********************************
أحبك بعدد نبضات قلبي
أحبك بعدد ذرات جسدي
أحبك بعدد غيوم سمائي
ارتعش خافقي من نبرة صوتك
ارتجف جسدي من لمسة كفك
ومن سماع نبضات قلبك
عرفت بأنك أغلى وأندر ما في الوجود
مع كل كلمة تنطقها تأخذني إلى النعيم
مع كل ضحكة تطلقها تضع الدواء على جرحي الأليم
في كل زاوية من زوايا عمري حفر اسمك
على كل جدار من جدران قلبي كتب أحبك
أحبك وسأظل طفلتك الرضيعة التي أحببتها... وعشقتها بكل عمرك
لأنني أهواك بحرارة دمعك
اضحك ودع أطياف الحب تأخذني
فأنت هو قلبي
وأنت هو حلمي
*******************************
وصل دانيال وإليزابيث إلى المنزل ليدخلا والابتسامة مرسومة على وجهيهما أدق رسم ولما وجد دانيال والده اتجه إليه وضمه بقوة ففعل السيد إدموند المثل وقال بنبرة رضا " هنيئاً لك بني " بعدها ابتعد عنه ليقترب من إليزابيث ويضمها وهي يقول " ولك أيضاً يا ابنتي "
قالت إليزابيث بصوت خافت " آسفة على كل ما جرى يا عمي "
ابتسم السيد إدموند ثم قال " لا عليك... أنت ابنتي ويستحيل بأن أغضب عليك " بعد ذلك ابتعد ليجلس على الكنبة ليجلس دانيال وإليزابيث بمسافة ليست ببعيدة عنه وقد كانت هذه الأخيرة تتأبط ذراع دانيال.
قال السيد إدموند " بالمناسبة... لقد اتصلوا بي قبل قليل "
دانيال " من؟؟ "
ابتسم السيد إدموند وقال " الشرطة...لقد قالوا بأنهم رضوا بتخفيف عقاب ذلك الطيب بشرط أن يصلح أخطاءة أو بعض منها على الأقل لأن أغلب ضحاياه ميتين.. وقالوا بأنهم سيبدءون بإليزابيث بما أنها أسهل العمليات لكن هذا بعد موافقتكما أولاً "
التفت دانيال لإليزابيث ثم أمسك بيديها وهو يقول بفرح " هل تصدقين هذا إليزابيث.. ستستعيدين نظرك "
أجابت إليزابيث قائلة " انتظر لحظة فأنا لم أوافق بعد "
تقارب حاجبا دانيال باستغراب ثم قال " وهل هنالك مجال للتفكير؟؟ "
أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول " لا أدري... لست مرتاحة لذلك الطبيب فقد أفقدني بصري سابقاً... ثم أنني ما عدت أريد النظر ما دام دانيال معي "
وضع السيد إدموند رجله اليسر فوق اليمنى وقال " أولاً لا تقلقي فسوف يكون هنالك قوات مسلحة وكل شيء كما أنه ليس من مصلحة الطبيب بأن يؤذيك "
قال دانيال بنبرة مؤنبة " ثم ما هذا الكلام آلي... أنت تحتاجين النظر فحواسك الأخرى ليست قوية كحواسي لتقولي بأنك لست محتاجة لتنظري كما أننا ربما سنرزق بأطفال في المستقبل وسيصعب عليك الاعتناء بهم وأنت عمياء "
هزت إليزابيث رأسها وقالت بعدم اقتناع " أمممممممممم "
ابتسم دانيال وقال " هل هذا يعني نعم؟؟ "
أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول بنبرة مرح " أي شيء تريده... كما أنني سأحظى برؤية وجهك ومعرفة مدى وسامتك لأتأكد بأنهم لا يكذبون علي وتكون قبيحاً "
ضحك دانيال بصوت عالٍ بعدها قال بارتياح وبصوت خافت " لا أصدق بأنك عدت إلي.. لو كان هذا حلماً فأنا أتمنى بأن أبقى فيه للأبد "
تمسكت إليزابيث برقبة دانيال وقالت بهمس " لا دانيال... هذا ليس حلماً.. فأنا هنا لك.. وسأبقى كذلك للأبد " بعدها قبلت رأسه وهمست " أحبك "
شقت ابتسامة واسعة شفتا السيد إدموند بصورة تلقائية وهو يشاهد ولديه سعيدين.. ونعم قلت ولديه لأنه يعتبر إليزابيث ابنته الثانية فيسعد لسعادتها ويحزن لحزنها بعدها وقف وهو يقول " سأذهب الآن لأتصل بهم وأحدد الموعد " بعدها مشى تجاه مكتبه وبما أن غرفة مكتبه كانت خلف غرفة الجلوس فمشى خلف الكنبات ولما وصل لدانيال أمسك برأسه وقبله من الخلف ليسير بعدها ويدخل مكتبه.
