رجالها المكان بأسلحتهم لكن دانيال قال بصوتٍ عالي وهو ينزل من فوق لسيارة " لا تقلقوا... إنه عديم القوة الآن "
    وضع رجال الشرطة القيود حول معصمي جوش وقادوه للسيارة وبالطبع سوف يحاكم ويسجن لمدة طويلة ووالده كذلك.
    صافح توم ومارك دانيال وهما يقولان " إنك عبقري دان... أحسنت "
    ابتسم دانيال وقال " شكراً " بعدها ركبوا السيارة متجهين للمنزل.

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17811244051518737346

    توقفت إليزابيث عن البكاء وأخذت تئن بصوت خافت وانتظرت إلى أن.... فتح باب المنزل فالتفتت ريبيكا وأنيتا وهما مبتسمتان وقالت هذه الأخيرة بفرح " إليزابيث... لقد عاد دانيال "
    توقف دانيال عن السير وقال باستغراب " لم أنتن مستيقظات؟؟ "
    وبدون سابق إنذار ركضت إليزابيث لاتجاه صوت دانيال الذي تعشقه وقفزت لتصل إلى مستوى وجهه فلاقت شفتيها مع شفتيه والتفت ذراعها حول رقبته.
    فتح دانيال عينيه على مصراعيهما وعلامات التساؤل الدهشة والاستغراب تعلوا وجهه فما كانت إليزابيث لتسمع بحدوث هذا يوماً والآن هي تقدم عليه بنفسها وبكل جرأة.
    بعد لحظات ابتعدت إليزابيث عن دانيال ودموعها عادت للنزول وأخذت تضرب صدره بيديها وهي تقول " أين كنت؟؟... لقد أفزعتني... لا تفعل بي هذا مجدداً.... كم أكرهك أكرهك... قلت لك هذا سابقاً ولكنك لم تصدقني أكرهك "
    أوقف دانيال حركة ذراعي إليزابيث بيديه وهو يقول " كفى حبي كفى... سوف أخبرك عندما تستيقظين "
    ردت عليه إليزابيث بصوت باكي قائلةً " نعم اكذب علي مجدداً.... تريدني بأن أنام حتى أستيقظ ولا أجدك من جديد "
    أمسك دانيال وجه إليزابيث بكفيه ومسح دموعها بإبهاميه ثم قرب وجهه من وجهها كثراً حتى صارت المسافة بينهما أقل من أنش وقال " لن أرحل.... سوف أبقى بجوارك وسوف تجدينني بقربك لما تستيقظين.... أعدك "
    أشاحت إليزابيث بوجهها بحنق وهي تقول " ما الذي يضمن لي فقد أخلفت بوعدك مسبقاً "
    تقارب حاجبا دانيال وقال " ومتى أخلفت بوعدي؟؟ "
    أجابته إليزابيث بانفعال قائلةً " لقد وعدتني بأن تبقَ معي وبأنني سوف أجدك بجواري عندما أستيقظ لكنك رحلت وتركتني أشتعل من الخوف عليك "
    أمسك دانيال بوجه إليزابيث من جديد وقال " أنا لم أعدك بشيء هذه الليلة فلا تختلقي القصص "
    ابتعدت إليزابيث عن دانيال ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها بشكل طفولي وقالت بعناد " حسناً أنا لا أود النوم ولا أشعر بالنعاس لذا أخبرني الآن "
    أمسك دانيال بكف إليزابيث وقال بعناد أكبر " بلا أنت تشعرين "
    أفلتت إليزابيث كفها من كف دانيال وتوقفت فاضطر هو للوقوف والالتفات إليها لما قالت " وما أدراك أنت؟؟... هل أنت عقلي؟؟ "
    زفر دانيال بحدة وهو يقول " حسناً إذن أنا أشعر بالنعاس وأريد النوم "
    ردت عليه إليزابيث قائلةً بعفوية وبنبرة طفولية " وما شأني بك أنت اذهب للجحيم "
    اضطر دانيال للابتسام رغم قسوة كلماتها وقال وابتسامة في صوته " إن كنت سأذهب للجحيم كما تريدين فأنا أريدك ((( معي وبجواري ))) كما تريدينني ((( أنت ))) معك " وشدد على الكلمات
    زفرت إليزابيث وقالت باستسلام " حسناً " فأمسك دانيال بكفها وأخذها معه لغرفته وبينما كانت هذه المشاجرة تدور كان مارك وتوم يقصون ما حدث على ريبيكا وأنيتا ولو انتبهت إليزابيث لهم قليلاً بدل شجارها مع دانيال ومواجهة عناده الكبير لكان أفضل لها بكثير.



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17811244051518737346

    *ماذا بعد هذه المواجهة؟؟
    *هل ستكون هذه النهاية؟؟
    *أم أن أحداثاً كثيرةً سوف تتهاوى على أصدقائنا في كل مكان؟؟
    *قد تنتهي معظم الروايات بزواج العاشقين لكن......
    *روايتي لا
    *لن تتوقف عند هذا الحد ولن تتوقف
    *وسوف ترون بأعينكم كيف ستكون حياة إليزابيث مع دانيال
    *هل ستكون سعيدة؟؟
    *هل ستكون حزينة؟؟
    *ربما
    *لكنني أعدكم بأن عهداً جديداً سوف يبدأ لروايتي
    *ستنقلب الأدوار كما لم يحدث من قبل
    *سترون القوي يبكي
    *والضعيف ظالم
    *هل ستكرهون أبطالنا يا ترى؟؟
    *تابعوا معي وستعرفون معني الحزن الحقيقي

    مع تحيتي
    guiltless girl
    [/size]

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 09, 2010 12:23 am

    وهذا البارت واااااااااااااااااااااااااااايد راح تحبونه لأنه مفرح وحلو
    بس مثل ما عتدتوا علي

    الأحداث الحلوة ماهي الا هدوء ما قبل العاصفة

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 16525677101689684794




    قرأتم فيما سبق........


    ابتعدت إليزابيث عن دانيال ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها بشكل طفولي وقالت بعناد " حسناً أنا لا أود النوم ولا أشعر بالنعاس لذا أخبرني الآن "
    أمسك دانيال بكف إليزابيث وقال بعناد أكبر " بلا أنت تشعرين "
    أفلتت إليزابيث كفها من كف دانيال وتوقفت فاضطر هو للوقوف والالتفات إليها لما قالت " وما أدراك أنت؟؟... هل أنت عقلي؟؟ "
    زفر دانيال بحدة وهو يقول " حسناً إذن أنا أشعر بالنعاس وأريد النوم "
    ردت عليه إليزابيث قائلةً بعفوية وبنبرة طفولية " وما شأني بك أنت اذهب للجحيم "
    اضطر دانيال للابتسام رغم قسوة كلماتها وقال وابتسامة في صوته " إن كنت سأذهب للجحيم كما تريدين فأنا أريدك ((( معي وبجواري ))) كما تريدينني ((( أنت ))) معك " وشدد على الكلمات
    زفرت إليزابيث وقالت باستسلام " حسناً " فأمسك دانيال بكفها وأخذها معه لغرفته وبينما كانت هذه المشاجرة تدور كان مارك وتوم يقصون ما حدث على ريبيكا وأنيتا ولو انتبهت إليزابيث لهم قليلاً بدل شجارها مع دانيال ومواجهة عناده الكبير لكان أفضل لها بكثير.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 16525677101689684794






    البارت الثاني والثلاثون


    " استقرار "




    دخل دانيال برفقة إليزابيث إلى الغرفة واستبدل ملابسه فارتدى فنيلة بيضاء خفيفة وبنطالاً خفيفاً أيضاً باللون الرمادي بعدها استلقى على سريره بجوار إليزابيث التي ما إن غمرها دفئه وسمعت ضربات قلبه المنتظمة أغمضت عينيها الزرقاوات وغطت في نوم عميق.
    ابتسم دانيال وأطلق ضحكة خافتة جداً فقد صحت كل توقعاته وهاهي إليزابيث تنام قبله بكل ما في العالم من رقة وبراءة.... بعد ذلك أغمض عينيه لينام نوماً هنيئاً.

    فتحت إليزابيث عينيها لتشعر بجسد دانيال بجوارها وذراعه تحت ظهرها بينما كفه على خصرها.... صفت إليزابيث حنجرتها وقالت بصوت خافت " دانيال " وعندما لم تسمع أي إجابة أيقنت بأنه لا يزال نائماً فاستدارت ليصبح ظهرها مقابلاً له.... حاولت النوم من جديد لكنها لم تستطع فراحت تفكر فيما حدث ليلة أمس وكيف كان فزعها ورغبتها بأن يكون بجوارها...بعدها أتت على بالها تلك اللحظة... عندما ركضت إليه وقبـ.... قبلته.... يا إلهي.... كم أنت غبية يا إليزابيث…. كيف سمحتي لذلك بأن يحدث؟.... ماذا سيقول دانيال عندما يستيقظ؟؟.... هل سيناقش الأمر يبدأ بإحراجي؟؟.... أن أنه سينسى الأمر؟؟.... لكن هذا مستحيل فدانيال لا ينسى أبداً.... آه يال غبائي.
    كانت إليزابيث غارقة في التفكير وهذا ما منعها من ملاحظة حركة دانيال خلفها فانتفضت لما سمعته يقول " صباح الخير " فقالت وهي مذعورة " دانيال... لقد أخفتني "
    رفع دانيال حاجباه وقال بنبرة سخرية " ما ذنبي إن كنتِ تسبحين في بحر الخيال ولا تحسين "
    احمرت وجنتا إليزابيث قليلاً فقالت مدافعةً عن نفسها ومغيرة لدفة الحديث " تعبير رائع "
    أستند دانيال على كفه ليرفع رأسه فانسدلت بعض خصلات شعره الناعمة على عينيه ثم قال " أخبريني ما الذي كنتِ تفكرين فيه "
    كان ظهر إليزابيث مواجهاً لدانيال بحيث لا يستطيع الإحساس بحرارة وجهها عندما احمرت وجنتاها فاستغلت إليزابيث هذه النقطة وقالت محاولةً جعل صوتها طبيعياً " الكثير من الأشياء "
    ابتسم دانيال وقد عرف أنه وصل لمبتغاه فقال " مثل.. "
    إليزابيث " أيهمك إلى هذا الحد؟؟ "
    رفع دانيال حاجباه وابتسم وهو يقول " بالطبع..... أراهن بأن كل شخص يود الدخول لعقلك الطفولي ولو لمرة واحدة وها أنا ذا أحاول "
    تذكرت إليزابيث ما حدث بالأمس فقالت " كنت أفكر فيما حدث بالأمس... وأتساءل إن كنت ستخبرني بالقصة أم لا "
    اتسعت ابتسامة دانيال وقال " هل تقصدين عن سبب خروجي في ذلك الوقت المتأخر أم عندما عدت و.... "
    التفتت إليزابيث لدانيال وهي تحمل الوسادة فأخذت تضربه بها بكل ما أوتيت من قوة ودانيال يضحك من كل قلبه ويقول " ما الذي يغضبك؟؟ هذه هي الحقيقة "
    ردت عليه إليزابيث بصراخ " لماذا تفعل بي هذا دائماً؟؟... لن أكلمك بعد الآن " بعدها وضعت الوسادة وجلست معطيةً له ظهرها بينما هي تكتف يديها وتضم رجليها إلى صدرها بطريقة طفولية.
    ابتسم دانيال بحنان ثم نهض ليضمها من الخلف بشدة ويقول بصوت دافئ " آسف... كل هذا لأنني أحبك " بعدها قبل رأسها فقالت " أخبرني بما جرى فقط "
    صمت دانيال لبرهة ثم قال " حسناً " بعدها أخبرها بكل شيء من الألف إلى الياء ولما انتهى قالت إليزابيث بغضب " وكل هذا جرى من دون علمي؟؟ "
    أجابها دانيال بصوت خافت " لم أرد أن أقحمك في الأمر... ولم أرد إثارة قلقك "
    زفرت إليزابيث بحدة وقال " دانيال.... ألا تحبني كما قلت.... إذن لما تخدعني؟؟.... لما تكذب علي وتمثل بأنك بخير؟؟.... وأنا الحمقاء التي أصدق كل كلمة تقولها.... دانيال لا تشعرني بأنني عائق في طريقك.... أرجوك "
    قبل دانيال رأس إليزابيث من جديد وقال " إليزابيث أنا أحبك أكثر مما تتصورين..... وأنا أسف بشأن كذبي.... كل ما في الأمر أنني أحبك ولا أريدك بأن تتأذي... إليزابيث أنت لست ولن تكوني عائقاً في طريقي.... أنت حلمي.... وليس لي حلماً غيرك.... كل أحلامي السابقة تبخرت ما إن عرفتك.... حتى النظر.... لا أريده ولن أريده ما دمتِ بجواري... أنا أحبك... ولن أحب غيرك ما حييت "
    قالت إليزابيث بصوت خافت " دانيال... أنا أيضاً حبك.... وأنا أرجوك... اجعل لي دوراً مفيداً في حياتك " بعدها أمسكت بيده وقبلها ثم قامت لتدخل لدورة المياه بينما جلس دانيال يفكر في قولها ولما انتهت دلف هو بعدها بصمت ولما انتهيا خرجا لينزلا للطابق السفلي حيث جلست أنيتا وريبيكا والسيد إدموند على طاولة الطعام أما مارك وتوم فقد عادا لمنزلهما في الصباح الباكر بعد أن شكرا السيد إدموند على ضيافته.... ولما انتهى الجميع من الفطور عادت أنيتا للمسكن بينما رحلت ريبيكا إلي مكان لا أحد يعرفه أما دانيال وإليزابيث فقد بقيا بالمنزل يخططان لموعد عودتهما للمسكن.
    استدعى السيد إدموند دانيال إليزابيث إلى مكتبه وهناك جلس دانيال بجوار إليزابيث على كنبة سوداء طويلة بينما جلس السيد إدموند على الكنبة المقابلة لهما.... وبعد صمت دام لعدة دقائق قال السيد إدموند " دانيال.... كما تعلم... فإن مشكلة لوكاس وابنه انتهت... وأنا عن نفسي صفيت حساباتي مع كل أعدائي "
    أومأ دانيال برأسه وهو يحاول فهم ما يرمي له والده الذي قال بعد ذلك " هذا يعني بأن الخطر قد زال عنك "
    قال دانيال بهدوء غريب " ما الذي ترمي إليه أبي؟؟ "
    أخذ السيد إدموند نفساً عميقاً ثم قال بتردد " هذا يعني بأنك حر الآن لتخرج من المسكن.... سوف أقوم بعمل أوراق خروجك وتجميع حاجياتك منه اليوم "
    تضاءل بؤبؤ عيني إليزابيث إثر الصدمة وامتلأت عينيها بالدموع وهي تقول بنفسها ( إذاً.... هذه نهاية مطافنا... هذا صحيح.... فمن بداية الأمر أنا ودانيال من عالمين مختلفين.... هو ثري وعائلته مشهورة.... أما أنا فـ.... جذعاً مقطوعاً من شجرة.... لا... لا يمكنني منعه... لن أكون أنانية... أنا أحبه... ويكفيني هذا ) قاطع تفكيرها صوت دانيال لما قال بحزم " أبداً " فشهقت بصوت خافت من الصدمة بينما أفلتت تلك العبرات التي كانت تحبسها في عينيها لتتساقط بصمت وبلا أي إحساس منها.
    قال السيد إدموند باستغراب " ما الذي تقصده دانيال؟؟ "
    أخذ دانيال نفساً عميقاً ثم قال بثبات " لو قلت لي هذا منذ زمن لكنت طرت من الفرح... لكن الآن.. لا أستطيع... إن أهم شخص بالنسبة لي سوف يكون بالمسكن... ولن أحتمل البقاء بعيداً عنه ساعةً واحدة " بعدها التفت لإليزابيث ليمسك وجهها بكفيه ويمسح دموعها بإبهاميه وهو يقول بصوت خافت " أيتها الحمقاء... لقد قلت لك قبل قليل بأنك حلمي.... وبأنني مستعد للتخلي عن كل أحلامي بوجودك معي.... لم تبكين... أنا سأظل معك "
    قالت إليزابيث بانفعال " لا دانيال...لا تجعلني عائقاً في طريقك.... استعد حريتك ودعك مني " وقد كسر صوتها في أكثر من موضع في هذه الجملة.
    أغلق دانيال فم إليزابيث بكفه قبل أن تقول شيئاً آخر تافه بعدها قال بطريقة أنهت النقاش " إليزابيث.... هذا الأمر خارج عن النقاش حسناً... أنا لن أرحل إلى أي مكان بدونك وسأكون معك حتى لو كانت الجحيم وجهتك "
    ابتسم السيد إدموند وهو يرى ابنه الوحيد يضحي بكل ما لديه لأجل فتاة واحدة فقال " إن لم لا تخرجها؟؟ "
    التفت له دانيال وقال باستغراب " وكيف؟؟.... هذا لا يسمح إلا إن كنت فرداً من عائلتها أو زوجـ...." التمعت الفكرة في ذهن دانيال فابتسم وقال " هذا صحيح... أنت عبقري أبي "
    لم تفهم إليزابيث شيئاً فقالت بتساؤل " ما الأمر؟؟ "
    استدار دانيال جهة إليزابيث وقال وابتسامة مرسومة على وجهه " إليزابيث.... هل تقبلين الزواج بي؟؟ "
    ضحك السيد إدموند وقال " لم الاستعجال بني؟؟ "
    التفت دانيال للسيد إدموند وهو يقول " أبي أنت من وضع الفكرة في رأسي فلا تلم الآن إلا نفسك "
    أكمل السيد إدموند ضحكته وقال " لن أتذمر إذاً "
    استدار دانيال جهة إليزابيث وقال " ما إجابتك إليزابيث؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث وقالت " إن هذا لأغبى سؤال طرح علي يوماً "
    أمسك دانيال إليزابيث من خصرها ليرفعها ويدور بها وهو يضحك بفرح.
    ضحك السيد إدموند مطولاً ثم قال " إذن سوف يتم عقد قرانكما بعد أسبوع "
    بالطبع أبلغت إليزابيث صديقاتها ليفرحن معها وبالطبع أخذنها في جولات تسوق لا تنتهي واشترين لها كل شيء بمال كثير أعطاه السيد إدموند هدية لإليزابيث وشكراً لها لإخراج ابنه الوحيد من عزلته ولتنقية قلبه من كرهه لوالده.... أما بالنسبة لدانيال فما إن علم مارك وتوم حتى أخذوه لجولات تسوق كثيرة وفي كثير من الأحيان كانوا يلاقون إليزابيث وصديقاتها أثناء تسوقهن.... وما هو أسوأ لدانيال الذي يكره التسوق أن خبير أزيائه أو كما يدعوه دانيال ( مجنون التسوق ) كريستيان علم بالأمر فأخذه في جولات لا تنتهي ولن تنتهي من التسوق حتى أن دولابه لم يعد يتسع للملابس فاشترى دولاباً جديداً وضعه في غرفة أخرى جانبية لملابسه وملابس إليزابيث فقط..... وما ساعد على هذا هو جسد دانيال الأشبه بأجساد عارضي الأزياء وجسد إليزابيث الممشوق الجميل.
    ومع مرور الأيام قرروا إقامة حفل زفاف يليق بهما وبمقام عائلة دانيال فجرت التحضيرات على أكمل وجه فتكفل السيد إدموند ومنسقي الحفلات بتزيين المنزل وكريستيان وتوم ومارك تكفلوا بشراء أبهظ وأجمل البدلات الرسمية لأفضل مصممي الأزياء لدانيال.... وكريستيان بنفسه صمم أجمل فستان عرس رآه الجميع لإليزابيث.
    وها هو الوقت أتى فاتشح المنزل بأضواء الحفلات الفخمة فبوابة المنزل الحديدية الكبيرة امتلأت بأضواء بيضاء جميلة وما إن تفتح حتى تطل حديقة من أروع الحدائق التي تراها العين... فقد كانت مكسوة بفستانها الأخضر ولهى طريق من الوسط معبد بأحجار زاهية الألوان تعكس أنوار المنزل بأجمل الألوان وقد كان الطريق مناراً بأضواء بيضاء توصل لباب المنزل الكبير المكسو بروائع الأحجار الجميلة ولن أنسى شكل المنزل الخارجي المتحلي بأجمل الأضواء الذهبية التي تبرز لونه اللازوردي... ومن الداخل..... كان كحلم جميل في عالم الواقع.... فقد كان له طريقاً متشحاً بقماش غالٍ أبيض اللون متجهاً نحو السلالم التي غطت نفسها به وعلى جانبيه كراسي متشحة بالأبيض كذلك والثريات الذهبية المرصعة بأغلى الأحجار كانت تعكس الأضواء بأزهى الألوان الراقية... وفي وسط المنزل تكمن نافورة ذات هندسة غريبة وجميلة تثير عجب الناظرين لها.... وزينة الحفل كانت تغطي المنزل... أما كرسي العروسين فقد كان أبيض اللون جميلاً مكسواً بالزهور الحمراء الجميلة والبيضاء النقية وعلى جانبيه مزهريتان مزهوتان بأجمل ألوان الورود..... وما أضاف لمسة مميزة هو ذلك البيانو الأسود النادر الغالي الثمن المتربع في ركن مميز من أركان الصالة..... وكان هنالك العديد من الخدم المرموقين الذي يقدمون الشراب والحلويات اللذيذة الباهظة.
    مع حلول فترة العصر تهافت عدد كبير من الناس على الحفل... وكان عدد السيارات السوداء الفخمة لا يحصى وراح السيد إدموند يحييهم ويعرفهم على ابنه دانيال الواقف بجواره ولم يمض وقت كبيرة إلا وامتلأت الصالة برجال الأعمال ومشاهير الناس من جميع دول العالم وصديقات إليزابيث ولا أقصد بهذا أليكس وكات وديانا وأنيتا فقط بل جميع صديقاتها لتي كانت تعرفهن وزميلاتها في العمل سابقاً ورئيستها السابقة أيضاً... ولن أنسى ذكر حضور مارك وتوم ووالدتهما وجاك كذلك وكثير من أصدقائهم في المسكن وخاصةَ الصغار جيمس وجيسيكا وإيريك... باختصار كان الجميع موجوداً.
    ابتعد دانيال عن الناس قليلاً فهو غير معتاد عليهم على عكس والده فاتجه نحو البيانو وراح يتحسسه بأصابعه وهو واقف فما لبث إلا أن سمع صوت امرأة تقول " أهو لك؟؟ " فالتفت لها وقال " نعم "
    بالطبع دانيال لا يرى تلك المرأة لكنها كانت جميلةً جداً ذات ملامح حادة وشعر أسود مخملي طويل وبشرة بيضاء كالثلج وفستانا كان أحمر قاتم يوحي بالثراء.... وقد كان شكلها يوحي بأنها في أواخر العشرينات وأول الثلاثينات أي بعمر دانيال تقريباً.
    ابتسمت تلك المرأة وقالت " إنه نادر جداً.... هنيئاً لك به "
    ابتسم دانيال وقال " أشكرك "
    تلك المرأة " هل يمكنك العزف عليه؟؟ "
    جلس دانيال بهدوء بعدها وضع يديه على البيانو ليعزف أغنية (Beethoven ) الشهيرة (Fur Elise ) فالتفت الجميع لذلك اللحن الجميل وبدئوا بالسير تحت تأثير جاذبية ذلك الصوت الجميل والسيد إدموند الذي فتح فاه ما إن رأى طريقة انزلاق كفي دانيال على البيانو بطريقة انسيابية كانسياب الماء... بل كانت يديه كأنهما تسبحان بالماء.... كانت تلك المرة الأولى التي يعزف دانيال فيها بتلك الموهبة وبتلك الطريقة التي توحي بتأثير الفرحة عليه.
    ابتسم جاك من بعيد ثم همس لمارك بقوله " هذه هي الطريقة التي يعبر فيها دانيال عن فرحته... كم عزفه جميل"
    ما إن انتهى دانيال من عزف الأغنية حتى صفق الجميع بإعجاب وبعد أن هدأ الجو قالت تلك المرأة موجهةً كلامها لدانيال " لم أشك لحظة في موهبتك ما إن رأيت أصابع يديك الطويلة.... ما رأيك بأن تنظم لفرقتي لعازفي البيانو... سوف تصبح مشهوراً بدل أن تضيع موهبتك هباءً "
    ابتسم دانيال بامتنان ثم قال " أشكرك على هذا الإطراء يا آنسة لكنني تعلمت من حياتي بأن الشهرة لا تجلب إلا التعاسة والأعداء.... وأنا طوال حياتي كنت ضحية بسبب هذا... لهذا فأنا لن أضيع حياتي مرةً أخرى بسبب الطمع وأنا الآن لا أريد سوى أن أعيش حياةً هادئة مع زوجتي "
    ابتسمت المرأة وقالت " تبدو إنساناً صعب المراس.... أنا حقاً لا أستطيع لانتظار لرؤية زوجتك واكتشاف سحرها" قالتها وهي تهم بالذهاب.
    ابتسم دانيال وهو يهز رأسه بطريقة ( لا فائدة من الناس ) بعدها عاد ليعزف أغنية بيتهوفن الحزينة الشهيرة (Moonlight Sonata ).
    ابتسم مارك من بعيد وقال " ها قد عاد دانيال القديم... لقد خفت عليه للحظات "
    ضحك توم بخفوت وقال " ليس عيباً أن يعزف الإنسان الأغنيات الحزينة "
    قال مارك " نعم لكن ليس في ليلة عرسه "
    ضحك جاك بخفوت وقال " كفاكما ثرثرة إنها أغنية راقية وتناسب جميع أنواع الحفلات "
    هبط الليل الهادئ فغطى السماء بلونه المخملي الجميل ليزيد روعة أضواء الحفل فسمع الجميع صوت صفقات متكررة فصمتوا والتفتوا لها حتى دانيال توقف عن العزف.... كانت أليكس واقفةً أعلى السلالم وهي تقول بصوتٍ عاليٍ " انتباه يا جماعة.... سوف تدخل العروس الآن "
    التفت الجميع للسلالم ودانيال وقف من مكانه ليتجه لآخرها وابتسامة مرسومة على وجهه وما إن ظهرت إليزابيث حتى شهق لجميع لروعتها.
    كان فستان إليزابيث ناصع البياض طويل منفوش بطريقة جذابة جداً ومن ناحية الذراعين فإحداهما عارية والأخرى مغطى نصفها بقماش مطرز بأجمل التطريزات وقد كان مرصعاً بالماسات الملونة الصغيرة وحذاءها كان شفافاً بطريقة جذابة ليظهر قدميها البيضاوات الصغيرات بطريقة رقيقة.... أما شعرها فقد كان مرفوعاً بطريقة أبرزت جمال تقسيمات وجهها وقد كان مزيناً بطرحتها وكريستالات براقة تعلوها بينما تنسدل بعض الخصلات الناعمة برقة على وجهها.... وبالنسبة لوجهها فقد كانت عينيها مزينتين بظلال زاهية ناعمة أبرزت جمال عينيها الزرقاوات ومع بودرة زهرية أعطتها رقة لا توصف.... هكذا كانت إليزابيث بجوارها أليكس وكات يمسكن يديها وديانا وأنيتا كانتا تمسكان فستانها من الخلف كي لا يعرقل سيرها... وما إن وصلت حتى التقطها دانيال وقبل رأسها بحنان ثم همس " أنا لا أراك.... لكن شهق الجمهور وتهامسهم دليلاً كافياً.. لهذا..... تبدين جميلة "
    ابتسمت إليزابيث بخجل وقالت " إذن أنت تبدوا وسيماً "
    ابتسم دانيال وقال ليغيضها " أنا دائماً وسيم " بعدها سحبها ببطء ليسيرا أمام أعين الجميع إلى أن وصلا إلى كرسيهما....
    اتجه الجميع ليهنئوا إليزابيث وما إن اقترب مارك نحو أنيتا حتى همس " تبدين جميلةً جداً "
    ابتسمت أنيتا بخجل وقالت " أشكرك... وأنت أيضاً... تبدو وسيماً "
    شد مارك ياقته للأعلى بغرور وقال " أنا دائماً وسيم "
    ضحكت أنيتا بصوت خافت فمارك بالفعل دائماً وسيم لكنه في تلك الليلة كان يرتدي بذلة رمادية جميلة وباهظة أضفت عليه سحراً وتميزاً من بين الرجال خاصةً أنها تتماشى مع لون شعره البرونزي الممزوج بخصلات النحاسي وعينيه الخضراوات الواسعات.
    سارت بقية أحداث الحفل على خير لينتهي والجميع سعداء.
    لن أذكر المزيد لكنني لن أنسى أن أقول أن جاك خرج من المسكن بعد بضعة شهور عن طريق خالته أم مارك وتوم فقد استقرت في المدينة هي وولديها لأنهما أصرا على بقائهم في المدينة مع ابن خالتهم جاك ولأنهم تعرفوا على أصدقاء كثر وتحسنت علاقتهم مع دانيال وعرفوا والده وإليزابيث، وبعد فترة عمل جاك كمغنٍ في فرقة أنشأها مع توم ومارك وأحيانا أخرى كان يظهر في عروض بسيطة ليعزف الكمان منفرد وتزوج كات ما إن كون حياته وحسنها.
    أما أنيتا فقد ابتدأت معها قصة حب بريئة مع مارك وقد كانا يليقان ببعضهما كثيراً من ناحية المرح وروح الفكاهة وكانا يعيشان حياةً هادئة بعيدة عن كل المآسي التي لاقاها دانيال وإليزابيث.
    مرت سنة كاملة بكل ما في العالم من سلام وهدوء... كان الجميع سعداء فيها لكن..... هل ستدوم هذه السعادة يا ترى؟؟....... أم أن كارثةً ستحل بأصدقائنا؟؟....



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 16525677101689684794



    *كما قلت من قبل هذا ليس إلا هدوء ما قبل العاصفة
    *والأحداث القادمة لن تكون سلسة جميلة كما اعتدتم عليها
    *ما سيحدث سيهز علاقة دانيال وإليزابيث من جذورها
    *وسيحطم دانيال خاصةً
    *ماهي هذه الأحداث؟؟
    *تابعوامعي فما سيحدث غير متوقع


    *مع خالص تحيتي
    *وقبلاتي التي أمزجها لكن بعبق الزهور
    *guiltless girl


    *سؤال أتمنى أن يجيب عليه الجميع

    *ما هي توقعاتكم للأحداث القادمة؟؟
    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 09, 2010 12:30 am

    بسم الله الرحمن الرحيم

    آسفة على تأخيري وهذا البارت أتمنى انه يعجبكم


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17648192581772906038



    قرأتم فيما سبق.....


    وما إن وصلت إليزابيث حتى التقطها دانيال وقبل رأسها بحنان ثم همس " أنا لا أراك.... لكن شهق الجمهور وتهامسهم دليلاً كافياً.. لهذا..... تبدين جميلة "
    ابتسمت إليزابيث بخجل وقالت " إذن أنت تبدوا وسيماً "
    ابتسم دانيال وقال ليغيضها " أنا دائماً وسيم " بعدها سحبها ببطء ليسيرا أمام أعين الجميع إلى أن وصلا إلى كرسيهما....
    اتجه الجميع ليهنئوا إليزابيث وما إن اقترب مارك نحو أنيتا حتى همس " تبدين جميلةً جداً "
    ابتسمت أنيتا بخجل وقالت " أشكرك... وأنت أيضاً... تبدو وسيماً "
    شد مارك ياقته للأعلى بغرور وقال " أنا دائماً وسيم "
    ضحكت أنيتا بصوت خافت فمارك بالفعل دائماً وسيم لكنه في تلك الليلة كان يرتدي بذلة رمادية جميلة وباهظة أضفت عليه سحراً وتميزاً من بين الرجال خاصةً أنها تتماشى مع لون شعره البرونزي الممزوج بخصلات النحاسي وعينيه الخضراوات الواسعات.
    سارت بقية أحداث الحفل على خير لينتهي والجميع سعداء.
    لن أذكر المزيد لكنني لن أنسى أن أقول أن جاك خرج من المسكن بعد بضعة شهور عن طريق خالته أم مارك وتوم فقد استقرت في المدينة هي وولديها لأنهما أصرا على بقائهم في المدينة مع ابن خالتهم جاك ولأنهم تعرفوا على أصدقاء كثر وتحسنت علاقتهم مع دانيال وعرفوا والده وإليزابيث، وبعد فترة عمل جاك كمغنٍ في فرقة أنشأها مع توم ومارك وأحيانا أخرى كان يظهر في عروض بسيطة ليعزف الكمان منفرد وتزوج كات ما إن كون حياته وحسنها.
    أما أنيتا فقد ابتدأت معها قصة حب بريئة مع مارك وقد كانا يليقان ببعضهما كثيراً من ناحية المرح وروح الفكاهة وكانا يعيشان حياةً هادئة بعيدة عن كل المآسي التي لاقاها دانيال وإليزابيث.
    مرت سنة كاملة بكل ما في العالم من سلام وهدوء... كان الجميع سعداء فيها لكن..... هل ستدوم هذه السعادة يا ترى؟؟....... أم أن كارثةً ستحل بأصدقائنا؟؟....



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17648192581772906038




    البارت الثالث والثلاثون


    " بداية الألم "



    في مكان ما من سجن المدينة المركزي سار جوش في تلك الحديقة الواسعة الخالية من الزهور ليصل إلى هاتف السجن فحمل السماعة وأخرج ورقة بيضاء صغيرة كتب عليها رقم هاتف فاتصل به وانتظر لنصف دقيقة تقريباً إلى أن ظهر صوت امرأة من الجانب الآخر تتضح في صوتها الحدة والجرأة تقول " مرحباً "
    رد جوش قائلاً " إنه أنا ليزا هل عرفتني؟؟ "
    وضعت تلك الفتاة التي تدعى ليزا سيجارتها في فمها ثم أخرجتها وقالت وهي تنفث الدخان " وكيف أنساك؟؟ "
    جوش " اسمعيني ليزا... أريد منك خدمة "
    قاطعته ليزا بقولها " آسفة..لم أعد أقدم الخدمات للمساجين "
    قال جوش ببعض التوسل " أرجوك ليزا.... خدمة واحدة فقط... بعدها انسي اسمي إن كنت تريدين "
    ارتشفت ليزا رشفة من سيجارتها ثم زفرت الدخان بحدة لتقول بعدها " قل ما عندك "
    جوش " هل تذكرين إليزابيث سوان؟؟ "
    ليزا " هل تقصد إليزابيث كلون التي تزوجت ذاك الثري "
    صمت جوش قليلاً ليتذكر تغير اسم عائلة إليزابيث من سوان إلى كلون نسبة إلى اسم عائلة زوجها دانيال فقال " هذا صحيح "
    ليزا " ماذا بها؟؟ "
    جوش " أريك منك أن... "
    رفعت ليزا أحد حاجباها وقالت " هل أنت مجنون... هذه الفتاة وزوجها خطرين.... آسفة لن ألعب بالنار وأحترق كما فعلت أنت "
    قال جوش " أرجوك ليزا... لقد دمرا حياتي كما لم يفعل أحد من قبل "
    ليزا " إذن هذا انتقام؟؟ "
    جوش " أجل.... أريدها أن تتعذب.... وأريد لذلك التافه أن يتعذب كما لم يتعذب من قبلً "
    قالت ليزا ببعض الاستغراب " ألم تعذبه بما فيه الكفاية وتشوه وجهه الجميل؟؟ "
    قال جوش ببعض القهر والحدة " ليس كافياً... ذلك الحقير لا يفيد معه التعذيب الجسدي.... إن ما ستفعلينه سوف يسبب له عذاباً نفسياً خالداً "
    وضعت ليزا ابتسامة جانبية على وجهها وقالت بخبث " إذن.... لك ما شئت "





    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17648192581772906038



    " لا أصدق بأننا سنرزق بطفلة بعد شهر " قال تلك العبارة دانيال وهو يضع كفه الأيسر على بطن إليزابيث الكبير.
    كان دانيال وإليزابيث يجلسان في غرفة جلوس منزل السيد إدموند البسيطة وكانت هذه الأخير تقرأ كتاباً بينما الأول يدرس بعض صفقات الشركة.
    ابتسمت إليزابيث وقالت " كل شيء حدث بسرعة وها أنا الآن حامل بالشهر الثامن... من يستطيع تصديق هذا؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال بنبرته الدافئة " أنا "
    ضحكت إليزابيث برقة وقالت " وأنا كذلك "
    هذا صحيح.... كل شيء حدث بسرعة البرق وكانت تلك السنة التي مرت أروع سنة على دانيال وإليزابيث فقد امتلأت بالضحكات والابتسامات واللحظات السعيدة وها هما الآن ينتظران طفلة جميلة بالطريق ليبدآ حياتهما الأبوية كأي زوجان.
    لم تختلف علاقة إليزابيث ودانيال كثيراً عن السابق عدا أن حبهما يزيد في كل يوم وهما في قمة السعادة لأن لا خلافات بينهما ولا أي شيء من هذا القبيل.... فقط الحب والمودة.
    لن أنكر أن دانيال كان مترددا كثيراً في شأن إنجاب الأولاد فكل ما كان يخشاه هو أن يحمل ابنه نفس علته... العمى... لكن مع الكثير من الإقناع أجرى هو وإليزابيث الكثير من الفحوصات إلى أن أكدوا له أن نسبة انتقال علته لأبنه 1% فكما تعلمون انتقال هذه الصفات عبر الجينات أمر صعب خاصةً أنها ليست مورثة بل نتجت عن سوء حدث له في بطن أمه أي نتجت من تفاعل مع البيئة لهذا اقتنع بالأمر.
    قالت إليزابيث ببعض التملل " ما رأيك بأن نخرج دانيال فأنا أشعر بالملل "
    ابتسم دانيال ثم قال بنبرة شقية " قلت لك من قبل... أذهب معك حتى لو كانت وجهتك الجحيم "
    ضحكت إليزابيث وقالت " دع الجحيم لوقت آخر.... ما رأيك بان نذهب لشراء بعض الأشياء للصغيرة ثم نذهب للمشي والغداء في برج المدينة "
    رفع دانيال حاجباه وقال " فكرة رائعة كما أنك تحتاجين للمشي خاصةً في أشهر حملك الأخيرة.... لكن دعيني أنهي هذه الأوراق التي بيدي "
    وقفت إليزابيث بصعوبة وقالت " إذن سوف أسبقك لأبدل ملابسي حتى أتجنب تذمرك بشأن تأخري "
    [size=21]ضحك دانيال بصوت خافت بينما اتجهت إليزابيث للطابق العلوي باستخدام المصعد.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17648192581772906038




    وصل مارك بسيارته الرياضية ذات البابين فقط واللون الأصفر إلى الحديقة العامة فركنها على جانب وخرج منها ليلفت أنظار جميع الفتيات بجسده الممشوق ولباسه جميل فقد كان يرتدي بلوزة سوداء ذات أكمام قصيرة وسروال جينز بينما تزين صدره سلسلة ذهبية ذات طابع جذاب وحزام أسود جميل عليه كلمة كبيرة من الوسط باللون الذهبي تناسب تماماً مع لون شعره البرونزي الجميل وبشرته البيضاء ووجهه المثالي الذي زينته نظاره شمسية كبيرة ولا تنسوا أيضاً أنه أصبح معروفاً جداً كعازف لأغنيات الروك آند رول وهذا ما زاد الانجذاب إليه.
    جال مارك بناظريه إلى أن رأى تلك الفتاة الجميلة البيضاء ذات الشعر الأزرق والتي ترتدي فستاناً قصيراً بلونه وقبعة جميلة أضفت عليها نعومة وبراءة وقد كان تلك الفتاة تشتري المثلجات لها.
    ابتسم مارك ثم اتجه لتلك الفتاة ليضمها يقبل وجنتها وهو يقول " اشتقت إليك أنيتا "
    ابتسمت أنيتا بخجل قالت " وأنا أيضاً "
    قال مارك ببعض العصبية المصطنعة " ألن تشترين لي المثلجات؟ "
    ضحكن أنيتا وقالت " بلا اشتريت... انظر "
    نظر مارك للبائع يناوله مثلجات بنكهة الشوكولاه فقال بفرح وهو يأخذها " المفضلة لدي "
    ابتسمت أنيتا وبدأت بالسير محثةً له على السيد معها فسار وقال " أخبريني ما الأمر... لم قلت لي بأن آتي " بعدها قال بمكر " هل اشتقت لي؟؟ "
    أخرجت أنيتا له لسانها وقالت " غبي.... كنت أود تكليمك بشأن عملي "
    قارب مارك حاجبيه باستغراب وقال " ما به؟؟ "
    قالت أنيتا بعض التردد " سـ... سأستقيل منه "
    اتسعت عينا مارك ليقول " ماذا؟؟... لماذا؟؟ "
    أخفضت أنيتا رأسها وقالت " إنه يلزمني البقاء في المسكن ليل نهار ولا يمكنني قضاء الوقت معك... كما أن... كما أن المسكن صار موحشاً ومملاً من دون إليزابيث ودانيال وجاك.... لهذا... فأنا أفكر في تركه والبحث لي عن عمل آخر "
    قال مارك " لا أنيتا لا تتركيه... لولا عملك لما أمكننا التعارف على بعضنا ولما كنا على هذه الحال الآن... كما أن هنالك الكثير من المرضى بحاجة إليك.... لا أنيتا لا تتركي عملك.... أنا غير متضايق منه أبداً لأنني أستطيع زيارتك والبقاء معك دائماً "
    نظرت أنيتا لعيني مارك وقال " لكني أريد الخروج معك والتمتع بحياتي.... مللت من المسكن.... أحس بأنه صار كالسجن... وما زاد الأمر سوءاً هو خروج كل أصدقائي منه.... أحس بأن كلهم بنو حياتهم واستقروا إلا أن "
    صمت مارك لبرهة ثم قال " اسمعيني أنيتا.... إن هذا العمل يناسبك كثيراً.... لكنني علمت بأنك ستقولين هذا بعد فترة لهذا فقد سألت عن الأمر وقيل لي بأن الممرضات يمكنهن العمل من الساعة السابعة صباحاً إلى الخامسة مساءاً.... إنه وقت ممتاز أليس كذلك "
    ابتسمت أنيتا وقالت باستغراب " إنه كذلك... لكن كيف عرفت بأنها مسألة وقت فقط وسأسأم من عملي "
    صفى مارك حنجرته بغرور وقال " حاستي السادسة "
    ضربت أنيتا رأس مارك وقالت " لم تحمك حاستك السادسة مني " قالتها وهي تمد لسنها له
    ضحك مارك وقال " سوف أسامحك لأنني أحبك.... على كل حال اذهبي اليوم لتسوية أوراقك وسوف أحاول البحث لك عن شقة تسكنين بها "
    ابتسمت أنيتا ثم قالت " أشكرك " بعدها قبلت خده وركضت متجهة إلى سيارتها.
    ضحك مارك بخفوت قبل أن يتجه لسيارته ويسير بها.