بالفعل تم تحديد الموعد ليصبح بعد أسبوعين من ذلك اليوم ومضى الأسبوعين بسلام إلى أن جاءيوم العملية فاستيقظ دانيال من نومه ليتجه لدورة المياه ويستحم ثم خرج وهو يرتدي منشفة بيضاء قصيرة تغطي الجزء السفلي من جسده وتصل لما فوق ركبتيه وعلى رأسه منشفة بيضاء أخرى يجفف بها شعره المبتل... اتجه نحو إليزابيث ليهز كتفيها بخفة وهو يهمس " إليزابيث..... آلي "
أصدرت إليزابيث صوتاً من دون أن تفتح شفتيها يدل على ماذا تريد فابتسم دانيال وقال " هيا حلوتي استيقظي "
فتحت إليزابيث عيناها ببطء شديد وهي تقول بنبرة نعاس وكأنها طفلة لا تريد الذهاب للمدرسة " دانيال دعني أنام فالوقت مبكر "
ابتسم دانيال ثم قال بصوت خافت " لكن عمليتك اليوم حبي "
انتفضت إليزابيث وفتحت عيناها على آخرهما وهي تقول بخوف وتتلفت يميناً وشملاًً " ماذا؟؟.. أين؟؟... متى؟؟... عمليتي؟؟... اليوم؟؟... كم التاريخ؟؟ "
ضحك دانيال بصوت خافت ثم قال وابتسامة في صوته " إنه الخامس والعشرين من ديسمبر "
ضربت إليزابيث جبينها بكفها ثم قالت " لا أصدق بأنني نسيت.. لست مستعدة.. لا... لا أريد... كما أنني لست صائمة "
ضحك دانيال بخفوت أكبر ثم قال " لا تقلقي فقد كنت معك طوال ليلة أمس ولم أدعك تأكلين شيئاً "
تذكرت إليزابيث ليلة أمس وتذكرت مشاجرتها المضحكة مع دانيال بسبب الطعام فقد كان يمنعها ويبعد عنها الطعام برفعه بينما هي تقفز يميناً وشمالاً محاولةً الوصول إليه لأنه كان أطول منها بكثير ولم تعرف السبب إلا اليوم فقالت " إذن هذا هو السبب؟؟ "
أومأ دانيال برأسه وابتسامة رضا مرسومة على وجهه ثم قال " نعم... وإن كنت تتساءلين فأنا لم أرد إقلاقك لأنك لن تنامي "
زفرت إليزابيث يحده وهي تقول بتذمر " لا أريد "
شد دانيال ذراع إليزابيث ليوقفها وهو يقول " لا وقت للتذمر.. هيا اغتسلي وبدلي ملابسك فمن المفروض أن نكون هناك في الساعة السابعة "
دخلت إليزابيث لدورة المياه وهي تقول " كم الساعة الآن؟؟ "
قال دانيال " السادسة "
استحمت إليزابيث بسرعة ثم خرجت لترتدي سروال جينز ومعطف ثقيل وتربط شعرها بالكامل بشكل عشوائي لتنسدل منه بعض الخصلات على وجهها بعد ذلك نزلت مع دانيال للطابق السفلي ليتناول هذا الأخير الفطور مع السيد إدموند الذي ذهب معهما للمستشفى وهناك كانت المفاجأة فقد كان كل من جاك وكات ومارك وأنيتا وديانا وأليكس وتوم في انتظارهم ولألفت نظركم... تمكنت إليزابيث من ذكر مارك وأنيتا وتوم وجاك لكن ليس كل شيء عنهم وهذا من طبيعة ذاكرة الإنسان.
توقفت إليزابيث لتتكلم معهم بينما انهمك السيد إدموند ودانيال بتسوية الأوراق وبعد ربع ساعة تقريباً حظر دانيال ليقول موجهاً كلامه لإليزابيث " هيا آلي... تقول الممرضة بأن عليك ارتداء الملابس الخاصة بغرفة العمليات "
أومأت إليزابيث برأسها وأمسكت بكف دانيال بينما جاءت الممرضة وهي تقول " اتبعاني " فتبعاها وصولاً إلى غرفة خاصة لإليزابيث فارتدت هذه الأخيرة الملابس البيضاء الخاصة بغرفة العمليات وساعدها دانيال في ارتدائها بعد ذلك أتت ممرضتان بسرير أبيض لإليزابيث.
تحسس دانيال ذلك السرير الأبيض فتذكر ما عاناه طوال كل تلك المدة فهمس لإليزابيث " أعترف بأنني أكره أن توضعي في هذا السرير "
تقارب حاجبا إليزابيث باستغراب وقالت وهي تضع كفها على وجه دانيال وتجلس على السرير من دون أن تستلقي " لماذا؟؟ "
وضع دانيال ابتسامة شاحبة على وجهه وقال بنبرة مرح مصطنعة كسر صوته فيها " أصبح لي عقدة منه "
بهت وجه إليزابيث بغتة وارتسمت علامات التألم على محياها فقد عرفت ما سببته له من آلام وهو الذي كان طوال الأسبوعين يتجنب حتى أن يذكر تلك الحادثة خوفاً من أن يحزنها فهمست بصوت خافت لم يسمعه إلا دانيال " دانيال " بعدها سحبت رأسه لمستواها وضمته إلى صدرها وهي تهمس " آسفة على هذا... أتمنى بأن تكون هذه المرة الأخيرة التي أوضع فيها على هذا السرير المشئوم بعدها قبلت جبهته.
ضم دانيال إليزابيث أكثر بينما رأسه لا يزال على متفها وقد مرت عليه في تلك اللحظة كل الذكريات المؤلمة وكل اللحظات القاسية التي عاناها... وظل على تلك الوضعية إلى أن أحس بقدوم الممرضة فابتعد عنها لتستلقي على السرير ثم ابتسم وقال بصوت متألم " أتمنى هذا "
أمسكت إليزابيث بكف دانيال وقالت " أنا خائفة "
ابتسم دانيال وضغط على كفها وهو يقول " تشجعي "
بعد ذلك بدأت الممرضات بدفع السرير عبر الممرات الطويل وطوال الوقت كان دانيال ممسكاَ بيدها ويشجعها مع أنه خائف أكثر منها وقد مر عليهم الجميع وهم يشجعون إليزابيث ويدعون لها بالسلامة بينما دانيال صامت يدعو من كل قلبه أن تخرج سليمة من باب غرفة العمليات ولما وصلوا للخط الذي يمنع فيه التقدم أكثر ترك كفها ومده وهو يهمس برجاء لكي لا تتركه " إليزابيث "
كانت إليزابيث مرتبكة جداً وهي تحس بهدوء المكان ورائحة المعقمات التي تملأه وكادت تتقياً لكثرة دورانهم بها في تلك الممرات التي لا تنتهي... وبعد أن وصلت للمكان المطلوب نقلوها لسرير آخر وهو سرير العمليات الحقيقي.
شعرت إليزابيث بوقوف الطبيب بجوار سريرها لكنها لم تقل شيئاً إلى أن قال هو " كيف حالك إليزابيث؟؟ "
لم يكن الطبيب سيء المظهر أبداً فقد كانت بشرته ذات لون برونزي وشعره زيتي ناعم جداً يصل لشحمة إذنيه بالتحديد وعينيه واسعتان بلون العسل الصافي باختصار أكبر لم يدل شكله على أنه شخص ارتكب كل تلك الجرائم.
أشاحت إليزابيث بوجهها ثم قالت ببرود مصطنع أخفت فيه براكين غيضها " جيدة "
أبتسم الطبيب ثم قال " بالمناسبة... أنا آسفة على ما حدث سابقاً وأتمنى بأن ما سأفعله الآن سوف يجعلك تسامحيني "
ردت عليه إليزابيث بنبرة حدة وجمود " كم دفع لك ذلك الحقير لقاء تلك العملية؟؟ "
قال الطبيب ببرود وهو يحضر الحقنة " هل تقصدين السيد جوش جياني بـذلك الـ... حقير "
أومأت إليزابيث برأسها وهي تقول " ومن غيره قد يكون؟؟ "
ابتسم الطبيب باستهزاء ثم قال " لا أدري.. كل شخص تعاملت معه كان حقيراً "
قالت إليزابيث بحقد وحدة " سعيد بنفسك؟؟ "
رفع الطبيب كتفيه ببرود وقال بأكبر منه " لا "
زفرت إليزابيث بحدة ثم قالت " لا يهم الآن.. أجبني على سؤالي الأول "
رفع الطبيب أحد حاجبيه ثم قال " هل تريدين بأن تعرفي الثمن لحقيقي أم المزيف؟؟ "
إليزابيث " الحقيقي بالطبع "
ابتسم الطبيب وقال وهو يضع سائلاً بارداً بقطنه على ذراعها " مليون دولار... مبلغ ليس بهين أليس كذلك؟؟ "
فتحت إليزابيث فمها بتعجب وعندما لاحظها الطبيب قال " لم تكوني رخيصة عند جوش كما توقعت أليس كذلك؟؟"
لم ترد إليزابيث وقد كانت تفكر بأنها بالفعل كانت رخيصة لكن دانيال هو من كان غالٍ والوصول إليه شبه مستحيل ليفعل كل هذا ويدفع مبلغاً هائلاً لقاء خطة نجاحها غير مؤكد ويعتمد بشكل كبير على الصدف.
قطع حبل أفكارها صوت الطبيب لما قال وهو يبرز الحقنة ليغرسها " الآن ستشعرين بوخزه بسيطة حسناً؟؟ "
أومأت إليزابيث برأسها بشرود فغرس الطبيب الحقنة بذراعها ولم تشعر هي بذلك الألم الكبير فقد اعتادت على المخدرات والمهدئات نظراً للمرات العديدة التي حقنت في ذراعها الأبر... بعد ذلك بدقائق غطت في نوم عميق وبدأ الطبيب بعملة بمساعدة الممرضون والممرضات.
[size=12]خارج غرفة العمليات كان رجال الشرطة يحوطون المكان ويقف حراس كثر قرب غرفة العمليات حاملين معهم أسلحتهم.
وقد كان دانيال بتجول في الممر ذهاباً وإياباً محاولاً طرد القلق من عقله والوساوس من قلبه وكان السيد إدموند والجميع جالسين على صف واحد من الكراسي ويتطلعون إليه ويسمعون صوت خطواته.
قال مارك بتذمر " دانيال قف أرجوك أنت تربكنا معك "
توقف دانيال وقال ببعض الانفعال " وأنت توقف عن التذمر فلو كانت أنيتا في مكان إليزابيث لكنت تطير بدلاً من السير "
كاد الجميع أن يضحك عدا مارك وأنيتا ودانيال وقد كان الجميع يضغطون على شفاههم سوية ليمنعون نفسهم من الضحك أو حتى الابتسام أما أنيتا فقد أشاحت وجهها لتمنع أي أحد من أن يلحظ احمرار وجهها ومارك احمر وجهه أيضاً فلم يسبق لأحد أن علق على علاقتيهما.