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17648192581772906038



    دخلت إليزابيث إلى غرفتها وراحت تبدل ملابسها فارتدت فستاناً أبيض خاصاً بالحوامل تغلب عليه ورود زرقاء كبيرة ليناسب فصل الصيف الدافئ الجميل وقد كان الفستان بلا أكمام لهذا ارتدت فوقه كنزه زرقاء اللون وارتدت حذاءاً وحقيبة باللون الأزرق بعد ذلك وضعت عقداً بسيطاً جداً من الكريستالات مكون من حلقتين متصلتين ببعضهما كتب على إحداهما اسم إليزابيث والأخرى دانيال وبالطبع كانت ترتدي خاتم الزواج الذي كان مكوناً من ماسة واحدة شديدة الندرة إذ أنها كانت تعطي جميع الألوان لتظهر في لحظة زهري وفي لحظة أخرى بنفسجية وعادة قرمزية ولاشك أن دانيال دفع مبالغ طائلة لشراء تلك الماسة ووضعها على الخاتم.
    صعد دانيال بعد فترة قصيرة ليرتدي سروال جينز وبلوزة بيضاء اللون خفيفة جداً ومريحة وبالطبع كان يضع خاتم زواجه المرصع بكاملة بالماسات الصغيرة.
    بعد ذلك خرجا لينزلا للطابق السفلي حيث انتظرتهم خادمة صغيرة وجميلة وبسيطة تدعى فيرجي وقد كانت ترتدي ملابس خادمات راقية وقد كان يقف بجوارها حارس شخصي ليرافقهما.
    خرج الأربعة ليركبا سيارة سوداء فخمة يقودها سائق مرموق قاد بهم السيارة لخارج البوابة ومنها متجهاً للمركز التجاري.
    ضحكت إليزابيث بخفوت فقال دانيال وابتسامة على وجهه " ما الذي يضحكك إليزابيث؟؟ "
    ضحت إليزابيث من جديد وقالت " إنه لأمر غريب أن الجميع لاحظ تغير لكنتي بينما لم يلاحظ أي أحد منا "
    قارب دانيال حاجباه وقال باستغراب " لكنتك.... ما الذي تقصدين؟؟ "
    ضحكت إليزابيث وقالت " كانت لكنتي في السابق تميل إلى الأمريكية لكن بعد أن تزوجتك بت أتكلم كما تتكلم أنت "
    قال دانيال بلكنته البريطانية الأصلية " وكيف أتكلم أنا؟؟ "
    ضحكت إليزابيث من جديد وقالت " ماذا أقول.... بريطاني "
    ضحك دانيال فلطالما كانت لكنته أصلية نسبة للجميع ثم قال وهو يداعب أنفها " أليس هذا جيداً... لقد أرجعتك لأصلك "
    ضحكت إليزابيث وقالت " هذا صحيح "
    وصلت السيارة للمركز فأوقفها السائق بجوار مدخل المركز فخرج دانيال مع إليزابيث ليسير بجوارهما الحارس والخادمة وقد دخلا لعدة محلات ثم توجها للغداء ليعاودا بعدها التسوق وبالطبع لا أحتاج لذكر أن الخادمة فيرجي هي من كانت تصف لهما شكل السلعة التي يودان شراءها....
    بينما هم يسيرون في المركز قالت إليزابيث موجهةً كلامها لفيرجي " فيرجي... نبهيني إن مررنا بمحل يبيع شموعاً ووسائد "
    ابتسمت فيرجي وقالت " إنه على يمينك سيدتي "
    كان دانيال ممسكاً بكف إليزابيث فسحبها ليلتف ويتبع خطوات فيرجي ولما دخلوا للمحل الذي كان اللون الزهري والبرتقالي يغلبان عليه وقد كان مليئاً بالوسائد والشموع قالت إليزابيث " فيرجي.... دلينا على مكان الوسائد "
    ابتسمت فيرجي وقالت " كما تشائين سيدتي " بعدها سارت أمامهما ليتبعانها ودلتهما على مجموعة من الرفوف الكبيرة جداً والمليئة بالوسائد ذات الألوان الجذابة.
    مد دانيال كفه ليلتقط أول ما أمسكته يداه وقد كانت وسادة على شكل قلب حب مليء بالفرو الوردي اللون وقد كانت هنالك حروف غائرة وسط الفرو وقد كانت كبيرة لهذا سهل عليه قراءتها فابتسم وقال " هذه الوسادة جميلة "
    قالت إليزابيث " وما أدراك؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " قرأت ما كتب عليها "
    إليزابيث " وما الذي كتب؟؟ "
    اقترب دانيال من أذن إليزابيث ونطق الكلمات بلغة فرنسية متقنة " Je vous aime "
    قالت إليزابيث وهي ترفع حاجباها " وكأنني اعلم ما تعني "
    اقترب دانيال من أذن إليزابيث أكثر وهمي " إنها تعني.... أحبك "
    ابتسمت إليزابيث مع احمرار وجنتيها وقالت " إذن هي جميلة "
    ضحك دانيال وأكمل مع إليزابيث التسوق إلى أن انتهيا فخرجا من المركز التجاري وقت الغروب واتجها على برج المدينة العالي.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17648192581772906038



    لا تظنوا بأنني ذكرت الجميع ونسيت صديقنا المرح جاك لذا فسأحكي لكم ما الذي يجري معه وما حققه من نجاح باهر وقد حدث هذا قبل ليلتين من ذلك اليوم.
    في تلك الليلة الجميلة الصافية حيث النجوم التمعت كالماسات في السماء والقمر تربع كالملك بينها.... علت صرخات أعداد هائلة من الجمهور من بعيد منادين " جاك... جاك... جاك.. جاك " فظهر جاك من خلف ذلك المسرح الكبير المنار بأروع الأضواء وظهر خلفه بسرعة توم الذي توجه نحو الطبول ومارك الذي أمسك بقيثارته الحمراء اللامعة والجميلة وظهر من بعدها ثلاثة اثنان منهم يعزفون على القيثارة الالكترونية وواحد اتجه للبيانو فعلى صراخ الجمهور أكثر.
    قال جاك بصراخ " DO YOU WANA ROCK TONIGHT??"
    صرخ الجمهور بصوت عالٍ بقولهم " YEEEEEES "
    صرخ جاك مرة أخرى عبر المايكروفون " OKAY GUYS LET’S START OUR NIGHT AND ROOOOOOCK "
    صخر الجمهور مرة أخرى بصوت عالٍ ليبدأ مارك بالعزف مبتدءاً للحفلة.
    كانت الحفلة رائعة وجميلة شعر الجميع فيها بالحماس بسبب روعة عزف مارك وتوم وجمال وقوة صوت جاك الجميل وهذا ما حقق لهم نجاحاً باهراً وما زاد الجمهور انبهاراً هو أن جاك لا يرى وكان يؤدي على المسرح أفضل من كثير من المغنيين.



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17648192581772906038


    وصلت السيارة للبرج فقال دانيال موجهاً كلامه لفيرجي والحارس الشخصي " حسناً أشكركما اليوم على جهودكما لكنني لن أحتاج لكما الآن فأنا أعرف اتجاهات هذا البرج جيداً... يمكنكما الخروج للمشي وشراء أي شيء يلزمكما " قالها وهو يناولهما رزمة مليئة بالنقود.
    قال الاثنان معاً بامتنان " أشكرك سيد دانيال "
    ابتسم دانيال وخرج من السيارة مع إليزابيث ليصعدا للطابق الثالث من برج المدينة حيث كانت هنالك شرفة كبيرة مفتوحة تطل على حديقة ونافورة تحتها وقد كانت في غاية الروعة.
    اتجهت إليزابيث للشرفة وتبعها دانيال الذي حوط كتفها بذراعه وهو يبتسم بينما الهواء يبعثر خصلات شعره الناعمة.
    أخذت إليزابيث نفساً عميقاً ثم قالت " كم الهواء منعش "
    ابتسم دانيال وقال " كم أحب الصيف "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " وأنا أيضاً "
    ابتعد دانيال عن إليزابيث وهو يقول " انتظريني هنا آلي سأذهب لشراء المثلجات "
    أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول " كما تريد "
    لما أحضر دانيال المثلجات كان متوجهاً في طريقه لإليزابيث وقد كان على بعد عشرين خطوة منها تقريباً لما شعر بذلك الشعور...... شعر بان قلبه يختطف من مكانه.... وكأن.... وكأن وحشاً يغرس مخالبه في صدره مغتصبا ليخرج قلبه من بين شظايا روحه الأسيرة لذلك الحب الذي يغمر كل زاوية من زوايا جوارحه.
    ومع ارتجافه قلب دانيال سقطت المثلجات من يده ليتجه لأغلى ما لديه بأقصى سرعته لكن..... بعد أن سمع صرختها... صرختها المصدومة... صرختها المفزوعة.... صرختها التي تنادي اسمه بكل ما في العالم خوف " دانياااااااااااااال "..... أدرك بأنه.... أدرك بأنه فات الأوان......
    لكن الحب وما يفعل فقد اتجه وفي عقله كل معاني التهور وهي يحاول بأن يهوي بنفسه خلفها من ذلك العلو الكبير لكن الناس أوقفوه بكل قوتهم ولما انقطعت صرخاتها صرخ بعدها بصوت مصدوم.... محتار... خائف وملتاع " إليزابييييييييييييييييييييييييييييث "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 17648192581772906038


    *ما الذي حدث لإليزابيث بالضبط؟؟
    *ولماذا سقطت؟؟
    *وما هو أهم ما الذي سيحدث لها ؟؟
    *هل ستموت؟؟
    *أم ستعيش؟؟
    *وماذا سيحدث لدانيال الذي كاد أن يلقي بنفسه بسبب إليزابيث؟؟
    *يجيب هذا الجزء عن تساؤلات كثيرة ويترك أضعافها خالية تنتظر من يجيب عليها
    *فماذا ستكون الإجابات يا ترى؟؟
    *تابعوا معي البارت القادم من الحب الأعمى لتعرفوا الإجابة

    من حبي
    guiltless girl
    [/size]

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 09, 2010 12:34 am

    طبعاً هذا البارت ما راح يكون بطول كل البارتات راح يكون أقصر بكثير لكني حسيته راح يكون ثقيل على قلوبكم
    لأنه مو أي بارت عادي
    هذا هو البارت الي وعدتكم فيه
    هذا الي قلتلكم انكم راح تشوفون القوي يبكي
    ووعدي الثاني لما قلتلكم راح تشوفون الضعيف يأذي القوي ويضره قادم انشاء الله

    على شان جذي أبيكم أول شي تلتفتون يمين ويسار وورا.....على شان تتأكدون أنه مافي حد يمكم يقطع عليكم أو يزعجكم
    بعدين أبيكم تاخذون نفس عمييييييييييق
    بعدين تزفرونه

    وخلونا نبدا



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 12433971956274973



    قرأتم فيما سبق........


    لما أحضر دانيال المثلجات كان متوجهاً في طريقه لإليزابيث وقد كان على بعد عشرين خطوة منها تقريباً لما شعر بذلك الشعور...... شعر بان قلبه يختطف من مكانه.... وكأن.... وكأن وحشاً يغرس مخالبه في صدره مغتصبا ليخرج قلبه من بين شظايا روحه الأسيرة لذلك الحب الذي يغمر كل زاوية من زوايا جوارحه.
    ومع ارتجافه قلب دانيال سقطت المثلجات من يده ليتجه لأغلى ما لديه بأقصى سرعته لكن..... بعد أن سمع صرختها... صرختها المصدومة... صرختها المفزوعة.... صرختها التي تنادي اسمه بكل ما في العالم خوف " دانياااااااااااااال "..... أدرك بأنه.... أدرك بأنه فات الأوان......
    لكن الحب وما يفعل فقد اتجه وفي عقله كل معاني التهور وهي يحاول بأن يهوي بنفسه خلفها من ذلك العلو الكبير لكن الناس أوقفوه بكل قوتهم ولما انقطعت صرخاتها صرخ بعدها بصوت مصدوم.... محتار... خائف وملتاع " إليزابييييييييييييييييييييييييييييث "



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 12433971956274973



    البارت الرابع والثلاثون
    " المعاناة الحقيقية "



    سقطت قطرة ماءٍ باردة وسط تلك العتمة فأيقظت ذلك الوسيط بلمسها جبهته المتعرقة ففتح عينيه الزرقاوات بصعوبة وقال بقلق وفزع غير طبيعي " إليزابيث.... إليزابيث "
    أمسك شخص ما بكفه وهو يقول بنبرة مهدئة " أهدأ دانيال "
    التفت دانيال إلى ذلك الشخص وقال " توم.... أين هي؟؟.... أين هي إليزابيث؟؟.... وأين أنا؟؟ "
    أجابه توم " أنت في المستشفى... وإليزابيث.. "
    قال دانيال بقلق " ما بها؟؟ "
    فتح توم فمه ليتكلم لكن الحروف أبت أن تخرج فانتظر قليلاً ليحاول إعادة صوته لكن صبر دانيال نفذ فأمسك بكتفي توم وهزهما وهو يقول بنبرة رجاء " إليزابيث.... أين هي إليزابيث... أخبرني... توم أنا أرجوك.. هل حدث لها شيء؟؟ "
    قال توم بارتباك أكبر " إنها... إنها في غرفة العمليات "
    شد دانيال قبضتيه على كتف توم وهو يقول بعصبية وخوف غير معتادتين " ماذا؟؟... غرفة العمليات؟؟... ما الذي جرى؟؟... ومنذ متى وأنا هنا؟؟ "
    تدفق الكلام بسرعة من بين شفتي توم لما قال " لقد دفع شخص مجهول إليزابيث من الطابق الثالث من برج المدينة وقد أتاك انهيار عصبي من شدة الصدمة فنقلوك إلى هنا وقد أتانا اتصال من والدك... أما إليزابيث فهي بحالة حرجة جداً في غرفة العمليات وأنت هنا منذ ربع ساعة تقريباً "
    ترك دانيال كتفي توم وأنزل رأسه ويداه ترتجفان بشدة... امتزجت كل المعاني... اختلطت كل الأقدار... خوف... قلق... صدمة.... صرخات بكاء مكبوتة.... كيف لا؟؟... كيف لا وحب حياته في خطر؟؟.... كيف لا وحب حياته تصارع الموت في غرفة باردة قاسية... وحيدة... لا حب بجوارها ولا حنان... ولا جسده يغمرها؟؟.... أخبروني كيف لا بالله عليكم؟؟....
    وقف توم وأمسك بكتفي دانيال بشدة محاولاً عبثاً بث شيء من الثبات إليه فانتفض هذا الأخير ورفع رأسه فكانت عيناه مليئتان بالدموع... بدموع مكبوتة وجدت وقتها المناسب لتخرج.
    قال توم بخوف وهو يشعر بالذنب لإخباره " دانيال "
    قال دانيال بصوت مرتجف يتضح فيه الجهد المبذول لإبقاء نبرة صوته هادئة " خذني لها... أريد بأن أكون بجوارها "
    توم " لا يسمح فهي بغرفة العمليات "
    صرخ دانيال وقد بدأ يفقد صوابه لما قال " قلت خذني إلى غرفة العمليات... لا يهمنِ... سوف أبقى بالخارج "
    أومأ توم برأسه وهو يقول " حسناً " بعدها ساعد دانيال الذي ما إن وقف حتى انتابه دوار شديد لكنه شد على نفسه وسار متجهاً للخارج... ولما فتح الباب.. وقبل أن يتقدم بخطوة واحدة أتت ممرضة وهي تقول " آه من لجيد بأنك استيقظت سيد كلون... الطبيب يريد رؤيتك بأسرع وقت "
    أعاد دانيال الهدوء إلى نبرة صوته وهو يقول " خذيني إليه "
    أومأت الممرضة برأسها وأمسكت بذراع دانيال لتسير به لكنه أوقفها وقال " فقط سيري أمامي "
    استغربت الممرضة وسارت أمامه ليتبعها هو وتوم بهدوء إلى ان وصلا إلى أمام غرفة العمليات بالضبط حيث يقف الطبيب فركض دانيال نحوه وقال بقلق " ما الأمر دوكتور؟؟.... قلي ما الأخبار "
    أخذ الطبيب نفساً عميقاً ثم قال " سيد كلون... يؤسفني القول بأن زوجتك وطفلها في حالة حرجة جداً... وللأسف لن نستطيع إنقاذ الاثنين معاً "
    ارتجفت الدموع المنحشرة في عيني دانيال فقال بصوت مرتجف " أخبرني بالضبط ما الذي تقصده... هل حدث شيء خطير لأي منهما؟؟ "
    هز الطبيب رأسه نفياً وهو يقول " كما قلت لك سيد كلون... واحد منهما لن ينجو... ونحن نطلب منك الاختيار بأسرع وقت.. الطفل... أم السيدة كلون "
    هل... هل يطلبون مني الاختيار؟؟...هل يطلبون مني الاختيار بين زوجتي... حب حياتي... عمري كله.... المرأة الوحيدة التي استطاعت أن تمس قلبي برقتها ونعومتها.... وابنتي... ابنتي التي حلمت فيها منذ وقت طويل.... ابنتي التي بت أحلم فيها حتى في يقظتي... أسمع صوتها في خيالي... أسمع أنفاسها... أحس بنعومتها....
    كل تلك الأحلام أخذت تتلاشى في ذهن دانيال مع تلاشي الثواني... واحداً... واحداً... فانهمرت الدموع من عينيه من دون أي شعور منه.... إنها أول مرة يبكي فيها.... لقد علمته إليزابيث البكاء.... والآن ترحل بدون أي سبب... ترحل وتتركه.... تتركه واقفاً في ذلك السواد وحده... جسد بلا قلب.... ومن أين له بالقلب وهو ملك لها؟؟... من أين؟؟..........
    قال الطبيب بقلة صبر " سيدي... أعلم بأن الأمر صعب لكن عليك الاختيار بسرعة فالوقت يداهمنا "
    لم يكن الاختيار بالتحدي الصعب لدانيال فقال " إليزابيث.... أختار زوجتي "
    أومأ الطبيب برأسه ثم قال " لكن هناك احتمال 75% ألا تنجب زوجتك مرة أخرى... كما أن هنالك مخاطرة كبيرة "
    قال دانيال بسرعة " لا يهم " من يريد الأطفال وليس لديه من يربيهم معه... كانت تلك تكملة الجملة التي قالها دانيال لكن غصة في حلقه منعته فهوى على الأرض ووضع كفيه عليها طالباً منها الدعم ودموعه كانت تسقط عليها بغزارة كما لم يحدث من قبل... سمع صوت إليزابيث يهمس في أذنيه فالتفت ولم يجد إلا السواد... فصرخ قلبه ألماً من المعاناة وما في القلب إلا على اللسان فصرخ بصوت مرتجف باكي مكسور " إليزابيث.... إليزابيث.. إليزابيث " وأكمل في همس مبحوح " إليزابيث.. إليزابيث… إليزابيث... "
    حضر السيد إدموند وسمع كلام الطبيب فنزلت دمعة حارقة على وجنته وراحت شفتاه ترتجفان حزناً... كيف لا؟؟... كيف لا وهي كل ما يهم ابنه؟؟.... كيف لا وهي ابنته؟؟..... وكيف لا وهي من أعادت البسمة لشفاهه وشفاه ابنه؟؟.... كيف لا؟؟؟؟؟.............
    عض السيد إدموند على شفتيه بقوة محاولاً استعادة هدوءه واتجه لدانيال ثم نزل لمستواه ليضع كفيه على كتفيه لعله يمنحه بعض الثبات وقال له بصوت لم تخفى فيه الرجفة والحزن " بني دانيال.... هون عليك... اصبر.... إنه مجرد اختبار وابتلاء من الله.... اصبر وسوف تفرج إنشاء الله.... فقط اصبر فالله مع الصابرين "
    أمسك دانيال بكفي والده والتفت له بعينين ملأتهما الدموع التي تسيل بلا توقف على وجنتيه وقال بفزع وعدم تصديق " أبي إليزابيث " وغصة أخرى في حلقه منعته حتى من أخذ نفسه.
    ربت السيد إدموند على كتفي دانيال وضمه وهو يقول " أعلم... أعلم بني... أعلم.... لا داعي بأن تشرح لي فأنا والدك... أنا والدك... وأنا معك.... أعدك بأنني لن أتركك كما فعلت من قبل... أنا معك " قالها والدموع تتساقط من عينيه... وبعد فترة ابتعد ليرى منظراً لم يتخيل أنه سوف يراه يوماً.... رأى ابنه دانيال يجلس ثانياً قدميه محدقاً في الفراغ الذي يملأ عينيه فمنعهما من التلألؤ كالسابق.... وظل.... وظل.... وظل على تلك الوضعية لوقت لا أحد يعلمه بينما الأفكار السوداء تنهش في عقله وروحه... وتغرس أنيابها مغتصبة فيه.
    وفجأة نهض ببطء ليتجه بشكل محطم كلياً جهة الجدار... فاستدار ليسند ظهره عليه وينزلق ليجلس على الأرض بينما هو ثانٍ ركبتيه لتصلان لمستوى صدره وأخفض رأسه ليغطي شعره الناعم عينيه اللازورديتين اللتان راحتا تذرفان الدموع بلا إحساس.... وبين همساته المحطمة عنوانها إليزابيث همس " إليزابيث... إليزابيث.... إليزابيث ابقي معي أرجوك.... إليزابيث لا تتركيني وحدي أنا أتوسل إليك.... إليزابيث "
    مر قطار الزمن ليرجع بذاكرة دانيال إلى ذلك اليوم الجميل حيث تلألأ قمر حبهما وسط السماء الصافية... لم يكن يراه بالطبع... لكنه كان يحس بجماله... يحس روعته... فهو كان كجميلته الجالسة على السرير بشكل مستقيم ومغمضة عينيها البريئتين وواضعة يدها الرقيقة على بطنها بينما تفكر.... فجاء هو وطبع قبلة على عينها اليمنى وجلس بجوارها ليقول بفرح " ما الذي تفكر به حلوتي؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث بنعومة لتقول " كنت أفكر... إن جاءنا صبي فماذا سنسميه؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " ليس لدي أدنى فكرة... ماذا عنك؟؟ "
    صمتت إليزابيث لبرهة وقالت " كنت أفكر في اسم جاسبر... ما رأيك؟؟ "
    هز دانيال رأسه ببعض الاقتناع وقال " تقليدي لكن جميل "
    ابتسمت إليزابيث في خجل وقالت " أتمنى بأن يشبه والده بكل شيء "
    داعب دانيال انف إليزابيث وهو يقول " ألا تريدين بأن يشبهك في شيء؟؟ "
    ضمت إليزابيث دانيال بقوة وقالت " لا أدري.. لكني أريده بأن يأخذ شجاعتك وثباتك وهدوءك... جرأتك ولطفك"
    لف دانيال ذراعه حول إليزابيث وقال " وماذا عن الشكل؟؟ "
    إليزابيث " أممممم لا أدري... لا أريده بأن يكون بوسامتك كي لا يضايقنه الفتيات "
    ضحك دانيال ثم قال وابتسامة في صوته " أو كي لا يضايقن حبيبته "
    ضحكت إليزابيث وقد علمت بأنه يقصدها ثم قالت " نقطة مهمة "
    عاد دانيال للواقع المرير وهو يهمس بألم " إليزابيث.... إليزابيث "
    عاد قطار الذاكرة به مرة أخرى لذلك اليوم الجميل الآخر لما خرج هو وإليزابيث من غرفة الطبيب فقالت إليزابيث بفرحة " والآن بعد أن كشفت التحاليل عن جنس الطفل فماذا ستسميها؟؟ "
    فكر دانيال لثوانٍ ثم قال " ما رأيك بإيزابيلا؟؟... حتى يكون اسمها مشابهاً لأسم والدتها؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " أحب اسم إيزابيلا كثيراً "
    حوط دانيال إليزابيث بذراعه وهو يقول " وأنا كذلك "
    عاد دانيال للحاضر مرة أخرى وهو يحرك رأسه يميناً وشمالاً ويصدر أنة ألم ووجه ويهمس مرة أخرى " إليزابيث.... إيزابيلا " بعدها وضع كفيه على رأسه وخلل أصابعه بين خصلاته الناعمة ليشد قبضته عليها ويخفي وجهه بين ساقيه وهو يئن بصوت مسموع ويصرخ كذلك بصوت مرتجف ودموعه لم تجف من ساعتها ويقول في نفسه ( لم؟؟... لم كل تلك اللحظات الجميلة مضت بسرعة؟؟.... لم؟؟.... ضللت أعاني مدة طويلة.... والدي... جوش.. ولم أهنأ بحياتي إلا سنة واحدة... ظننت بأن هذه السعادة سوف تكون أبدية.... لكن.... لكن آه... ها أنا أرجع للتعاسة والحزن... أرجع إلى الألم والمعاناة.... بالله عليكم أنا لا أبالي بنفسي.... افعلوا بجسدي ما تشاءون... لكن دعوني أعيش مع إليزابيث.... أو حتى أطمئن أنها بخير.... دعوني أموت بدلاً منها... دعوني أفتديها.... أرجوك يا إلهي ساعدني ) وراحت الذاكرة تلعب به كدمية صغيرة... فتارة تريه أفضل لحظات عمره... وتارة أخرى تريه أقسى اللحظات... لكن في الواقع المؤلم.... لم تحل على دانيال مصيبة أكبر من هذه من قبل.... أو حتى تساويها.... ولم يلاقي هذا المسكين عذاباً يضاهي هذا العذاب...
    مر الوقت.... ثانية... تتبعها ثانية.... دقيقة.... تتبعها دقيقة... وساعة تتبعها ساعة.... وكل هذا كان يعادل قروناً بالنسبة لدانيال........
    مرت خمس ساعات......
    كانت صديقات إليزابيث حاضرات وكذلك جاك ومارك وأنيتا.... وكل منهم... رغم تنوع شخصياتهم وتعدد مواهبهم... ورغم جرأتهم وشجاعتهم.... إلا أنه لم يتجرأ أي أحد منهم أن يخطو خطوة تجاه دانيال وهو في تلك الحالة المزرية.
    قالت كات بقلق واضح " مضت خمس ساعات ولا أخبار "
    همست ديانا لها بنبرة معاتبة " أخفضي صوتك.. دانيال لا تنقصه إلا وسوستك "
    كات " آسفة "
    فجأة.....
    وبدون سابق إنذار.....
    نهض دانيال ليتجه بخطوات متثاقلة لباب غرفة العمليات وسط النظرات الحائرة على أوجه الجميع.. ولما جمع ما تبقى من جسده من قوة كور قبضته وضرب بها باب غرفة العمليات بكل ما أوتي من قوة ثم قال بعصبية وبفقدان سيطرة " اللعنة عليكم.... أخرجوها... ما الذي تفعلونه بها... لا تؤذوها.... إليزابيث... إليزابيث... إليزابيث " بعدها أخذ يضربه ويضربه حتى سالت الدماء من يده فلما وجد يديه بلا فائدة أخذ يركل بكل قوة وكل هذا ولم يجرؤ أحد منهم على تكليمه أو حتى إيقافه ولما خارت قواه انزلق على الباب ليجلس بانكسار ورأسه مسند على الباب وهو يهمس " إليزابيث.... إليزابيث... إليزابيث "
    قالت أنيتا هامسة في أذن مارك " لم أر دانيال هكذا في حياتي... إنه محطم كلياً "
    مارك " لا ألومه... إنه يخسر طفلته وزوجته بين الحياة والموت.... لو كنت مكانه لفعلت المثل أو ربما أكثر... كما أن حب دانيال لإليزابيث لا يضاهى بأي حب آخر.... لم أر حباً هكذا في حياتي "
    صمتت أنيتا لثوانٍ ثم قالت " لقد كان دانيال ثابتاً وهادئاً حتى في أصعب المواقف.... لازلت تذكر أول يوم لي في المسكن حيث عرفوني على من سأرعاهم... كان دانيال أولهم... حكوا لي قصته عندما جاء به السيد إدموند إلى المسكن... لقد كان هادئاً جداً وثابتاً رغم صغر سنه... لم تنزل من عينيه دمعة واحدة... لقد كان قدوتي دائماً في القوة وحسن التصرف لكنه الآن.... حتى أنني لا أجد الكلمات المناسبة لوصفه "
    أخذ مارك نفساً عميقاً وقال " مسكين....ليتنا نستطيع مساعدته "
    أنيتا " لن يساعده الآن سوى الله ثم ملاقاة إليزابيث "
    مرت نصف ساعة......
    وأخيراً......
    انشطر باب الظلمة لنصفين وتنافر كل منهما عن الآخر ليخرج ذلك الطبيب بوجهه المتعرق فانتفض دانيال ووقف بسرعة هائلة وهو يقول موجهاً كلامه للطبيب " ما الأخبار دكتور؟؟.. هل نجحت العملية؟؟ "
    صمت الطبيب لثوانٍ ثم قال " لقد نجحت العملية بفضل الله "
    وضع دانيال كفيه على وجهه واستدار ثم قال بفرح لا يوصف " نعم... حمداً لله "
    قاطع الطبيب فرحة دانيال بقوله " هنالك بعض الشروخ في عظامها لكنها لن تضر كثيراً.... لا نعلم حتى الآن أيه أضرار حدثت في عقلها فقد... "
    التفت دانيال وقال بريبة " ماذا؟؟ "
    فتح الطبيب فمه ليقول " لقد.. " لكن الكلمات أبت الخروج من جديد فأمسك دانيال بياقة الطبيب بخشونة وعصبية وصرخ " ماذا؟؟ "
    أمسك الطبيب بكفي دانيال ثم قال بسرعة " اهدأ سيدي... لقد.... لقد دخلت زوجتك في غيبوبة.... ولا ندري بالتحديد... إن كانت ستصحو منها اليوم... أو غداً.... أو ربما سنة أو سنتين أو..... ستبقى فيها للأبد "
    ترك دانيال ياقة الطبيب ويداه ترتجفان.... بل جسده بكامله كان يرتجف.... استدار للجميع وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما.... بينما تحملان كل معاني الصدمة... الفزع... الخوف.... عدم التصديق.... سمع صيحات بكاء صديقاتها فحرك لسانه بصعوبة ليهمس" لا " بعدها سقط على الأرض وقال بنبرة أكثر علواً " لا ".
    اقترب السيد إدموند منه فالتفت إليه دانيال وعيناه تتطلعان لمستقبل أسود معتم بعتمة الليل البارد تغطيه ظلال الحزن ودياجير المعاناة... بينما تجول فيه وحوش الوحدة الشرسة.... تنهش به... تنشب فيه أنيابها الحادة.... تقتله... فقال بصوت خافت " لا أبي.... إليزابيث مازالت معي... إليزابيث لم تدخل في غيبوبة.... إليزابيث لم تتخل عني... إليزابيث لم تتركني "
    قال توم بنبرة خافتة " دانيال لقد... "
    قاطعه دانيال بصراخ " لا.... هل تسمعون؟؟... لا " بعدها أخذ يضرب على الأرض بقوة وهو يصرخ " لا لا لا لا لا.... إليزابيث.... إليزابيث لا تفعلي بي هذا أرجوك... إليزابيث أنا أتوسل إليك لا تتركيني... لا.... إليزابيث "
    ضم السيد إدموند ولده بقوة إلى صدره وهو يهمس " هون عليك... هون عليك دانيال "
    صرخ دانيال منادياًَ باسم إليزابيث بكل ألم وحزن... وماله إلا أن فقد وعيه مرة أخرى وجسده يتعرق بشده وعيناه مبللتان بدموعه الحارقة... وقلبه ملتاع بألم وحيرة مشبوبتين.... إليزابيث.............




    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 12433971956274973


    *يال هذا المنظر الذي أريتنا إياه يا دانيال
    *ألهذه الدرجة؟؟

    *ألهذه الدرجة تضعفك إليزابيث هكذا؟؟
    *الآن كشفت نقطة ضعفك
    *والقادم أهول
    *فما لك إلا انتظار القدر ليلعب بك كدمية صغيرة
    *مع حبي لك
    *وتمنياتي لك بالسعادة الأبدية
    *قد تجدها في يوم من الأيام
    *لكنك ستسعى لها سعياً ليس يسيراً
    *انتظر فقط......



    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 09, 2010 12:58 am

    والحين نبدا



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 795180473761913615



    قرأتم فيها سبق.........


    انشطر باب الظلمة لنصفين وتنافر كل منهما عن الآخر ليخرج ذلك الطبيب بوجهه المتعرق فانتفض دانيال ووقف بسرعة هائلة وهو يقول موجهاً كلامه للطبيب " ما الأخبار دكتور؟؟.. هل نجحت العملية؟؟ "
    صمت الطبيب لثوانٍ ثم قال " لقد نجحت العملية بفضل الله "
    وضع دانيال كفيه على وجهه واستدار ثم قال بفرح لا يوصف " نعم... حمداً لله "
    قاطع الطبيب فرحة دانيال بقوله " هنالك بعض الشروخ في عظامها لكنها لن تضر كثيراً.... لا نعلم حتى الآن أيه أضرار حدثت في عقلها فقد... "
    التفت دانيال وقال بريبة " ماذا؟؟ "
    فتح الطبيب فمه ليقول " لقد.. " لكن الكلمات أبت الخروج من جديد فأمسك دانيال بياقة الطبيب بخشونة وعصبية وصرخ " ماذا؟؟ "
    أمسك الطبيب بكفي دانيال ثم قال بسرعة " اهدأ سيدي... لقد.... لقد دخلت زوجتك في غيبوبة.... ولا ندري بالتحديد... إن كانت ستصحو منها اليوم... أو غداً.... أو ربما سنة أو سنتين أو..... ستبقى فيها للأبد "
    ترك دانيال ياقة الطبيب ويداه ترتجفان.... بل جسده بكامله كان يرتجف.... استدار للجميع وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما.... بينما تحملان كل معاني الصدمة... الفزع... الخوف.... عدم التصديق.... سمع صيحات بكاء صديقاتها فحرك لسانه بصعوبة ليهمس" لا " بعدها سقط على الأرض وقال بنبرة أكثر علواً " لا ".
    اقترب السيد إدموند منه فالتفت إليه دانيال وعيناه تتطلعان لمستقبل أسود معتم بعتمة الليل البارد تغطيه ظلال الحزن ودياجير المعاناة... بينما تجول فيه وحوش الوحدة الشرسة.... تنهش به... تنشب فيه أنيابها الحادة.... تقتله... فقال بصوت خافت " لا أبي.... إليزابيث مازالت معي... إليزابيث لم تدخل في غيبوبة.... إليزابيث لم تتخل عني... إليزابيث لم تتركني "
    قال توم بنبرة خافتة " دانيال لقد... "
    قاطعه دانيال بصراخ " لا.... هل تسمعون؟؟... لا " بعدها أخذ يضرب على الأرض بقوة وهو يصرخ " لا لا لا لا لا.... إليزابيث.... إليزابيث لا تفعلي بي هذا أرجوك... إليزابيث أنا أتوسل إليك لا تتركيني... لا.... إليزابيث "
    ضم السيد إدموند ولده بقوة إلى صدره وهو يهمس " هون عليك... هون عليك دانيال "
    صرخ دانيال منادياًَ باسم إليزابيث بكل ألم وحزن... وماله إلا أن فقد وعيه مرة أخرى وجسده يتعرق بشده وعيناه مبللتان بدموعه الحارقة... وقلبه ملتاع بألم وحيرة مشبوبتين.... إليزابيث.............