أحس دانيال برغبة الجميع في الضحك وتذكر تحذيره لأنيتا حينما كانوا في المسكن وكانت هي تسخر من دانيال وحبه لإليزابيث وقد حذرها هو وقال بأنه سيسخر منها إذا وقعت في حب أحد وعرف بأنه الوقت المناسب لينفذ تحذيره أو انتقامه بكلمة أدق وذلك ليبعد توتره وقلقه فضغط على شفاهه سوية ليمنع نفسه من الابتسام وقال بنبرة مدعية " صحيح... لم تخبرانا ما أخبار علاقتكما... أليس كذلك أنيتا؟؟.... كما أنه.. لم نسمعكما تقولان أي كلام شاعري لعضكما.. وأنا ظننت بأن الرومانسية تسري في دمكما "
أشاح كل من مارك وأنيتا بوجهيهما حتى لا يلاقيا بعضهما وقد كانت دماء جسديهما قد انتقلت بكاملها لوجههما.
رفع دانيال حاجباه النحيلان لتتسع عيناه الجميلتان ثم قال " لم تجيبا "
أجاب مارك بتوتر كبير " فـ... فـ فـ فـ في الواقع نحن تقول بعض... بعض الكلام "
قالت أنيتا بخجل وتوتر أكبر " نـ.نـ.ننننعم .. هذا صحيح "
أفلتت بداية ضحكة من بين شفتي توم لكنه سرعان ما حبس آخرها وذلك بوضع كفه على فمه والضغط عليه بشدة ثم التفت ليساره ليمنعهما من رؤية وجهه الذي أصبح أحمر اللون من شدة كتمانه للضحك فرأى السيد إدموند وحاله لا تختلف عن حال توم أبداً.
أحب جاك بأن يشارك دانيال متعته فنهض ليقف بجواره ويقول بنبرة مصطنعة " هذا صحيح فأنتم لم تخبرانا بالكثير... أو.. هل بدأنا نخفي عن بعضنا يا مارك؟؟ " قالها وهو يغمز له.
أومأ دانيال بوجه مصطنع وهو يحبس ضحكاته ثم قال " هذا صحيح.. فأنا لم أخفي علاقتي بإليزابيث وجاك كذلك لم يفعل... أخبرانا هل من تطورات؟؟ "
سأل مارك بنبرة أقرب للرجاء " تـ.تـ... تطورات مثل... مثل ماذا؟؟ "
هز دانيال رأسه وهو يقول " أمممممم لا أدري... مثلاً.. ل تخرجان في موعد... هل تقولان كلمة أحبك كثيراً.. هل قبلتها؟؟...ما مواضيعكما عادة؟؟... هل تتحدثان كثيراً أم لا؟؟ "
شعر مارك بالغضب فصرخ " وما شأنكما؟؟ "
ابتسم جاك وقال " أهدأ أهدأ يا رجل إننا أصدقاء "
زفر مارك وهو يقول ودرجة حرارته عدت الغليان " لا تسألا هكذا "
ضحك السيد إدموند أولاً وتبعه كل من توم وكات وأليكس وديانا وجاك أيضاً انفجر ضحكاً أما دانيال فقد وضع كفيه خلف ظهره واتجه نحو أنيتا ثم مال ليهمس في أذنها اليمنى " ها قد نفذت وعدي وسترين المزيد "
لم تعرف أنيتا عما كان يتحدث دانيال لكنها لم تسأل فقد كانت منهمكة في إزالة آثار الإحراج عن وجهها.
عندما تذكر مارك شكله المحرج انفجر ضاحكاً ثم قال وهو يمسح دموع الضحك " لا أصدق بأنك فعلتها دانيال... وجاك سترى " ثم نهض وضرب جاك على ظهره فأمسك جاك بقميصه وقال وهو يحاول إخفاء ضحكه فيها " إن كنت تريد قلبها مصارعة فأنا جاهر "
اقترب دانيال من كلاهما ليدفعهما جهة الجدار ويسند كفيه على الجدار وهو يقول بصوت خافت " ليس الآن أيها المغفلان.. المكان يعج برجال الشرطة.. اذهبا إلى منزلكما وأقيما مبارزة إن أردتما لكن لا تبدآ هنا " بعدها ابتعد عنهم ووضع كفيه في جيبيه ثم اسند ظهره على الجدار ببرود.
نظر مارك لضباط الشرطة الواقفين في الممرات وبجوار الأبواب فأمسك يد جاك وأبعدها عن قميصه ثم قال وهو يعدله بطريقة قلد فهيا الممثلين " نلتقي في منزلنا " بعدها ضحك مرة أخرى على شكله فقالت أنيتا بغضب " حتى أنت؟؟ "
ازداد ضحك مارك وهو يقول " لازلت أتذكر شكلك " بعدها جلس وهو يمسح دموعه مرة أخرى.
ضربت أنيتا ذراع مارك بقوة وهي تقول " سأريك " بعدها وقفت لتبتعد عنهم وتمحوا آثار الخجل عن وجهها.
مرت ست ساعات قصيرة حاول فيها الجميع التخفيف عن بعض
" إليزابيث... إليزابيث "
فتحت إليزابيث عينيها على صوت الطبيب فيكتور ينادي اسمها بعدها سمعت صوته يقول بارتياح " حمداً لله على سلامتك "
أخذت إليزابيث نفساً عميقاً من قناع الأكسجين ثم أزالته عن فمها وأنفها وقالت " شكراً " وقد كان صوتها مبحوحاً فلما انتبهت إليه قالت " ماء "
جلب الطبيب منديلاً وبلله بالماء ثم وضعه على فمها ليرطبه وهو يقول " لا أستطيع إعطاءك الآن فهو غير مفيد بعد المخدر... والآن هيا فسننقلك لغرفتك "
أومأت إليزابيث برأسها وكاد الطبيب أن يرحل لولا أن إليزابيث نادته بقولها " دكتور "
التفت الطبيب وقال " هل من شيء؟؟ "
أومأت إليزابيث برأسها ثم قالت بصوتها المبحوح " شكراً لك... على هذه العملية وتلك... فلولاك لما كنت التقيت بزوجي.. ولما كنت عشت مغامرة مثيرة ستبقى في ذهني ما حييت... أشكرك "
ابتسم الطبيب وقال " هل علي بأن أقول لا شر على واجب أم ماذا؟؟ "
ابتسمت إليزابيث ثم قالت " ارحل فقط "
مشى الطبيب مبتعداً وهو يقول " أتمنى لك السعادة الأبدية... ولزوجك أيضاً "
نقلت إليزابيث لسرير آخر ليخرجوها من البوابة ولما خرجت ركض دانيال والبقية لها ليمسك ذلك الأول بكفها وهو يقول " حمداً لله على سلامتك إليزابيث " وأخذ الجميع يتحمد لها بالسلامة
أومأت إليزابيث برأسها وابتسمت بتعب فأسرعت الممرضات بنقلها لغرفتها وقد كانت غرفتها فاخرة وجميلة ولما نقلوها لسريرها نامت بتعب بينما انصرف الجميع على التوالي بعدما سلموا على دانيال ليبقى هو والسيد إدموند وحدهما مع إليزابيث وبعد ساعة تقريباً فتح الطبيب الباب ثم قال " سنزيل الضمادات عن عينيها بعد أسبوعين... وبالطبع لن تتمكن من الرؤية جيداً لكنها ستتحسن بظرف أسبوع أو أكثر... وطوال الأسبوعين ستنام عندنا تحسباً لأي مفاجآت "
ابتسم السيد إدموند ثم قال " شكراً لك دكتور "
أومأ الطبيب برأسه وهو يقول " عفواُ... لكنني لا أستحق هذا اللقب " بعدها انصرف من دون أن يضيف كلمة أخرى.
أمسك دانيال بكف إليزابيث البارد وظل يتحسسه ويحس بالفرق بينه وبين كفه الكبير بعدها قال " سوف أبقى هنا طوال فترة مكوث إليزابيث "
قال السيد إدموند محاولاً إقناعه بالعكس " بني.. "
قاطعه دانيال بقوله " لا تتعب نفسك أبي "
زفر السيد إدموند وهو يهمس " عنيد "
ولم يستطع أحد منع دانيال من المكوث أو حتى إقناعه فمكث عند إليزابيث أسبوعين كاملين وكانت هذه الأخيرة تحاول إقناعه بالذهاب لكنه رافض للأمر كلياُ ولما حل اليوم الموعود أتت الممرضات لتفتحن العصابة بينما جلس الطبيب فيكتور أمامها وهو يمسك بضوء كبير بعض الشيء مصوب نحوها ودانيال كان بجوارها يمسك بيدها ويشجعها.
لما انتهت الممرضات من فك العصابة قال الطبيب لإليزابيث " افتحي عينيك "
هزت إليزابيث رأسها نفياً وهي تقول بقلق بينما جسدها يتعرق " لا أستطيع "
اعتصر دانيال كف إليزابيث وقال بنبرته المشجعة " هيا إليزابيث... تشجعي وافتحيها.... أنا هنا... وحتى لو لم تري... فلم يتغير شيء... لازلنا زوجان كالسابق... وحبنا لا يزال أعمى "
أومأت إليزابيث برأسها ثم فتحت عينيها ببطء ليشق النور ظلامها الدامس بقوته... لقد بدأت ترى النور... فارتسمت ابتسامة واسعة على وجهها الجميل لتظهر أسنانها الجميلة وقالت بنبرة فرح غزاها الأمل " إني أرى... أرى نوراً... دانيال أنا أرى نوراً.. آه كم اشتقت إليه "
ابتسم الطبيب وقال " مبارك لك يا إليزابيث... لقد نجحت العملية.. وستتمكنين من الرؤية قريباً إنشاء الله "
أسرع دانيال بضم إليزابيث وهو يقول " مبارك.. مبارك لكي حبي "
ضمت إليزابيث دانيال وهي تقول " شكراً لك " بعدها ابتعدت عنه قليلاً وراحت تتطلع إليه فقالت بنبرة فرحة جداً " دانيال أنا أراك "
تقارب حاجبا دانيال وقال " تريني؟؟ "
وضعت إليزابيث إصبعها بين حاجبا دانيال لتبعدهما وهي تقول " لا أراك جيداً فالصورة مختلطة لكنني أرى سواد شعرك ولون بشرتك " بعدها ضمته أكثر وقالت " دانيال أنا أراك... لا أصدق "
خرجت الممرضات بينما ابتسم الطبيب برؤية هذين وسعادتهما ثم قال " لما لا نجري لك عملية دانيال؟؟.. بإمكاني إرجاع بصرك إليك لكن فقط علي الفحص "