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 795180473761913615



    البارت الخامس والثلاثون
    " الصعود للأسفل "





    سبتمبر
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    أكتوبر
    .
    .
    ..
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .

    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    نوفمبر
    .
    .
    ..
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .

    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    .
    ديسمبر
    .
    .
    ..
    .
    .
    .
    .
    .
    .

    .
    .
    .
    .
    .
    .


    ما رأته أعينكم صحيح..... مرت أربعة أشهر كاملة..... صحيح بأنكم تخطيتموها بثوانٍ معدودات.... لكنها.... لكنها كانت كالقرون بالنسبة لدانيال..... بل أكثر من هذا بكثير.... ماتت طفلته.... وزوجته لم تحرك ساكناً منذ أشهر.... آه لو تعلمون لكم ملت الدموع من النزول.... وتعبت الآلام من تعذيبه.... لم تبق التعاسة فيه شيئاً لتنهبه.... لقد كان أشبه بالميت.... بل الميت حاله أفضل بكثير... أتعرفون ذلك الشعور؟؟.... عندما تحس بأن وجودك في هذا العالم ليس له داعٍ.... عندما ترغب بالموت بأسرع وقت لكنه.... لكنه لا يأتيك أبدا.... هذا كان شعور دانيال في تلك الفترة.... آه لو ترون حاله لتبكون من الأسى والحزن.... بالكاد يضع لقمة واحدة في فمه... لا يفارق المستشفى إلا ساعة واحدة ليستحم فيها ويستبدل ملابسه ثم يعود وفؤاده يرتعي شوقاً لها.... شوقاً لكفها الصغير حين يحتضنه بيده الكبيرة... شوقاً ليحادثها لكن مع الأسف.... نفذت الأحاديث... ليبقى في النهاية بكاءه الصامت.... وأنينه الخافت..... وجهه صار شاحباً كشحوب الأموات.... والسواد تحت عينيه يزيد في كل لحظة.... شعره طال كثيراً حتى بات يصل لنهاية رقبته.... حتى لحيته نمت وصارت واضحة.... من يراه يغلب على ظنه بأنه مشرد آسف على حاله... لكنه.... لكنه مع الأسف الشديد كان أكثر من ذلك بكثير.... لقد كان محطم الفؤاد... محطم المشاعر.... شبحاً بجسد إنسان... جسداً بلا روح أو ضلال.... يعاني الوحدة والقسوة كما يعاني الشتاء.... عيناه فارغتان تماماً كأمطار بلا ماء.... جسده هزيل كثيراً كزهرة بلا حياة.... روحه تصرخ بصمت كرياح بلا هواء..... بدأ القنوط يتسلل إلى أعماق قلبه كما تتسلل ظلمات الليل خلسة لتغطي ضوء الشمس الساطع.... لا تظنوا أنه كان يحاول الصمود يوماً أو يومين.... بل كان يكافح لأجل البقاء لساعة أو ساعتين... كانت مسألة وقت فقط حتى يستلم لدياجير اليأس.... مسألة وقت فقط......
    لقد وجدوا تلك الفتاة التي دفعت إليزابيث ولما استجوبوها عرفوا بأن جوش وراء كل ذلك لكن دانيال لم يكن في حاله تسمح له بمعاقبته.... كل ما كان يهمه إليزابيث... كل ما كان يهمه هو حبيبته الغالية.
    وضع دانيال رأسه بالقرب من جسد إليزابيث الممدد على ذلك الفراش الأبيض اللعين وهو ممسك بكفها البارد المملوء بأجهزة التغذية... والصوت الوحيد المسيطر هو صوت جهاز ضربات القلب.... إلى أن.... إلى أن سمع أنيناً خافتاً ما كان لغيره بأن يسمعه فرفع رأسه بسرعة ليقول بلهفة واضحة " إليزابيث "
    لكن.... لا شيء.... لكم مر وقت طويل جداً على ذكر اسمها.... كان يشعر بثغرة كبيرة في صدره وقد كانت تحرقه وتؤلمه كلما ذكر اسمها أو ذكر شيئاً يخصها.... حتى الاسم صار يؤلم.... حتى الاسم..... لهذا كان يتجنب ذكره دائماً حتى لا يزيد ألمه.
    أخفض دانيال رأسه وأسند ظهره على الكرسي ليضم ساقيه إلى صدره محاولاً منع نفسه من الانكسار.... ألهذه الدرجة؟؟..... ألهذه الدرجة أصبحت مهشماً سريع التفتت والانكسار يا دانيال... ألهذه الدرجة؟؟
    دخل شخص إلى الغرفة وهو يقول " مرحباًً دانيال " وقد كانت ديانا فهي تتفقد حال إليزابيث ودانيال كل ثلاثة أيام أو أسبوع تقريباً وتحاول التخفيف عنه.
    أشاح دانيال بوجهه بعيداً ولم يرد فنظرت إليه ديانا بإشفاق وهي تراه بذلك الضعف يضم نفسه حتى يبقى متماسكاً... اقتربت منه لتمسح على ظهره محاولاً التخفيف عنه... صحيح بأنه جرحها يوماً وأهان كرامتها لكنه لا يزال إنساناً.... لديه مشاعر وأحاسيس... قالت بصوت خافت " هيا دانيال... لقد طلبت لنا الغداء في الطابق السفلي "
    رد عليها دانيال بصوت خافت " أشكرك لكنني لا أشعر بالجوع "
    ضغطت ديانا على كتف دانيال بكفها محاولاً بث شيء من الصبر إليه وقالت " أنت لم تأكل شيئاً دانيال.... هيا معي "
    لم يرغب دانيال مجادلة أحد فنهض باستسلام وتوجه معها للأسفل بصمت ليجلسوا في مطعم راق وهناك وضع طبق من الدجاج أمامه لو شام رائحته جائع لسال لعابه لكنه لم يفكر حتى لمسه.
    بدأت ديانا بالأكل وهي تقول بصوت خافت " دانيال... لقد... لقد مرت أربعة أشهر على ذلك اليوم المشئوم "
    رفع دانيال رأسه وقال بهدوء " وماذا في الأمر؟؟ "
    أجابته ديانا بصوت مرتبك " ألا.... ألا تظن بأن الوقت قد حان لتمضي قدماً؟؟... أعني... تحاول نسيان الماضي... وتبدأ حياة جديدة "
    أنزل دانيال رأسه وأخذ نفساً عميقاً مقهوراً ثم قال بنبرة خافتة " بهذه السهولة؟؟.... بهذه السهولة يئس الجميع؟؟... بهذه السهولة نسيتموها؟؟.... ديانا.... كنت أظنك الإنسانة الوحيدة التي ستصبر معي... إن إليزابيث لم ترحل... لم ترحل بعد....... ولطالما قلبها ينبض... فقلبي سينبض بالأمل للقاها.... ولن ينساها "
    صمتت ديانا للحظات ثم قالت " لكن.... لقد طالت المدة.... وقد تدوم للأبد... لن يستطيع أحد منا الصمود للنهاية... عليك النسيان... عليك المضي "
    رد عليها دانيال بصوت مرتجف " أنسى؟؟.... هل أنسى الفتاة التي أخرجتني من عزلتي؟؟.... هل أنسى الفتاة التي أنارت عالمي؟؟.... أنسى كياني؟؟.... أنسى نفسي؟؟.... هل تريدين مني بأن أترك قلبي؟؟.... تأكدي ديانا بأن قلبي الآن ليس معي... ليس في جسدي فقد تركته معها في الأعلى... ليبقيها دافئة.. وآمنة... وليشاركها الأمل الذي فيه... حتى لو كان قليلاً.... صدقيني ديانا.... لن أستطيع "
    لم تستطع ديانا الرد على ذلك الكلام المؤثر فأخفضت رأسها وقالت بصوت خافت " آسفة " بعدها أكلمت طعامها.
    أخذ دانيال يقلب ملعقته لدقائق لكنه شعر بشعور غريب جداً فقال وهو ينهض " شكراً على الطعام... أنا عائد "
    أوقفته ديانا بقولها " إلى أين؟؟ "
    دانيال " إلى الأعلى "
    ديانا " لكنك لم تأكل شيئاً "
    اكتفى دانيال بهز رأسه نفياً ثم سار مبتعداً ليدخل المصعد ويتحسس الأرقام التي كانت بارزة بعض الشيء إلى أن وجد الرقم (6) فضغطه وصعد وما إن فتح الباب حتى توجه بخطوات سريعة إلى الغرفة التي رقمها (630) فدخل وقد كان صوت دقات القلب مسيطراًُ على المكان كالعادة فتوجه للكرسي الذي بجوار سرير إليزابيث ليجلس عليه ويمسك بكفها البارد ويقول بنبرته الدافئة " لقد اشتقت إليك... ما إن أبتعد عنك ثوانٍ.... أشتاق إليك.... حتى وأنا بجوارك أشتاق إليك... متى تعودين حبي؟؟.... أنا أنتظرك... لا تستسلمي "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 795180473761913615



    في وسط محيط مظلم..... تسبح وحدها...... تحس بالماء يكاد يخنقها...... والأمواج قوية جداً.... تحاول السباحة والتقدم لكن الأمواج العاتية تردها... كلما أرادت الاستسلام... يأتي صوت دافئ يقول بحنان " قاومي.... لا تستسلمي.... أنا معك "
    كانت تسأله بلهفة " من أنت؟؟ " لكن.... ما من مجيب.
    فجأة.....
    شيء ما سحبها إلى الأعماق السحيقة..... كانت تريد الهواء ليشبع طمع رئتيها... تريد التنفس.... كادت تسبح للأعلى لكنها رأت شيئاً... نوراًً ذهبياً قوياً يتوهج بالأسفل.... حاولت الغوص للأسفل ولكن تيارات الماء تردعها... أرادت الاستسلام من جديد لكن ذلك الصوت العميق الدافئ همس في أذنيها " تابعي.... كدت تصلين.... أنا أنتظرك في الجانب الآخر " لهذا تابعت الغوص حتى اقتربت كثيراً من الضوء فمدت ذراعيها لتلامسه ليشتد بقوة كبيرة حتى أعمى بصرها فبدأ الهواء يتدفق إلى رئتيها بسرعة وفتحت عينيها لتستيقظ على شهقة قوية وأخذت تتنفس بصعوبة وتسعل بشدة.
    انتفض دانيال الجالس بجوارها فصرخ قائلاً بلهفة وهو يتنقل للسرير " إليزابيث؟؟.... إليزابيث هل استيقظتِ؟؟ " ثم وضع كفيه على وجها وهو غير مصدق لما يحسه ويسمعه.
    وضعت إليزابيث كفيها على وجه دانيال وأنفاسها غير منتظمة وعلى وجهها علامات الشك وهي تفكر في هذا الصوت فهو نفسه الذي ساعدها على الخروج من مأزقها وبث فيها الأمل لكنها... لكنها قالت بصوت مستغرب " لا أرى شيئاً " بعدها انتبهت لصوتها المبحوح فقالت " مـ... ماء "
    التقط دانيال قارورة الماء من على الطاولة ووضع طرفهاا على فمها لتلتقطه هي بشفتيها وتشربه بكل ظمأ ولهفة حتى بلل ملابسها... وبعد أن رطبت حلقها أبعدت القارورة وصمتت لتستوعب ما يحدث لها فقال دانيال بفرح" لا... لا أصدق بأنك استيقظت... أنا... أنا لا أدري ماذا أقول " ولم يستطع إخفاء اللهفة والسعادة في صوته وكان يتكلم بسرعة ودموع لم يعرف سببها كانت تتساقط من عينيه الزرقاوات... حتى جسده كان يرتعش فضمها بقوة ليهدئ من روعه وهمس بصوته الدافئ " اشتقت إليك "
    وضعت إليزابيث كفيها على صدر دانيال ثم دفعته بقوة وتراجعت للخلف حتى لامس ظهرها تاج السرير بعدها قالت بخوف وشك " مـ.... من أنت؟؟... ما الذي تريده مني؟؟.... وأين أنا؟؟ "
    عاود دانيال الاقتراب من إليزابيث ووضع كفه على وجهها وهو يقول " ما بك حبيبتي؟؟... هذا أنا... دانيال "
    كف إليزابيث كف دانيال لتبعده وقالت بنبرة عالية " دانيال من؟؟.... أنا لا أعرفك... ابتعد عني... ولم تدعوني بحبيبتي؟؟.... أنا أحب جوش... أين هو؟؟... ولم أنا لا أرى شيئاً؟؟ "
    اغتاظ وجه دانيال وقال بصوت خافت لا يخفى فيه الشك والاستغراب " جـ.... جوش؟؟.... إليزابيث؟؟.... ما بك؟؟.... جوش بالسجن منذ أكثر من عام... لقد خرج من حياتك كلياً.... كما.... كما أنك لا ترين أصلاً... إليزابيث ما بك؟؟ "
    ابتعدت إليزابيث أكثر إلى أن لامس جيدها طرف السرير وهي ترتجف.... لم يكن هذا العالم نفسه الذي تعرفه.... لم يكن نفسه الذي تركته ونامت... لم يكن كل شيء على طبيعته... لا... لم يكن أي شيء على طبيعته.... كل شيء كان مختلف كلياً... لم هي لا ترى؟؟.... من هذا الشاب؟؟.... ما الذي يقصده بجوش في السجن؟؟.... أين هي؟؟... ما الذي يجري؟؟.......
    حاول دانيال التقدم أكثر وتفاجأت إليزابيث بأنها أحست بحركته فكما تعلمون بعد سنة كاملة من بقائها مكفوفة أصبح الإحساس عندها قوياً لهذا صرخت وهي تقول " لا تقترب "
    تراجع دانيال للخلف بيدين مرتعشتين.... وعينين مستغربتين... لم تكن هذه الفتاة نفسها التي عرفها... لم تكن هي التي عشقها.... الصوت نفسه.... الملمس نفسه.... لكن القلب.... تغير.... ما الذي يجري؟؟........
    دخلت ديانا للغرفة وهي تقول بعدم تصديق " إليزابيث؟؟... لقد سمعت صوتك؟؟ " بعدها صمتت للحظات وهي تنظر إلى صديقتها الغالية تتحرك من جديد فصرخت وركضت نحوها بكل لهفة لتضمها بشوق وتقول بسعادة بالغة " إليزابيث.... آه إليزابيث لا أصدق بأنك استيقظتِ من جديد... آه كم اشتقت إليك... لقد كدنا نقتل بسببك... خاصةً دانيال "
    حركت إليزابيث ذراعيها بصعوبة لتلفهما حول ديانا وهي تقول باستغراب " مـ... ما الذي يجري؟؟... أين أنا ديانا؟؟... لم لا أرى شيئاً؟؟.... أرجوك أجيبيني قبل أن أفقد صوابي "
    ابتعدت ديانا عن إليزابيث وهي تتطلع إلى عينيها بحيرة واستغراب ثم حولت نظرها لدانيال الذي كان متجمداً كقطعة من الجليد بينما دموعه تتساقط بغزارة كأنما هو يذوب من الألم.... بعدها حولت نظرها مرة أخرى لإليزابيث وهي تقول بشك " آلي.... أنت بالمستشفى... وقد كنت بغيبوبة منذ أكثر من أربعة أشهر... وأنت... وأنت لا تريدين منذ أكثر من سنة ونصف... ما بك إليزابيث؟؟ "
    صمتت إليزابيث لثوانٍ وهي تعيد كلمات ديانا في ذهنها مراراً وتكراراً لتتحرك شفتيها بالنهاية وتنطقان بكل ما في العالم من حيرة " لا أرى؟؟.... غيبوبة؟؟ " بعدها ضربت السرير بكفيها بقوة وهي تصرخ " ما الذي تقولينه ديانا؟؟.... عن أي غيبوبة تتحدثين؟؟... وعن أي سنة ونصف تتكلمين؟؟... ديانا ما هذا الهراء بالله عليك؟؟... لقد كنت قبل قليل مع جوش في السيارة والآن تقولين لي غيبوبة "
    التفتت ديانا إلى دانيال الذي لا يزال على وضع التجمد وقالت برجاء " دانيال... ساعدني "
    هز دانيال رأسه نفياً وفي عينيه فراغ كبير وقال بنبرة خافتة " لا فائدة... إنـ.... إنها لا تتذكرني... لقد.... لقد نسيتني.... نسيت كل شيء عني... حتى اسمي "
    تساقطت الدموع من عيني إليزابيث وقالت بصوت مكسور " ما الذي يجري لي؟؟ " بعدها صرخت بصوت عالٍ " ما الذي يجري لي بحق السماء؟؟... أخبروني... أخبروني بهذا الآن... أين هو عالمي الذي اعتدت العيش فيه؟؟.... أين أنا؟؟..... في أي مستنقع رميتموني؟؟.... من هذا الشاب؟؟.... من هو دانيال؟؟... لم يدعوني حبيبته؟؟.... ما الذي يجري؟؟ "
    لم تدر ديانا كيف تتصرف معها فقفزت بسرعة لتضغط بسرعة على زر استدعاء الممرضات وضغطته عدة مرات ثم ضمت إليزابيث التي باتت تضرب كل ما حولها وتصرخ بصوت مبحوح مفزوع.
    حضرت ممرضة إلى الغرفة بسرعة ولما رأت إليزابيث بتلك الحالة المزرية استدعت باقي الممرضات ليقمن بإمساكها بكل قوتهن بينما إحداهن غرست حقنة مهدئة بذراعها وسرعان ما هدأت وسقطت بكل ما في العالم من تعب فقامت ديانا بتغطيتها ثم تركتها وخرجت.
    خرج دانيال من الغرفة بخطوات متثاقلة ثم أغلق الباب خلفه واستند على الجدار المقابل للغرفة.
    بدأت ديانا بإجراء الاتصالات على الجميع ليأتوا لكنها لم تذكر لهم شيئاً عن فقدان إليزابيث لذاكرتها.
    انزلق جسد دانيال ليجلس بكل أسى وحزن وهو واضع يداه على رأسه وكأن هموم العالم تجمعت عليه..... فبكى... وبكى.... لقد تعب بحق... أرهق جسده... أرهقت روحه.... سكر بأحزانه.... أدمن على آلامه... صحيح بأن زوجته استيقظت... لكنه يتمنى الآن بأنها لم تستيقظ.... يتمنى لو بقيت في تلك الغيبوبة.... على الأقل ستكون آخر ذكرى لها في ذهنه ضحكتها وسعادتها... وحبها له..... الآن... بدأ التحدي الكبير.... بدأ الصعود إلى الأسفل.... كل ما عاناه سابقاً... كل ما جربه.... يعد قطرة في محيط بالنسبة لما سيواجهه الآن... من دموع... ومعاناة... قد تكسر إليزابيث قلبه مرة... أو مرتين... أو ربما عشر.. لكن... هل سيتراجع؟؟... هل سيفقد الآمل؟؟... من يدري؟؟...........
    حضرت في البداية أليكس بعدها كات وجاك ثم مارك وأنيتا وتوم والسيد إدموند ولما رأوا حالة دانيال استغربوا أشد الاستغراب فكيف له بأن يبقى على حاله حتى مع استيقاظها؟؟...
    حكت ديانا ما جرى لهم بعدها جاء الطبيب ليقف أمامهم فقال السيد إدموند بلهفة " ما الأخبار دكتور؟؟ "
    صمت الطبيب لثوانٍ ثم قال " أين هو زوجها؟؟ "
    تنحى الجميع جانباً ليرى الطبيب دانيال جالس على الأرض بكل حزن فاقترب منه وقال " سيد كلون... أريد بأن أسألك بعض الأسئلة في مكتبي... تفضل أرجوك "
    رفع دانيال رأسه ثم وقف ومن دون أي حرف واحد اتجه الطبيب إلى مكتبه وهناك....
    جلس الطبيب خلف مكتبه وقال " تفضل سيدي "
    جلس دانيال على الكرسي بهدوء وهو مخفض رأسه ليسمع الطبيب يقول " كما قيل لي... فإن السيدة كلون لا تتذكر شيئاً عنك... أليس هذا صحيحاً؟؟ "
    أومأ دانيال برأسه ليقول الطبيب " لكنها تتذكر صديقتها الآنسة ديانا جيداً؟ "
    أومأ دانيال برأسه من جديد فقال الطبيب " هل لي بأن أعرف منذ متى وأنت تعرف السيدة كلون؟؟ "
    صمت دانيال لبرهة وقال " من أكثر من سنة ونصف "
    الطبيب " لقد عرفت من مصادر أخرى بأن هذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها زوجتك بغيبوبة... لقد قيل لي بأنها دخلت في واحدة ليلة فقدانها لبصرها "
    صمت دانيال لبرهة أخرى ثم قال " شيء من هذا القبيل فلم أكن أعرفها حينها "
    صمت الطبيب لدقيقتين تقريباً ثم قال " لقد تأكدت شكوكنا "
    رفع دانيال رأسه وقال " أي شكوك؟؟ "
    الطبيب " إن زوجتك لا تتذكر إلا ما حدث قبل دخولها في الغيبوبة الأولى.... أي لا تتذكرك ولا تتذكر شيئاً عن كونها عمياء أو كونها دخلت المسكن وتعرفت على أناس جدد... إنها تتذكر فقط ما حدث معها ليلة الحادث كما لو أنه حدث بالأمس "
    وضع دانيال ذراعه على الطاولة وأسند رأسه على كفه لتغطي خصلات شعره عينيه اللتان أغمضهما بشدة رغبة في حبس الدموع لكن ما كان ذاك إلا عبثاً فهاهي تحرق خديه بسيولها المتدفقة الساخنة... تذكر دانيال صراخ إليزابيث فوضع كفه الآخر على صدره محاولاً سد تلك الثغرة الكبيرة في وسط صدره... والتي تزداد سوءاً واتساعاً مع الوقت بعدها همس بصوت خافت معذب " إليزابيث... إليزابيث إليزابيث.... لم أتوقع بأن يؤلمني اسمك إلى هذا الحد.... لم أتوقع بأن يدمرني صراخك الحاد بهذه القوة... آه إليزابيث... أنت تعذبينني لكنك لا تعلمين... إليزابيث "
    لم يفهم الطبيب شيئاً من همس دانيال فقال " هون عليك سيدي "
    نهض دانيال ليخرج خارج الغرفة ويمشي على غير هداً وكفه مسند على جدران المستشفى بينما يقول في نفسه ( لم على زهرة بيضاء بأن تتألم وتجرح أكثر من مرة؟؟.... لم عليها بأن تجابه الحقيقة المرة لمرتين؟؟... لم يحدث كل هذا لك حبيبتي؟؟... لم يحدث كل هذا لك إليزابيث؟؟.... لم لا يمكن لحبنا بأن يدوم للأبد؟؟.... لم عليه بأن يدمر؟؟.... لم؟؟ "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 795180473761913615



    *هذا هو معنى الصعود للأسفل إن كنتم لم تفهموا معني العنوان
    *ها قد راح دانيال...
    *بدلاً من المضي قدماً
    *بات يصعد للأسفل
    *هل سينجح بالوصول لمبتغداه؟؟
    *أم أنه سيخفق؟؟
    *تابعوا معي البارت المقبل من الحب الأعمى والذي بعنوان
    "نقطة البداية "

    مع أرق قبلاتي أمزجها لكن بعبق الزهور
    " guiltless girl "
    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 09, 2010 1:05 am

    قرأتم فيما سبق........

    الطبيب " إن زوجتك لا تتذكر إلا ما حدث قبل دخولها في الغيبوبة الأولى.... أي لا تتذكرك ولا تتذكر شيئاً عن كونها عمياء أو كونها دخلت المسكن وتعرفت على أناس جدد... إنها تتذكر فقط ما حدث معها ليلة الحادث كما لو أنه حدث بالأمس "
    وضع دانيال ذراعه على الطاولة وأسند رأسه على كفه لتغطي خصلات شعره عينيه اللتان أغمضهما بشدة رغبة في حبس الدموع لكن ما كان ذاك إلا عبثاً فهاهي تحرق خديه بسيولها المتدفقة الساخنة... تذكر دانيال صراخ إليزابيث فوضع كفه الآخر على صدره محاولاً سد تلك الثغرة الكبيرة في وسط صدره... والتي تزداد سوءاً واتساعاً مع الوقت بعدها همس بصوت خافت معذب " إليزابيث... إليزابيث إليزابيث.... لم أتوقع بأن يؤلمني اسمك إلى هذا الحد.... لم أتوقع بأن يدمرني صراخك الحاد بهذه القوة... آه إليزابيث... أنت تعذبينني لكنك لا تعلمين... إليزابيث "
    لم يفهم الطبيب شيئاً من همس دانيال فقال " هون عليك سيدي "
    نهض دانيال ليخرج خارج الغرفة ويمشي على غير هداً وكفه مسند على جدران المستشفى بينما يقول في نفسه ( لم على زهرة بيضاء بأن تتألم وتجرح أكثر من مرة؟؟.... لم عليها بأن تجابه الحقيقة المرة لمرتين؟؟... لم يحدث كل هذا لك حبيبتي؟؟... لم يحدث كل هذا لك إليزابيث؟؟.... لم لا يمكن لحبنا بأن يدوم للأبد؟؟.... لم عليه بأن يدمر؟؟.... لم؟؟ (


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 14922469821815692244




    البارت السادس والثلاثون

    " نقطة البداية "



    توجه دانيال إلى غرفة إليزابيث ثم جلس على سريرها وحمل رأسها ليضعه على صدره ليستنشق رائحتها المختلطة برائحة المستشفى.... كان دفئها قد عاد إليها حتى أن جسدها كان متعرقاً بسبب ما حدث.... كان جسدها هو نفسه الذي اعتاد عليه وأحبه لكن... من يعلم ما في عقلها؟؟... من يعلم ما الذي تفكر فيه؟؟... لقد تغيرت من الداخل كلياً... لم تعد هي نفسها.... هل ستعود يا ترى؟؟....
    غط دانيال في نومه وهو مستند على تاج السرير وبعدها بساعتين استيقظ على صوت ينادي اسمه وشخص يهز كتفه فقال بصوت ناعس " ماذا؟؟ "
    بعدها سمع صوت مارك يقول بهمس " دانيال... عليك النهوض والخروج فمفعول المخدر الذي أعطى لإليزابيث قد انتهى.. وقد تستيقظ بأية لحظة.... ولا أظنها ستسعد بوجودك بجوارها...فـ.. فكما تعلم... "
    قاطع دانيال مارك بقوله بتألم غير واضح " فهمت " بعدها أبعدها عن جسده ليضعها على السرير ويغطيها ثم مسح على شعرها بكل حنان وهو يهمس " نامي بأمان " بعدها خرج من الغرفة وهو يعظ على شفته السفلى بكل قهر إلى أن أدمت.
    دخلت أليكس وهي تقول " سوف أبقى بجوارها حتى تستيقظ "
    اقترب توم من دانيال وأمسك بكتفيه ثم قال " هيا دانيال دعني آخذك للمنزل... لا فائدة من بقائك هنا... إنها الآن بأمس الحاجة لصديقاتها والجلوس معهن "
    ابتعد دانيال عن توم وهو يقول " سأرحل وحدي... أحتاج لأن أبقى وحيداً لبعض الوقت " بعدها سار متوجهاً للطابق السفلي ومنه للمخرج حيث تركن سيارته الخاصة السوداء الفاخرة فلما رآه السائق خرج بسرعة وفتح الباب بلباقة فدخل دانيال وأخذه السائق إلى منزله وهناك....
    دخل بصمت وعلامات الحزن والألم بادية على وجهه... أحس بوجود شخص ما أمامه لكنه لم يعره أي اهتماماً ومضى في طريقه إلى أن استوقفه ذلك الشخص بقوله " اللعنة دانيال... لم أعتدك بهذه الفوضى "
    تابع دانيال سيره وهو يقول بإرهاق " ليس وقتك كريستيان "
    تذكرة: ( كريستيان هو مصمم أزياء وهو يعمل لدانيال ويسميه هذا الأخير بـ " مجنون التسوق " )
    ابتسم كريستيان ثم قال " بل هو وقتي فأنت بحاجة ماسة إلى المساعدة.... لا تتوقع بأنك ستقابل ليزي بهذا الشكل"
    كان دانيال على علم بحالة الفوضى التي هو بها فتوقف ثم التفت وقال ببعض البرود " كم مرة قلت لك بأن لا تناديها بليزي "
    قال كريستيان بالطريقة المعروفة والتي يسميها دانيال ( لغة مجانين الموضة ) " وأنا قلت لك بأنني سأستمر بمناداتها ليزي فهي لطيفة وهذا يليق بها والآن كف عن غيرتك وأريني مشية متزنة وأنت متجه إلى غرفتك وإلا قمت بأخذك في جولة تسوق "
    لم يكن دانيال بمزاج للمشاجرة فزفر بحدة وقال باستسلام " افعل ما تريد " بعدها اتجه لغرفته.
    تبعه كريستيان ولما دخلوا دفعه نحو دورة المياه وهو يقول " هيا أسرع بالاستحمام "
    وقف دانيال محاولاً الإمساك بغضبه ففوجئ بمنشفة ترمى على وجهه بقوة وتلاهى صوت إغلاق باب دورة المياهفزفر مرة أخرى ووقف داخل الحوض ثم خلع ملابسه وفتح الماء الساخن ووقف تحته فراح البخار يتصاعد بكثرة وكل هذا لم يدفئ جسد دانيال ولو قليلاً... فقد كان التجمد الذي يشعر به داخلياً في أعماق قلبه... ولن يدفأ إلى بلهيب إليزابيث......
    لما انتهى أغلق الماء وارتدى المنشفة البيضاء لتغطي نصف جسده السفلي وتصل لركبتيه ولما أحس بوجود كريستيان قال بتملل " ماذا الآن؟؟ "
    ابتسم كريستيان ثم اتجه لمرآة ووضع أمامها كرسياً وقال " تعال واجلس "
    جلس دانيال وهو يزفر وراح كريستيان يمشط شعره ويقصه وهو يقول " لم أتخيل بأن أرى شعرك طويل هكذا... لطالما كان شكلك مرتباً وجميلاً.... لكنني بالفعل لا ألومك " بعدها راح يحلق لحيته إلى أن رجع كالسابق عدا تلك الهالات تحت عينيه والتي تزداد سواداً يوماً بعد يوم
    جلس دانيال مع كريستيان في الصالة بصمت قطعه صوت هذا الأخير لما قال بصوت خافت " ما مدى سوء الأمر؟؟ "
    أنزل دانيال رأسه ثم أخذ نفساً عميقاً وقال بضيق " أسوأ من أي شيء مر علي... إنها لا تتذكر أي شيء عني "
    وضع كريستيان كفه على كتف دانيال وقال " ربما عليك أن تبدأ معها من جديد... لا تصدمها بحقيقة أنك زوجها أو أنها كانت تحمل طفلاً منك... إنها فتاة بكل الأحوال.. ولن تكون هذه الأشياء عادية بالنسبة لها فهي متعلقة بالمشاعر.... وأكثر ما يهم الفتاة مشاعرها... خذها بهدوء وببطء... سيساعدك صديقاتها كثيراً "
    زفر دانيال وقال بحزن وبقلة حيلة " المشكلة أن إليزابيث كانت مخلصة لجوش إلى أقصى الحدود...وتحبه كثيراً... فبالمسكن حتى مع وجودي بجوارها ومعاملتي لها بلطف لم تتحرك مشاعرها تجاهي إلا عندما كشفت أمر خيانة جوش واعترفت لها بأمر حبي لها مرتين متتاليتين وأخبرتها بأنني لا أستطيع كتمان مشاعري... لا تعرف كم كان التأثير عليها وربط قلبها بي صعباً بالسابق... والآن كل هذا اختفى "
    صمت كريستيان لوهلة ثم قال " دانيال أنت رجل... ولك أسلوب خاص جداً في التعامل مع إليزابيث... أوقعها بحبك مرة أخرى.... كافح... لأنك إن استسلمت.... كل ما بنيته سابقاً سينتهي.... لا زوجة.... لا حياة... لا أبناء.... ولا ابتسامة... الأمر متوقف عليك الآن دانيال.... لا تستسلم "
    أومأ دانيال رأسه فوقف كريستيان وهم بالانصراف وهو يقول " أنا لست مستشاراً نفسياً.... ولست خبيراً بهذه الأمور... ولكنني صديق جيد... لذا فلا تتردد في طلب مساعدتي " بعدها رحل ليقف دانيال من بعده ويتجه لغرفته لينام عمق شيد.