تقارب حاجبا دانيال باستغراب وقال " لكن لا يسمح لك إلا بإجراء العمليات لضحاياك "
قال الطبيب بثقة " بإمكانهم قبول شخص بثرائك وشهرتك "
صمت دانيال لثوانٍ ثم قال " لا... طوال عمري كنت أتمنى بأن أنظر وكل الأطباء يقولون بأن هذا مستحيل لأن عيناي لا تنفعان حتى ولو حاولوا بكل الطرق.... ولا أريد بأن أضع آمالي على شيء لن يحدث "
قال الطبيب " هذا كان فالسابق... لقد تطور العلم الآن صار بالإمكان إبدال عينيك بعينين أخرتين ويمكنك بأن ترى "
وضع دانيال ابتسامة على وجهه ثم ضم إليزابيث بيده اليمنى إلى جسده وهو يقول " قلت لك لا... لم أعد بحاجة للعينين... فالله منحني نعمتين عظيمتين وهما نعمة السمع والإحساس... وهما أقوى وأشد حساسية بثلاث مرات من أي إنسان عادي... كما أنني أملك إليزابيث التي أنستني كل أحلامي السابقة... فهي قلبي... وهي حلمي السرمدي "
ابتسم الطبيب مرة أخرى ثم خرج من الغرفة وهو يقول " حظاً موفقاً لكما "
التفت دانيال لإليزابيث وهو يقول " لا تعلمين كم أنا سعيد لأجلك "
مسحت إليزابيث دموعها وقالت بنبرة باكية " أحبك دانيال "
ابتسم دانيال ومسح دمعة تسللت من بين أهدابه وقال " أحبك أكثر "
ردت عليه إليزابيث بقولها " لا أنا أكثر "
ابتسم دانيال بحنان وقال " لا تقارني قطرة بمحيط "
وضعت إليزابيث إصبعها السبابة على فم دانيال وقالت " لا تبدأ "
قال دانيال بغرور " لا تتحدينني إن كنت تعلمين بأنني المنتصر في هذا "
أغلقت إليزابيث فم دانيال بكامل كفها وهي تقول بنبرة امتزجت بعبرات الفرح والحزن في آن واحد " قلت لا تبدأ"
وضع دانيال ابتسامة حانية على وجهه ثم أزال كف إليزابيث وقبله وهو يقول " كما تشائين... يا حلمي الأبدي " بعدها ضمها وقبلها بكل ما في قلبه من حب وعشق.
********************************
كتبتِ لي مستقبلي على الجدران
لونتِ لي عالمي بأجمل الألوان
من لمسة يديك نبض قلبي
من كلمة من شفتيك التهب إحساسي
ومن كلمة أحبك أنيرت ظلمة عالمي
لكم كنت قاسياً عديم الإحساس
لكنك لما جئت عدت بقلب طفل رضيع جريح الفؤاد
بوجودك أو من دونه أنا أحبك
بحبك أو بدونه أنا أعشقك
لقد عانينا من العالم الذي ظلمنا ظلم الظالم
ولو سنظل نقاسي مظلمات الحياة بأبشع صورها
فسيظل خافقي ينبض في الوجود باسمك
ويبث الحنان عبر شرايين جسدي
لأنقله إليك هدية يا ملكة عرش قلبي بقبلات من النرجس
لتذيبك وتذيب الجليد الذي غلفت نفسي به
فأنت هي حبي
وأنت هي حلمي
بعد سنوات عديدة............
وقف دانيال مستنداً على سياج يطل على شاطئ المحيط الأزرق الصافي وخلفه كانت بعض الكراسي البيضاء الجميلة ومن خلفهم حديقة رائعة الجمال وقد كان الوقت وقت الغروب والشمس متلبدة خلف ضيائها الخفيف الجميل لتنثر على السماء ألوانها الجميلة من البنفسجي والبرتقالي والزهري الجميل.
كانت إليزابيث تتطلع للمحيط بصمت وقد كان دانيال يحوطها بوضع يديه على السياح على جانبية وكأنه يمنعها من الفرار ويستمع لصوت الأمواج الحرة الجميلة وإلى صوت أنفاس إليزابيث التي لطالما عشقها وإلى نبضات قلبها المتناغمة مع صوت الأمواج أمامه والطيور خلفه لتعزف على أوتار قلبه أغنية الحياة... كان كل شيء مثالياً والجو دافئ جميل لهذا كانت إليزابيث ترتدي فستاناً بنفسجياً يصل لما تحت ركبتيها بقليل وقبعة بيضاء جميلة تغطي رأسها بينما دانيال يرتدي سروالاً رياضياً وبلوزة بيضاء خفيفة تعبر عن ارتياحه النفسي والجسدي... وفي حالة سكون تام حيث غرق هذين في حبهما السرمدي ظهر صوت صراخ مفاجأ وشخص ضرب كتف دانيال وهو يركض فانتفض هذين الاثنين وصرخا بصوت واحد " مارك كف عن حركاتك الغبية " ثم أكمل دانيال " وأنيتا أعقلي ولا تكوني طفلة لتلعبي معه "
كان مارك يركض خلف أنيتا بمرح على ذلك الممر الحجري الأحمر بعدها نزلا الدرج وخلعا حذاءيهما ليركضا على رمال الشاطئ الذهبية الناعمة.
استدارت إليزابيث بعدم مبالاة هي تقول " حتى المجانين يتزوجون "
هذا صحيح... لقد تزوج مارك بأنيتا مؤخراً لكنهما لم يتغيرا أبداً ولازالاً على مرحهما وجنونهما المعتاد بل زادا عليه أكثر فهما كطفلين كبيرين.
استدار دانيال بعد إليزابيث ثم قال " ربما سيعقلون بعد أن ينجبوا أطفالاً "
رفعت إليزابيث كتفيها بلا مبالاة وهي تقول " ربما "
أتى صوت جاك من خلف دانيال وإليزابيث يقول " دانيال.... إن ابنك معجب بابنتي... يبدو بأن آل كلون لهم انجذاب غريب لاسم إليزابيث... يبدوان كطيري حب... سنخطبهما لبعض ما رأيك؟؟ "
استدار دانيال ليقول لابنه الذي يلعب مع فتة بعمره تقريباً " جاسبر... دعك من هذه العجوز إنها أكبر منك بأربعة أشهر... وجاك في أحلامك " بعدها ضحك بصوت عالٍ.
ضربت إليزابيث ذراع دانيال ثم قالت بمعاتبة " كفى "
هذا صحيح أيضاً فقد أنجبت كات فتاتاً وأسمتها إليزابيث على اسم إليزابيث التي جمعت بينها وبين جاك وكانت ابنتهما جميلة جداً فقد كان شعرها بني كشعر كات يصل لوسط ظهرها وعيناها خضراوات واسعات كعيني والدها أما بشرتها فقد كانت بيضاء تحمل سمرة مائلة للون الوردي وقد كانت ترتدي في ذلك اليوم تنورة حمراء قصيرة وقميصاً أبيض منقوشاً برسوم حمراء أما إليزابيث ودانيال فقد أنجا ولداً وأسمياه جاسر كما كانا يريدان وقد كان وسيماً جداً ذا شعر أسود مائل للأزرق وناعم جداً كوالده تماماً وكانت إليزابيث تصففه له بطريقة الشعر الشائك حتى يبدو أكثر جمالاً وكانت عيناه مطريتان كعيني دانيال أيضاً وبشرته كانت بيضاء ناصعة كإليزابيث وقد كان في ذلك اليوم يرتدي سروالاً طويلاً ذا لون كحلي ومبكر مع الأبيض وقميص أبيض مع وشاح كحلي كالسروال تماماً يلفه حول رقبته والجزء العلوي من صدره... لم يكن جاسبر مكفوفاً كوالده بل كان مبصراً وكذلك كانت إليزابيث الصغيرة وكان الطفلين في السابعة من عمرها لكن إليزابيث الصغيرة كانت تكبر جاسبر بأربعة شهور.
ابتسم دانيال ثم قال " هيا جاسبر قل لعمك جاك عن درجتك "
ابتسم جاسبر ثم أشهر علامة الانتصار وهي برز إصبعه الإبهام وضم باقي أصابعه ثم قال " لقد أخذت 99% "
صرخ جاك بتعجب ثم قال " لم أحلم يوماً بجلب درجة كهذه.. أنك عبقري كوالدك تماماً "
ضحك جاسبر وقال " عندما أكبر أريد بأن أكون ذكياً وقوياً ووسيماً كوالدي تماماً "
قال جاك بتعجب " ألا تريد بأن تشبه أمك بشيء"
هز جاسبر رأسه نفياً ثم قال " لا لكنني أريد بأن تكون زوجتي كأمي تماماً "
ضحك الجميع مطولاً ثم قال مارك وهو يقترب منهم " وما هي أمنياتك أيضاً أيها الوسيم؟؟ "
أشهر جاسبر إصبعيه السبابة والأوسط بسعادة وقال " أريد بأن أدير شركة كبيرة جداً كشركة جدي "
" بل قل بأنك ستدير الشركة ذاتها فأنت وريثها المستقبلي " قال هذه العبارة السيد إدموند وهو قادم من بعيد حامل معه المثلجات للصغيرين.
صرخ جاسبر قائلاً " ها هو جدي " ثم ركض نحوه وركضت معه إليزابيث الصغيرة لتأخذ المثلجات.
من بعيد كانت ديانا تسير مع خطيبها الذي يدعى كاي وقد كان شاباً أبيض البشرة وذا شعر أشقر... باختصار وسيم أما أليكس وتوم فلم يأتيا لأن تلك الأولى توشك بأن تنجب طفلاً فقد تزوجت بتوم وهما سعيدين كثيراً... هل تسألون عن جوش؟؟.... هذا صحيح... جوش انتحر بالسجن لأنه لم يتحمل الحبس الانفرادي حيث كانت الأوهام والكوابيس تطارده فيه ومع وصول خبر استرجاع إليزابيث لذاكرتها وإنجابها للطفل انفجر من الغيظ وانتحر.
ابتسم السيد إدموند لإليزابيث الصغيرة وقال " هل أنت مستعدة لاستقبال أختك الصغيرة " قالها وهو يشير لبطن كات الجالسة على أحد الكراسي البيضاء المنتشرة على الممر الحجري وبطنها كان كبير فقد كانت حامل بفتاة أيضاً وكانت شهرا السابع ربما فقد كان كبيراً وجاك كان جالس بجوارها ومحوطاً لها بذراعه اليسر.... وإليزابيث قال لها الطبيب بأنها لن تستطيع الحمل مرة أخرى بسبب الأضرار التي حدثت عند سقوط أول طفلة لها وعند ولادتها لجاسبر لكنها راضية بالأمر ويكفي بأنها شعرت بشعور الأمومة.