    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 14922469821815692244


    فتحت تلك الجميلة عيناها الزرقاوات ببطء وهي تئن بخفوت وقد كانت تشعر بالبرد الشديد وكفها كان متجمداً... أمسكته يد دافئة فانتفضت إليزابيث وقالت " مـ... من؟؟ "
    فأتاها صوت فتاة تقول " إنه أنا... إليكس يا إليزابيث " بعدها عانقتها وهي تقول " كم اشتقت إليك "
    ابتسمت إليزابيث ببهوت وقالت " لا تتصرفي وكأنك لم تريني منذ شهور "
    ارتسمت ابتسامة شاحبة على وجه أليكس التي قالت وهي تربت على ظهر إليزابيث " وهو كذلك عزيزتي.. وهو كذلك " ثم ابتعدت عنها لتسمح لكات بأن تضمها وهي تقول بفرحة " لا أصدق أنك تتحركين من جديد " ثم ابتعدت لتقول إليزابيث بنبرة خافتة وباستغراب " ما بكن؟؟... لم كل هذا الاشتياق؟؟...أخبرنني ما القصة... ولم أنا لا أرى " كانت إليزابيث تعرف الإجابة نوعاً ما أو تعرف جزءاً منها فلم تكن ردة فعلها قوية جداً.
    جلست كل من كات وديانا وأليكس على السرير مقابل لإليزابيث فقالت كات في البداية " أسمعينا جيداً إليزابيث... أعلم بأن الحقيقة سوف تكون قاسية عليك كثيراً... لكن عليك تقبلها "
    أكملت أليكس بقولها " في البداية... لقد اصطدمت السيارة التي كنت تركبينها مع جوش في تلك الليلة " وكادت أن تكمل لولا أن قاطعتها إليزابيث بقلق " حقاً؟؟... وما الذي حدث لجوش؟؟ "
    أخذت أليكس نفساً عميقاً محاولة الإمساك بأعصابها ثم قالت " دعينا نكمل إليزابيث ودعينا من ذلك الحقير الآن "
    ضربت إليزابيث بكفها على السرير وهي تقول بعصبية " ما الذي تقصدينه بالحقير أليكس؟؟..... ألزمي حدودك فمن تتكلمين عنه هو خطيبي "
    كانت ديانا من أكثر الحاقدين على جوش بعد دانيال فقالت بصوت خافت وبنبرة سخرية مريرة " هه!... عن أي خطيب تتحدثين؟؟ "
    نظرت أليكس لديانا وقالت بنبرة مؤنبة " ديانا كفى... لنأخذها ببطء كي نخفف من أثر الصدمة "
    قالت إليزابيث بنبرة بكاء " عن أي صدمة تتحدثين؟؟.... لقد أيقنت وانتهى الأمر... أنا عمياء أليس كذلك؟؟... نعم قوليها بصوت عالٍ... أنا عمياء... ومن سيحب فتاة عمياء غبية "
    شهقت كات وقالت " ما الذي تقولينه إليزابيث؟ "
    اقتربت أليكس وضمت إليزابيث التي بدأت دموعها تنمر بغزارة حتى بللت ملابس أليكس التي قالت بخفوت " اهدئي إليزابيث... اهدئي " وأخذت تمسح على شعرها.
    ابتسمت ديانا ابتسامة جانبية وهي تقول " وتقول من سيحبها "
    رفعت إليزابيث رأسها وهي تقول " ماذا؟؟ "
    ابتعدت أليكس عن إليزابيث قليلاً ثم أخذت نفساً عميقاً وقالت " اسمعيني... بعد ذلك الحادث دخلت في غيبوبة لمدة أسبوعين.. وعندما استيقظتِ أدخلوك مؤسسة ترعى المكفوفين... لا نعلم ما الذي حدث معك بالضبط في المؤسسة لأننا لم نكن معك... لكن هنالك شخص كان معك... فتاة في الواقع.. وقد كانت ممرضتك وصديقتك هناك... والآن نود منك بأن تسمعيها "
    أومأت إليزابيث برأسها فقالت أليكس بصوت عالٍ " تفضلي أنيتا "
    فتحت أنيتا الباب ودخلت... وبعدما رأت إليزابيث ضمتها بشدة وهي تقول بارتياح " حمداً لله على سلامتك "
    لم تحرك إليزابيث ساكناً فابتعدت عنها أنيتا وجلست على الكرسي المجاور للسرير ثم قالت " أفترض أن إخبارك ما حدث لك بالمسكن هو ما تريدينه "
    أومأت إليزابيث برأسها فقامت أنيتا بقص قصتنا الطويلة جداً وبالطبع ذكرت أمر خيانة جوش لها فبكت إليزابيث كثيراً لكنها أصرت على سماع بقية الحكاية فانتقلت أنيتا إلى بداية حبها بدانيال وكيف تفاقم هذا الحب لكنها لم تذكر ماذا حدث مع ديانا وانتهت عند الاختطاف ودج جوش خلف قضبان السجن ولم تكف إليزابيث عن البكاء لما عرفت السبب الحقيقي لفقدانها لبصرها.
    نظرت أنيتا لساعتها وقد انقضت أكثر من ساعتين على بقائها فتمتمت بصوت خافت " إنها بالفعل قصة طويلة "
    مسحت إليزابيث دموعها وقالت بصوت مرتجف " إذن... كل هذا حدث وأنا نسيته "
    أومأت أليكس برأسها وقالت " أجل "
    إليزابيث " وكيف فقدت ذاكرتي؟؟ "
    هزت كات رأسها نفياً وهي تقول " صدقيني إليزابيث... أنت لا تريدين سماع هذا الآن فما حدث كثير... كل ما حكيناه لك حدث فقط بمجرد شهور بسيطة... فبعدها مضت سنة كاملة عشت فيها سعيدة "
    صمتت إليزابيث لدقائق حتى تستوعب ما يحدث ثم قالت " ذلك الشاب... دانيال... كيف لا أتذكره؟؟ "
    زفرت ديانا بحدة وقالت ببعض العصبية " أنا نفسي لا أصدق بأنك نسيته... دانيال... ذلك الشاب الذي كاد يضحي بحياته لأجلك... ذلك الشاب الذي أحبك وعشقك كما لم يفعل أي مخلوق من قبل... ذلك الشاب الذي أظهر لك الحنان حتى في أصعب أوقاته... والأهم من ذلك... هو الشخص الوحيد الذي لم يفقد الأمل ولو لثانية واحدة باستيقاظك... آه لو استطعت رؤيته... كان حاله يحزنني أكثر من حالك... لقد كان يحترق بدموعه طوال فترة غيبوبتك تلك... وأنا... وأنا أعلم بأن دموعه تتساقط مرارة الآن... كيف نسيتيه؟ "
    شهقت إليزابيث بقوة ثم قالت نبرة بكاء " لا أدري ديانا... لا أدري ولا أعرف أي شيء صدقيني... ما ذنبي في هذا؟؟.. ما ذنبي ليحدث لي كل هذا؟؟... لا أدري " بعدها ضمت ساقيها إلى صدرها وواصلت البكاء.
    تمالكت ديانا أعصابها فاتجهت إلى إليزابيث لتربت على ظهرها وهي تقول " آسفة... لم أستطع الإمساك بأعصابي... اعذريني " بعدها ركضت للخارج ومرارة تقطع قلبها إلى أشلاء صغيرة.
    استلقت إليزابيث على السرير فنزلت أليكس من عليه لتجلس على أحد كراسي الغرفة أما كات فقد سحبت لها كرسياً وقربته من سرير إليزابيث لتجلس وتمسك بكفها.
    تحسست إليزابيث كف كات الصغير فلفت انتباهها ذلك الخاتم الموضوع على إصبعها البنصر وقد كان مرصعاً بالماسات الصغيرة فقالت إليزابيث متسائلة " ما هذا الخاتم كات؟؟ "
    ابتسمت كات وقالت بصوت خافت " إنه خاتم زواجي "
    تقارب حاجبا إليزابيث وقالت " مِن من؟؟ "
    ابتسمت كات بخجل من جديد ثم همست " من جاك "
    قالت إليزابيث بصوت خافت " هل أنت سعيدة؟؟ "
    كات " أكثر مما تتصورين "
    وضعت إليزابيث ابتسامة باهتة على شفتيها وقالت بصوت خافت " هذا جيد "
    دخلت إحدى الممرضات إلى الغرفة وقالت " المعذرة...لكن هل زوج السيدة إليزابيث كلون موجود؟؟ "
    هزت أليكس رأسها نفياً فانصرفت الممرضة لكن إليزابيث صمتت لدقائق من هول الصدمة ثم قالت " زوج؟؟.... السيدة؟؟... كلون؟؟... ما الذي تتحدث عنه؟؟ "
    اقتربت أنيتا من إليزابيث ثم قالت " آسفة إليزابيث... أعلم أنك لا تتذكرين شيئاً.... كنا نخطط لتأجيل هذا لوقت لاحق لكن أفسد الأمر... إليزابيث أنت متزوجة... وزوجك هو دانيال... لقد تزوجتِ به منذ أكثر من عام... وكدتما ترزقان بطفلة لكنها سقطت من بطنك "
    كانت الصدمة كالسكاكين تغرس في صدر إليزابيث... كيف لها بأن تكون متزوجة؟؟... ومن شاب لا تعرفه؟؟... ومنذ سنة أيضاً؟؟... كذلك كادت ترزق بطفلة؟؟... ما الذي يجري بحق السماء؟؟.... تفجرت ينابيع عينيها الزرقاوات لتتدفق سيول من الدموع على وجنتيها فراحت تقول بصوت متحشرج " لا... لا كيف؟؟... كيف حدث هذا؟؟ " فأجهشت بالبكاء وراحت تئن بصوت خافت لمدة طويلة وما إن هدأت قليلاً حتى سألت بصوت خافت " كيف دخلت في غيبوبة مرة أخرى؟؟ "
    وضعت أليكس كفها على رأس إليزابيث وقالت " لقد سقطت من على بعد ثلاثة أدوار من برج المدينة... كنت مع دانيال... لقد ذهب هو لإحضار بعض المثلجات لكليكما ولما رجع... كانت فتاة قد دفعتك لتسقطي... وكاد دانيال بأن يرمي بنفسه خلفك لولا أن منعه الناس "
    بكت إليزابيث من جديد وهي تقول " من هي تلك الفتاة؟؟ "
    أنيتا " اسمها كان ليزا... كانت صديقة قديمة لجوش... واعترفت بأنه وراء كل ذلك "
    أطلقت إليزابيث صرخة تألم وقهر من داخلها وتابعت البكاء وهي تقول " كيف؟؟... كيف يفعل بي كل هذا؟؟... كيف؟؟ "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 14922469821815692244


    " إليزابيث؟؟.... إليزابيث؟؟... أهذه أنت؟؟ "
    " نعم.. نعم هذه أنا دانيال "
    ابتسم دانيال وقال بحنان " هل تتذكرينني؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث وقالت " وكيف أنسى حبي الأبدي؟.... بالطبع أنا أتذكرك دانيال... وأحبك "
    فتح ذلك الوسيم عينيه اللازورديات ليكتشف بأنهكان يحلم وبأنهما ممتلئتان بالدموع فمسحهما بسرعة ونهض ليغتسل ويرتدي ملابسه ويتجه بسرعة للمستشفى.... كان يفترض به الانتظار لكنه يشعر بالاختناق بعيداً عنها.... ويشعر بالوحدة بدونها لهذا فهو يريد فقط بأن يستنشق رائحتها... ويسمع أنفاسها ويحس بدفئها.... وما إن وصل إلى المستشفى توجه إلى مكتب الطبيب فوراً ولما دخل قال بلهفة " هل من أي أخبار دكتور؟؟ "
    أومأ الطبيب برأسه ثم قال " إن زوجتك بصحة ممتازة ويمكنها الخروج غداً بإذن الله... لكن المشكلة الحقيقة تكمن في ذاكرتها... صديقاتها اليوم حاولوا معها وأعلموها ببعض الأمور... وأظن بأن الباقي عليك الآن سيد كلون... أنا لا أشك بحبك لها فلا داعي بأن أوصيـ... "
    قاطع دانيال الطبيب بقوله بسرعة " أشكرك دكتور " بعدها خرج من الغرفة وفيه لهفة لإليزابيث لكن.... كل هذا تلاشى ما إن وصل لباب غرفتها... فكان الخوف والتردد عنوانه... كان خائفاً من أن ترفضه إليزابيث ولا تريد مقابلته... ومتردد لأنه لا يريد بأن يزيد الآلام التي في قلبه ويضيف الملح على الجرح... ولا يريد بأن يزيد نار قلبه حطبا... لكنه في النهاية طرق الباب بيدين مرتجفتين ففتحت ديانا الباب بعد عدة ثوانٍ وقالت " أهلاً "
    اصطنع دانيال البرود والثبات لما قال " هل استيقظت؟؟ "
    أومأت ديانا برأسها وهي تقول " نعم.. لكنها عادت لتنام بعد بكائها "
    دخل دانيال الغرفة وهو يقول بصوت خافت " ما الذي أخبرتموها به؟؟ "
    أليكس " كل شيء تقريباً... لم نخطط لإخبارها بأمر زواجكما لكن ممرضة جاءت وسألت عنك باسم ( زوج السيدة إليزابيث كلون ) فعرفت إليزابيث كل الحكاية "
    جلس دانيال على الكرسي الذي بجوار سرير إليزابيث وامسك بكفها وهو يقول ببعض الحزن وكأنه يعرف الإجابة سلفاً " هل كانت ردة فعلها عنيفة؟؟ "
    أخذت أنيتا نفساً عميقاً ثم قالت " أكثر مما تتوقع "
    قبل دانيال كف إليزابيث وقال " توقعت هذا.. لقد كانت تحب جوش بجنون " بعدها قبل كفها من جديد ووضعه على رقبته وهو يقول بصوت خافت " أنا لا أدري ماذا أفعل الآن "
    وضعت ديانا كفها على كتف دانيال وضغطت عليه وهي تقول " أنت مخطئ دانيال... إليزابيث كانت تحب جوش كثيراً... أما أنت... فعشقتك بجنون... أنت هو حبها الحقيقي.... لن يصعب عليك الأمر.... لن يصعب "
    أومأ دانيال برأسه ثم صمت لثوانٍ ليستمع لأنفاس إليزابيث.... بعدها وبدون سابق إنذار أخذ يهز كتفيها وهو يقول " إليزابيث... إليزابيث استيقظي "
    قالت كات باستغراب " ما الذي تفعله بالله عليك دانيال؟؟ "
    تابع دانيال هز كتفيها وهو يقول " إنها ترى كابوساً... أعرف هذا من طريقة تنفسها "
    فتحت إليزابيث عينيها فتوقف دانيال وهو يزفر.
    رفعت إليزابيث جسدها وهي تقول " لقد كان كابوساً... من الجيد بأنكم أيقظتموني "
    لم ينطق أحد بحرف فهم منتظرين ردة فعل إليزابيث من وجود دانيال بالغرفة.
    انتفضت إليزابيث لما سمعت صوتاً رجولياً بجوارها يقول بنبرة دافئة " كيف حالك؟؟ " ثم تراجعت إلى طرف السرير الآخر وهي تقول بارتباك " مـ... من؟؟ "
    أمسك دانيال بكف إليزابيث البارد وهو يقول بدفء " إنه أنا... دانيال "
    أفلتت إليزابيث كفها من قبضته ولم تعرف ماذا تقول فهو زوجها ولا ينبغي عليها بأن تعامله بتلك الطريقة.... كانت متوترة كثيراً حتى أصبح جسدها بارداً كلياً رغم دفء المكان فازدردت لعابها وقالت " أنا... أنا آسفة "
    مد دانيال ذراعه ليتحسس بكفه ذراع إليزابيث المتجمدة ولما لامسها أحست بسريان رعشة داخلها وعندما أحس بها دانيال قال بنبرته الدافئة " تشعرين بالبرد أليس كذلك؟؟ " بعدها خلع سترته التي كان يرتدي تحتها بلوزة ثقيلة بعض الشيء فلا تنسوا بأنهم كانوا في شهر ديسمبر والأرض مغطاة بالثلوج الناصعة.... وضع السترة عليها وهو يقول " خذي هذه "
    لقد كانت السترة دافئة جداً ولن أتغاضى عن ذكر رائحتها فقد كانت رائحة دانيال المميزة ملتصقة بها لهذا لم تستطع إليزابيث رفضها وأحست بألفة لم تعتدها من قبل... وكأنها... وكأنها رست على أرض وطنها بعد غياب طويل جدا.
    أشارت أليكس للفتيات بأن يخرجن ففعلن بهدوء من دون أن تحس إليزابيث... ولما شعر دانيال بهم انتقل ليجلس على السرير ويضم إليزابيث لصدره بشدة.
    لم ترد إليزابيث ضمه لهذا أخذت بضرب ظهره بكفيها محاولة إبعاده لكنه ظل صامتاً وهادئاً وكأنه لا يشعر بضرباتها... وفي النهاية هي نفسها استسلمت وأبقت كفها على ظهره فظل هو لعدة دقائق إلى أن استعاد جسد إليزابيث كل دفئه بعدها ابتعد عنها.
    صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت بغضب " هل انتهيت؟ "
    أجابها دانيال ببرود غير مقصود " نعم "
    قالت إليزابيث بغيض " إذن أخرج من هنا ولا تأتي من جديد "
    هز دانيال رأسه نفياً ثم أشهر إصبعه السبابة في وجهها وقال بصرامة " اسمعي قاعدتي الوحيدة... إن ابتعدت عنك... أموت... هذه هي حياتي... إن افترقنا.. فلن أعيش... لهذا طلبك صعب جداً... ولكن... أخبريني فقط إن أردت مني الرحيل وأن لا أكون معك من الآن فصاعداً فاطلبي مني هذا الآن ولتكن كلماتك صادقة.... ولك عد رجال مني أن لا تسمعي صوتي أو تحسي بي بعد هذه اللحظة "
    كادت إليزابيث أن تقول شيئاً لكنها ترددت في اللحظات الأخيرة ففكرت بأن هذا هو زوجها ولم تكن لتتزوجه إن لم تكن تحبه... كما تذكرت حديث صديقاتها عنه وكيف أنه الوحيد الذي حزن مع حزنها وضحك لفرحها حتى في أصعب أوقاته... وإن رحل الآن... فهي ستكون مشردة ضائعة لا عائلة لها ولا حياة... وهنا فهمت قاعدته واكتشفت أنها كذلك لا يمكنها العيش بدونه... ليس بعد الآن.....
    قاطع دانيال تفكيرها حين قال متسائلاً " أرحل أو أبقى؟؟.... أجيبيني "
    أمسكت إليزابيث بكم بلوزة دانيال ثم قالت نبرة خافتة جداً وبخجل " ابقى "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 14922469821815692244


    *ما الذي ستفعله يا دانيال بعدها
    *ستخرج إليزابيث في يوم الغد
    *وسترجع لأحضانك من جديد
    *لكن...
    *هل ستكون حياتكما مثل السابق؟؟
    *أم أنها ستختلف كثيراً؟؟
    *هل ستسوء؟؟
    *إلى أي درجة من السوء سوف تصل؟؟


    *انتظر يا دانيال وستعرف ماذا سيحل بك

    *انتظر فقط.....


    *مع تمنياتي لك بالسعادة الأبدية

    guiltless girl

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 09, 2010 1:11 am

    خلاص يكفي هذا لليوم
    بكره راح اكمل ان شاء الله
    النهايه بكره على حساباتي
    اذا ما كان عندي ظروف طارئه
    ^-^
    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 23, 2010 7:59 pm

    بس أقولكم الرواية بقالها ثلاث بارتات غير هذا وتخلص باذن الله
    والله ودي أبكي

    ما ودي انها تخلص وما ودي الناس ينسونها
    بس هذي سنة الحياة>> زواج اهو مادري
    على كل حال مابي أطول عليكم وهذا البارت


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 150359196704883994



    قرأتم فيما يبق.....
    انتقل دانيال ليجلس على السرير ويضم إليزابيث لصدره بشدة.
    لم ترد إليزابيث ضمه لهذا أخذت بضرب ظهره بكفيها محاولة إبعاده لكنه ظل صامتاً وهادئاً وكأنه لا يشعر بضرباتها... وفي النهاية هي نفسها استسلمت وأبقت كفها على ظهره فظل هو لعدة دقائق إلى أن استعاد جسد إليزابيث كل دفئه بعدها ابتعد عنها.
    صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت بغضب " هل انتهيت؟ "
    أجابها دانيال ببرود غير مقصود " نعم "
    قالت إليزابيث بغيض " إذن أخرج من هنا ولا تأتي من جديد "
    هز دانيال رأسه نفياً ثم أشهر إصبعه السبابة في وجهها وقال بصرامة " اسمعي قاعدتي الوحيدة... إن ابتعدت عنك... أموت... هذه هي حياتي... إن افترقنا.. فلن أعيش... لهذا طلبك صعب جداً... ولكن... أخبريني فقط إن أردت مني الرحيل وأن لا أكون معك من الآن فصاعداً فاطلبي مني هذا الآن ولتكن كلماتك صادقة.... ولك عد رجال مني أن لا تسمعي صوتي أو تحسي بي بعد هذه اللحظة "
    كادت إليزابيث أن تقول شيئاً لكنها ترددت في اللحظات الأخيرة ففكرت بأن هذا هو زوجها ولم تكن لتتزوجه إن لم تكن تحبه... كما تذكرت حديث صديقاتها عنه وكيف أنه الوحيد الذي حزن مع حزنها وضحك لفرحها حتى في أصعب أوقاته... وإن رحل الآن... فهي ستكون مشردة ضائعة لا عائلة لها ولا حياة... وهنا فهمت قاعدته واكتشفت أنها كذلك لا يمكنها العيش بدونه... ليس بعد الآن.....
    قاطع دانيال تفكيرها حين قال متسائلاً " أرحل أو أبقى؟؟.... أجيبيني "
    أمسكت إليزابيث بكم بلوزة دانيال ثم قالت نبرة خافتة جداً وبخجل " ابقى "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 150359196704883994


    البارت السابع والثلاثون
    " غربة "
    ابتسم دانيال بارتياح ثم لف ذراعه حول خصرها وجذبها نحوه وهو يقول " هل أكلتي شيئاً؟؟ "
    هزت إليزابيث رأسها نفياً لكنها تذكرت بأن دانيال أعمى فكادت أن تقول لا لولا أن دانيال قال بصوت عادي وكأنه سمع إجابتها " وأنا أيضاً " بعدها رفع كيساً من الطعام وهو يقول " لهذا أحضرت طعاماً لكلينا " فقالت إليزابيث باستغراب " أليس من المفترض بأن آكل طعام المستشفى؟؟ "
    أصدر دانيال صوتاً من بين شفتيه يدل على ( لا عليك منهم ) بعدها قال " إلا إن كنت تريدين التقيؤ فهذا خيارك "
    ضحكت إليزابيث برقة واستغربت للارتياح الذي شعرته مع دانيال مع أنها للتو عرفته فقالت بنبرتها الناعمة " أعتقد بأنني سآكل معك فأنا لا أتقبل طعام المستشفيات "
    ضحك دانيال بخفوت وهو ينهض ويضع الطعام على طاولة مستديرة لشخصين ولا تستغربوا وجودها في الغرفة فالمستشفى الذي كانت فيه إليزابيث لم يكن أي مستشفى عادي فهو من أفخم وأرقى مستشفيات المدينة وبالطبع أبهظها ثمناً.... بعدها اقترب دانيال من إليزابيث وحملها على ذراعيه ليضعها على الكرسي ثم جلس مقابلاً لها بينهما هي قالت ببعض الغضب " لا تحملني فأنا أستطيع الوقوف وحدي "
    ابتسم دانيال ببهوت وقال " آسف... أنا فقط لا أريدك بأن تجهدي نفسك " بعدها بدأ يخرج الطعام من الكيس ويضعه على الطاولة.
    فتحت إليزابيث العلبة التي أمامها ومن اشتمامها للرائحة القوية عرفت بأن ما أمامها بطاطا مشوية وضع عليها الجبن وأنواع محددة من الصلصات التي تفضلها وكانت معها وجبتها المفضلة من مطعم ( MACDONALD) فابتسمت لأن كل شيء كان كما تفضله هي وهذا ما دل أكثر على أنه يعرفها أكثر مما يعرف نفسه بعدها بدأت بالأكل ولما انتهت مسحت فمها وهي تقول " حمداً لله "
    ابتسم دانيال وقال " بالهناء "
    أنزلت إليزابيث رأسها وقالت بنبرة خافتة جداً علمت بأن دانيال لن يسمعها لكنها لم تستطع جعلها أكثر علواً " هل... هل تدل مكان دورة المياه؟؟ "
    أجابها دانيال بلا تردد " قفي.. سأدلك عليه "
    رفعت إليزابيث رأسها وهي متعجبة من كيفيه سماع دانيال لصوتها الخافت ثم وقفت ليقترب منها دانيال ويمسك كفها الأيمن بيده بينما يده الأخرى وضعها على خصرها ثم قادها إلى دورة المياه وجعلها تدخل لينتظرها بالخارج ولما انتهت أعادها لسريرها مرة أخرى.
    جلس دانيال على الكرسي الذي بجوار سرير إليزابيث وأخذ يمسح على شعرها وهو يقول " ارتاحي الآن... هل تريدين مني بأن أرحل؟؟ "
    تمتمت إليزابيث " لا يضايقني وجودك... كما أنك إن رحلت فلن تعود "
    أمسك دانيال بكف إليزابيث الصغير وقال " بلا سأعود... كما أنه يجب علي إحضار ملابس جديدة لك فغداً سوف تخرجين من المستشفى "
    شدت إليزابيث قبضتها على كف دانيال وهي تقول بنبرة رجاء " ألا يمكنك توكيل أحد بإحضارهم... أرجوك... صديقاتي يمكنهن فعل هذا... أنا فقط... أخشى بأنني إذا نمت الآن فسأعود لغيبوبتي.. وإن كان هنالك أحد بجواري فسيساعدني ويمدني بالشجاعة "
    لا يدري دانيال لم تضايق لما سمع جملتها... إنها تريد أي أحد ليجلس بجوارها... أي أحد وليس هو بالتحديد.. لكنه كالعادة ضغط على نفسه وقال بنبرته الدافئة " إذن سأبقى بجوارك.... لن أرحل.. والآن نامي "
    أغمضت إليزابيث عينيها ونامت بهدوء بينما ظل دانيال ممسكاً بكفها.
    وفي صباح اليوم التالي.....
    فتحت إليزابيث عينيها الزرقاوات ببطء شديد بعدها رفعت نصفها العلوي وهي تتذكر ما حدث ليلة أمس وعن وجود دانيال بجوارها لكنه الآن لم يكن موجوداً ولا تدري لم أحست بالخوف الشديد لهذا قالت بنبرة خافتة " دا... دانيال؟؟ " فأتاها صوت دانيال يقول من على بعد مسافة منها " أنا هنا حبيبتي "
    كان دانيال مستلق على الأريكة البيضاء الجميلة ليكون ظهره مستند على طرفها الأول وإحدى رجليه ممدودة فوق طرفها الثاني بينما الأخرى مطوية بخفة وقد كان يقلب كتاباً بين يديه من دون أن يقرأه فهو لم يكن للمكفوفين ولما أجاب إليزابيث رمى الكتاب ووقف ليتوجه لها ويقبل وجنتها وهو يقول ابتسامة " صباح الخير "
    ابتسمت إليزابيث مع احمرار وجنتيها ثم قالت " صباح النور "
    رفع دانيال غطاء إليزابيث ثم سحبها وهو يقول ببعض المرح المصطنع " هيا بسرعة ادخلي لدورة المياه وبدلي ملابسك فاليوم ستخرجين من هذا المكان التعيس " بعدها قادها لدورة المياه فاستحمت هي بصعوبة ثم خرجت وهي ترتدي منشفة بيضاء تصل لما فوق الركبة بقليل فأحضر لها دانيال ملابسها بسرعة حتى لا تبرد ثم قال " هل أساعدك في ارتدائها؟؟ "
    قالت إليزابيث ببعض الحدة " أستطيع تدبر أموري بمفردي " بعدها أمسكت بالملابس وقالت " هل ستبقى هنا؟؟"
    ابتسم دانيال وقال " أنا لا أراك إليزابيث "
    تذكرت إليزابيث هذا فبدأت باستبدال ملابسها وهي تشعر بالإحراج الشديد لكنها تجاهلته وارتدت فستاناً باللون الأزرق الغامق لكنها لم تستطع إغلاق أزرته فهي في الخلف فقالت بخجل كبير " هلا... هلا تساعدني في غلق الأزرة "
    ابتسم دانيال وتمتم صوت خافت " أخبرتك " بعدها توجه لها ومرر كفه على ظهرها العاري فارتعش جسدها واحمرت وجنتاها كثيراً لوما شعر بها دانيال أسرع في إغلاق الأزرة لها فسرحت هي شعرها ولما انتهت تناولت الفطور برفقة دانيال... وعلى الطاولة...
    قضمت إليزابيث قضمة من طعامها ثم قالت بصوت خافت " إلى... إلى أين سأذهب بعد خروجي من هنا؟؟ "
    صمت دانيال للحظات ثم قال " إلى منزلنا بالطبع "
    لا تدري إليزابيث لم شعرت بارتباك فقد تذكرت بأن لها الآن منزلاً تعيش فيه وأناساً تسكن معهم ولم تعد تعيش وحدها في شقة صغيرة كالسابق.
    ابتسم دانيال وقال " ما بك؟؟ "
    هزت إليزابيث رأسها نفياً وهي تقول " لا شيء " ولما انتهت من طعامها قالت " حمداً لله " فابتسم دانيال من جديد ووقف ليحمل حقائبها وهو يقول " هيا "
    وقفت إليزابيث وخرجت من الغرفة بصحبة دانيال الذي وقع على خروجها من المستشفى وأنزلها للطابق السفلي حيث تقف سيارته السوداء الفاخرة فلما رآه سائقها اتجه له بسرعة وانحنى ليحمل الحقائب وهو يقول " السيارة من هنا سيدي "
    أومأ دانيال برأسه ثم أمسك بخصر إليزابيث ليقودها نحو السيارة ويفتح لها الباب وهو يقول " تفضلي "
    دخلت إليزابيث بحذر ليدخل دانيال بعدها وتتحرك السيارة متجهة إلى منزل السيد إدموند الكبير ولما وصلوا خرج دانيال برفقة إليزابيث ليدخلها داخل المنزل ويصعد بها للطابق الثاني وهو يقول " مرحباً بعودتك "
    لم تنبس إليزابيث ببنت شفه بينما أخذها دانيال عبر ذلك الممر الطويل والذي يحوي العديد من الأبواب المتشابهة لكنه لم يمشي كثيراً وفتح الباب الثاني على اليمين وهو يقول " ها هي غرفتنا "
    وقفت إليزابيث وتراجعت بعض الشيء وهي تقول بتساؤل " غرفتنا؟؟ "
    صمت دانيال لثوانٍ وهو يحاول التماس ما تقصده ثم قال " نعم غرفتنا... ما بك إليزابيث؟؟ "
    أخذت إليزابيث نفساً عميقاً ثم قالت بنبرة قاسية " لابد بأنك مخطئ فأنا لن أقيم معك بغرفة واحدة "
    لكم آلمت كلمات إليزابيث القاسية قلب دانيال وجرحت نبرتها القاسية روحه لكنه كالعادة تماسك وقال " لا بأس... سآمرهم بتجهيز غرفة أخرى لك... لكن أدخلي لترتاحي ريثما ينتهون من تجهيزها "
    تراجعت إليزابيث للخلف أكثر وهي تهز رأسها نفياً ثم قالت بنبرة قاسية وباردة " لا أريد "
    عض دانيال على شفته السفلى بمرارة وكادت الدموع بأن تهرب من عينيه لكنه في آخر لحظة جمع شظايا ما تبقى من قلبه وقال بنبرة خافتة " لا بأس " بعدها نادَ الخادمة وأمرها بتجهيز الغرفة المقابلة لغرفته تماماً بعدها أمسك بكف إليزابيث البارد وقادها للصالة حيث كان السيد إدموند يجلس ويشاهد التلفاز فلما رآها قال بسرور " مرحباً بعودتك يا ابنتي "
    لم تجب إليزابيث وظلت تتساءل في نفسها عن هوية الشخص الذي أمامها فقال دانيال بصوت خافت " إليزابيث... هذا والدي... وهو يعيش هنا في هذا المنزل "
    أومأت إليزابيث برأسها دون أن تنطق فأجلسها دانيال على الكنبة وجلس هو على بعد منها فهو يعلم بأنها غير مطمئنة له كثيراً ولا تحبه بل هي فقط تستلطفه لطيبة تعامله معها وحديث صديقاتها عنه.
    بعدها أنهت الخادمة تنظيف الغرفة أخذ دانيال إليزابيث لغرفتها الجديدة ثم قال للخادمة " أخرجي ملابس إليزابيث من غرفتي وخذيهم بعيداً ثم أحضري ملابسها القديمة "
    أومأت الخادمة برأسها ثم رحلت وأغلقت الباب خلفها فاستدار دانيال وقال لإليزابيث بابتسامة مصطنعة " آسف لجعلك ترتدين ملابسك القديمة لم يتسن لي شراء ملابس جديدة لك فكما تعلمين... كل ملابسك التي كانت في غرفتي خاصة بالـ... حوامل "
    أشاحت إليزابيث بوجهها فهي لا تزال متضايقة من فكرة أنها كانت حامل من ذلك الشاب الذي لا تعرفه حتى لهذا لم تجب ومشت وهي تتحسس ما حولها إلى أن وصلت لسريرها فجلست عليه بصمت.
    اقترب دانيال من إليزابيث وجلس بجوارها وهو يقول بتفهم " إليزابيث... أنا أفهمك جيداً... ولن أضغط عليك أو حتى أضايقك... إن احتجتِ لأي شيء فغرفتي أمام غرفتك بالضبط... وإن كنت لا تريدين طلب شيء مني فلا بأس.. لديك جرس ملتصق على باب غرفتك وبمجرد الضغط عليه ستأتي لك خادمة تدعى فيرجي... إنها صغيرة ولطيفة وسوف تساعدك في كل شيء... وإن شعرت بالوحدة فنادني... يمكننا بأن نخرج ونتكلم سوية... لن أتكلم عن الماضي إن كان يزعجك... سأتكلم معك فقط... عن أي شيء تريدينه... فقط اعلمي بأنني بجوارك... أحملك كلما وقعت...... وأضمك كلما بكيت..... لن أتخلى عنك حتى ولو اضطررت أن أتخلى عن حياتي لأجلك.... هذا وعد... وقد قلت لك هذا الكلام سابقاً... أتمنى فقط بأن تتذكريه في يوم من الأيام " بعدها قبل رأسها بحنان ورحل من دون أن يضيف شيئاً أخراَ.
    رمت إليزابيث بنفسها على السرير وهي تزفر بحدة وتقول في نفسها ( إنه لطيف... لطيف جداً وطيب... يحبني ويهتم بي كثيراً... لكنني لا أكف عن معاملته ببرود وقسوة.... آه ليتني أتذكره فقط... أو حتى أحبه حتى يتحسن أسلوب تعاملي معه... لكنني لا أكف عن التفكير بجوش.... كيف لي بأن أصدق بأنه شرير وحقير إلى هذه الدرجة... وقد كان ألطف الناس معي... في البداية خانني وغدر بي... ثم آذاني وأفقدني بصري ) بعدها وضعت كفها على وجنتها اليسرَ لتتحسس الندب الذي تركه لها فأكملت في نفسها ( وهذا الندب أكبر دليل على صحة ما أخبروني به.... أنا لا أصدق... كيف لهذا بأن يحدث وأنا لا أتذكر منه شيئاً... أنا فقط أتذكر ذلك الاختناق الذي شعرت به في السيارة... هذا آخر ما أذكره من حياتي... كيف لي بأن أحب وأتزوج وأحمل ولا أتذكر شيئاً؟؟... آه ليت هذه الذاكرة اللعينة تعود... ليتها )
    هبط الليل سريعاً وشعرت إليزابيث بالضيق من الجلوس وحيدة في غرفتها فوقفت وتحسست المكان إلى أن وصلت للباب ففتحته ببطء ومن دون أن تصدر أي صوت وسارت إلى الأمام وهي لا تعرف ما وجهتها وسارت أكثر إلى أن وصلت إلى الدرج وكان من المفترض بفتاة عمياء لا تعرف المكان بأن تواصل سيرها وتقع لكنها وقفت بلا سبب تعرفه وبدأت تتحسس الأرضية بقدمها فوجدت بأن ما أمامها درج فنزلت وهي مستغربة لما يحدث لها... فكيف تحس بك ما حولها وتعرف طريقها؟؟... هل هذا دلالة على صدق ما قيل لها؟؟... نزلت للأسفل وأخذت تجول في الأرجاء على غير هدى إلى أن سمعت صوتاً أنثوياً رقيقاً يقول " هل تحتاجين إلى مساعدة سيدة إليزابيث؟؟ " فانتفضت وقالت " مـ... من أنتِ؟؟ "
    انحنت الفتاة بلباقة وقالت " أدعى فيرجي... وأنا خادمتك... هل تحتاجين لأي شيء؟؟ "
    هزت إليزابيث رأسها نفياً ثم قالت " أنا فقط أتجول "
    فيرجي " قد تتعرضين للخطر سيدتي فالبيت كبير جداً ومليء بالدرجات والممرات المتوهة.. هل أنادي السيد دانيال ليمشي معك؟؟ "
    صمتت إليزابيث لثوانٍ وهي تفكر في كيفيه معرفة دانيال لكل الطرق لكنها تجاهلت تساؤلاتها وقالت " وهل كان دانيال يمشي معي دائماً؟؟ "
    ابتسمت فيرجي وقالت بلطف " بالطبع " بعدها قالت وابتسامة في صوتها " هل أناديه أم أنك بتي تخافين منه؟؟ "
    ارتبكت إليزابيث وقالت " لا... بالطبع لا... لم أخاف منه؟؟ " بعدها أشاحت بوجهها وهي تقول " ناديه إن كنت تريدين فهو لا يهمني "
    تقارب حاجبا فيرجي باستغراب واستياء وقالت " لا يهمك؟؟... ألهذه الدرجة أصبحت تكرهينه... ثم... إن الأمر لا يتوقف على ما أريده أنا بل على ما تريدينه أنت فأنت هي سيدتي "
    رفعت إليزابيث رأسها وهي تأخذ نفساً عميقاً ثم قالت " لا... أنا لا أكرهه... أنا فقط... أشعر بالغربة... لكنني بالفعل أكره كلمة سيدتي هذه فنادني بإليزابيث فقط "
    ابتسمت فيرجي وقالت " كما تشائين سيـ... إليزابيث... والآن هل تريدين مني بأن أطلب منه القدوم؟؟ "
    أنزلت إليزابيث رأسها وقالت " أخشى بأن أزعجه.. ر... ربما هو مشغول الآن "
    هزت فيرجي رأسها نفياً وهب تقول " بالتأكيد لا فهو في أشد الشوق إليك الآن... ولو يستطيع لقضى ليله ونهاره بجوارك لكنك... لا يهم... أكيد بأنه الآن يعزف على البيانو خاصته "
    صمتت إليزابيث ثم قالت " لا بأس "
    ابتسمت فيرجي ثم توجهت للطابق العلوي وبالتحديد لغرفة دانيال فطرقت الباب بطرقات خفيف وانتظرت إلى أن أتاها صوت دانيال يأذن لها بالدخول فدخلت لتجده مستلق على الأريكة ويقرأ كتاباً فقالت وابتسامة على وجهها " المعذرة على إزعاجك سيدي لكن السيدة إليزابيث تريد بأن تتمشى قليلاً "
    وضع دانيال دبوساً باللون الأحمر على الصفحة التي كان يقرأها ثم نهض بعد أنا أغلق الكتاب وتوجه لفيرجي ليمشي بجوارها وهو يقول " أين هي؟؟ "
    ابتسمت فيرجي وقالت " في الطابق السفلي قرب المدخل "
    وضع دانيال يديه في جيبيه وقال بعد أن رفع أحد حاجبيه " أنا أعرفك فيرجي.. فهل حقاً هي طلبت هذا أم أنك أجبرتها بألاعيبك؟؟ "
    ضحكت فيرجي بخفوت ثم قالت " لنقل بأنني استخدمت أسلوبي الخاص "
    أخذ دانيال نفساً عميقاً ثم قال وهو يزفره " اسمعيني... لا تقسي عليها كثيراً... وحاولي قدر الإمكان بأن تكوني صديقتها لا خادمتها "
    أومأت فيرجي برأسها إيجابياً وهي تقول " كما تشاء سيدي " بعدها سارا إلى أن وصلا لإليزابيث فتوقف دانيال وأخذ نفساً عميقاً بعدها أجبر نفسه على الابتسام وقال " هل طلبتني؟؟ "
    لم تجبه إليزابيث فمشى تجاهها ولف ذراعه حولها وهو يقول " إلى أن تريدين الذهاب؟؟ "
    أجابته إليزابيث بصوت خافت " لا أدري فهو منزلك "
    رد عليها دانيال مصححاً بقوله " بل هو منزلنا " بعدها بدأ بالسير مجبراً إليزابيث على السير معه وبعد دقائق من الصمت توقف ثم خلع سترته وناولها إليزابيث وهو يقول " ارتدي هذه... سنذهب للخارج والجو بارد جداً"
    مدت إليزابيث ذراعها لتلتقط السترة بكفها وهي مترددة بعض الشيء بعدها أدخلت ذراعيها في كميها الطويلين وارتدتها.
    فتح دانيال باب الحديقة فهب هواء بارد جداً عليهما فأمسكها من خصرها بيده اليسرَ وبيده اليمنى أمسك بكفها بعدها سار إلى أن وصل لأحد الكراسي الخشبية الطويلة وجلس عليها.
    كانت الحديقة مغطاة بالثلوج البيضاء الناصعة وقد كانت صغيرة بعض الشيء فهي حديقة داخلية لها سور من جدران طويلة بعض الشيء يغطي معظمها الثلج وقد كانت فيها عدة الأشجار المغطاة بالثلوج كذلك...و لم تكن الشمس قوية ففصل الشتاء كان قاسياً جداً.
    ابتسم دانيال ابتسامة باهتة ثم قال " لقد كنا نجلس هنا دائماً... حتى والجو بارد "
    أشاحت إليزابيث بوجهها وهي تضم نفسها وتقول " إنه بارد جداً "
    قرب دانيال جسده من جسد إليزابيث ولف ذراعه حولها وهو يقول " أأدفئك؟؟ "
    من دون سابق إنذاردفعت إليزابيث دانيال بكل قوتها وهي تصرخ " ابتعد " بعدها عاودت ضم نفسها وهي تشيح بوجهها بعيداً.
    تراجع دانيال للخلف بيدين مرتجفتين وجسد مرتعش وأخذ يستمع إلى أنفاس إليزابيث المضطربة المختلطة بصرخات الرياح بعدها قال بصوت خافت " أ... آسفة... لم أقصد " وقد كسر صوته مرتين في تلك الجملة.
    لم تجبه إليزابيث فقال مرة أخرى بصوت مرتجف " أنا حقاً آسف... لقد كنت مخطئاً وأخلفت بوعدي فقد وعدتك بأنني لن أضغط عليك أو أجبرك على أي شيء ترفضينه "
    أحست إليزابيث بأن ردة فعلها كانت قاسية بعض الشيء ومبالغ فيها فاقتربت منه بتردد ووضعت رأسها على صدره.
    كان دانيال متجمداً في مكانه وهو يحس بإليزابيث تقترب منه وهدأ بعض الشيء لما وضعت رأسها على صدره لكنه تفاجأ من جديد لما ضمت ساقيها الصغيرتين إليه بسرعة ثم قالت " آسفة... ما كان علي بأن أتصرف بتلك الطريقة فأنت... زوجي رغم كل شيء "
    صمت دانيال لبرهة ثم لف ذراعه حولها وهو يقول " ليس عليك بأن تجبري نفسك على أي شيء لأجلي... افعلي ما يريحك وسأكون مسروراً"
    هزت إليزابيث رأسها نفياً وهي تقول " أنا لا أفعل هذا لأجلك... بل أنا أريد هذا فأنا أشعر بالبرد وجسدك دافئ جداً "
    وضع دانيال ابتسامة شاحبة على وجهه ثم ضمها أكثر إليه ليجلس في هدوء حطمته إليزابيث لما قالت بتردد " دانيال؟؟ "
    أصدر دانيال صوتاً من دون أن يفتح فمه ليحثها على الكلام فقالت هي بتردد أكبر " هل.. هل يمكنك إخباري كيف كانت حياتنا؟؟ "
    أغمض دانيال عينيه ثم حوطها بذراعه الأخرى وأسند ذقنه على رأسها بعدها قال " لقد كانت مثالية... فأنا أحبك كثيراً وأنت كنت كذلك... لم تكن بيننا خلافات ومشاجرات غير التي كانت تتعلق بمسألة عنادك الطفولي ورغبتك في فعل ما تريدينه لكنها غالباً ما تنتهي برضانا جميعاً فأنا دائماً ما أرضى بما تريدينه وأضحي بما أريده حتى لو كان كبيراً لأن لا شيء يهمني سوا سعادتك ولا شيء يسعدني سوا سماع ضحكتك "
    صمتت إليزابيث لثوانٍ وهي تفكر في دانيال... وكيف أنه يعرفها حق المعرفة ويعرف طباعها الطفولية العنادية السيئة لكنه مع هذا يحبها...لكن ما بالها لا تحبه وغير مرتاحة له كثيراً... ولا تدري لم شعرت بثغرة في صدرها تؤلمها فأحبت تلطيف الجو ونسيان الألم فقالت " هل تعني بأنني لو قلت لك بأن ترمي بنفسك من الأعلى ستفعل؟؟ " بعدها ابتسمت.
    ابتسم دانيال وقال والابتسامة واضحة في صوته " وهل تتحدينني؟؟ "
    رفعت إليزابيث رأسها وقالت باستغراب " هل تعني بأنك ستفعلها؟؟ "
    داعب دانيال أنف إليزابيث وقال مبتسماً " وكيف أرفض طلباً لك؟؟ "
    ضحكت إليزابيث برقة وقالت " أنت مجنون "
    بادلها دانيال بالضحك وهو يقول " ليست معلومة جديدة "
    صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت بنبرة جدية بعض الشيء " أخبرني دانيال لماذا أحببتني "
    قال دانيال ببطء وببعض الشرود " هذا هو السؤال الوحيد الذي لم أعرف إجابته بالتحديد... لا أدري إن كنت أحببتك بسبب رقتك... أم طفولتك... أم لطفك... أم سذاجتك... كل ما أعرفه هو أنني أحبك.. ولن أتخلى عن هذا الحب حتى لو صار البعد بيننا كبعد الشرق عن الغرب "
    صمتت إليزابيث ولم تستطع النطق أمام تلك الكلمات الجميلة... إذن هو لا يحبها لأجل جمالها... إنه فقط يحبها لصفاتها... ليتها فقط توقن...ليتها.........


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 150359196704883994


    المشاعر تتضارب في عثل إليزابيث*
    فهل ستستطيع تحديد مشاعرها؟؟*
    أم أنها ستظل تهرب منها ومن الثغرة التي ظهرت في منتصف صدرها؟؟
    *أحداث كثيرة ستحدث في الأجزاء الأخيرة
    *ستتعقد الأمور كثيراً
    *فهل ستكون نهايتنا سعيدة؟؟
    *وهل يمكن للسعادة بان تتحقق في جوء واحد فقط؟؟
    *نابعوا معي البارت القادم من الحب الأعمى لتعرفوا الإجابة الواضحة لكل هذه التساؤلات
    *من تحيتي لكم
    *كاتبتكم المتواضعة
    guiltless girl

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 23, 2010 8:16 pm

    آسفة لأني طولت
    وهذا البارت بس لا تنسون المناديل
    ولا ماله داعي أذكركم انتوا تعرفوني زين


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 3342937161453839996



    قرأتم فيما سبق.......


    وضع دانيال ابتسامة شاحبة على وجهه ثم ضمها أكثر إليه ليجلس في هدوء حطمته إليزابيث لما قالت بتردد " دانيال؟؟ "
    أصدر دانيال صوتاً من دون أن يفتح فمه ليحثها على الكلام فقالت هي بتردد أكبر " هل.. هل يمكنك إخباري كيف كانت حياتنا؟؟ "
    أغمض دانيال عينيه ثم حوطها بذراعه الأخرى وأسند ذقنه على رأسها بعدها قال " لقد كانت مثالية... فأنا أحبك كثيراً وأنت كنت كذلك... لم تكن بيننا خلافات ومشاجرات غير التي كانت تتعلق بمسألة عنادك الطفولي ورغبتك في فعل ما تريدينه لكنها غالباً ما تنتهي برضانا جميعاً فأنا دائماً ما أرضى بما تريدينه وأضحي بما أريده حتى لو كان كبيراً لأن لا شيء يهمني سوا سعادتك ولا شيء يسعدني سوا سماع ضحكتك "
    صمتت إليزابيث لثوانٍ وهي تفكر في دانيال... وكيف أنه يعرفها حق المعرفة ويعرف طباعها الطفولية العنادية السيئة لكنه مع هذا يحبها...لكن ما بالها لا تحبه وغير مرتاحة له كثيراً... ولا تدري لم شعرت بثغرة في صدرها تؤلمها فأحبت تلطيف الجو ونسيان الألم فقالت " هل تعني بأنني لو قلت لك بأن ترمي بنفسك من الأعلى ستفعل؟؟ " بعدها ابتسمت.
    ابتسم دانيال وقال والابتسامة واضحة في صوته " وهل تتحدينني؟؟ "
    رفعت إليزابيث رأسها وقالت باستغراب " هل تعني بأنك ستفعلها؟؟ "
    داعب دانيال أنف إليزابيث وقال مبتسماً " وكيف أرفض طلباً لك؟؟ "
    ضحكت إليزابيث برقة وقالت " أنت مجنون "
    بادلها دانيال بالضحك وهو يقول " ليست معلومة جديدة "
    صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت بنبرة جدية بعض الشيء " أخبرني دانيال لماذا أحببتني "
    قال دانيال ببطء وببعض الشرود " هذا هو السؤال الوحيد الذي لم أعرف إجابته بالتحديد... لا أدري إن كنت أحببتك بسبب رقتك... أم طفولتك... أم لطفك... أم سذاجتك... كل ما أعرفه هو أنني أحبك.. ولن أتخلى عن هذا الحب حتى لو صار البعد بيننا كبعد الشرق عن الغرب "
    صمتت إليزابيث ولم تستطع النطق أمام تلك الكلمات الجميلة... إذن هو لا يحبها لأجل جمالها... إنه فقط يحبها لصفاتها... ليتها فقط توقن...ليتها.........




    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 3342937161453839996





    البارت الثامن والثلاثون


    " الحدود "





    أحس دانيال بقدوم شخص ما خلفه فقال بصوت عالٍ نسبياً " ما الأمر فيرجي؟؟ "
    ابتسمت فيرجي الواقفة خلفه ثم قالت " السيد إدموند طلب مني استدعاءكما للعشاء "
    أبعد دانيال إليزابيث عنه قليلاً ثم وقف وأوقفها معه ليصطحبهالغرفة الطعام حيث يجلس على رأسها السيد إدموند الذي ابتسم ما إن رآهما وقال " كيف حالك يا ابنتي؟؟ "
    علمت إليزابيث بأنه يقصدها فابتسمت ابتسامة شاحبة وقالت " بخير... شكراً لك سيدي "
    اتجه دانيال إلى الكرسي الواقع على اليسار ليسحبه لإليزابيث وهو يقول " تفضلي هنا " فجلست بينما قال السيد إدموند " يمكنك مناداتي بعمي كما اعتدتِ "
    ابتسمت إليزابيث باصطناع ثم قالت " لكنني أفضل كلمة سيدي... سيدي "
    جلس دانيال على الكرسي الواقع على اليمين وهو يقول في نفسه ( عنيدة )
    بدأت الخادمات بوضع الطعام في صحني دانيال وإليزابيث ليبدآ بالأكل لكن في الواقع إليزابيث لم تأكل شيئاً بل ظلت تقلب طعامها إلى أن أصابها الملل فقالت " عن إذنكما " بعدها وقفت لتخرج من غرفة الطعام وتتجه للسلالم ومنها إلى غرفتها وهذا ما أثار استغرابها فكيف لها بأن تدل الطريق جيداً مع أنها عمياء وقد وصلت إلى المكان للتو.... هل هذا يعني بأنها بدأت تستعيد ذاكرتها؟؟.... طردت إليزابيث الأفكار من ذهنها لتتجه لدورة المياه وتغتسل ثم تنام على سريرها بهدوء.
    مر أسبوع كامل على بقاء إليزابيث في منزل السيد إدموند.... كان كل من إليزابيث ودانيال يتحاشى لقاء الآخر فقد كان وجود دانيال بجوار إليزابيث يربكها كما أنها تخاف منه إلى حد ما أما دانيال فقد كان يتحاشاها خوفاً من أن يخيفها أو يشعرها بعدم الراحة كما أنه كان خائفاً على نفسه من أن يجرح ويتألم من كلامها القاسي... وكانت الكوابيس تراود إليزابيث كل ليلة ومعظمها عن جوش وعما فعلها فيها لكنها إلى ذلك اليوم لم تكن تصدق أن ما فعله فيها حقيقة وتعتمد على أمل كاذب بأنها ستصحو يوماً وتجد بأن كل ما جرى حولها كان كابوساً تبخر واختفى.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 3342937161453839996


    قبضات تعتصر جسدها... دفء... بل حرارة لا مثيل لها.. ذراع تلتف حول خصرها... بالكاد تتنفس... بعدها همساً.... أنفاساً ملتهبة تهمس في أذنها اليسر " إليزابيث "
    فتحت عيناها ليختفي كل شيء فتساءلت في نفسها ( ما هذا الحلم الغريب؟؟... لقد كان جميلاً إلى حد كبير... لكن ما المقصود فيه يا ترى؟؟... ولمن كان ذلك الصوت الدافئ؟؟ )
    زفرت بحدة ثم نهضت وهي تقول " لن أحتمل الجلوس في هذا المنزل دقيقة واحدة أخرى... هذه هي حدودي "
    كان الجو عاصف ومثلج... الثلج يغطي الأرض لأكثر من نصف متر تقريباً والرياح لم تكن تهمس وتهمهم كعادتها بل كانت تصرخ صرخاتها المرعبة الممزوجة بجفاف الشتاء وبرودته ومع هذا كله لم تأبه إليزابيث فوقفت لتتوجه لباب غرفتها وتفتحه ببطء شديد لتخرج وتسير بحذر واختلاس كاللصة ولما وصلت للدرج بدأت بالنزول بعدها مشت إلى أن وصلت لباب المدخل وقد كان باب المدخل يقع قريباً من صالة المنزل المظلمة المعتمة فلما فتحت الباب ببطء سمعت صوتاً يقول بقوة وحزم جعلاه جزءاً من الظلام القاسي " أين تظنين نفس ذاهبة إليزابيث؟؟ "
    ارتجف جسد إليزابيث من نبرة ذلك الصوت فهي تعرفه جيداً... بالطبع هو دانيال فلم تجبه لكنها علمت بأنه سيوقفها لهذا ركضت للخارج بسرعة كبيرة والجو كان بارداً جداً والرياح جافة مجمدة.
    رمى دانيال الكتاب الذي كان بيده ليركض للخارج خلف إليزابيث... لقد كان صوت الرياح عالياً لهذا كان من الصعب جداً على دانيال بأن يحدد مسارها فاتبع حاسته السادسة على أمل بأن يكون سيره صحيحاً.... فراح يركض ويركض ولا يعرف وجهته فظل يركض طويلاً حتى غلب عليه الشك بأن اتجاهه خاطئ فقرر تغيير مساره لكنه في آخر لحظةأحس بحركة أمامه فأسرع الخطى ورمى بنفسه عليها ليوقفها ثم قال بعصبية " إلى أين؟؟....... هل جننتِ؟؟ "
    أخذت إليزابيث تبعد دانيال عنها وهي تقول بصراخ " إلى الجحيم... لا شأن لك بي ابتعد عني " بعدها دفعته بكل ما بجسدها المهشم من قوة ونهضت لتعاود الركض لكن دانيال أمسك بذراعها بقوة وسحبها نحوه ليمسك بذراعها الأخرى إلى أن أوقف حركتها ثم قال " لن أسمح لك "
    ردت عليه إليزابيث وهي تقاوم وتحاول فك نفسها بقولها " قلت لك ابتعد عني " بعدها صرخت بقوة وقالت " لا شأن لك بي "
    شد دانيال قبضتيه على ذراعي إليزابيث وهو يقول بحدة " كيف تقولين لا شأن لي فيك؟؟... أنا زوجك ومسئول عنك.. أنت عمياء الآن افهمي هذا... لن تستطيعي تدبر أمورك بنفسك هل تفهمين... إن وجدتك الشرطة فإما ستضعك في مستشفى الأمراض النفسية إن رأوا جنونك هذا أو سيعيدونك إلي أو يأخذونك للمسكن " بعدها صمت قليلاً ليهدئ من روعه ثم أردف قائلاً " هل تريدين العودة للمؤسسة؟؟... أخبريني.. هل تريدين العودة لمؤسسة المكفوفين؟؟... إلى المكان الذي سعينا أنا معك جاهدين للخروج منه؟؟... ليس لك أحد هناك الآن... لا أنا... لا أنيتا... لا جاك... ولا حتى ذلك الحقير جوش الذي تحبينه.... أخبريني هل تريدين العودة "
    لم تستطع إليزابيث أن تنبس ببنت شفه فشد دانيال قبضتيه أكثر على ذراعيها وصرخ وهو يهزها " أجيبيني "
    تساقطت الدموع من عيني إليزابيث التي قالت بصوت خافت مخنوق ممزوج بنبرة بكاء " دانيال أنت تؤلمني " بينما راح جسدها ينهار بين أضلاع دانيال القوية فلما أحس بها هذا الأخير غطاها بسترته وحمل جسدها الضعيف بين ذراعيه ليبدأ بالسير عائداً لمنزله وقد كانت الطريق طويلة والبرد قارص... ولما وصل بها دخل للداخل وأغلق الباب برجله اليسر بقوة ثم صعد الدرج بهدوء ليتوجه لغرفته ويضع إليزابيث على السرير ثم يغطى جسدها بالغطاء بعدها قال " سوف تنامين هنا "
    لم تجبه إليزابيث فقد كان جسدها متجمداً ولم تستطع الكلام.
    شغل دانيال المدفأة التي دفأت الغرفة في غضون دقائق ثم قربها من السرير وخلع بلوزته ليدفئ جسده بشكل أسرع بعدها توجه إلى خزانته ليخرج بلوزة أخرى جديدة ويضعها على المدفأة إلى أن دفأت بعدها ارتداها ودس جسده بجوار جسد إليزابيث التي كان ظهرها المتجمد مقابلاً له فلف ذراعه حول خصرها ليدفئها ثم شد أضلاعه على جسدها وهمس بأنفاسه الملتهبة في أذنها " إليزابيث "
    انتفض جسد إليزابيث فقد كان هذا بالضبط ما حلمت فيه وكانت أخيراً قادرة على الحركة فابتعدت عنه ورفعت جسدها وهي تهمس " كفى "
    رفع دانيال جسده ليجلس على السرير بصمت ويسمعها تكمل " كفى.. لم أعد أستطيع البقاء في هذا المكان " بعدها أردفت بصوت عالٍ نسبياً ممزوج بصوت بكاء مخنوق وهي تمسك بشعرها بشدة محاولة كبت ما فيها " كفى... الكوابيس تطاردني وتعذبني ... لا أذكر شيئاً حتى وإن حاولت... لا أشعر بصداع أو أي من علامات رجوع الذاكرة... أشعر بأنني تائهة.. تائهة تماماً.. دعني... دعني يا دانيال أكمل حياتي بسلام.. دعني أبدأ من جديد... أتعرف على أناس جدد وأعيش حياة جديدة... أريد لذلك الماضي بأن يزول.. أريده بأن يتلاشى... أرجوك "
    بدأت الدموع تتساقط من عيني دانيال من دون أدنى شعور منه.. لم يستطع التعليق.. بل لم يستطع الكلام فقد انعقد لسانه... وشعر بغصة في حلقه فما منه إلا أن رمى بنفسه بقوة على السرير وأخذ يجول في فكره... لا أصدق... لا أصدق بإنها تتوسل إلي لأتركها... إنها تريد مني بأن أكون ماضياً نسته وانتهى... كيف يا إليزابيث؟؟... كيف تقولين لي هذا بعد أن كدت أضحي بحياتي لأجلك؟؟... كيف تقولين هذا وقد وهبتك جسدي.. قلبي... روحي وعقلي؟؟... كيف تقولين هذا بعد أن غيرتي حياتي كلياً؟؟... كيف تقولين هذا بعد أن فقدت قوتي وهدوئي وثباتي بسببك؟؟... بت مهشماً سريع الانكسار... كعود ثقاب صغير دهسته بقدمك.. كيف يا إليزابيث؟؟... كيف؟؟.....
    لم تسمع إليزابيث أي شيء... لا اعتراض من دانيال... لا كلمة منه... ولا حتى أنفاسه.. لم تسمع سوى صوت صرخات الرياح المرعبة.... اقتربت من دانيال... وضعت كفها على يده المرتجفة... نعم كانت ترتجف بقوة.... فشعرت بما سببته له.. شعرت بقسوة كلماتها عليه... شعرت بالسكاكين التي انغرست في قلبه... لم تدر ماذا تفعل... عقلها العنيد ينازع قلبها الطيب... عقلها يفرض عليها المنطق... بينما قلبها الطيب يفرض عليها العاطفة... فتوسلت لله بأن يهديها لما هو أفضل لها... توسلت له بأن يغلب قلبها على عقلها... إنها امرأة وهذا ممكن... دائماً ما كان قلبها يسيطر عليها... فما به الآن تراجع وتردى... ما به ترك السيطرة لعقلها الظالم... لماذا باتت تعذب من أحبها... من وهبها كل ما لديه... من عيشها في جنة على كفيه.... لماذا كل هذه القسوة... لماذا كل هذه العصبية... أين أنتي يا إليزابيث؟؟... أين إليزابيث القديمة التي اعتاد عليها دانيال واعتاد عليها الكل؟؟... أين؟؟... يبقى هذا السؤال محيراً لعقولنا وقلوبنا.... لكن..... إلى متى؟؟.....
    وضعت إليزابيث رأسها على كتف دانيال الأيمن بكل حذر وقد كان رأسها قريباً من رقبته بحيث لو رفعته فسيقابلها وجهها ولما لم تر من دانيال أيه حركة سحبت الغطاء لتغطيه و تغطي جسدها البارد ثم وضعت كفها المتجمدة على رقبته الدافئة ونامت.
    ازداد نزول دموع دانيال الحارقة وهو يحس بجسد إليزابيث… الفتاة الوحيدة التي أحبها… الفتاة الوحيدة التي رفضته على جسده فوضع ذراعه فوقها وهو يقول في نفسه ( يكفي ها؟؟… تقولين يكفي؟؟…. إذن أنا سأقول يكفي أيضاً… يكفي دموعاً... علي بأن أكون قوياً كالسابق… علي بأن أصمد... ستكون هذه هي آخر دمعة أذرفها عليك يا إليزابيث… سأرجع قوياً هادئاً وثابتاً كالسابق… سوف أعود ) ثم مسح بكفه آخر دموعه وأغمض عينيه لينام ويترك العالم الحقيقي ولو لوقت قصير فقط.
    فتحت تلك الجميلة عينيها الزرقاوات ببطء لتتذكر ما حصل ليلة أمس فأحست بالذنب الكبير.. وأحست بأنها ظالمة… لكنها بالفعل عنت ما قالته فهي تريد بأن تبدأ حياة جديدة… لا تريد بأن تتذكر ما حدث بها فقد كان خليطاً من الدموع والآلام والمآسي… لهذا فهي تريد بأن تبدأ من جديد وترمي كل شيء وراء ظهرها… رفعت جسدها ببطء فسمعت صوت دانيال يقول بكل ما في العالم من برود " صباح الخير "
    استغربت في البداية من نبرة صوته لكنها تجاهلت الأمر وردت " صباح النور "
    نهض دانيال ليتوجه لدورة المياه بصمت فاستغربت إليزابيث فهل كان فقط جالساً في السرير لكي لا يوقظها بنهوضه ولكي يقول لها صباح الخير؟؟... طردت تلك الأفكار من ذهنها فهي باتت تتجنب التفكير في هذه الأشياء حتى لا تشعر بالذنب أكثر.
    لما خرج دانيال كانت إليزابيث قد عادت لغرفتها فاستبدل ملابسه ثم توجه للبيانو خاصته المتربع وسط غرفته البسيطة فجلس على الكرسي الطويل خاصته وراح يتحسس ذلك البيانو الأسود الجميل… لم يدر لماذا لكنه يحس بأنه يشبهه فلون البيانو أسود وهو لا يرى إلا السواد… البيانو يخرج ألحاناً حزينة وهو يفعل المثل لكن الفرق الوحيد هو أن البيانو بإمكانه أن يصبح سعيداً ويعزف ألحاناً مبهجة لكنه هو… لا يستطيع إلا بأن يعزف على أوتار الآلام والأحزان.
    ضغط دانيال على زر من أزرار في البيانو وهمس " إلى متى؟؟ "
    بعدها ضغط ثانياً وقال بنبرة أكثر علواً " إلى متى؟؟ "
    بعدها ضغط زراً ثالثاً وبدأ بالعزف وهو يقول بصوت مكسور متألم وفيه كل معاني القهر والحزن " إلى متى؟؟... إلى متى؟؟... إلى متى؟؟... إلى متى وأنا أتعذب؟؟... إلى متى وأنا تعيس؟؟... كفى... لقد تعبت... لقد تعبت... إنها حدودي... إنها حدودي... لم أعد أستطيع " وقد كان يعزف أعذب وأحزن أغنية عزفها يوماً فهو من ألفها… لم تكن هذه الموسيقى كأي موسيقى سمعتموها بل كانت حزينة إلى حد لا يوصف وكأنها… وكأنها أغنية السقوط الأخير لمن كافح وكافح من أجل اللاشيء.. كانت كمن وجد حياته تتداعى بين يديه ولا يدري ماذا يفعل… كان يعلم.. كان يعلم من البداية بأن الموضوع انتهى… منذ أن فتحت إليزابيث عينيها… منذ أن التقطت أذناه شهقتها… من أن انتقل لجوارها كالملهوف… منذ أن ضمها… منذ أن دفعته وأسمعته كلامها… أين تلك الأيام يا إليزابيث؟؟… حين كنا بالمسكن.... كطيري حب جديدين… لم يتحررا ولم يعرفا ما هو العالم الحقيقي بعد… لكنها فقط أملا بالحرية… أملا بالحرية وظنوا بأنها السعادة… لكنهما مع الأسف كانا مخطئين…..
    انتهى دانيال من العزف فأغلق البيانو ووقف ليتوجه لغرفة إليزابيث المقابلة لغرفتهوطرق الباب بخفوت ليسمع صوت إليزابيث بعد ثوانٍ تأذن له بالدخول فدخل وأغلق الباب خلفه ثم استند عليه.
    صمتت إليزابيث محثة دانيال على الحديث فقال هو بخفوت وبتردد واضح " إ... إليزابيث... هل... هل حقاً عنيتِ ما قلتيه ليلة أمس؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها إيجابياً وقالت " نعم "
    صمت دانيال لبرهة ثم قال " هل حقاً... تريدين بدء حياة جديدة؟؟ "
    ازداد خفوت صوت إليزابيث لما قالت " نعم "
    أغمض دانيال عينيه وعض على شفتيه وهو يضغط على مشاعره ثم قال بصوت خافت " هل تريدين بأن..... تنسيني؟؟" وقد كسر صوت فيما قال.
    ازداد خفوت صوت إليزابيث فأصبح أقل درجة من الهمس عندما قالت " نعم "
    صمت دانيال مطولاً وهو يعض على شفته السفلى بقوة حتى أدمت ويحاول الإمساك بأعصابه بعدها قال " إذن... هل تريدين مني بأن أط.... أطلقك "
    صمتت إليزابيث لدقائق طويلة وهي تعرف بأن ما ستقوله في هذه اللحظة سوف يحدد مصيرها لبقية حياتها فبعد أن حسمت أمرها تحركت شفتاها لتنطقان " نـ.. نعم "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 3342937161453839996


    *ها هي نقطة نهاية الرواية ونقطة افتراق البطلين
    *فهل سينتهي الحال بالطلاق؟؟
    *أم أن هنالك أحداثاً ستجري وستهز عالم روايتنا؟؟
    *أحداث ثيرة سوف تحدث فتابعوها في البارت القبل الأخير من الحب الأعمى
    *مع تحيتي لكن
    guiltless girl

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 23, 2010 9:09 pm

    وهذا هو وهو ربعه وداع وذكريات لأنه اسم الوداع الأخير


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1830592741465991483


    قرأتم فيما سبق.....



    صمتت إليزابيث محثة دانيال على الحديث فقال هو بخفوت وبتردد واضح " إ... إليزابيث... هل... هل حقاً عنيتِ ما قلتيه ليلة أمس؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها إيجابياً وقالت " نعم "
    صمت دانيال لبرهة ثم قال " هل حقاً... تريدين بدء حياة جديدة؟؟ "
    ازداد خفوت صوت إليزابيث لما قالت " نعم "
    أغمض دانيال عينيه وعض على شفتيه وهو يضغط على مشاعره ثم قال بصوت خافت " هل تريدين بأن..... تنسيني؟؟ " وقد كسر صوت فيما قال.
    ازداد خفوت صوت إليزابيث فأصبح أقل درجة من الهمس عندما قالت " نعم "
    صمت دانيال مطولاً وهو يعض على شفته السفلى بقوة حتى أدمت ويحاول الإمساك بأعصابه بعدها قال " إذن... هل تريدين مني بأن أط.... أطلقك "
    صمتت إليزابيث لدقائق طويلة وهي تعرف بأن ما ستقوله في هذه اللحظة سوف يحدد مصيرها لبقية حياتها فبعد أن حسمت أمرها تحركت شفتاها لتنطقان " نـ.. نعم "

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1830592741465991483


    البارت التاسع والثلاثون ( قبل الأخير)


    " الوداع الأخير "




    لنقل بأن جزءاً من دانيال كان متوقعاً هذه الإجابة الجارحة ولكن جزءه الآخر كان متشبثاً بأسنانه بأمل كاذب على أن تكون إجابتها بلا لكن كل هذا تلاشى مع نطقها لأول حرف فكادت الدموع أن تفر من عينيه رغبة من النجاة من آلامه لكنه أمسك بها لتسانده قليلاً ثم قال بصوت بارد مختلط مع بعض الارتجافة " إذن... بما أن غداً عطلة فسأذهب بعد غد للمحكمة و... أساوي أوراق الطلاق... ثم سأساوي أوراقك لتعودي للمسكن... أرجو بأن تكوني سعيدة.. وتجدي أفضل من هذه الحياة البائسة " وكان سيكمل لكن غصة في حلقه منعته لكنه ازدرد لعابه وقال " وتجدي شخصاً يحبك و.. " توقف مرة أخرى وأخذ نفساً عميقاً ثم قال أكمل بصوت متألم " ويهتم بك أفضل وأكثر مني... مع أنني أشك في هذا " ولم يستطع كبت دموعه أكثر من ذلك فخرج مسرعاً وأغلق الباب بعدها دخل لغرفته ودفع الباب برجله ليغلق قوة واستند عليه ودموعه تتساقط بغزارة فعض على شفته السفلى بمرارة أولم كبيرين وهو يتخيل أن تحبحبيبته الأولى والأخيرة غيره... وأن تكون بين يديه.. لا يمكن... لا يمكن... لا تفعلي بي هذا إليزابيث... إليزابيث أنا أرجوك لا تفعلي بي هذا... أنت هي إكسير حياتي... سوف أكون جسداً بلا روح من دونك... أو... هذا ما أنا عليه الآن... إليزابيث أنا أتوسل إليك... لا تتركيني وحيداً... أنت هي حياتي... أنت هي حلمي... أنتي قريبة مني... لا يفصل بيننا إلى باب... لكنك في واقع الأمر بعيدة عني بمآت الأميال... حتى خيالك... حتى خيالك في عقلي صار بعيداً... إليزابيث... أشعر بالوحدة من دونك... لا تتركيني.... لا تتركيني وحيداً....
    أخذ دانيال يجول في الغرفة بألم وقهر وهو يخلل أصابع يديه بين خصلات شعره ويمسح العرق المتصبب من جبينه إثر القهر المكبوت داخله... قال في نفسه مدعياً الثبات ( كفى دانيال.. كفى... لقد وعدت بأن لا تبكي... لقد وعدت ) فمسح دموعه بيديه المرتجفتين وبحركة مفاجأة ركل الطاولة الخشبية الصغيرة التي أمامه بكل ما في جسده من قوة وبكل ما في نفسه من كبت فارتطمت بالجدار لتتكسر وتتكسر سيقانها الأربعة... وراح يضرب ما حوله بكل قوته محاولاً إخراج القهر الذي في نفسه وهو يقول بصوت أقرب للصراخ " لماذا؟؟... لماذا؟؟ لماذا؟؟ لماذا؟؟... أنا أحبها... لم علي بأن أضحي دائماً؟؟... لم؟؟ " ثم جلس على طرف السرير وهو مخلل كفيه بين خصلات شعره ومخفض رأسه ليستند على كفيه وأصبح يردد اسم إليزابيث حتى ثقل على لسانه.

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1830592741465991483


    رمت إليزابيث بنفسها على الوسادة وراحت تجهش بالبكاء... صحيح بأنها تريد هذا ولكن جزءاً كبيراً منها أو بالأصح عقلها الباطن يأمرها بالتراجع ويؤنبها ويطلب منها بأن تذهب حالاً إلى دانيال لتضمه وتخبره بأنها تراجعت عن قرارها... كما أنه يعذبها سمع ارتجافه صوت دانيال وجملته الأخيرة... هل حقاً يحبني إلى هذا الحد؟؟... ألن يحبني أحد آخر مثله؟؟... هل سيضل يحبني حتى بعد أن يطلقني؟؟.. أم إنه سيمضي قدماً وينساني؟؟.. هل يا ترى سأسمع في يوم عن زواجه بفتاة أخرى؟؟... وهل سأشعر بالغيرة بعدها؟؟.... آآآه لما أفكر في هذا الآن؟؟......
    طرق باب غرفة إليزابيث فقالت هذه الأخيرة " من؟؟ " فأتاها صوت أنثوي يقول " إليزابيث... هل ستنزلين إلى الفطور؟؟... لقد طلب مني السيد دانيال بأن أصطحبك "
    نهضت إليزابيث وفتحت الباب وهي تمسح دموعها ثم قالت البكاء واضح في نبرتها " هيا فيرجي "
    نظرت فيرجي إليها بشك واستغراب ثم قالت " هل كنت تبكين؟؟ "
    ارتبكت إليزابيث وقالت بتلعثم " أبكي.. لا.. ولم قد أبكي... لا تكوني سخيفة "
    رفعت فيرجي أحد حاجباها وهي تقول " ما بكما اليوم أنت والسيد دانيال لستما على طبيعتكما فآثار البكاء على وجهك وشرود السيد دانيال وحزنه "
    قالت إليزابيث " هل حقاً كان يبدو حزين؟؟ "
    أومأت فيرجي برأسها وهي تقول " إذا شرد السيد دانيال وتعامل مع الكل ببرود فهذا يعني بأنه إما حزين أو غاضب... لقد علمتني هذا بنفسك إليزابيث... والآن دعينا من الأمر ولننزل " قالتها وهي تمد يدها.
    تمتمت إليزابيث بشرود قائلة " أنا أخبرتها؟؟ " بعدها مدت يدها لتمسك بفيرجي وتمشي معها لغرفة الطعام.
    دخلت إليزابيث لغرفة الطعام وجلست وقد كان دانيال موجوداً لكنه لم ينبس ببنت شفه فادعت هي الأكل كعادتها إلى أن دخل السيد إدموند بسرعة وهو يغلق أزرة بدلته الرسمية ويقول استعجال " لا أصدق بأنني تأخرت إلى هذا الحد " بعدها أمسك خبزه من النوع الفرنسي ووضع عليها بعض الزبد وهو يقول لرجل دخل خلفه " ماذا لدي اليوم جيري؟؟ "
    قال رجل نحيف يبدو أكبر من دانيال بعدة سنوات ويرتدي بذلة رسمية " لديك اجتماع بعد نصف ساعة سيدي مع بعض مدراء الشركات... بعدها لديك توقيع عقد بالإضافة إلى الذهاب لرؤية مشروعنا الجديد سيدي "
    زفر السيد إدموند ثم قال " يا إلهي هذا كثير " بعدها لاحظ شرود دانيال وبهوت وجهه فقال صوت خافت " ما بك بني؟؟... هل من شيء يضايقك؟؟ "
    رد دانيال على والده بصوت خافت قائلاً " فيما بعد أبي " بعدها أشار بخنصر يده اليمنى الممسكة بالملعقة إلى إليزابيث فعلم السيد إدموند بأنه لا يريد الكلام أمامها لهذا رفع كتفيه وقال " كما تشاء " بعدها أمال جسده جهة دانيال وقال بلهجة تحذيرية " لكننا سنناقش الأمر لاحقاً... لا تتوقع بأنك تستطيع إخفاء شيء عني "
    هز دانيال رأسه نفياً ثم قال " لا تقلق أبي.. لن أخفي عليك شيئاً كما أنك ستعرف عاجلاً أم آجلاً "
    خرج السيد إدموند وهو يقول " إذاً إلى اللقاء "

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1830592741465991483



    هبط الليل بسرعة البرق فاختبأ الجميع في غرفهم وفي غرفة دانيال....
    جلس هذا الأخير على سريره وقال في نفسه محاولاً تهدئتها ( لا تقلق دانيال... كل شيء سيعود إلى طبيعته.. كل شيء.... سوف أعود كالسابق... هادئ منعزل بارد الأعصاب... وقاسي ) بعدها تذكر موقفه مع ديانا في السابق وتوقف عند كلماتها لما قالت بغضب " بلا قلب.... قاسي..... مغفل... أكرهك " بعدها أكمل في نفسه ( نعم... كهذا تماماً... سوف أعود كما كنت... وكأن شيئاً لم يحدث.. كيف كنت أعيش سابقاً؟؟... آه لا أستطيع التذكر... وكأنني كنت لاشيء.... لا ذكريات... لا شيء... وكأن إليزابيث أتت ومسحت كل شيء سابقاً... أنا بجحيم من دونها.. لكنني لن أذهب إليها وحدي... ما دامت حياتي تحطمت... فسأدمر من حطمها... انتظرني فقط... انتظرني )

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1830592741465991483



    مر الليل بصعوبة على إليزابيث فما منها إلا أن انتظرت بغرفتها إلى أن بزغ فجر جديد فغردت طيوره أجمل الترانيم وانبثقت من زهوره أروع الروائح فما من إليزابيث إلا أن نهضت ونزلت للأسفل لتجابه يوماً جديداً أو بالأحرى يومها الأخير مع دانيال.

    استيقظ دانيال من نومه ولما انتهى من الاغتسال فتح دولاب ملابسه فانتقى سروال جينز ضيق قليلاً ولونه غامق وارتدى بلوزة ضيقة قليلاً وصوفية ذات لون أسود مائل للأزرق وارتدى فوقها وشاح يغطي رقبته وصدره وقد كان مخططاً باللون الأسود المزرق واللازوردي جعله يبدو في أول العشرينات من عمره أما شعره فقد جعله مبعثراً بطريقة جميلة زادته وسامة واعتمر فوقه قبعة غامقة اللون ونظارة شمسية تليق بوجهه بعدها نزل للطابق السفلي ولغرفة الطعام بالتحديد ليجد إليزابيث والسيد إدموند جالسين بهدوء ولما نظر له السيد إدموند رفع حاجبيه باستغراب وقال " ما كل هذا؟؟ "
    قال دانيال ببرود " صباح الخير "
    تمتم السيد إدموند بصوت لم يسمعه إلا دانيال " ومن أين يأتي الخير "
    دخل ثلاثة أشخاص للغرفة فالتفت السيد إدموند وقال " أهلاً أهلا توم... مارك وكريستيان "
    ابتسم مارك وقال بمرح " هي دانيال تبدو وسيماً جداًً "
    ضحك دانيال ثم قال " أهلاً بكم " بعدها شرب عصير البرتقال الذي أماه
    ضحك كريستيان وقال " هل أصبحت عاقلاً وبدأت بارتداء النظارات الشمسية كباقي فاقدي البصر؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " أحاول فقط التخلص من ملاحقة الفتيات "
    ابتسم توم وقال " بلباسك هذا... لا أعتقد "
    ضحك مارك بمرح وقال " لم أتوقع بأن أراك يوماً أوسم مني "
    كان مارك أنيقاً كعادته يرتدي سروال جينز وبلوزة ثقيلة ضيقة قليلاً تخفي رقبته وقد كان لونها أخضر كلون عينيه ولن ننسى الحزام البارز الذي على خصره والذي زاد جسده مثالية.
    أما توم فقد كان يرتدي ملابس عادية مكونة من سروال عادي وسترة جلدية وكريستيان كان في قمة الأناقة كعادته فقد كان يرتدي سروالاًً أبيض اللون و بلوزة برتقالية واسعة من بعض الأماكن وضيقة من بعضها بشكل يظهر جسده بطريقة مثالية ولف على الجزء العلوي من صدره ورقبته وشاح يحمل جميع الألوان الحارة وكانت ربطة الوشاح على الجنب بشكل أنيق.
    قال دانيال " من الذي جاء بك هنا كريستيان؟؟ "
    ابتسم كريستيان وقال " كالعادة جئت لأرى ملابسك وأحذيتك وأرتبها لك وأرمي القديم منها وقد اشتريت لك أشياء جديدة "
    ابتسم دانيال وقال " أشكرك... والآن يا شباب هيا بنا " قالها موجهاً كلامه لمارك وتوم بعدها خرجوا من المنزل تحت وطأة نظرات السيد إدموند المتعجبة وتساؤلات إليزابيث الداخلية.