نظرت آلي الصغيرة لبطن أمها ثم قالت " الطبع... وسأعتني ها جيداً مثل أمي "
ضحك السيد إدموند ثم تطلع لأبنيه وأقصد هما دانيال وإليزابيث فقد كانا مواجهين للمحيط وإليزابيث كانت تتطلع لمنظر الغروب الجميل ولون الليل الذي بدأ يكسي السماء بلونه المخملي الجميل وتتطلع لأمواج المحيط الزرقاء الحرة تتحرك يميناً وشمالاً وتضرب الصخور القاسية.... نعم الصخور... لكم تشبه حبهما... تشبهه كثيراً.. فقد وقف أمام الأمواج التي تحاول تحطيمه ولم يهز ولا ينهار بل بقى صامداً سامياً في الأفق.
ابتسم دانيال وقبل وجنه إليزابيث ثم قال " إليزابيث... صفيلي البحر"
صمتت إليزابيث لثوانٍ ثم قالت بشرود " إنه.. إنه يشبهك تماماً.. زرقته عينيك.... صفاؤه قلبك... أمواجه شعرك... وهذه النسمات تحركه يميناً وشمالاً... أما جوفه.. غموضك... وتقلباته تنطبق تماماً على مزاجك... إنه حقاً يشبهك... عندما أنظر إليه أراك... وعندما أنظر إليك أراه "
ابتسم دانيال بدفء بعدها قال " أترين هذه الشمس؟؟ "
نظرت إليزابيث للشمس بشكل عفوي ثم قالت " نعم "
قال دانيال " إنها تشبهك أيضاً... صحيح بأنني لا أراه لكنني أحس بها... لونها كما قالوا شعرك.... دفئها... قلبك... فأنت تنشرين الدفء لكل من حولك... ضوءها... كيانك فقد أنرتِ لي عالمي... وهي خطرة أيضاً..... مثلك تماماً "
استندت إليزايث على صدر دانيال وقالت " أترى... حتى لو مثلنا نفسنا في الطبيعة فنحن متقاربان جداً "
*********************************
دانيال........
د.... دموعي كلها لأجلك
ا.... أحبك يا أغلى ما في الوجود
ن... نور لعيناي المظلمتان أنت
ي.... يكفيني كلمة أحبك
ا....... لو تبعثرت أشواقي لشكلت اسمك
ل..... لك كل الحنان حتى لو قطفته من السماء
إليزابيث......
إ.... اسمك محفور على قلبي
ل.. يا ليلي الغامض ويا نهاري
ي... أويتني في ينبوع من الحنان يا حبي
ز... تزورني في أحلامي كلما أغمض النوم جفناي
ب.. برودك هو دفئي
ي... لا يستحق أحد الحب إلا أنت
ث... أحرف اسمي الثمانية تنبض بحبك
*******************************
قال دانيال " أتعلمين.. فكرت بهذا ليلة أمس.. إن حبنا قد بدأ أعمى لأننا لم نرى بعضنا ولكنه لم ينتهي كذلك... خسارة "
وضعت إليزابيث خصلات شعرها الذهبية خلف أذنها ثم قالت " ما الذي يجعلك تقول هذا..... أنا لازلت عمياء "
تقارب حاجبا دانيال باستغراب وقال " عمياء؟؟!!! "
ابتسمت إليزابيث ثم قالت " نعم عمياء وأعترف... بأن حبك أعماني " بعدها رمت نفسها عليه وقبلته بكل ما في العالم من حب وما من دانيال إلا أن قبلها وضمها وهو أسعد إنسان في العالم.
أرى ونسمع أمواج المحيط.....
زرقاء حرة.... تدعوا للسلام...
إن كان ماضينا تعيساً.... فلننساه معاً...
ولنبني مستقبلاً مشرقاً.... يقهر دياجير ليلنا...
فهيا يا عيناي.... أريني عبرهما... وتطلعي عني لمستقبل يمثل فجرنا المحطم...
وهيا يا قلبي اغمرني بدفئك... اغمرني بحنانك وحبك...
لأنسى جحيماً قد عشته ومضى...
فنحن سنمضي قدماً لمحطتنا القادمة... لمكان جديد... ومستقبل جديد...
وسننسى ماضينا فهو غير مهم... ولن يكون سوى ذكريات نبتسم عند ذكرها..
لدينا أمل... لدينا ابتسامة...
حاربنا بهما لوقت طويل وقد كانتا خير سلاح
فها هو الوقت قد حان الآن... ليتحول هذا السلاح لشموع تضيء حاضرنا ومستقبلنا
إننا الآن نملك الكون بأسره... نملكه بأحزانه وأفراحه... نملكه بكنوزه وآثاره...
فنحن كتلك الجبال لا يهزنا شي.... ونحن كهذه الأمواج يهابنا كل شيء...
ونحن كحبنا هذا... لا يمحونا أي شيء...
فهيا أيها الحزن... هيا أيتها الظلمات... ارتعبوا منا... ابتعدوا عنا... فنحن لا نهابكم
وهيا يا ألوان الفرح... اسمعي نداءنا... لوني عالمنا.. اجعليه غير الأبيض والأسود
اجعلي عيوننا تعكس أنواره...
كوني كالمصفاة تزيل الهموم عن محيطات عقولنا...
كوني كالمصباح ينير دياجير ليلنا..
واجعلي مستقبلنا ينبض بأغنيات الفرح... أغنيات السعادة والمرح..
فهيا يا عيناي أريني عبرهما... وتطلعي عني لمستقبل يمثل فجرنا المحطم...
[color:0