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1830592741465991483

    ابتسمت كات وهي تنظر إلى جاك الجالس على الكنبة ويستمع لأخبار التلفاز ثم قالت " هل من شيء جديد؟؟ "
    هز جاك رأسه ثم قال " مآسي في مآسي "
    ضحكت كات ثم قالت " هيا إذن تعال لنتناول الفطور فقد انتهيت من إعداده "
    نهض جاك ثم اتجه إلى طاولة الطعام ذات الأربع كراسي بيضاء اللون وعليها مفرش باللون الرمادي الفاتح وقد كان هنالك مصباح يتدلى فوق الطاولة... جلس جاك ثم قال " أشكرك فأنا أشعر بالجوع "
    ابتسمت كات بحنان ثم تناولت قضمة من طعامها وقالت " ما رأيك بأن نزور والدتك اليوم فنحن لم نزها منذ مدة "
    ( تذكرة: أم جاك في غيبوبة منذ أن فقد هو نظره وهي لم تستيقظ إلى الآن )
    شرب جاك من العصير ثم قال " معك حق.. لنبدل ملابسنا بعد الانتهاء ولنذهب إليها "
    أومأت كات برأسها وقالت " حسناً " وبعد انتهائهما توجها لارتداء ملابسهما فارتدت كات فستاناً وردياًً فاتح اللون بلا أكمام ويصل لما تحت ركبتيها بقليل وارتدت فوقه معطف ثقيل ذا لون أبيض يصل إلى نصف فخذيها وربطته حول خصرها بعدها ارتدت عقداً زهري جميل وحذاء يغطي ساقيها أما جاك فقد ارتدى سروال جينز وقميص أسود فوقه معطف صوفي ثقيل.
    بعدها خرجا من شقتيهما ليتوجها بسيارة كات إلى المستشفى وهناك دخل كل من جاك وكات إلى غرفة أم هذا الأول فجلس هو جوارها على الكرسي وأمسك بكفها البارد ثم قال " كيف حالك أمي؟؟... هذا أنا.. جاك.. ابنك.. آه لو تعلمين كم لدي من الأحاديث لك... وأولها.. لقد كشفنا بالأمس عن كات واتضح بأنها حامل... نعم أمي إنها حامل وهي بشهرها الثاني.. هذا يعني بأنني سأصبح أباً عما قريب... وستكونين جدة... اطمئني يا أمي... أنا سعيد.. حتى مع فقداني لنظري فأنا سعيد... ولا ينقصني إلا وجودك بجواري.. هيا استيقظي يا أمي لتري ابنك كبر وتزوج.. استيقظي " بعدها قبل كفها وعاود إنزاله وظل يستمع لصوت جهاز ضربات القلب وهو يبتسم بشحوب وفي عينيه ألف وألف دمعة.
    كانت كات تتطلع لجاك طوال الوقت وعندما رأت شحوب وجهه قالت له " ما الأمر عزيزي؟؟ "
    صمت جاك للحظات ثم أجابها " إنه فقط... يضايقني بأن تكون أمي على هذه الحال.. وخاصة إن كنت أنا السبب "
    ابتسمت كات ثم نهضت وضمت رأس جاك الذي كان يصل لبطنها بعدها قالت " كم مرة علي بأن أقول لك بأنك لست السبب جاكي... فقط تحلى بالصبر والإيمان وستنهض أمك كما فعلت إليزابيث... أمك قوية وستقاوم "
    أومأ جاك برأسه ووضع ابتسامة على وجهه ثم قال " أتمنى هذا فقط "
    بعدها أمضى مزيداً من الوقت يحكي لها ما يحدث معه وما هي حالته محثاً لها على الاستيقاظ وعندما قضى معها ما يكفي عاد مع كات لمنزلهما.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1830592741465991483


    بالطبع كان مارك وتوم يعلمان بأمر رغبة إليزابيث بالطلاق من دانيال فقد شرح لهم هذا الأخير الوضع لكنه طلب منهم طلباً أخيراً وهو أن يساعداه في شيء واحد.....
    توجه الثلاثة بسيارة توم إلى البنك المركزي ولما وصلوا كان هنالك موظفة تعمل في البنك فتوجه إليها دانيال وقال " أريد بأن أسحب مبلغاً كبيراً "
    نظرت الموظفة لدانيال ومارك الذي بجواره بإعجاب ثم قالت " هل لي باسمك سيدي؟؟ "
    ابتسم دانيال وقال " دانيال إدموند كلون "
    كان وقع الاسم كبيراً على الموظفة فعائلة دانيال مشهورة بغناها وهي تعرف ما لا يعرفه دانيال وهو أن الجزء الذي سرقه والد جوش كان كله مسجلاً باسم دانيال فقالت باندهاش وارتباك " أهلاً بك سيد دانيال... أهلاً... تفضل معي من فضلك " قالتها وهي تتوقف بسرعة من على مقعدها وتأخذ دانيال والبقية إلى طاولة كبيرة وحولها كنبات فاخرة سوداء اللون فجلسوا وقالت هي بلباقة " هل تريدون شرب شيء؟؟ "
    قال مارك " قهوة حلوة "
    توم " وأنا كذلك "
    ابتسمت الموظفة وقالت " وأنت سيد كلون؟؟ "
    وضع دانيال ابتسامة ساحرة على وجهه ثم قال وهو يضع رجلاً فوق الأخرى " سأكتفي بالماء "
    ابتسمت الفتاة وقالت وهي لا تستطيع بان ترفع عينيها عن وجه دانيال " كما تأمر سيدي "
    بعدها اتجهت للعاملة وهي التي لم تكن بعيدة كثيراً فقط عشر أمتار ربما وقالت بجنون " هيا بسرعة ألما هنالك شبان وسيمين إلى درجة الجنون وفاحشي الثراء... أعدي قهوتين حلوتين للشابين اللذان على الجنب وكأس ماء للشاب الوسيم الذي بالوسط ذو النظارة الشمسية... لا تتأخري "
    نظرت العاملة لهم وهي تقول " حسناً حسنا... يا إلهي لم أر أشخاصاً بهذه الوسامة من قبل "
    التقت سمع دانيال كلامهما فضحك بصوت خافت وانتظر إلى أن أتت الموظفة وجلست مقابل لدانيال ثم قالت " هل لي ببطاقتك المدنية وبطاقة ائتمانك سيدي "
    ابتسم دانيال وأخرج البطاقتين من محفظته ثم وضعهم على الطاولة الخشبية المغطاة بالزجاج ودفعهما نحوها وهو يقول " تفضلي "
    أخذت الموظفة البطاقتين وهي تقول " هل لي بأن اعرف المبلغ الذي تريد سحبه؟؟ "
    قال دانيال بثقة " بالطبع... أريد سحب نصف مليون دولار " بعدها أخرج حقيبة خاصة برجال الأعمال وقال " وضعيها في هذه الحقيبة... بعدها أريد عشرين ألف بشكل منفصل عن النصف مليون "
    دهشت الموظفة من ذلك المبلغ ثم قالت " كما تشاء سيدي " بعدها وقفت وذهبت لتحضر المال بينما أتت العاملة ووضعت المشروبات أمامهم.
    قال مارك باستغراب " هل انتقامك يشعرك بهذه السعادة.. لم أتوقع بأنك شرير إلى هذه الدرجة "
    قال دانيال بثقة " هل سمعت بعبارة علي وعلى أعدائي.. أعني ما دمت في الهاوية فلما لا أسحب شخصاً يسليني فيها "
    ضحك مارك وقال " أنت تبالغ... قد تحدث معجزة وترجع إليزابيث لك "
    أغمض دانيال عينيه وقال " حتى لو رجعت إلى فهي لن تحبني كالسابق... لذا فانا أفضل بعدها عني "
    أحضرت الموظفة المال في الحقيبة فقال دانيال لتوم مارك " هل لكم بعدها... لست في مزاج يسمح لي بالوقوع في المشاكل "
    بدأ مارك وتوم بعد الأموال بسرعة بعدها عدوا العشرين ألف وربطوا خمسة آلاف بسير خاص للنقود وخمسة آلاف أخرى بنفس الطريقة والباقين بشكل منفصل فأدخل دانيال العشرين ألف في جيوبه ثم أغلق الحقيبة ووقف ليسير للخارج فرافقته الموظفة للباب إلى أن خرج وفي عينيها أكبر إعجاب.
    لما خرجوا ضحك توم وقال " لا تكن في مزاج جيد مرة أخرى وإلا انتهينا بوقوع كل فتيات المدينة بحبك "
    ضحك دانيال بصوت خافت وقال " ما ذنبي " بعدها ركب السيارة في المقعد الأمامي بجوار مقعد السائق الذي جلس فيه توم بينما مارك جلس في الخلف.
    شغل توم محرك السيارة لتتجه لوجهة غير معروفة بكل صمت ولما وصلوا ركن توم السيارة وخرج الجميع منها.
    نظر مارك للأعلى حيث اللائحة التي تحمل اسم المكان وقد كان السجن المركزي فقال " ها قد حان الوقت دان "
    لم يعلق دانيال وسار خلفهم للباب وهناك كان شرطي واقف بهدوء فقال له دانيال " جئت لأرى السجين جوش لوكاس جياني "
    وضع الشرطي ابتسامة على وجهه وقال " لم يأت أحد لزيارته منذ مدة... هل لي باسمك سيدي؟؟ "
    خلع دانيال نظارته الشمسية وقال " دانيال إدموند كلون "
    اتسعت عينا الشرطي فقال في بدهشة " من بين كل الناس أنت تزوره... يال العجب " بعدها توجه لمكتبه وضغط بعض أرقام الهاتف وانتظر لبرهة ثم قال " أرسلوا السجين جوش إلى غرفة الزوار وأريده مع حراسة مشددة فالزائر ليس عادياً " بعدها انتظر لبرهة ثم قال " إنه من أدخله للسجن.... دانيال كلون " بعدها أغلق الهاتف وانتظر لثوانٍ ثم اصطحبهما عبر ممرات طويلة إلى باب غرفة الزيارة والذي كان حديدياً كبيراً بعض الشيء فالتفت دانيال إلى توم ومارك وقال لهم " إلى هذه النقطة... سأكمل وحدي... أشكركما على كل شيء "
    قال مارك " هذا أفضل فأنا لا أضمن الإمساك بأعصابي بعد رؤيته "
    وضع توم كفه على كتف دانيال وقال " هل أنت متأكد؟؟ "
    أومأ دانيال برأسه ثم استدار ليفتح الشرطي الباب أمامه ويدخل.
    كانت الغرفة خالية تماماً ذات بابين وجدران رمادية فاتحة وطاولة حديدية في الوسط تحمل كرسيين متقابلين فجلس هو على الكرسي المجاور للباب الذي دخل منه وانتظر لثوانٍ.
    فتح الباب المقابل لدانيال فدخل جوش وهو يرتدي لباس رمادي اللون ويضع القيود على يده وقد كان خلفه شرطيين قويي البنية يمسكانه من ذراعيه ولما جلس على الكرسي تنحيا قليلاً.
    وضع جوش ابتسامة سخرية على شفتيه وقال " من بين كل الناس... أنت يا دان "
    أمال دانيال جذعه للخلف بعض الشيء ليجلس على الكرسي بارتياح ثم وضع رجلاً فوق الأخرى وهو يقول " نعم أنا... من كان يتصور هذا جوش... لكنني جئت اليوم لأعترف ل بأمر واحد "
    صمت جوش محاولاً فهم ما يرمي دانيال الذي قال " لقد نجحت يا جوش... لقد هزمتني "
    اتسع بؤبؤ عيني جوش وقال " ما الذي تقصده؟؟... لقد سمعت بأن إليزابيث استيقظت من غيبوبتها "
    دانيال " صحيح... لقد استيقظت... وليتها لم تستيقظ أبداً "
    تقارب حاجبا جوش النحيلان لبعضهما فقال " ما الأمر دان؟؟... هل حدث شيء؟؟ "
    أغمض دانيال عينيه بألم ثم قال " لقد فقدت ذاكرتها... لقد فقدت كل لحظة لي معها... كل شيء عني... ولم يبقى لها سوى ذكراك الحقيرة... لتتشبث بها على أمل بأن تستيقظ يوم من كابوسي الذي يلاحقها "
    اغتاظ وجه جوش من هول ما يسمعه لم يكن هذا ما توقعه أبداً إنه أهول من ما فكر فيه إنه كثير جداً.
    قال دانيال " لكن هنالك شيء آخر جاء ي اليوم... وهو أنني لن أكون وحدي المهزوم... وما دام في نفس الأخير... فسأنفقه كله في القضاء عليك "
    ارتجف خافق جوش من كلمات دانيال فقال " ما الذي ستفعله؟؟ "
    وقف دانيال من مكانه وتوجه لجوش بعدها أمسك بقميصه بشده وشده للأعلى بقوة ثم قال " إن كنت تعتقد بأنك ستفلت من ما فعلته فأنت مخطئ جوش... هل تسمع؟؟.... لن أدعك تهنأ حتى وأنت في هذا السجن التعيس.... دانيال القديم رحل الآن.. كل ما بدر مني سابقاً يعد ذرة لما سأفعله الآن بك.... أقسم بأنني سأشعرك بالوحدة كما أشعر أنا... أقسم بأنك ستتذوق أضعاف العذاب الذي تعذبته.... لن أرحمك جوش.. لن أرحمك " بعدها ترك قميصه ورجع لمكانه تحت وطأة أنظار الشرطين اللذين لم يستطيعا إيقافه لدهشتهم فكيف تغير بهذه السرعة بل وكيف رجع إلى طبيعته مرة أخرى بل وعاد لكرسيه بهدوء وكأن لم يحدث شيئاً.
    رفع دانيال رأسه للشرطيين اللذين أمامه ثم قال " أريده في غرفة الحجز الانفرادي... دائماً... لا تخرجوه منها أبداً "
    قال أحد الشرطيين بارتباك " لا.. لا يمكن سيدي... هذا مخالف للقوانين "
    وضع دانيال ابتسامة سخرية على وجهه ثم قال " هه... عن أي قوانين تتكلمون؟؟.... تلك القوانين التي لعب بها جوش وأمثاله لأكثر من عشرين سنة؟؟... أم تلك التي لا زال يلعب بها الأثرياء بأموالهم؟؟ "
    لم يستطع الشرطيين الرد فوضع دانيال رزمتين من النقود واحدة على اليمين وواحدة على الشمال ثم قال " خمسة آلاف لكل منكما... هل تقبلون الآن؟؟ "
    تقارب حاجبا جوش باستغراب وخوف في آن واحد فمن يراه أمامه ليس دانيال الذي اعتاد عليه لكنه اصطنع الهدوء وقال " وما الذي سيفعل الحجز الانفرادي؟؟ "
    ابتسم دانيال بمكر وقال " يبدو بأنك لم تجرب شعور الوحدة من قبل... لا تقلق فأنا خبير في علم النفس وقد اخترت لك العذاب الأمثل... صدقني لن تعي إلا وأنت تضرب رأسك بالجدران وتصرخ كالمجنون... أنا أعرفك جيداً... وأعرف أكثر ما يناسبك " صمت بعدها وجه كلامه للشرطيين بقوله " هلا نرجع لموضوعنا الآن "
    قال أحد الشرطيين " لكن.. لكن يا سيدي هذا مستحيل فإن كشفنا رئيس السجن أو باقي الشرطة فسوف.. "
    وقف دانيال من مكانه وأدار ظهره ليهم في السير تحت وطأة أنظار جوش والشرطيين وقبل أن يمسك بمقبض الباب أخرج ما التقطته يداه من جيبه ورمى بالنقود خلفه.
    اتسع بؤبؤ الشرطيين وهما يرون النقود تتساقط أمامهم فأسرعوا لالتقاطها ثم قال أحدهم " لكن إن كشف رئيس السجن هذا... فسينتهي الأمر "
    خرج دانيال وهو يقول " لا تقلق.. لقد خبأت له ما هو أعظم "
    تمتم جوش في ضيق " عجباً... لطالما كنت أقول بأن حراس السجن أسوأ من المساجين نفسهم "
    لما خرج دانيال وجد مارك وتوم أمامه وقد كان هنالك شرطي ينتظرهم فقال دانيال للشرطي " خذني لمدير السجن "
    أومأ الشرطي برأسه ثم سار أمامهم إلى أن وصل لغرفة المدير وقد كانت كبيرة ذات مكتب فاخر وضخم وتحف في كل زاوية منه.
    دخل مارك وتوم مع دانيال ووقفوا خلفه أمام مكتب المدير الذي قال " ما الأمر؟؟ "
    ابتسم دانيال ابتسامة جانبية ثم قال " جوش لوكاس جياني... أريده في الحجز الانفرادي... دائماً "
    قال المدير " آسف سيدي لكن هذا مستحيل " بعدها أدار الكرسي ليعطيهم ظهره.
    وضع دانيال حقيبة سوداء خاصة برجال الأعمال ثم فتحها وقال " انظر "
    نظر المدير باندهاش للكم الهائل من النقود أمامه فقال " مــ.. مــ.. ما هذا؟؟ "
    وضع دانيال ابتسامة على وجهه وقال " نصف مليون دولار... لنقل بأنها.... دفعة بسيطة... وصدقني... لن تحصل على مثلها بهذه السهولة "
    أغمض المدير عينيه ليفكر ثم قال " لا بأس " بعدها أغلق الحقيبة ووضعها تحت مكتبه وقال " لكن هذا لن يعلم به أحد "
    استدار دانيال وبدأ بالسير للخارج وهو يقول " لا تقلق... كتمان الأسرار فني الخاص " بعدها من الغرفة ومنها لخارج السجن ليقف بصمت غريب.
    وضع مارك كفه على كتف دانيال وقال " دانيال... أعلم بأنك لازلت تشعر بالقهر... لكنك فعلت ما يكفي ويزيد "
    فتح مارك السيارة وقال " هيا اركب لنعيدك للمنزل "
    قال دانيال بصوت خافت وبشرود " هل يمكنكما أخذي إلى الشاطئ؟؟ "
    ابتسم توم وقال " بالطبع... هيا اركب "

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1830592741465991483



    جلست إليزابيث في غرفتها بصمت وهي تنتظر انتهاء هذا اليوم الذي يبدو طويلاً جداً وقد كانت تفكر في رجوعها في المسكن وكيف ستكون حياتها بعدها إلى أن قطع تفكيرها صوت طرقات الباب ثم فتحه فقالت بصوت خافت " من؟؟ "
    أجبها صوت أنثوي يقول " إليزابيث... هنالك اتصال لك "
    وقفت إليزابيث من مكانها وقالت " مِن من فيرجي؟؟ "
    ابتسمت فيرجي وقالت " إنها صديقتك أليكس "
    مشت إليزابيث جهة الباب لتمسك بفيرجي التي اصطحبتها لمكان الهاتف الذي كان في الطابق السفلي أمام الدرج بالضبط فرفعت تلك الأولى سماعة الهاتف وقالت " مرحباً " فأتاها صوت أليكس تقول " كيف حالك إليزابيث؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث وأجابت " بخير.. وأنت؟؟ "
    أليكس " بأفضل حال... هل من تقدم بذاكرتك؟؟ "
    صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت وهي تهز رأسها نفياً " للأسف لا "
    أليكس " إذن سنزورك أنا والفتيات في نهاية هذا الأسبوع "
    صمتت إليزابيث ولم ترد فقالت أليكس متسائلة " ما الأمر؟؟... هل لديك مشاريع أخرى؟؟ "
    أجابت إليزابيث على سؤالها بعد ثوانٍ طويلة قائلة " أنا... في الواقع... لن أبقى في هذا المنزل "
    صمتت أليكس لثوانٍ محاولة استيعاب ما ترمي إليه إليزابيث ثم قالت " لماذا؟؟ "
    أخذت إليزابيث نفساً عميقاً ثم قالت " لأنني سوف... سوف أتطلق من دانيال "
    أخذت الصدمة محلها في كيان أليكس فصممت لمدة وهي فاتحة فاها بعدها قالت " ما... ما الذي تقولينه إليزابيث؟؟... هل تمزحين؟؟ "
    إليزابيث " لا أليكس... لقد طلبت من دانيال الطلاق وهو واقف على الأمر ما دام يريحني.. وسيتم الأمر غداً.. وبعد غد... سوف أعود للمسكن "
    صرخت أليكس موبخة لإليزابيث بقولها " ما الذي تقولينه إليزابيث؟؟... هل جننت؟؟... هل تتركين دانيال؟؟... دانيال الذي تحديتنا جميعاً لأجله؟؟... دانيال أكثر شخص أحبك على وجه هذه الأرض؟؟... بالله عليك إليزابيث أخبريني بأنك تمزحين "
    ردت عليها إليزابيث ببعض الحدة " قلت لك لا... وهذا هو قراري والآن وداعاً " بعدها أغلقت لسماعة وركضت للطابق العلوي ودموعها تتناثر كاللآلئ خلفها...... لماذا؟؟... لماذا الكل رافض لطلاقنا؟؟... ألهذه الدرجة كنت أحب دانيال؟؟... ألهذه الدرجة كان هو يحبني؟؟... ألهذه الدرجة كنا سعداء لا خلافات بيننا حتى يتوقع الجميع بقاءنا؟؟... لماذا؟؟.....
    بعد ذلك انعزلت بغرفتها ولم تنزل حتى لتناول الغداء.

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 1830592741465991483


    ركب توم في مقعد السائق بينما مارك بجواره ودانيال في الخلف وطوال الطريق كان الصمت يخيم على المكان ولما وصلوا للشاطئ على الوقت قبيل الغروب وقد كان الشاطئ جميلاً مكسواً بالرمال الناعمة الذهبية وقد كان أمام الشاطئ حديقة عامة كبيرة وجميلة حيث يفصلها عن الشاطئ ممر حجري طويل يمتد على طول الشاطئ ومنحدر بسيط من الصخور الكبيرة ومن بينها درج قصير وعريض يؤدي إلى الرمال.
    نزل دانيال من السيارة ومشى إلى أن وصل للدرج فنزل منه ببطء ومشى على الرمال إلى أن وقف أمام المحيط تماماً... كانت نسمات الهواء المجمدة تحرك خصلات دانيال يميناً ويساراًً وللأعلى والأسفل والمياه تلامس طرف حذائه.... خلع هذا الأخير وشاحه الجميل المخطط بالأزرق الغامق جداً واللازوردي وقربه بجوار أنفه وفمه ليستنشق رائحته الجميلة فحمله قطار الذاكرة إلى ذلك اليوم حينما كان الوقت قبيل منتصف الليل وقد كان هو مستلق على السرير على جنبه الأيسر ومغمض عينيه في سكينة بينما يستمع لقطرات الماء تتساقط على جسد إليزابيث وهي تستحم في دورة المياه.... وبعد دقائق سمع صوت فتح الباب ثم فوجئ بجد إليزابيث يهوي فوقه فقال بتعجب " ما الذي تفعلينه آلي؟؟ "
    شدت إليزابيث قميص دانيال وهي تقول بدلال " هيا دانيال لا تكن كالدجاجة وتنام في هذا الوقت "
    كان دانيال مستلق على جنبه فاتكأ على الوسادة ووضع رأسه على كفه ثم رفع أحد حاجبيه وهو يقول بينما إليزابيث لا تزال فوقه " وهل هنالك شيء مهم يجعلني لا أنام يا آنسة؟؟ "
    ضحكت إليزابيث بمرح وقالت " بالطبع "
    قال دانيال بتساؤل " وما هو؟؟ "
    وضعت إليزابيث كفيها على خصرها وقالت " وهل نسيت... لقد عدت الساعة الثانية عشر مما يعني بأنه يوم مولدك فكل عام وأنت بخير "
    جذب دانيال الغطاء ليغطي فيه رأسه وهو يقول بتملل " أرجوك لا تذكريني به "
    رفعت إليزايث احجباها وقالت " ولماذا؟؟ "
    قال دانيال بعناد من تحت الغطاء " أشعر بأنني أصحبت عجوزاً "
    ضحكت إليزابيث ثم أبعدت الغطاء وجذت دانيال من قميصه وهي تقول " ما بك... إن الثلاثينات هي ريعان الشباب وأنت للتو دخلت في سنتك الثلاثين " بعدها غطت رقبته بوشاح وهي تقول " وهذه هي هديتي لك "
    رجع دانيال بقطار الذاكرة إلى الواقع المرير فنطق اسم إليزابيث والعبرات تخنقه خنقاً ثم قبل الوشاح وضمه إليه بشدة بعدها.... تركه ليطير من الرياح... ونزل ليتقوقع على نفسه وهو يقول " أحبك... وسأظل أحبك ما حييت... إليزابيث... أحبك.... أهواك...وسيظل حبك محفوراً على جدران قلبي وعقلي... أحبك... إليزابيث.... يا زهرتي البيضاء " بعدها وقف وسار ليصعد على الدرج ويتجه للحديقة التي تغطي الثلوج بقاع كثيرة منها فجلس تحت شجرة لا تغطي أرضيتها الثلوج وحفر حفرة صغيرة جداً ثم أخرج من جيبه علبة صغيرة على قلب حب ففتحها وأخرج قلادتي على شكل أنصاف قلوب وقد كان مكتوب على أحدهما " D " وعلى الأخرى " E " فقبلهما وتذكر ذلك اليوم حينما جاءت إليه إليزابيث بينما هو جالس على السرير في غرفتيهما وهي غاضبة فقال لها دانيال ببرود " ما الأمر؟؟ "
    قالت إليزابيث بغضب " أنت عديم الإحساس دانيال "
    ضغط دانيال على شفتيه سوية ليمنع نفسه من الابتسام ثم قال " ولماذا تتهمينني بهذا؟؟ "
    تقارب حاجبا إليزابيث وقالت وقد احتد غضبها " ألا تعرف ما هو اليوم.. إنه يوم الحب وأنت لست مهتم بهذا "
    كاد دانيال بأن يضحك لكنه أمسك بنفسه ثم استدار ليعطيها ظهره وقال " يال تفاهة الفتيات لماذا تهتمين بأمور سخيفة كهذه؟؟ "
    زفرت إليزايث وقالت " لا فائدة ترجى منك " بعدها استدارت وهمت بالرحيل لولا أن جذبها دانيال من خصرها ليجلسها على رجله ويضحك.
    قالت إليزابيث بغضبها الطفولي " ماذا؟؟... ما الذي يضحك؟؟ "
    ازداد علو ضحك دانيال ثم قال وهو يخرج قلادتين من جيبه ويلبسها أحدهما " جنونك أنت... أتتهمينني بكل هذا لمجرد أنني لم أجلب لك هدية في عيد الحب... والآن ها هي هديتك "
    تحسست إليزابيث القلادة لتجد بأنها نصف قلب نقش عليها الحرف الأول من اسم دانيال فقالت " إنها رائعة... لكن أين النصف الثاني؟؟ "
    ارتدى دانيال النصف الثاني وقال " إنه معي وقد نقش عليه الحرف الأول من اسمك "
    ضمت إليزايث دانيال وهي تقول " شكراً لك "
    رفع دانيال أحد حاجبيه ثم قال " وأين هي هديتي؟؟ "
    ضحكت إليزابيث ثم أخرجت علبة صغيرة وفتحتها وأخرجت قطعة شوكولاة ذات شكل كروي ووضعتها في فم دانيال الذي أكلها ثم قال " اممم لذيذ.. من أين اشتريتها؟؟ "
    احمرت وجنا إليزابيث ثم قالت " أنا صنعتها مع فيرجي.. من الجيد بأنها أعجبتك "
    رجع دانيال إلى الواقع مرة أخرى ليبتسم على هذه الذكرى الجميلة بينما تتساقط ألف وألف دمعة من عينيه ولم يدري هل يبكي أم يضحك فهمس في حيرة " إليزابيث " بعدها قبل القلادتين ووضعهما في الحفرة الصغيرة ثم دفنهما وهو يقول " قد أعود إليكم في يوم من الأيام " بعدها وقف ليتجه لتوم ومارك اللذان أخذاه إلى المنزل وهناك دخل لغرفته ليستبدل ملابسه ثم نادته فيرجي لينزل للعشاء فنزل بصمت ودخل ليجلس على الطاولة التي
    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 23, 2010 9:18 pm

    الحين الموعد مع البارت الاخير
    اتمنى ان تنال الروايه اعجابكم
    مثلما اعجبتني كثيرا
    والان مع البارت
    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 23, 2010 9:35 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحين راح أنزل البارت الأخير من روايتي الحب الأعمى
    وأنا قاعدة أكتب لكم وأنا شوي وأبجي لأني ما أبيها تخلص أبداً

    على كل حال أبي أشكر مقدماً كل الي تابعوا روايتي ومابي أذكر أساميهم على شان ما أنسى حد

    والحين نبدا


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 736213617678444862


    قرأتم فيما سبق..........



    اقترب دانيال بيدين مرتجفتين وبدون سابق إنذار ضمها إليه بسرعة وبقوة كبيرة وقد كانت أنفاسه واضحة مرتجفة تعبر عن غضب ربما أو حزن وقهر بداخله لهذا شد عليها بإحكام ذراعيه على أسفل ظهرها ليدفعها أقرب إلى جسده... أراد بأن يشبع منها... أراد بأن يستنشق رائحتها ولو لآخر مرة... أراد بأن يشعر أنها له للمرة الأخيرة.... أراد بأن يمتلكها حتى ولو للحظات... أرادها بكل ما في الكلمة من معنى.... ولم تستطع إليزابيث المقاومة بل بعبارة أدق لم ترد فقد كان عقلها الباطن مسيطراً عليها في تلك اللحظة ويدفعها لفعل ما يريده لهذا لفت ذراعيها حول عنق دانيال ثم أمسكت ملابسه من الخلف بقوة بيديها ثم دفعت رأسها لصدره حتى تسمع نبضات قلبه الدافئة للمرة الأخيرة... وفجأة...
    قاطعهما صوت رنين هاتف المنزل فابتعد دانيال عن إليزابيث بعدها أبعد خصلات شعرها عن أذنها اليمنى وقرب رأسه حتى لامست شفتيه شحمة أذنها ثم همس بنبرته الدافئة " مهما حدث... فسأظل أحبك... ولن أنساك.... وإن أردتني مجدداً... فتعرفين مكاني... سيكون صدري رحب لاستقبالك... وسيكون قلبي جاهزاً لتقبل المزيد من حبك... أعشقك... لا تنسي هذا أبداً " بعدها أبتعد عنها وتوجه للطابق السفلي ليرد على الهاتف.
    امتلأت عينا إليزابيث بالدموع وأخذت بالتساقط كالسيول من عينيها... إنها حائرة بين عقلها وقلبها ... ولأول مرة اعترفت لنفسها وقالت ( أنا أحبه... أحبه وأعترف... أحبه ) لكن عقلها كان يرفض هذا الأمر تماماً بحجة أنها لا تتذكره فركضت لغرفتها ورمت بنفسها على السرير لتواصل بكاءها وصراعها الداخلي مع نفسها.
    حمل دانيال سماعة الهاتف وأجاب بقوله " منزل السيد كلون " بعدها صمت لثوانٍ ليتعرف على المتصل ثم قال " أهلاً ك ديانا "
    قالت ديانا بقلق " دانيال... هل أنت جاد فيما ستفعل؟؟ "
    قال دانيال وهو يومئ برأسه بحزن " للأسف نعم فهذه هي رغبة إليزابيث "
    قالت ديانا بغضب " هل جننت؟؟... لا عليك منها فهي طفلة وعنيدة فقط... ستضيع من غيرك.. ستعود للمسكن ولحياة الحبس والشقاء ولن تستطيع تدبر أمورها "
    دانيال " سوف تستطيع كما فعلت في السابق فهي تريد بأن تكمل حياتها وكأنني لم أدخلها أصلاً "
    صرخت ديانا " هذا مستحيل... لقد تدبرت حياتها سابقاً لأنك أنت كنت معها... وجاك وأنيتا كذلك... لكن الآن من معها؟؟... قلي من... أرجوك دانيال... إنها لا تعرف ما مصلحتها... لا تتركها وحيدة "
    أخذ دانيال نفساً عميقاً ثم قال بنبرة رجاء " افهميني ديانا... ماذا عساي بأن أفعل... إن إليزابيث تتعذب بسببي... تراودها الكوابيس كل ليلة بسببي... لا تضع لقمة واحدة في فمها بسببي... لا تتذوق طعماً للراحة بسببي... وقد أصبحت انطوائية ومنعزلة واحزري من السبب في هذا أيضاً.... إنه أنا بكل تأكيد... ماذا عساي أفعل وأنا مصدر ألمها الوحيد؟؟... ديانا أنا لا أحتمل هذا الوضع... إنه يقتلني.. لا... إنه أسوأ من هذا فهو يعذبني... ديانا... افهميني أرجوك "
    صمتت ديانا لوقت طويل ثم قالت " دانيال... أنا أفهمك... وأحس بكل لكن.. "
    قاطعها دانيال بقوله " لا أنت لا تفهمينني... فكري بالأمر جيداً وتفهمي " بعدها أغلق السماعة من دون أن يضيف حرفاً واحداً وصعد للأعلى وهو يعض على شفته السفلى بمرارة.


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 736213617678444862




    البارت الأربعين والأخير

    " الحب الأعمى "




    I see the waves of sand
    Big free
    Another land
    Dreams within dreams
    You are alive
    They gave me their wings
    I spread them wide

    I'll move on
    to another place
    from my memories
    unmade
    I'll hold on
    and my heart will find you there
    love will shine free
    Forever

    Sun flames
    And moons glow
    Timeless the tides will flow
    What will I face what will be mine
    Fortune and fate
    The other side


    I'll move on
    to another place
    from my memories
    unmade
    I'll hold on
    and my heart will find you there
    love will shine free
    Forever



    استيقظ جاك من نومه في الصباح الباكر ليتناول الفطور برفقة زوجته كات كالعادة بعدها جلس يقرأ كتاباً في غرفة معيشة المنزل بينما أخذت كات تبدل ملابسها لتذهب لعملها وبعد جلوس دام مدة ما يقارب الساعتين رن هاتف المنزل فتوجه جاك له وحمل السماعة ليضعها على أذنه ويقول " نعم " بعدها انتظر ليستمع للمتصل ففتح عينيه على آخرهما وقال " ما الذي تقولينه يا آنسة... هل... هل حقاً والدتي استيقظت؟؟... مـ... منذ متى؟؟ " ثم صمت لثوانٍ طويلة وقال " أنا.. أنا آت لكم في الحال " بعدها أغلق السماعة واتجه لغرفته ركضاً وبدل ملابسه لينزل للأسفل ركضاً وقد كانت كات قد ذهبت لعملها فاستقل سيارة أجرة واتجه بها إلى المستشفى حيث ركض هناك عبر الممرات وصولاً إلى غرفة والدته ولما وصل للباب فتحه بسرعة وقال " أمي... أمي " فأتاه صوت متعب قليلاً يقول " بـ... بني... أهذا أنت؟؟ "
    ركض جاك نحو سرير والدته ليضم نفسه إليها وهو يقول ودموع الفرح تتساقط من عينيه بغزارة " أمي... أمي هذا أنا جاك... أبنك "
    تحسست أم جاك وجه ابنها وهي تقول " لا أصدق.. لـ... لقد كبرت جداً... جاك بني " ثم قبلت رأسه بكل ما في العالم من حنان.
    لم تكن أم جاك والتي اسمها فيكتوريا كبيرة في السن أبداً وهذا نتيجة دخولها لغيبوبة منذ أن كانت في أواخر العشرينات وهذا ما جعلها في ذلك اليوم أكثر شباباً وجمالاً فقد كان شعرها برتقالي اللون وعيناها خضراوات كعيني جاك تماماً أما بشرتها فقد كانت بيضاء كبياض الثلج.
    مسح جاك دموعه ثم قال " كم اشتقت إليك يا أمي.. لا تعلمين كم افتقدتك كل تلك السنوات "
    تساقطت الدموع من السيدة فيكتوريا فقالت " أنــــ.... أنت أعمى... أليس كذلك بني؟؟ "
    قبل جاك كف أمه وقال " نعم أمي... أنا كذلك... لكنني بخير... وقد عشت حياتي "
    ضمت السيدة فيكتوريا ابنها بكل قوة وهي تقول " آسفة... آسفة لأنني لم أتمكن من مساعدتك... آسفة لأنك اضطررت على أن تعيش حياةً صعبة "
    وضع جاك كف أمه على خده وقال " قلت لك يا أمي أنا بخير... بل بأفضل حال... وقد تزوجت... وزوجتي الآن حامل... إنني بخير... لم يكن فقداني لبصري بذلك العائق... لقد عشت حياتي يا أمي "
    ابتسمت السيدة فيكتوريا لابنها ثم ضمته وهي تقول " حمداً لله... حمداً لله "
    تبسم جاك وهو يستمع لضربات قلب أمه الدافئة ثم تمتم بقوله " وحمداً لله على سلامتك أيضاً " بعدها قبل كفها من جديد وهذه المرة ضلا على وضعيتيهما لدقائق إلى أن ابتعدت السيدة فيكتوريا عن جاك وهي تقول " لم تخبرني عن زوجتك "
    جلس جاك على الكرسي الذي جوار السرير وراح يحكي لها قصته من الألف إلى الياء فمضى الوقت ولم يحسا به إلى أن طرق باب الغرفة ليطل منه وجه مارك الجميل وهو يقول بمرح " كيف حال خالتي الشابة؟؟ "
    ضحكت أم جاك وهي تقول " دعني أخمن أيها الوسيم... أنت مارك "
    ضحك مارك بمرح ثم دخل وضم خالته وهو يقول " عجباً أنت شابة جداً... هل تقبلين بالزواج بي؟؟ "
    ضحكت السيدة فيكتوريا وضربت مارك على رأسه وهي تقول " مازلت شقياً ماركي "
    دخل للغرفة توم وأمه فبسرعة اتجهت أمه لتضم أختها وهي تبكي وتقول " حمداَ لله على سلامتك يا أختي.. كيف حالك؟؟ "
    قالت السيدة فيكتوريا بسعادة " أنا بأفضل حال... وخاصةً بعد رؤيتكم جميعاً "
    قال توم اهو يقبل رأس خالته " حمداً لله على سلامتك يا خالتي "
    رفع مارك حاجبيه وقال " لا تقبل رأسها كأنها كبيرة للتو كنت أعرض عليها الزواج بي "
    ضحك جاك بمرح وانتقل ليجلس على السرير بجوار أمه وهو يقول بنبرة مضحكة " لا تغازل والدتي وإلا أخبرت أنيتا " بعدها ضحك.
    قالت السيدة فيكتوريا بمكر وهي ترفع حاجبيها " أووو هل صار لمارك الصغير حبيبة "
    ضحك الجميع بينما احمرت وجنتا مارك كثيراً وكاد أن يرد لكن دخول أحد إلى الغرفة منعه وقد كان الطبيب الذي قال لما رأى جاك بجوار أمه " انظرا إلى نفسيكما من يراكما يظن بأنكما توأم "
    ضحك الجميع بمرح لأن الأمر صار طريفاً فإن وقف جاك بجوار أمه لبدا بأنهما أخوان بسبب سنهما المتقارب جداً هذا وإن لم يكون المثل وشكلهما المتشابه.

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 736213617678444862


    استيقظ دانيال من نومه في تمام الساعة السابعة صباحاً فهو لم ينم إلا مع شروق الشمس حيث ظل طوال الليل في حالة هستيرية بسبب ما يفكر فيه فحطم كل ما وقعت يده عليه حتى صارت الغرفة في فوضى عارمة ولما استيقظ لم يتذكر شيئاً مما حدث ولم يبالي حتى لهذا ارتدى ملابس عادية جداً تنم عن عدم اهتمامه بعد ذلك خرج من الغرفة وهو مطأطئ رأسه حتى كاد يصل لقادمته وواضع كفيه في جيبيه فهبط على السلالم بهدوء تام وتوجه بعدها لغرفة الطعام حيث كانت إليزابيث تجلس وحدها وتشرب بعض القهوة بهدوء فجلس مقابلاً لها وسكب له بعض الحليب ليبدأ بشربه بصمت قارب العشر دقائق.
    تحركت شفتا إليزابيث لتقول وهي مخفضة رأسها " الآن إذن ها؟؟ "
    أجاب دانيال بسرعة وبخفوت قائلاً " نعم الآن " بعدها عاود الصمت ليسيطر من جديد

    ****************************************




    Until the limit of sorrow even if you embrace another


    We two won't be able to become one


    Even in a place deeper than kindness


    Touching other is merely pain


    Please bind us together


    We won't dream anymore


    We'll just hold hands while lost and start walking toward a cruel dawn


    True words must be somewhere in the real world hiding in our nights of silence


    Surely……


    Even now




    ************************************


    قطع الصمت مرة أخرى حضور السيد إدموند وهو يقول بصوت خافت " صباح الخـ... " ولم يشأ بأن بقول خير لأنه يعلم حق المعرفة من أن لا خير مما سيحدث فبالتالي لم يرد عليه أحد لهذا جلس ليتنا ول فطوره بطء وبهدوء فقال دانيال " لا يبدو بأنك تخطط للذهاب لعملك اليوم "
    صمت السيد إدموند لبرهة ثم قال بحزن " علي بأن أكون موجوداً عندما تعود... علي بأن أساعدك "
    أومأ دانيال برأسه بحزن وهو يعلم بأن بقاء والده أو ذهابه لن يشكل أي فرق فلا أحد يمكن بأن يصف الحالة التي سيكون بها عند رجوعه من المحكمة ولم يرد أن يفكر أكثر بهذا فوقف وهو يقول بخفوت أشبه بالهمس " أنا ذاهب "
    رد عليه السيد إدموند بخفوت أيضاً " حفظك الله " بعد ذلك جر دانيال نفسه للخارج بصعوبة ولخطوات متثاقلة مترددة وهو يأمل ولو بالقدر الصغير أن تركض إليزابيث إليه تضمه لكن هذا لم يحدث ولن يحدث.... لهذا تابع سيره إلى أن خرج ليجد سيارة سوداء فخمة تنتظره ليركبها.
    وقف السيد إدموند بعد خرج دانيال وتوجه لغرفة الجلوس ثم فتح التلفاز وراح يقلب في قنواته الكثيرة إلى أن رسا على محطة الأخبار وبعد دقائق حضرت إليزابيث لتجلس أمام التلفاز على بعد ليس بهين من السيد إدموند وأخذت تستمع للأخبار وتنتظر دانيال ليدخل من باب المنزل ويزف لها خبر طلاقها منه.... حركت خصلات شعرها الذهبية للخلف لتنقلها خلف أذنها وهي تستمع للمذيع يقول " لقد تم القبض على الطبيب فيكتور نيوتن بعد صعوبة كبيرة جداً.. وهو طبيب مشهور في إجراء العمليات المشبوهة ويعمل لدا مجرمين خطيرين وقد عثر مختبئاً في منزل صغير قرب الحدود واعترف بكثير من أفعاله واعترف بأنه تعاون مع عدة مجرمين وتجار أعضاء وبعض الأثرياء مقابل أموال طائلة... ومن الذين تعاون معهم رجل الأعمال الشهير ( جيرودا ) والملقب بـ ( ياني ) على سرقة كبد بطريقة غير مشروعة وبيعها في السوق السوداء " بعدها تابع المذيع ذكر الأسماء فقالت إليزابيث بنبرة متألمة " لا أصدق.. ما كل هذه القسوة.... ألا يملك قلباً " وقد كانت فعلاً متألمة فقد كان هذا شبيه جداً بما حدث لها.
    فتح السيد إدموند عينيه على آخرهما وأخذ يستمع بإنصات شديد وهو يهمس " لا أصدق... إليزابيث... تابعي الاستماع "
    تابعت إليزابيث الاستماع للمذيع وهو يقول الأسماء إلى أن قال " ولعل من أكثر جرائمه شهرة وأشدها قسوة وبشاعة تلك العملية التي أجريت للسيدة إليزابيث كلون زوجه السيد دانيال كلون ابن السيد إدموند كلون رجل الأعمال الشهير فقد أجرت لها عملية لتفقدها بصرها لتدخل لمؤسسة المكفوفين مع أنها كانت فتاة بريئة لا تدري ما يحدث حولها... واعترف السجين المتعاون معه الذي يدعى جوش جياني ابن رجل الأعمال السابق الشهير لوكاس جياني الذي الآن هو الآخر خلف القضبان وقد كان هذا بهدف الوصول للسيد دانيال كلون بغرض تهديد والده السيد إدموند كلون "
    فتحت إليزابيث فاها وهي تستمع للجنون الذي يقوله المذيع وقالت في نفسها ( إ... إذن.. كل ما قالوه صحيح... جوش... فعل كل هذا بي... جوش... أفقدني بصري ) لقد كانت إلى تلك اللحظة لا تصدق أي كلمة مما قالوه لها وتأمل على يوم بان يكون كل هذا مزحة ثقيلة أو حلم لكنها بعدها سمعت ذلك الكلام صدقت... وقد كانت الصدمة قوية جداً فتجمد جسدها والدموع احتشدت في عينيها والغضب والحقد راح يعصف بها ويهز شرايين جسدها فراحت تقول بهمس " كل ما قالوه صحيح... كل ما قالوه صحيح.... كل شيء صحيح " ولم تحتمل سماع المزيد فركضت للطابق العلوي وهي تقول في نفسها ( لقد أحبني... لقد أحبني وتزوجني رغم أن... رغم أن مهمتي كانت الوصول إليه وتحطيمه... لقد اعتني بي... لقد اعتنى بي ورعاني رغم كل شيء... رغم معاملتي الباردة له.... رغم قسوتي عليه... رغم طلبي للطلاق منه.... حتى آخر لحظة... كان يحمل الأمل في قلبه... وأنا... وأنا الحمقاء أرد له الجميل بماذا؟؟.... أرد له بماذا؟؟.... بتعذيبه أكثر؟؟ ) فتحت باب غرفتها لتدخل ثم دفعته بقوة خلفها ليغلق مصدراً صوتاً عالياً بعد ذلك ارتمت إلى أحضان سريرها وعانقت وسادتها ودموعها المحتارة تذرف ولا تدري على من تذرفها... هل على دانيال؟؟... أم على جوش؟؟... أو ربما على نفسها؟؟.....
    أين هي ذاكرتي؟؟.... أين هي؟؟... لم رحلت عني؟؟... ما الذي اقترفته بحق العالم ليحدث كل هذا لي؟؟... حياتي تتداعى أمامي وأنا واقفة أشجعها... أين روحي؟؟... أين نفسي؟؟.... أين شخصيتي التي اعتدت واعتاد عليها الجميع؟؟... لم توارت عن الأنظار؟؟... لم اختبأت؟؟... لماذا أخفت نفسها عن أعين السعادة والحب؟؟... لم تعذبني؟؟... آه جوش... ما الذي فعلته بي... قلبت حياتي رأساً على عقب... لكم أكرهك... أكرهك... أنت الشبح الذي لطالما زارني في أحلامي... زارني في يقظتي.... أنت الوحش الكاسر الظالم الذي لطالما طاردني... أخافني... أما آن الأوان لتحررني؟؟... أرجوك حررني... حررني... حررني من ذكراك اللعينة... حررني حبك الحقير..... حررني.........
    بدأ صداع قوي ينتاب رأسها فأخذت تصرخ وتقول " حررني... حررني... أعد لي ذاكرتي... أنا أريدها... لا أريد نسيان الماضي... لقد كذبت... طوال الوقت كنت أكذب على نفسي وعلى الجميع... أريد العودة ... أريد دانيال... أريد بأن أعود " عندها اشتد الصداع على رأسها فبات جسدها يتلوى ويترنح يميناً وشمالاً على السرير لم تكن تتحكم به... كأنما شخص آخر يحكم جسدها... فقدت السيطرة... اشتد الصداع أكثر إلى أن ظهرت أصوات تتردد كالصدى داخل عقلها......


    ****************************

    لقد فقدت نظرك واليوم سوف نفتح هذه العصابة وعليك الاعتياد على عالم الظلام منذ الآن وبما أن والديك متوفيان وأنت تعيشين وحدك فسننقلك إلى مؤسسة ترعى المكفوفين وفي داخلها مسكن خاص للذين أنهوا دراستهم وسنقوم بتدريبك على التعايش مع حالك .......من؟؟... هل أنت جديدة في المسكن؟؟... هل فقدت نظرك حديثاً؟؟... اسمي هو دانيال..... تشرفت بلقائك... لا شكر على واجب لكن أخبريني.... لم كنت تبكين؟؟... لا أريدك أن تبكي ثانيةً...... كوني قوية فأنت لن تتعايشي هنا بضعفك..... اتفقناً؟...... هذا الشاب لديه حاسة سادسة...... إنه يعرف شخصية الإنسان من صوته لكن........ هههههههه أزيلي عنك فكرة أنه معجب بك فالفتيات والحب آخر اهتماماته.... كفى...... إلى متى وأنت تصرخين... اهدئي.. هل تريدين الذهاب إلى مستشفى الأمراض النفسية.... أنت عمياء الآن وعليك تقبل الأمر... أنا آسف لأنني أخفيت الأمر عنك... كل ما أعرفه أن جوش كان يخرج مع كثير من الفتيات و.... بسرعة يهجرهن... لو كنت تعرفين مكانتك في قلبي لما قلت هذا... أنت تحتلينه كله... لا تبك أمامه... كوني قوية... أريدك عندما يدخل جوش من هذا الباب أن تكوني صلبة وقوية... لا تبك أمامه... لا تعطيه فكرة أنك ضعيفة... وتذكري... أنا بجانبك دائماً... أحملك كلما وقعت... وأضمك لكما بكيت... لن أتخلى عنك حتى لو اضطرت لأن أتخلى عن حياتي لأجلك... حسناً؟؟... إليزابيث... أنا لم أعد أستطيع تحمل كتمان مشاعري... أحبك... هل هذا يعني بأنك السبب وراء فقدان إليزابيث لنظرها؟؟... لم يكن هنالك حادث أصلاً... لن أسامحك يا جوش... آآآآآآه.....

    *************************

    فتحت إليزابيث عينيها على آخر ذكرى مرت وهي ذلك الندب الذي تركه جوش على وجنتيها فوضعت كفها الأيسر لتحسسه فوجدته موجوداً لهذا عادت الدموع للخروج من عينيها لتكون سيولاً ساخنة تحرق وجنتيها الأسيلتين... همست بصوت مكسور " دانيال " ثم عاودت لتتذكر.....

    *****************************

    هل تقبلين الزواج بي؟؟... إن هذا لأغبى سؤال طرح علي يوماً... أنا حامل يا دانيال... هذا يعني بأنه سوف يكون لنا طفل وسنكون عائلة... ماذا تريد تسمية الفتاة؟؟... أفكر باسم إيزابيلا ليكون اسمها مشابه لاسم أمها... وإذا كان صبي... لا أدري...ربما جاسبر.. لا أصدق بأننا سنرزق بطفلة بعد شهر واحد فقط... انتظريني هنا... سأذهب لأحضر بعض المثلجات... إليزابييييييييييييييييييث.....

    *****************************

    فتحت إليزابيث عينيها على صرخة دانيال ثم قالت " دانيال.... لا.. دانيال " فاستوعبت بأنها سقطت من على السرير وقد كان ظهرها يؤلمها لكنها وقفت وركضت لباب غرفتها لتفتحه وتعاود الركض هبوطاً على السلالم بسرعة جنونية وهي غير مبالية بالسقوط أو التألم فكل ما يهمها هو دانيال... وبعد أن نزلت وجدت السيد إدموند على وضعيته السابقة فقالت بنبرة عالية أشبه بالصراخ ممزوجة ببقل وخوف فظيعان " عمي... أين هو دانيال؟؟ "
    قال السيد إدموند باستغراب " عمي؟؟ " بعدها عاود ليقول بنبرة مترددة وحاجباه قد تقاربا من شدة الاستغراب " كما تعلمين يا ابنتي إنه بالمحـ.. "
    قاطعته إليزابيث بقولها بصراخ " لا تقل هذا " وقد طغى البكاء على نبرة صوتها فاقتربت منه بسرعة وقالت باستعجال " بسرعة عمي... علينا اللحاق به قبل أن يفعلها " بعدها أمسكت بذراعه وأخذت تسحبه.
    لازالت نظرات الاستغراب تغلف وجه السيد إدموند وتتفحص إليزابيث فقال بصوت متسائل " لكن هذه كانت رغبتك... ما الذي تقولينه؟؟ "
    شدت إليزابيث قبضتها على ذراع السيد إدموند لتسحبه بكل قوتها وهي تقول " هيا عمي أرجوك.. سأشرح لك في السيارة "
    سار السيد إدموند أخيراً وهو يقول " حسناً حسنا أنا قادم " بعدها دفعها من ظهرها بخفة جهة الباب ومشى لباب المدخل ليلتقط مفاتيح سيارته المعلقة على علاقة المفاتيح المثبتة على الجدار ثم خرج وتوجه نحو موقف السيارات الداخلي ففتح الباب ودخل بسرعة لسيارته لتفعل إليزابيث المثل وتجلس على المقعد المجاور لمقعد السائق بعد ذلك حرك السيد إدموند السيارة ليخرجها بسرعة من الموقف ويقود بسرعة متجهاً للمحكمة.
    شعرت إليزابيث بأن كل ثانية تعادل ساعة فأخذت تهز قدميها بنفاذ صبر وهي تعظ على شفتيها من شدة القلق ولما أحس بها السيد إدموند قال " إذن.. هل ستخبرينني بالقصة؟؟ "
    وضعت إليزابيث ابتسامة باهتة تعبر عن رغبتها بالبكاء ثم قالت " لقد... لقد استرجعت ذاكرتي يا عمي "
    فتح السيد إدموند عينيه على آخرهما من هول الصدمة وأوقف السيارة بشكل مفاجئ حتى كادت إليزابيث تصطدم بما أمامها فقالت هذه الأخيرة " ما الذي يجري يا عمي تابع بالله عليك "
    تابع السيد إدموند القيادة وهو لا يزال تحت تأثير الصدمة بعدها قال " ما الذي تقصدينه؟؟... كيف؟؟... بهذه السرعة؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها إيجابياً ثم قالت " حدث كل شيء بسرعة... منذ أن سمعت تلك الأخبار... وصعدت لغرفتي بدأ معي الصداع بعدها جاءت كثير من الأمور على ذاكرتي... لا أقول بأنني تذكرت كل شيء لكنني تذكرت كل ما يتعلق بدانيال فقط "
    صمت السيد إدموند وهو يفكر بالأمر فهمست إليزابيث بقلق " أسرع يا عمي أرجوك... أسرع " فأسرع ليصل عداد السيارة إلى 180 ميلاً في الساعة وسرعان ما وصل للمحكمة فوجدا سيارة السائق تركن بالمواقف لهذا قال " بسرعة.. أكيد من أنه في الداخل " بعدها فتح باب السيارة وفعلت إليزابيث المثل فهبطا ودخلا للمحكمة الهادئة الكبيرة والخالية تقريباً فأخذت إليزابيث تركض على غير هدى إلى أن استوقفها السيد إدموند بقوله " إليزابيث.. أنا أعلم الطريق... اتبعيني " بعدها أمسك كفها وركض بها عبر تلك الممرات الطويلة الفخمة والمضاءة بنور الشمس المتدفق عبر تلك النوافذ الكبيرة التي تغطي نصف جدرانها فتابعا الركض إلى أن اقتربا من باب كبيرة زجاجي يفصل ممرهم عن صالة ضخمة وطويلة ذات لون أبيض مزرق ومفروشة بسجادة حمراء طويلة تصل الباب بآخر الصالة حيث يقف دانيال منحنياً ليوقع على عقد الطلاق وقد كان يخط أول حروف اسمه فقال السيد إدموند وهو يلهث " بسرعة إليزابيث اركضي وادخلي للصالة فأنت أسرع مني... في آخرها يقف دانيال.. أسرعي فهو يوقع "
    أسرعت إليزابيث الخطى وقد كانت في تلك اللحظة تركض بكل ما في جسدها من قوة ولما وصلت للباب دفعته بقوة ليفتح مصدراً صوتاُ عالياً وصرخت بكل قوتها " دانيال " وقد كانت تتنفس بصعوبة ودقات قلبها أشبه بقرع الطبول.
    كان دانيال على وشك بأن يخط آخر حرفين من اسمه لكنه لما سمعها رفع رأسه واستدار... لم يدر ما كان شعوره في تلك اللحظة.. امتزاج بين النعيم والجحيم... حيرة تساؤل واستغراب... وبنفس الوقت فرحة وسعادة غامرة... فوقف مذهولاً وسط كل ما يحيط به إلى أن سمع همساً ما كان لغيره بأن يسمعه من على ذلك البعد...لقد سمع صوت إليزابيث وهي تقول بنبرة خافتة اعتراها البكاء " لا تفعل " بعدها ركضت بنفس الوقت الذي بدأت دموعها بالتناثر خلفها كلآلئ وسط محيط من الضياع واللهفة.
    لو يدر دانيال ماذا يفعل في تلك اللحظة المحيرة فبصورة تلقائية فتح ذراعيه لترتمي إليزابيث في حضنه وتعانقه بشدة بينما لفت رجليها حول خصره وهي تبكي وتقول " لا تفعل يا دانيال.... لا تفعل "
    لم يكن دانيال يدري ما الذي يحدث حوله وما الذي يجري لكنه بنفس الوقت لم يرد أكثر من هذه الطفلة الجميلة التي لطالما نبض قلبه لأجلها.... ولطالما أحبها وعشقها عشقاً جنونياً سيكتب على سطور التاريخ وسيسطر على شواطئ الزمان الأبدية تحت عنوان مشهور يعرف بالحب الأعمى ... فما له إلا أن ضمها أكثر إليه وهو يقول بسعادة وبحيرة " ما... ما الأمر؟؟ "
    أجابته إليزابيث وهي تقبل رأسه وخده بكل ما في العالم من شوق ولهفة " دانيال... لقد تذكرتك... لقد تذكرتك.. أنا أذكرك... أذكر كل شيء عنك.. كل شيء "
    لم يعرف دانيال ماذا يفعل فاعتصر جسدها بأضلاعه وقبلها على وجنتها الأسيلة ثم على رأسها وهو يقول بلهفة وسعادة " لا أصدق... لا أصدق.. حمداً لله " ولم يعرف لما تساقطت الدموع من عينيه المطريتين فصار فعلهما على لونهما وأخذ يقبل كفها ويمسح على شعرها ويقول " كيف؟؟... كيف حدث هذا؟؟ "
    أنزلت إليزابيث رجليها اللتان كانتا مطوقتين لخصر دانيال وهبطت للأسفل وهي تقول بابتسامة مشرقة من بين دموعها " سأخبرك.. سأخبرك بكل شيء لكن أوقف هذا الجنون الذي كنت مقدماً عليه "
    أومأ دانيال برأسه إيجابياً وطيف ابتسامة يلوح على وجهه بكل سعادة وفرح وقد كانت هذه المرة الأولى التي يبتسم فيها بصدق منذ أكثر من أربعة شهور من الألم والعذاب... التفت إلى الرجل الجالس خلف المكتب وقال " آسف سيدي لكنني سأتراجع عما سأفعله ولن أوقع على أوراق الطلاق "
    تغيرت ملامح الرجل فقال بصوت خافت " لكن هذا لا يمكن يا سيد كلون "
    تلاشت ابتسامة دانيال فقال بصوت مضطرب " كيف؟ "
    ضربت إليزابيث كفها على المكتب وهي تقول " ما الذي تقصده؟؟.. هو لم يوقع "
    شقت الابتسامة طريقها إلى وجه ذلك الرجل فضرب ذراع دانيال بخفة وهو يقول " أمزح يا رجل.. هيا اذهب "
    ضحك دانيال لتضحك إليزابيث معه وهي تقول " كدت توقف قلوبنا "
    ضحك الرجل بصوت عالٍ ثم أمسك بالورقة ومزقها بعدها قال " هيا اذهبا قبل أن أغير رأيي "
    أمسك دانيال بكف إليزابيث وركض معها بسرعة شديدة وهو يشعر بارتياح وحرية لم يشعر بها من قبل ولا أخفي بأن إليزابيث كانت تشاركه فيها هذا فبعد كل ذلك العذاب اللذي لاقياه هذين الاثنين يستحقان أفضل إجازة لا يشوبها أي همأو غم.
    عندما خرجا لم يكن السيد إدموند موجوداً فقد رحل ليتركهما سوية فهو يعلم مدى اشتياقهما لبعض.
    ركب دانيال السيارة وأركب إليزابيث بجواره ثم أمر السائق بأن يعود للمنزل بينما راحت إليزابيث تحكي لدانيال ما حدث لها بالتفصيل الممل ولما انتهت ضمها دانيال وهو يقول " أهم شيء بأنك عدتي لي "
    شهقت إليزابيث شهقة قوية وراحت تبكي على صدر دانيال بينما هذا الأخير يسمعها بحيرة... قالت وقد طغى البكاء على صوتها " آسفة... آسفة دانيال... أشعر بالذنب لما فعلته... لقد آذيتك... وأنت من أعطيتني كل ما أحتاجه... وأنت من آويتني بين أحضانك وحميتني من هذه الغابة التي نحن نعيش بها.... دانيال أنا آسفة... سامحني أرجوك... سامحني... إن كنت لا تقدر على مسامحتي فلا بأس... أنا أعذرك... ولكنني سأظل أطلب رضاك أعوض عن كل ما فعلته حتى لو أخذ هذا مني كل عمري "
    ظهرت علامات التعجب على وجه دانيال فأمسك بوجهها بكلا كفيه وقال معاتباً "ما هذا الكلام إليزابيث؟؟... أنا لست غاضباً منك... أنا زوجك والزوج الحقيقي لا يغضب من زوجته... وحتى لو كان في قلبي ذرة غضب فأنا أسامحك... ليس لي غيرك.. وليس لك غيري... إننا لبعض وسنظل لبعض... وأنا أحبك وسأظل أحبك حتى آخر نفس لي "
    ازداد بكاء إليزابيث فضمته وهي تقول " كم أنا غبية وحمقاء ومغفلة "
    قبل دانيال رأس إليزابيث وأحب أن يلطف الجو فقال " وأخيراً اعترفتِ "
    ضحكت إليزابيث من وسط دموعها وهي تقول " دانيال "
    ضحك دانيال وضمها أكثر إليه فهذه هي نبرة الصوت الطفولي الذي يعشقها وينتظرها طوال الأربعة شهور بعدها قال " اشتقت إليك "
    صمتت إليزابيث لبرهة وهي تستمع لنبضات قلب دانيال السريعة ثم قالت " وأنا أيضاً "

    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 23, 2010 9:40 pm

    ********************************

    أحبك بعدد نبضات قلبي
    أحبك بعدد ذرات جسدي
    أحبك بعدد غيوم سمائي
    ارتعش خافقي من نبرة صوتك
    ارتجف جسدي من لمسة كفك
    ومن سماع نبضات قلبك
    عرفت بأنك أغلى وأندر ما في الوجود
    مع كل كلمة تنطقها تأخذني إلى النعيم
    مع كل ضحكة تطلقها تضع الدواء على جرحي الأليم
    في كل زاوية من زوايا عمري حفر اسمك
    على كل جدار من جدران قلبي كتب أحبك
    أحبك وسأظل طفلتك الرضيعة التي أحببتها... وعشقتها بكل عمرك
    لأنني أهواك بحرارة دمعك
    اضحك ودع أطياف الحب تأخذني
    فأنت هو قلبي
    وأنت هو حلمي

    *******************************

    وصل دانيال وإليزابيث إلى المنزل ليدخلا والابتسامة مرسومة على وجهيهما أدق رسم ولما وجد دانيال والده اتجه إليه وضمه بقوة ففعل السيد إدموند المثل وقال بنبرة رضا " هنيئاً لك بني " بعدها ابتعد عنه ليقترب من إليزابيث ويضمها وهي يقول " ولك أيضاً يا ابنتي "
    قالت إليزابيث بصوت خافت " آسفة على كل ما جرى يا عمي "
    ابتسم السيد إدموند ثم قال " لا عليك... أنت ابنتي ويستحيل بأن أغضب عليك " بعد ذلك ابتعد ليجلس على الكنبة ليجلس دانيال وإليزابيث بمسافة ليست ببعيدة عنه وقد كانت هذه الأخيرة تتأبط ذراع دانيال.
    قال السيد إدموند " بالمناسبة... لقد اتصلوا بي قبل قليل "
    دانيال " من؟؟ "
    ابتسم السيد إدموند وقال " الشرطة...لقد قالوا بأنهم رضوا بتخفيف عقاب ذلك الطيب بشرط أن يصلح أخطاءة أو بعض منها على الأقل لأن أغلب ضحاياه ميتين.. وقالوا بأنهم سيبدءون بإليزابيث بما أنها أسهل العمليات لكن هذا بعد موافقتكما أولاً "
    التفت دانيال لإليزابيث ثم أمسك بيديها وهو يقول بفرح " هل تصدقين هذا إليزابيث.. ستستعيدين نظرك "
    أجابت إليزابيث قائلة " انتظر لحظة فأنا لم أوافق بعد "
    تقارب حاجبا دانيال باستغراب ثم قال " وهل هنالك مجال للتفكير؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول " لا أدري... لست مرتاحة لذلك الطبيب فقد أفقدني بصري سابقاً... ثم أنني ما عدت أريد النظر ما دام دانيال معي "
    وضع السيد إدموند رجله اليسر فوق اليمنى وقال " أولاً لا تقلقي فسوف يكون هنالك قوات مسلحة وكل شيء كما أنه ليس من مصلحة الطبيب بأن يؤذيك "
    قال دانيال بنبرة مؤنبة " ثم ما هذا الكلام آلي... أنت تحتاجين النظر فحواسك الأخرى ليست قوية كحواسي لتقولي بأنك لست محتاجة لتنظري كما أننا ربما سنرزق بأطفال في المستقبل وسيصعب عليك الاعتناء بهم وأنت عمياء "
    هزت إليزابيث رأسها وقالت بعدم اقتناع " أمممممممممم "
    ابتسم دانيال وقال " هل هذا يعني نعم؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول بنبرة مرح " أي شيء تريده... كما أنني سأحظى برؤية وجهك ومعرفة مدى وسامتك لأتأكد بأنهم لا يكذبون علي وتكون قبيحاً "
    ضحك دانيال بصوت عالٍ بعدها قال بارتياح وبصوت خافت " لا أصدق بأنك عدت إلي.. لو كان هذا حلماً فأنا أتمنى بأن أبقى فيه للأبد "
    تمسكت إليزابيث برقبة دانيال وقالت بهمس " لا دانيال... هذا ليس حلماً.. فأنا هنا لك.. وسأبقى كذلك للأبد " بعدها قبلت رأسه وهمست " أحبك "
    شقت ابتسامة واسعة شفتا السيد إدموند بصورة تلقائية وهو يشاهد ولديه سعيدين.. ونعم قلت ولديه لأنه يعتبر إليزابيث ابنته الثانية فيسعد لسعادتها ويحزن لحزنها بعدها وقف وهو يقول " سأذهب الآن لأتصل بهم وأحدد الموعد " بعدها مشى تجاه مكتبه وبما أن غرفة مكتبه كانت خلف غرفة الجلوس فمشى خلف الكنبات ولما وصل لدانيال أمسك برأسه وقبله من الخلف ليسير بعدها ويدخل مكتبه.
    بالفعل تم تحديد الموعد ليصبح بعد أسبوعين من ذلك اليوم ومضى الأسبوعين بسلام إلى أن جاءيوم العملية فاستيقظ دانيال من نومه ليتجه لدورة المياه ويستحم ثم خرج وهو يرتدي منشفة بيضاء قصيرة تغطي الجزء السفلي من جسده وتصل لما فوق ركبتيه وعلى رأسه منشفة بيضاء أخرى يجفف بها شعره المبتل... اتجه نحو إليزابيث ليهز كتفيها بخفة وهو يهمس " إليزابيث..... آلي "
    أصدرت إليزابيث صوتاً من دون أن تفتح شفتيها يدل على ماذا تريد فابتسم دانيال وقال " هيا حلوتي استيقظي "
    فتحت إليزابيث عيناها ببطء شديد وهي تقول بنبرة نعاس وكأنها طفلة لا تريد الذهاب للمدرسة " دانيال دعني أنام فالوقت مبكر "
    ابتسم دانيال ثم قال بصوت خافت " لكن عمليتك اليوم حبي "
    انتفضت إليزابيث وفتحت عيناها على آخرهما وهي تقول بخوف وتتلفت يميناً وشملاًً " ماذا؟؟.. أين؟؟... متى؟؟... عمليتي؟؟... اليوم؟؟... كم التاريخ؟؟ "
    ضحك دانيال بصوت خافت ثم قال وابتسامة في صوته " إنه الخامس والعشرين من ديسمبر "
    ضربت إليزابيث جبينها بكفها ثم قالت " لا أصدق بأنني نسيت.. لست مستعدة.. لا... لا أريد... كما أنني لست صائمة "
    ضحك دانيال بخفوت أكبر ثم قال " لا تقلقي فقد كنت معك طوال ليلة أمس ولم أدعك تأكلين شيئاً "
    تذكرت إليزابيث ليلة أمس وتذكرت مشاجرتها المضحكة مع دانيال بسبب الطعام فقد كان يمنعها ويبعد عنها الطعام برفعه بينما هي تقفز يميناً وشمالاً محاولةً الوصول إليه لأنه كان أطول منها بكثير ولم تعرف السبب إلا اليوم فقالت " إذن هذا هو السبب؟؟ "
    أومأ دانيال برأسه وابتسامة رضا مرسومة على وجهه ثم قال " نعم... وإن كنت تتساءلين فأنا لم أرد إقلاقك لأنك لن تنامي "
    زفرت إليزابيث يحده وهي تقول بتذمر " لا أريد "
    شد دانيال ذراع إليزابيث ليوقفها وهو يقول " لا وقت للتذمر.. هيا اغتسلي وبدلي ملابسك فمن المفروض أن نكون هناك في الساعة السابعة "
    دخلت إليزابيث لدورة المياه وهي تقول " كم الساعة الآن؟؟ "
    قال دانيال " السادسة "
    استحمت إليزابيث بسرعة ثم خرجت لترتدي سروال جينز ومعطف ثقيل وتربط شعرها بالكامل بشكل عشوائي لتنسدل منه بعض الخصلات على وجهها بعد ذلك نزلت مع دانيال للطابق السفلي ليتناول هذا الأخير الفطور مع السيد إدموند الذي ذهب معهما للمستشفى وهناك كانت المفاجأة فقد كان كل من جاك وكات ومارك وأنيتا وديانا وأليكس وتوم في انتظارهم ولألفت نظركم... تمكنت إليزابيث من ذكر مارك وأنيتا وتوم وجاك لكن ليس كل شيء عنهم وهذا من طبيعة ذاكرة الإنسان.
    توقفت إليزابيث لتتكلم معهم بينما انهمك السيد إدموند ودانيال بتسوية الأوراق وبعد ربع ساعة تقريباً حظر دانيال ليقول موجهاً كلامه لإليزابيث " هيا آلي... تقول الممرضة بأن عليك ارتداء الملابس الخاصة بغرفة العمليات "
    أومأت إليزابيث برأسها وأمسكت بكف دانيال بينما جاءت الممرضة وهي تقول " اتبعاني " فتبعاها وصولاً إلى غرفة خاصة لإليزابيث فارتدت هذه الأخيرة الملابس البيضاء الخاصة بغرفة العمليات وساعدها دانيال في ارتدائها بعد ذلك أتت ممرضتان بسرير أبيض لإليزابيث.
    تحسس دانيال ذلك السرير الأبيض فتذكر ما عاناه طوال كل تلك المدة فهمس لإليزابيث " أعترف بأنني أكره أن توضعي في هذا السرير "
    تقارب حاجبا إليزابيث باستغراب وقالت وهي تضع كفها على وجه دانيال وتجلس على السرير من دون أن تستلقي " لماذا؟؟ "
    وضع دانيال ابتسامة شاحبة على وجهه وقال بنبرة مرح مصطنعة كسر صوته فيها " أصبح لي عقدة منه "
    بهت وجه إليزابيث بغتة وارتسمت علامات التألم على محياها فقد عرفت ما سببته له من آلام وهو الذي كان طوال الأسبوعين يتجنب حتى أن يذكر تلك الحادثة خوفاً من أن يحزنها فهمست بصوت خافت لم يسمعه إلا دانيال " دانيال " بعدها سحبت رأسه لمستواها وضمته إلى صدرها وهي تهمس " آسفة على هذا... أتمنى بأن تكون هذه المرة الأخيرة التي أوضع فيها على هذا السرير المشئوم بعدها قبلت جبهته.
    ضم دانيال إليزابيث أكثر بينما رأسه لا يزال على متفها وقد مرت عليه في تلك اللحظة كل الذكريات المؤلمة وكل اللحظات القاسية التي عاناها... وظل على تلك الوضعية إلى أن أحس بقدوم الممرضة فابتعد عنها لتستلقي على السرير ثم ابتسم وقال بصوت متألم " أتمنى هذا "
    أمسكت إليزابيث بكف دانيال وقالت " أنا خائفة "
    ابتسم دانيال وضغط على كفها وهو يقول " تشجعي "
    بعد ذلك بدأت الممرضات بدفع السرير عبر الممرات الطويل وطوال الوقت كان دانيال ممسكاَ بيدها ويشجعها مع أنه خائف أكثر منها وقد مر عليهم الجميع وهم يشجعون إليزابيث ويدعون لها بالسلامة بينما دانيال صامت يدعو من كل قلبه أن تخرج سليمة من باب غرفة العمليات ولما وصلوا للخط الذي يمنع فيه التقدم أكثر ترك كفها ومده وهو يهمس برجاء لكي لا تتركه " إليزابيث "


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 736213617678444862


    كانت إليزابيث مرتبكة جداً وهي تحس بهدوء المكان ورائحة المعقمات التي تملأه وكادت تتقياً لكثرة دورانهم بها في تلك الممرات التي لا تنتهي... وبعد أن وصلت للمكان المطلوب نقلوها لسرير آخر وهو سرير العمليات الحقيقي.
    شعرت إليزابيث بوقوف الطبيب بجوار سريرها لكنها لم تقل شيئاً إلى أن قال هو " كيف حالك إليزابيث؟؟ "
    لم يكن الطبيب سيء المظهر أبداً فقد كانت بشرته ذات لون برونزي وشعره زيتي ناعم جداً يصل لشحمة إذنيه بالتحديد وعينيه واسعتان بلون العسل الصافي باختصار أكبر لم يدل شكله على أنه شخص ارتكب كل تلك الجرائم.
    أشاحت إليزابيث بوجهها ثم قالت ببرود مصطنع أخفت فيه براكين غيضها " جيدة "
    أبتسم الطبيب ثم قال " بالمناسبة... أنا آسفة على ما حدث سابقاً وأتمنى بأن ما سأفعله الآن سوف يجعلك تسامحيني "
    ردت عليه إليزابيث بنبرة حدة وجمود " كم دفع لك ذلك الحقير لقاء تلك العملية؟؟ "
    قال الطبيب ببرود وهو يحضر الحقنة " هل تقصدين السيد جوش جياني بـذلك الـ... حقير "
    أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول " ومن غيره قد يكون؟؟ "
    ابتسم الطبيب باستهزاء ثم قال " لا أدري.. كل شخص تعاملت معه كان حقيراً "
    قالت إليزابيث بحقد وحدة " سعيد بنفسك؟؟ "
    رفع الطبيب كتفيه ببرود وقال بأكبر منه " لا "
    زفرت إليزابيث بحدة ثم قالت " لا يهم الآن.. أجبني على سؤالي الأول "
    رفع الطبيب أحد حاجبيه ثم قال " هل تريدين بأن تعرفي الثمن لحقيقي أم المزيف؟؟ "
    إليزابيث " الحقيقي بالطبع "
    ابتسم الطبيب وقال وهو يضع سائلاً بارداً بقطنه على ذراعها " مليون دولار... مبلغ ليس بهين أليس كذلك؟؟ "
    فتحت إليزابيث فمها بتعجب وعندما لاحظها الطبيب قال " لم تكوني رخيصة عند جوش كما توقعت أليس كذلك؟؟"
    لم ترد إليزابيث وقد كانت تفكر بأنها بالفعل كانت رخيصة لكن دانيال هو من كان غالٍ والوصول إليه شبه مستحيل ليفعل كل هذا ويدفع مبلغاً هائلاً لقاء خطة نجاحها غير مؤكد ويعتمد بشكل كبير على الصدف.
    قطع حبل أفكارها صوت الطبيب لما قال وهو يبرز الحقنة ليغرسها " الآن ستشعرين بوخزه بسيطة حسناً؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها بشرود فغرس الطبيب الحقنة بذراعها ولم تشعر هي بذلك الألم الكبير فقد اعتادت على المخدرات والمهدئات نظراً للمرات العديدة التي حقنت في ذراعها الأبر... بعد ذلك بدقائق غطت في نوم عميق وبدأ الطبيب بعملة بمساعدة الممرضون والممرضات.


    [size=12]روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 736213617678444862




    خارج غرفة العمليات كان رجال الشرطة يحوطون المكان ويقف حراس كثر قرب غرفة العمليات حاملين معهم أسلحتهم.
    وقد كان دانيال بتجول في الممر ذهاباً وإياباً محاولاً طرد القلق من عقله والوساوس من قلبه وكان السيد إدموند والجميع جالسين على صف واحد من الكراسي ويتطلعون إليه ويسمعون صوت خطواته.
    قال مارك بتذمر " دانيال قف أرجوك أنت تربكنا معك "
    توقف دانيال وقال ببعض الانفعال " وأنت توقف عن التذمر فلو كانت أنيتا في مكان إليزابيث لكنت تطير بدلاً من السير "
    كاد الجميع أن يضحك عدا مارك وأنيتا ودانيال وقد كان الجميع يضغطون على شفاههم سوية ليمنعون نفسهم من الضحك أو حتى الابتسام أما أنيتا فقد أشاحت وجهها لتمنع أي أحد من أن يلحظ احمرار وجهها ومارك احمر وجهه أيضاً فلم يسبق لأحد أن علق على علاقتيهما.
    أحس دانيال برغبة الجميع في الضحك وتذكر تحذيره لأنيتا حينما كانوا في المسكن وكانت هي تسخر من دانيال وحبه لإليزابيث وقد حذرها هو وقال بأنه سيسخر منها إذا وقعت في حب أحد وعرف بأنه الوقت المناسب لينفذ تحذيره أو انتقامه بكلمة أدق وذلك ليبعد توتره وقلقه فضغط على شفاهه سوية ليمنع نفسه من الابتسام وقال بنبرة مدعية " صحيح... لم تخبرانا ما أخبار علاقتكما... أليس كذلك أنيتا؟؟.... كما أنه.. لم نسمعكما تقولان أي كلام شاعري لعضكما.. وأنا ظننت بأن الرومانسية تسري في دمكما "
    أشاح كل من مارك وأنيتا بوجهيهما حتى لا يلاقيا بعضهما وقد كانت دماء جسديهما قد انتقلت بكاملها لوجههما.
    رفع دانيال حاجباه النحيلان لتتسع عيناه الجميلتان ثم قال " لم تجيبا "
    أجاب مارك بتوتر كبير " فـ... فـ فـ فـ في الواقع نحن تقول بعض... بعض الكلام "
    قالت أنيتا بخجل وتوتر أكبر " نـ.نـ.ننننعم .. هذا صحيح "
    أفلتت بداية ضحكة من بين شفتي توم لكنه سرعان ما حبس آخرها وذلك بوضع كفه على فمه والضغط عليه بشدة ثم التفت ليساره ليمنعهما من رؤية وجهه الذي أصبح أحمر اللون من شدة كتمانه للضحك فرأى السيد إدموند وحاله لا تختلف عن حال توم أبداً.
    أحب جاك بأن يشارك دانيال متعته فنهض ليقف بجواره ويقول بنبرة مصطنعة " هذا صحيح فأنتم لم تخبرانا بالكثير... أو.. هل بدأنا نخفي عن بعضنا يا مارك؟؟ " قالها وهو يغمز له.
    أومأ دانيال بوجه مصطنع وهو يحبس ضحكاته ثم قال " هذا صحيح.. فأنا لم أخفي علاقتي بإليزابيث وجاك كذلك لم يفعل... أخبرانا هل من تطورات؟؟ "
    سأل مارك بنبرة أقرب للرجاء " تـ.تـ... تطورات مثل... مثل ماذا؟؟ "
    هز دانيال رأسه وهو يقول " أمممممم لا أدري... مثلاً.. ل تخرجان في موعد... هل تقولان كلمة أحبك كثيراً.. هل قبلتها؟؟...ما مواضيعكما عادة؟؟... هل تتحدثان كثيراً أم لا؟؟ "
    شعر مارك بالغضب فصرخ " وما شأنكما؟؟ "
    ابتسم جاك وقال " أهدأ أهدأ يا رجل إننا أصدقاء "
    زفر مارك وهو يقول ودرجة حرارته عدت الغليان " لا تسألا هكذا "
    ضحك السيد إدموند أولاً وتبعه كل من توم وكات وأليكس وديانا وجاك أيضاً انفجر ضحكاً أما دانيال فقد وضع كفيه خلف ظهره واتجه نحو أنيتا ثم مال ليهمس في أذنها اليمنى " ها قد نفذت وعدي وسترين المزيد "
    لم تعرف أنيتا عما كان يتحدث دانيال لكنها لم تسأل فقد كانت منهمكة في إزالة آثار الإحراج عن وجهها.
    عندما تذكر مارك شكله المحرج انفجر ضاحكاً ثم قال وهو يمسح دموع الضحك " لا أصدق بأنك فعلتها دانيال... وجاك سترى " ثم نهض وضرب جاك على ظهره فأمسك جاك بقميصه وقال وهو يحاول إخفاء ضحكه فيها " إن كنت تريد قلبها مصارعة فأنا جاهر "
    اقترب دانيال من كلاهما ليدفعهما جهة الجدار ويسند كفيه على الجدار وهو يقول بصوت خافت " ليس الآن أيها المغفلان.. المكان يعج برجال الشرطة.. اذهبا إلى منزلكما وأقيما مبارزة إن أردتما لكن لا تبدآ هنا " بعدها ابتعد عنهم ووضع كفيه في جيبيه ثم اسند ظهره على الجدار ببرود.
    نظر مارك لضباط الشرطة الواقفين في الممرات وبجوار الأبواب فأمسك يد جاك وأبعدها عن قميصه ثم قال وهو يعدله بطريقة قلد فهيا الممثلين " نلتقي في منزلنا " بعدها ضحك مرة أخرى على شكله فقالت أنيتا بغضب " حتى أنت؟؟ "
    ازداد ضحك مارك وهو يقول " لازلت أتذكر شكلك " بعدها جلس وهو يمسح دموعه مرة أخرى.
    ضربت أنيتا ذراع مارك بقوة وهي تقول " سأريك " بعدها وقفت لتبتعد عنهم وتمحوا آثار الخجل عن وجهها.
    مرت ست ساعات قصيرة حاول فيها الجميع التخفيف عن بعض


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 736213617678444862


    " إليزابيث... إليزابيث "
    فتحت إليزابيث عينيها على صوت الطبيب فيكتور ينادي اسمها بعدها سمعت صوته يقول بارتياح " حمداً لله على سلامتك "
    أخذت إليزابيث نفساً عميقاً من قناع الأكسجين ثم أزالته عن فمها وأنفها وقالت " شكراً " وقد كان صوتها مبحوحاً فلما انتبهت إليه قالت " ماء "
    جلب الطبيب منديلاً وبلله بالماء ثم وضعه على فمها ليرطبه وهو يقول " لا أستطيع إعطاءك الآن فهو غير مفيد بعد المخدر... والآن هيا فسننقلك لغرفتك "
    أومأت إليزابيث برأسها وكاد الطبيب أن يرحل لولا أن إليزابيث نادته بقولها " دكتور "
    التفت الطبيب وقال " هل من شيء؟؟ "
    أومأت إليزابيث برأسها ثم قالت بصوتها المبحوح " شكراً لك... على هذه العملية وتلك... فلولاك لما كنت التقيت بزوجي.. ولما كنت عشت مغامرة مثيرة ستبقى في ذهني ما حييت... أشكرك "
    ابتسم الطبيب وقال " هل علي بأن أقول لا شر على واجب أم ماذا؟؟ "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " ارحل فقط "
    مشى الطبيب مبتعداً وهو يقول " أتمنى لك السعادة الأبدية... ولزوجك أيضاً "
    نقلت إليزابيث لسرير آخر ليخرجوها من البوابة ولما خرجت ركض دانيال والبقية لها ليمسك ذلك الأول بكفها وهو يقول " حمداً لله على سلامتك إليزابيث " وأخذ الجميع يتحمد لها بالسلامة
    أومأت إليزابيث برأسها وابتسمت بتعب فأسرعت الممرضات بنقلها لغرفتها وقد كانت غرفتها فاخرة وجميلة ولما نقلوها لسريرها نامت بتعب بينما انصرف الجميع على التوالي بعدما سلموا على دانيال ليبقى هو والسيد إدموند وحدهما مع إليزابيث وبعد ساعة تقريباً فتح الطبيب الباب ثم قال " سنزيل الضمادات عن عينيها بعد أسبوعين... وبالطبع لن تتمكن من الرؤية جيداً لكنها ستتحسن بظرف أسبوع أو أكثر... وطوال الأسبوعين ستنام عندنا تحسباً لأي مفاجآت "
    ابتسم السيد إدموند ثم قال " شكراً لك دكتور "
    أومأ الطبيب برأسه وهو يقول " عفواُ... لكنني لا أستحق هذا اللقب " بعدها انصرف من دون أن يضيف كلمة أخرى.
    أمسك دانيال بكف إليزابيث البارد وظل يتحسسه ويحس بالفرق بينه وبين كفه الكبير بعدها قال " سوف أبقى هنا طوال فترة مكوث إليزابيث "
    قال السيد إدموند محاولاً إقناعه بالعكس " بني.. "
    قاطعه دانيال بقوله " لا تتعب نفسك أبي "
    زفر السيد إدموند وهو يهمس " عنيد "
    ولم يستطع أحد منع دانيال من المكوث أو حتى إقناعه فمكث عند إليزابيث أسبوعين كاملين وكانت هذه الأخيرة تحاول إقناعه بالذهاب لكنه رافض للأمر كلياُ ولما حل اليوم الموعود أتت الممرضات لتفتحن العصابة بينما جلس الطبيب فيكتور أمامها وهو يمسك بضوء كبير بعض الشيء مصوب نحوها ودانيال كان بجوارها يمسك بيدها ويشجعها.
    لما انتهت الممرضات من فك العصابة قال الطبيب لإليزابيث " افتحي عينيك "
    هزت إليزابيث رأسها نفياً وهي تقول بقلق بينما جسدها يتعرق " لا أستطيع "
    اعتصر دانيال كف إليزابيث وقال بنبرته المشجعة " هيا إليزابيث... تشجعي وافتحيها.... أنا هنا... وحتى لو لم تري... فلم يتغير شيء... لازلنا زوجان كالسابق... وحبنا لا يزال أعمى "
    أومأت إليزابيث برأسها ثم فتحت عينيها ببطء ليشق النور ظلامها الدامس بقوته... لقد بدأت ترى النور... فارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها الجميل لتظهر أسنانها الجميلة وقالت بنبرة فرح غزاها الأمل " إني أرى... أرى نوراً... دانيال أنا أرى نوراً.. آه كم اشتقت إليه "
    ابتسم الطبيب وقال " مبارك لك يا إليزابيث... لقد نجحت العملية.. وستتمكنين من الرؤية قريباً إنشاء الله "
    أسرع دانيال بضم إليزابيث وهو يقول " مبارك.. مبارك لكي حبي "
    ضمت إليزابيث دانيال وهي تقول " شكراً لك " بعدها ابتعدت عنه قليلاً وراحت تتطلع إليه فقالت بنبرة فرحة جداً " دانيال أنا أراك "
    تقارب حاجبا دانيال وقال " تريني؟؟ "
    وضعت إليزابيث إصبعها بين حاجبا دانيال لتبعدهما وهي تقول " لا أراك جيداً فالصورة مختلطة لكنني أرى سواد شعرك ولون بشرتك " بعدها ضمته أكثر وقالت " دانيال أنا أراك... لا أصدق "
    خرجت الممرضات بينما ابتسم الطبيب برؤية هذين وسعادتهما ثم قال " لما لا نجري لك عملية دانيال؟؟.. بإمكاني إرجاع بصرك إليك لكن فقط علي الفحص "
    تقارب حاجبا دانيال باستغراب وقال " لكن لا يسمح لك إلا بإجراء العمليات لضحاياك "
    قال الطبيب بثقة " بإمكانهم قبول شخص بثرائك وشهرتك "
    صمت دانيال لثوانٍ ثم قال " لا... طوال عمري كنت أتمنى بأن أنظر وكل الأطباء يقولون بأن هذا مستحيل لأن عيناي لا تنفعان حتى ولو حاولوا بكل الطرق.... ولا أريد بأن أضع آمالي على شيء لن يحدث "
    قال الطبيب " هذا كان فالسابق... لقد تطور العلم الآن صار بالإمكان إبدال عينيك بعينين أخرتين ويمكنك بأن ترى "
    وضع دانيال ابتسامة على وجهه ثم ضم إليزابيث بيده اليمنى إلى جسده وهو يقول " قلت لك لا... لم أعد بحاجة للعينين... فالله منحني نعمتين عظيمتين وهما نعمة السمع والإحساس... وهما أقوى وأشد حساسية بثلاث مرات من أي إنسان عادي... كما أنني أملك إليزابيث التي أنستني كل أحلامي السابقة... فهي قلبي... وهي حلمي السرمدي "
    ابتسم الطبيب مرة أخرى ثم خرج من الغرفة وهو يقول " حظاً موفقاً لكما "
    التفت دانيال لإليزابيث وهو يقول " لا تعلمين كم أنا سعيد لأجلك "
    مسحت إليزابيث دموعها وقالت بنبرة باكية " أحبك دانيال "
    ابتسم دانيال ومسح دمعة تسللت من بين أهدابه وقال " أحبك أكثر "
    ردت عليه إليزابيث بقولها " لا أنا أكثر "
    ابتسم دانيال بحنان وقال " لا تقارني قطرة بمحيط "
    وضعت إليزابيث إصبعها السبابة على فم دانيال وقالت " لا تبدأ "
    قال دانيال بغرور " لا تتحدينني إن كنت تعلمين بأنني المنتصر في هذا "
    أغلقت إليزابيث فم دانيال بكامل كفها وهي تقول بنبرة امتزجت بعبرات الفرح والحزن في آن واحد " قلت لا تبدأ"
    وضع دانيال ابتسامة حانية على وجهه ثم أزال كف إليزابيث وقبله وهو يقول " كما تشائين... يا حلمي الأبدي " بعدها ضمها وقبلها بكل ما في قلبه من حب وعشق.


    ********************************

    كتبتِ لي مستقبلي على الجدران
    لونتِ لي عالمي بأجمل الألوان
    من لمسة يديك نبض قلبي
    من كلمة من شفتيك التهب إحساسي
    ومن كلمة أحبك أنيرت ظلمة عالمي
    لكم كنت قاسياً عديم الإحساس
    لكنك لما جئت عدت بقلب طفل رضيع جريح الفؤاد
    بوجودك أو من دونه أنا أحبك
    بحبك أو بدونه أنا أعشقك
    لقد عانينا من العالم الذي ظلمنا ظلم الظالم
    ولو سنظل نقاسي مظلمات الحياة بأبشع صورها
    فسيظل خافقي ينبض في الوجود باسمك
    ويبث الحنان عبر شرايين جسدي
    لأنقله إليك هدية يا ملكة عرش قلبي بقبلات من النرجس
    لتذيبك وتذيب الجليد الذي غلفت نفسي به
    فأنت هي حبي
    وأنت هي حلمي



    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 736213617678444862


    بعد سنوات عديدة............

    وقف دانيال مستنداً على سياج يطل على شاطئ المحيط الأزرق الصافي وخلفه كانت بعض الكراسي البيضاء الجميلة ومن خلفهم حديقة رائعة الجمال وقد كان الوقت وقت الغروب والشمس متلبدة خلف ضيائها الخفيف الجميل لتنثر على السماء ألوانها الجميلة من البنفسجي والبرتقالي والزهري الجميل.
    كانت إليزابيث تتطلع للمحيط بصمت وقد كان دانيال يحوطها بوضع يديه على السياح على جانبية وكأنه يمنعها من الفرار ويستمع لصوت الأمواج الحرة الجميلة وإلى صوت أنفاس إليزابيث التي لطالما عشقها وإلى نبضات قلبها المتناغمة مع صوت الأمواج أمامه والطيور خلفه لتعزف على أوتار قلبه أغنية الحياة... كان كل شيء مثالياً والجو دافئ جميل لهذا كانت إليزابيث ترتدي فستاناً بنفسجياً يصل لما تحت ركبتيها بقليل وقبعة بيضاء جميلة تغطي رأسها بينما دانيال يرتدي سروالاً رياضياً وبلوزة بيضاء خفيفة تعبر عن ارتياحه النفسي والجسدي... وفي حالة سكون تام حيث غرق هذين في حبهما السرمدي ظهر صوت صراخ مفاجأ وشخص ضرب كتف دانيال وهو يركض فانتفض هذين الاثنين وصرخا بصوت واحد " مارك كف عن حركاتك الغبية " ثم أكمل دانيال " وأنيتا أعقلي ولا تكوني طفلة لتلعبي معه "
    كان مارك يركض خلف أنيتا بمرح على ذلك الممر الحجري الأحمر بعدها نزلا الدرج وخلعا حذاءيهما ليركضا على رمال الشاطئ الذهبية الناعمة.
    استدارت إليزابيث بعدم مبالاة هي تقول " حتى المجانين يتزوجون "
    هذا صحيح... لقد تزوج مارك بأنيتا مؤخراً لكنهما لم يتغيرا أبداً ولازالاً على مرحهما وجنونهما المعتاد بل زادا عليه أكثر فهما كطفلين كبيرين.
    استدار دانيال بعد إليزابيث ثم قال " ربما سيعقلون بعد أن ينجبوا أطفالاً "
    رفعت إليزابيث كتفيها بلا مبالاة وهي تقول " ربما "
    أتى صوت جاك من خلف دانيال وإليزابيث يقول " دانيال.... إن ابنك معجب بابنتي... يبدو بأن آل كلون لهم انجذاب غريب لاسم إليزابيث... يبدوان كطيري حب... سنخطبهما لبعض ما رأيك؟؟ "
    استدار دانيال ليقول لابنه الذي يلعب مع فتة بعمره تقريباً " جاسبر... دعك من هذه العجوز إنها أكبر منك بأربعة أشهر... وجاك في أحلامك " بعدها ضحك بصوت عالٍ.
    ضربت إليزابيث ذراع دانيال ثم قالت بمعاتبة " كفى "
    هذا صحيح أيضاً فقد أنجبت كات فتاتاً وأسمتها إليزابيث على اسم إليزابيث التي جمعت بينها وبين جاك وكانت ابنتهما جميلة جداً فقد كان شعرها بني كشعر كات يصل لوسط ظهرها وعيناها خضراوات واسعات كعيني والدها أما بشرتها فقد كانت بيضاء تحمل سمرة مائلة للون الوردي وقد كانت ترتدي في ذلك اليوم تنورة حمراء قصيرة وقميصاً أبيض منقوشاً برسوم حمراء أما إليزابيث ودانيال فقد أنجا ولداً وأسمياه جاسر كما كانا يريدان وقد كان وسيماً جداً ذا شعر أسود مائل للأزرق وناعم جداً كوالده تماماً وكانت إليزابيث تصففه له بطريقة الشعر الشائك حتى يبدو أكثر جمالاً وكانت عيناه مطريتان كعيني دانيال أيضاً وبشرته كانت بيضاء ناصعة كإليزابيث وقد كان في ذلك اليوم يرتدي سروالاً طويلاً ذا لون كحلي ومبكر مع الأبيض وقميص أبيض مع وشاح كحلي كالسروال تماماً يلفه حول رقبته والجزء العلوي من صدره... لم يكن جاسبر مكفوفاً كوالده بل كان مبصراً وكذلك كانت إليزابيث الصغيرة وكان الطفلين في السابعة من عمرها لكن إليزابيث الصغيرة كانت تكبر جاسبر بأربعة شهور.
    ابتسم دانيال ثم قال " هيا جاسبر قل لعمك جاك عن درجتك "
    ابتسم جاسبر ثم أشهر علامة الانتصار وهي برز إصبعه الإبهام وضم باقي أصابعه ثم قال " لقد أخذت 99% "
    صرخ جاك بتعجب ثم قال " لم أحلم يوماً بجلب درجة كهذه.. أنك عبقري كوالدك تماماً "
    ضحك جاسبر وقال " عندما أكبر أريد بأن أكون ذكياً وقوياً ووسيماً كوالدي تماماً "
    قال جاك بتعجب " ألا تريد بأن تشبه أمك بشيء"
    هز جاسبر رأسه نفياً ثم قال " لا لكنني أريد بأن تكون زوجتي كأمي تماماً "
    ضحك الجميع مطولاً ثم قال مارك وهو يقترب منهم " وما هي أمنياتك أيضاً أيها الوسيم؟؟ "
    أشهر جاسبر إصبعيه السبابة والأوسط بسعادة وقال " أريد بأن أدير شركة كبيرة جداً كشركة جدي "
    " بل قل بأنك ستدير الشركة ذاتها فأنت وريثها المستقبلي " قال هذه العبارة السيد إدموند وهو قادم من بعيد حامل معه المثلجات للصغيرين.
    صرخ جاسبر قائلاً " ها هو جدي " ثم ركض نحوه وركضت معه إليزابيث الصغيرة لتأخذ المثلجات.
    من بعيد كانت ديانا تسير مع خطيبها الذي يدعى كاي وقد كان شاباً أبيض البشرة وذا شعر أشقر... باختصار وسيم أما أليكس وتوم فلم يأتيا لأن تلك الأولى توشك بأن تنجب طفلاً فقد تزوجت بتوم وهما سعيدين كثيراً... هل تسألون عن جوش؟؟.... هذا صحيح... جوش انتحر بالسجن لأنه لم يتحمل الحبس الانفرادي حيث كانت الأوهام والكوابيس تطارده فيه ومع وصول خبر استرجاع إليزابيث لذاكرتها وإنجابها للطفل انفجر من الغيظ وانتحر.
    ابتسم السيد إدموند لإليزابيث الصغيرة وقال " هل أنت مستعدة لاستقبال أختك الصغيرة " قالها وهو يشير لبطن كات الجالسة على أحد الكراسي البيضاء المنتشرة على الممر الحجري وبطنها كان كبير فقد كانت حامل بفتاة أيضاً وكانت شهرا السابع ربما فقد كان كبيراً وجاك كان جالس بجوارها ومحوطاً لها بذراعه اليسر.... وإليزابيث قال لها الطبيب بأنها لن تستطيع الحمل مرة أخرى بسبب الأضرار التي حدثت عند سقوط أول طفلة لها وعند ولادتها لجاسبر لكنها راضية بالأمر ويكفي بأنها شعرت بشعور الأمومة.
    نظرت آلي الصغيرة لبطن أمها ثم قالت " الطبع... وسأعتني ها جيداً مثل أمي "
    ضحك السيد إدموند ثم تطلع لأبنيه وأقصد هما دانيال وإليزابيث فقد كانا مواجهين للمحيط وإليزابيث كانت تتطلع لمنظر الغروب الجميل ولون الليل الذي بدأ يكسي السماء بلونه المخملي الجميل وتتطلع لأمواج المحيط الزرقاء الحرة تتحرك يميناً وشمالاً وتضرب الصخور القاسية.... نعم الصخور... لكم تشبه حبهما... تشبهه كثيراً.. فقد وقف أمام الأمواج التي تحاول تحطيمه ولم يهز ولا ينهار بل بقى صامداً سامياً في الأفق.
    ابتسم دانيال وقبل وجنه إليزابيث ثم قال " إليزابيث... صفيلي البحر"
    صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت بشرود " إنه.. إنه يشبهك تماماً.. زرقته عينيك.... صفاؤه قلبك... أمواجه شعرك... وهذه النسمات تحركه يميناً وشمالاً... أما جوفه.. غموضك... وتقلباته تنطبق تماماً على مزاجك... إنه حقاً يشبهك... عندما أنظر إليه أراك... وعندما أنظر إليك أراه "
    ابتسم دانيال بدفء بعدها قال " أترين هذه الشمس؟؟ "
    نظرت إليزابيث للشمس بشكل عفوي ثم قالت " نعم "
    قال دانيال " إنها تشبهك أيضاً... صحيح بأنني لا أراه لكنني أحس بها... لونها كما قالوا شعرك.... دفئها... قلبك... فأنت تنشرين الدفء لكل من حولك... ضوءها... كيانك فقد أنرتِ لي عالمي... وهي خطرة أيضاً..... مثلك تماماً "
    استندت إليزايث على صدر دانيال وقالت " أترى... حتى لو مثلنا نفسنا في الطبيعة فنحن متقاربان جداً "

    *********************************

    دانيال........
    د.... دموعي كلها لأجلك
    ا.... أحبك يا أغلى ما في الوجود
    ن... نور لعيناي المظلمتان أنت
    ي.... يكفيني كلمة أحبك
    ا....... لو تبعثرت أشواقي لشكلت اسمك
    ل..... لك كل الحنان حتى لو قطفته من السماء

    إليزابيث......
    إ.... اسمك محفور على قلبي
    ل.. يا ليلي الغامض ويا نهاري
    ي... أويتني في ينبوع من الحنان يا حبي
    ز... تزورني في أحلامي كلما أغمض النوم جفناي
    ب.. برودك هو دفئي
    ي... لا يستحق أحد الحب إلا أنت
    ث... أحرف اسمي الثمانية تنبض بحبك

    *******************************

    قال دانيال " أتعلمين.. فكرت بهذا ليلة أمس.. إن حبنا قد بدأ أعمى لأننا لم نرى بعضنا ولكنه لم ينتهي كذلك... خسارة "
    وضعت إليزابيث خصلات شعرها الذهبية خلف أذنها ثم قالت " ما الذي يجعلك تقول هذا..... أنا لازلت عمياء "
    تقارب حاجبا دانيال باستغراب وقال " عمياء؟؟!!! "
    ابتسمت إليزابيث ثم قالت " نعم عمياء وأعترف... بأن حبك أعماني " بعدها رمت نفسها عليه وقبلته بكل ما في العالم من حب وما من دانيال إلا أن قبلها وضمها وهو أسعد إنسان في العالم.




    أرى ونسمع أمواج المحيط.....


    زرقاء حرة.... تدعوا للسلام...


    إن كان ماضينا تعيساً.... فلننساه معاً...


    ولنبني مستقبلاً مشرقاً.... يقهر دياجير ليلنا...


    فهيا يا عيناي.... أريني عبرهما... وتطلعي عني لمستقبل يمثل فجرنا المحطم...


    وهيا يا قلبي اغمرني بدفئك... اغمرني بحنانك وحبك...


    لأنسى جحيماً قد عشته ومضى...


    فنحن سنمضي قدماً لمحطتنا القادمة... لمكان جديد... ومستقبل جديد...


    وسننسى ماضينا فهو غير مهم... ولن يكون سوى ذكريات نبتسم عند ذكرها..


    لدينا أمل... لدينا ابتسامة...


    حاربنا بهما لوقت طويل وقد كانتا خير سلاح


    فها هو الوقت قد حان الآن... ليتحول هذا السلاح لشموع تضيء حاضرنا ومستقبلنا


    إننا الآن نملك الكون بأسره... نملكه بأحزانه وأفراحه... نملكه بكنوزه وآثاره...


    فنحن كتلك الجبال لا يهزنا شي.... ونحن كهذه الأمواج يهابنا كل شيء...


    ونحن كحبنا هذا... لا يمحونا أي شيء...


    فهيا أيها الحزن... هيا أيتها الظلمات... ارتعبوا منا... ابتعدوا عنا... فنحن لا نهابكم


    وهيا يا ألوان الفرح... اسمعي نداءنا... لوني عالمنا.. اجعليه غير الأبيض والأسود


    اجعلي عيوننا تعكس أنواره...


    كوني كالمصفاة تزيل الهموم عن محيطات عقولنا...


    كوني كالمصباح ينير دياجير ليلنا..


    واجعلي مستقبلنا ينبض بأغنيات الفرح... أغنيات السعادة والمرح..


    فهيا يا عيناي أريني عبرهما... وتطلعي عني لمستقبل يمثل فجرنا المحطم...


    [color:0
    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 23, 2010 9:43 pm

    الخاتمة



    بسم الله الرحمن الرحيم

    بعد البسملة أحب بأن أحيي كل من شجعني في كتابة هذه الرواية التي دامت مدة كتابتي لها على الدفتر سبعة أشهر متتالية وفي المنتدى لأكثر من سنة وأولهم صديقتي المقربة التي تابعت معي الرواية وقرأتها لنهايتها وهي تشجعني وتعطيني الأمل دائماً.... وأحب أن أشكر قراء قصتي سواءً كانوا من هذا المنتدى أم خارجه على إعطائي وقتكم لأثبت روايتي ومنحكم لروايتي فرصة لتتسلل لعقولهم وقلوبهم... وأحب أن أقول لكم جميعاً بأنكم أصدقائي فأنا حقاً أحبكم.
    بالطلع كما عهدتموني في روايتي السابقة فأنا لا أكتب الرواية من دون سبب وجيه وقد كان هدفي منذ أن بدأت بخط أول حروف الرواية شخصي وهو أن أرفه عن نفسي وأعبر عن مشاعري لكن هذا الهدف تطور مع بلوغي للأعشار الصفحات فقد أردت بأن أدخل قرائي لعالمي الخاص وأعني بهذا أنني أدرك جيداً ما يعانيه الناس من هذه الحياة وأنا أملك الخيال الخصب الذي يمكن أن يدخلكم لعالم من الأسحار لم تعهدوا له مثيلاً من قبل وأن أجعلكم تعيشوا القصة بكل أحداثها... ومع مرور الوقت أردت شيئاً أفضل وأكثر إفادة حتى لا أضيع وقتكم... فبينت لكم كم أن نعمة البصر ليست بهينة فلولاها لما استطعنا بأن نعيش حياة سهلة يسيرة ولكانت حياتنا ظلام في ظلام لهذا فعلينا بأن نحمد الله كل يوم وفي كل ساعة على هذه النعمة العظيمة وأعتقد بأن هذا الإحساس تبلور في الشخصية الأساسية دانيال فهو قد عاش في ظلام وظل فيه ولم ير النور يوماً في حياته... فما إحساسه وكل الناس يرون النور وهو لا؟؟...
    أحببت بأن أبين لكم أيضاً بأن الحب الحقيقي ولا أقصد الحب الذي يحمله الناس في قلوبهم في هذا الوقت ويدعون بأنه حقيقي... بل الحب الصافي النظيف لذي لا تترتب عليه أمور تضر بديننا وتخدش حياءنا... كحب دانيال وإليزابيث وجاك وكات ومارك وأنيتا.... كما كانت أهدافي منذ البداية بأن أشمل كل جوانب الحب من خيانة ورفض وحب من طرف واحد وفقدان الشخص الذي تحبه فأحببت بأن أشعر كل من يقرأ روايتي بشعور الناس اللذين يتعرضون لهذا كله فإليزابيث في البداية تعرضت للخيانة وتعرض دانيال لحب من طرف واحد في البداية ولعل من أفظع المشاعر هي التي تنتاب الشخص هي لما يقول له الشخص الذي يحبه بأنه يحب شخصاً آخراً... وتعرضت ديانا لهذا أيضاً بل وزاد عليها بالرفض وأردت بأن أعرفكم بشعور الدوس على المشاعر وتحطيمها ثم الشعور بذلك الفراغ الرهيب وسط الصدر والقلب حتى تفكروا في هذا قبل أن تقدموا على خطوة قد تشعركم وتشعر من معكم بنفس الشعور فأنا قادرة على الإحساس بما يحسه الناس بمجرد سماعهم والنظر إلى أعينهم لهذا استطعت الوصف بهذه الدقة فلا تتوقعوا بأنني مررت بهذا كله بل بمعظمه فقط ولكنني شعرت به وأعترف بأن هذا يؤلمني معظم الأحيان فيؤلمني بأن أرى شخصاً يتعذب نفسياً ويسعدني أحياناً لأنني بعدها أحمد الله الذي أبعدني عن كل هذا.
    لقد جسدت التوبة في كثير ممن الأحداث في الرواية كما حدث مع ديانا وريبيكا ولم أجسده في جوش لأن الواقع المر يقول بأن ليس كل شخص يتوب عن أفعاله المشينة ولكنه في يوم ما سيعرف أخطائه وسيحاول بأن يتوب عنها لكن الأوان سيكون قد فات كما حدث من جوش.
    ويبقى من أكثر أهدافي أهمية هو إيصال رسالتين أساسيتين وهما أن الصداقة كنز حقيقي فقد تبلورت صداقة إليزابيث وصديقاتها وخاصة ديانا فرغم ما مر عليها من اشتباكات إلا أنها دامت للأبد ولم تتخل ديانا عن إليزابيث في فترة غيبوبتها بينما فقد الأمل كل من حولها ولعلكم تقولون بأنها حاولت جعل دانيال ينسى إليزابيث ويبدأ حياة جديدة فأنا أقول لكم بأنها قالت له بأن يمضي قدمً لأن إليزابيث يمكن بأن تبقى على تلك الحالة إلى الأبد وربما تموت في أي لحظة وهي كانت تخاف على مستقبل دانيال فهو ذكي وشاب وله مستقبل باهر يشع أمامه لكنها لم تطلب منه بأن ينتقل لفتاة غير إليزابيث بل كانت لتظل تحثه على زيارتها وحبها إلى أن تستيقظ.. كما أن إليزابيث لم تكن قاسية على ديانا يوماً إلا لأن الأمر كان لمصلحتها حتى عندما أرادت ديانا بأن تضر إليزابيث لم تقاوم هي ولم تمنعها ولم تصفها يوماً بصفة سيئة بل لطالما ذكرتها بكل خير.
    أما رسالتي الثانية فقد كانت الحب الحقيقي يبقى للأبد ففعلاً إن كان الحب صافياً نقياً فسيظل يكافح ويكافح إلى أن يلقى النهاية التي يستحقها كما فعل حبنا في هذه الرواية والذي سمي بالحب الأعمى لسببين وهما أنه بدأ ولم ير كلا الطرفين بعضهما والسبب الثاني هو أن دانيال كان يحب إليزابيث رغم كل عيب فيها بل كان يستلذ عيوبها وإليزابيث كذلك عشقت دانيال رغم كل شيء فيه بل وتعايشت مع بروده وغموضه وعرفت كيف تتعامل معه جيداً حتى باتت عيوبه هي نفسها مميزاته فهما قد غيرا نظراتهما للعيوب واعتبروها مميزات تميزهم عن باقي الخلق وهذا كان هدفي الأخير والأسمى لكتابة الرواية هو أن لكل شيء سيء مزايا وفي كل عيب يمكن بأن تجدوا بين ثناياه ميزة جميلة قد تسعدكم وأعتقد بأنني أوصلته بشكل جيد وجميل حتى أنكم أحببتم عيوب الشخصيات لهذا سميت روايتي بالحب الأعمى الذي سيبقى ويبقى إلى نهاية الزمان.



    وفي نهاية المطاف وقبل أن أودعكم أود طرح بعض الأسئلة بالنسبة للرواية وأريد من الجميع بأن يجيبو عليها>> والي ما يجيب يويله

    * هل أعجبتكم الرواية؟؟؟

    *هل استمتعتم بالقراءة أو شعرتم بالملل؟؟

    *هل في مرة شعرتم بأنكم تودون ضربي؟؟ ومتى؟؟

    *هل كانت النهاية مرضية؟؟ أم لا؟؟ وإذا كانت لا لماذا؟؟

    *هل تأثرتم بالأحداث؟؟

    *لقد تقسمت الرواية لأربعة أحداث أساسية وترتبت عليها أمور كثير وهذه الأحداث هي
    1- فقدان إليزابيث لنظرها ودخولها للمسكن
    2-وقوع ديانا بحب دانيال
    3-الاختطاف
    4-دخول إليزابيث بالغيبوبة
    فأي الأحداث الأربعة أعجبكم أكثر؟؟

    *أي الأحداث أعجبتكم أكثر عندما كانوا داخل المسكن أم خارجه؟؟؟

    *هل كنتم تتوقعون نهاية أفضل؟؟

    *ما رأيكم بالرومانسية بالرواية هل هي كثيرة جداً أم متوسطة أم قليلة؟؟

    *اكتبوا رأيكم الشخصي في كل من الشخصيات الآتية

    دانيال
    إليزابيث
    جوش
    السيد إدموند
    جاك
    مارك
    توم
    أليكس
    ديانا
    كات
    ريبيكا
    كريستيان


    *ما الذي جذبكم للقصة؟؟

    *هل هنالك أي انتقاد على حدث أو جملة؟؟

    *هل من سؤال عن أي حدث أو جملة أو كلمة لم تفهموها أو أغنية؟؟

    *ما هو أكثر وقف أعجبكم؟؟

    *ماهو أكثر موقف أحزنكم؟؟

    *ماهو أكثر موقف أضحككم؟؟

    *ما هي أكثرالمواقف رومنسية في نظركم؟؟

    *ما رأيكم في علاقة كل من
    دانيال وإليزابيث
    جاك وكات
    مارك وأنيتا

    ما هو تقييمكن للرواية من 10 ؟؟

    ماذا تعتقدون بشخصيتي أنا guiltless girl ؟؟


    مع باقة من الزهور أمزجها لكن بأرق قبلاتي
    وأتمنى بأن نلتقي مرة أخرى في رواية من رواياتي أو أي موضوع لي
    لا تنسوني بدعائكن

    guiltles girl


    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 736213617678444862


    Angel Dark
    Angel Dark
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 353
    تاريخ التسجيل : 03/09/2010
    العمر : 26
    الموقع : السعــ >< ــودية

    روايه "الحب الاعمي"  - صفحة 2 Empty رد: روايه "الحب الاعمي"

    مُساهمة من طرف Angel Dark الخميس ديسمبر 23, 2010 9:46 pm

    تمت
    بحمد الله
    Laughing Smile Very Happy

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 12:02 pm